المقاتلون الكرد يوقفون تقدم داعش في "عين العرب كوباني" وصمود الاخيرة أربك حسابات كل من أنقرة وأربيل !!
أربك صمود عين العرب حسابات تركيا التي كانت تنتظر ذريعةً للدخول إلى سوريا ، كما اربك أيضاً حسابات أربيل التي تقاطعت مع تركيا تحت إشراف واشنطن ، في الوقت الذي استعاد المقاتلون الكرد في عين العرب كوباني ، تلة استراتيجية في قرية تل شعير ، فيما استمرت المعارك بين الطرفين في حي الصناعة والمربع الأمني وشارع التل ، وفق ما أفادت مصادر لوكالة تسنيم الدولية .
و اعلنت وحدات حماية الشعب عن وقوع اشتباكات عنيفة مع مسلحي داعش عند المدخل الشرقي لكوباني ، مشيرة إلى تدمير عربة محملة بدوشكا وسقوط العديد من القتلى في صفوف المسلحين . يأتي ذلك فيما واصلت طائرات التحالف الامريكي غاراتها على مواقع داعش في محيط المدينة.
و لقي صمود المدينة المحاصرة ، تعاطفاً واسعاً عززته شراسة المقاتلين والمقاتلات في خوضهم مواجهة غير متكافئة .
لكن الإدارة الأميركية ، التي بحثت عن مصداقية ما لتحالف واشنطن في مواجهة داعش ، و تحاول أن تأخذ عين العرب كوباني بطاقة عبور إلى الرأي العام العالمي .. لم تقدم لعين العرب أكثر من مسكنات ؛ فداعش بقي يستقدم امدادات وأسلحة ثقيلة، لم تؤثر فيها الضربات الجوية، ولم يظهر مؤشر على أن تحالف واشنطن جاد في مواجهة "داعش"، أكثر من رفع العتب .
اما تركيا التي ترى "لجان الحماية الكردية" تنظيماً إرهابياً ، مثل "داعش" أو أكثر ، اعترضت على مده بالسلاح من الجو ، ثم قبلت بعقد صفقة تحت إشراف واشنطن مع اربيل، لابتزاز عين العرب كوباني . وراقت لها فكرة إدخال "المجلس الوطني الكردي" إلى عين العرب من أراضيها ، فهو عضو في الائتلاف السوري الذي تراهن عليه تركيا للدخول إلى سوريا في أقرب فرصة ممكنة، وهو مقرب من رئيس اقليم اربيل المناوىء، لحزب العمال الكردستاني ولجان الحماية الشعبية .
غير أن هذه الفكرة بقيت حبراً على ورق، على الرغم من اجتماعات ثنائية وثلاثية، في أنقرة ودهوك واربيل .
و وضعت أنقرة شروطاً غير قابلة للتحقيق في مدى قريب ، لجهة الموافقة على مواصفات كل اسم يدخل إلى أراضيها، أو لجهة نوع سلاحه ومدة إقامته في عين العرب كوباني . و على الورق ، حلت واشنطن الإشكالات التقنية في اتفاق دهوك ، بشكل يرضي أنقرة و أربيل ، على الرغم من التصريحات المتضاربة بشأن عدد مقاتلي البيشمركة وأنواع أسلحتهم .
