نتنياهو يعترف : قوة حزب الله لبنان تضاعفت 15 مرة

و وجه نتنياهو في كلمة ألقاها أمس الاربعاء امام الكنيست الصهيوني مع بدء دورته الشتوية ، انتقادات حادة للقوات الدولية المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) ، معتبرًا أن هذه القوات 'غير قادرة علي تنفيذ المهمة التي انتدبت من أجلها، بموجب قرار مجلس الأمن 1701' . وقال نتنياهو : لقد ثبت أن انتشار قوات دولية في جنوب لبنان 'لم يكن خيارا مجدياً، وهذه القوة التي أنيط بها منع حزب الله من التزود بالوسائل القتالية لم تحقق النتيجة المطلوبة منها، إذ أن قوة حزب الله تعاظمت منذ عام 2006 بـ 15 ضعفاً عما كان عليه في السابق، من الصواريخ والوسائل القتالية'.

و شدد نتنياهو علي أنه 'لا يرمي إلي التقليل من شأن القوات الدولية ، ولا يلومها 'فهي غير قادرة علي فعل ما طُلب منها'، مشيرًا إلي أن هذه القوات غير قادرة علي مواجهة حزب الله، وأن المهمة الموكلة إليها 'لا تتلاءم مع كفاءاتها، وهي لا يمكنها ان تضمن السلام والامن أو تمنع وقوع هجمات ضد «إسرائيل»' ، معتبرًا أن شأنها شأن قوات الأوندوف (قوة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار في الجولان)، التي أخلت جميع مواقعها وهربت إلي اراضينا (فلسطين المحتلة)'.
في سياق متصل ، أعلن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الصهيوني، يائير غولان ، أن احتمالات التصعيد مع حزب الله كبيرة جداً، معتبرًا أن هناك ثلاثة تقديرات للوضع لدي الجيش الصهيوني، حيال المعادلة الحالية والمواجهة المقبلة مع حزب الله، يوجد 'ميزان ردع متبادل؛ الحرب ستكون مؤلمة ولا تقاس بما قبلها؛ ويجب الإسراع في إنهاء الحرب - إن اندلعت- لتخفيف التهديد عن «الإسرائيليين»' . و نقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية في عددها الصادر اليوم الخميس عن غولان قوله في حديث للإذاعة العسكرية (الصهيونية) لمناسبة انتهاء ولايته ، إن 'المعادلة التي تحكم المواجهة بين «إسرائيل» وحزب الله هي، توازن ردع متبادل، إلا أنه ردع غير كامل، ولدي الجانبين درجة من التحمل والصبر وضبط للنفس، ومن بعده لا يمكن أيّاً منهما السكوت، فيبادران إلي عمل كهذا أو ذاك. أما الكلام عن أبيض وأسود، وردع وعدم ردع، فليس كلاماً صحيحاً'.
حزب الله، بحسب غولان، 'يسعي إلي الحفاظ علي حدود هادئة، لكن في الوقت نفسه يعتقد (الحزب) أن من واجبه تنفيذ عمليات ضد «إسرائيل» من حين إلي آخر، وهذا تحدٍّ بالغ الأهمية ويحمل في طياته احتمالات تصعيد كبيرة جداً، لأن هذه العمليات خطرة، ولأجل ذلك نعمل علي الحفاظ علي مستوي عال من الجاهزية، إضافة إلي أنشطة أمن جار استثنائية' . لكن هل يلجأ حزب الله إلي اشعال الجبهة مع «إسرائيل» بصورة كاملة ؟ أجاب غولان بأن 'المسألة مرتبطة بظروف حزب الله ودرجة الضغط المفعل في وجهه، وعلي هذا الأساس قد يغيّر (حزب الله) من استراتيجيته ويشنّ هجوماً كبيراً علي «إسرائيل» تكون له تداعيات كبيرة جداً' .
ورداً علي سؤال عن إمكان القياس بين عملية «الجرف الصامد» ضد قطاع غزة والحرب المقبلة ضد حزب الله، أكد غولان أن 'تهديد الشمال، في مواجهة حزب الله، هو أكبر بكثير من التهديد الجنوبي (مقابل القطاع)، الأمر الذي يتطلب من الجيش خطوات حاسمة أكثر وبحجم أكبر، قياساً بما حصل في الجنوب' . و لفت غولان إلي أن الجيش الصهيوني 'سيجهد في المواجهة الشاملة مع حزب الله علي تقصير مدة القتال، إذ من غير المعقول أن لا يستعد الجيش لحسم سريع'، وقال: إن 'المواجهة الأخيرة في قطاع غزة، يمكن أن تفيد في الحرب المقبلة مع حزب الله، فأنا آخذ كل ما حصل معنا في عملية الجرف الصامد (مع المقاومة الفلسطينية)، وأعمل علي ترجمته إلي اللغة الشمالية (مع حزب الله)، وأحاول أن أتبين أنا والضباط في القيادة، ما يجب فعله مع هذا العدو (حزب الله) الفريد من نوعه' . و أكد غولان أن 'تهديد حزب الله للجبهة الداخلية، سيكون أكبر مما حدث في الجنوب، بل لن يكون بالإمكان توفير مظلة حماية بواسطة القبة الحديدية كما جري مع قطاع غزة، إذ إن نوعية الصواريخ والقذائف الصاروخية الموجودة لدي حزب الله تختلف كثيراً عن تلك الموجودة في القطاع. من هنا، سيكون التحدي كبيراً جداً، ولن يكون شبيهاً لما شهدناه في عملية «الجرف الصامد»، والإصابات ستكون أكثر بكثير' .
و ردًا على سؤال عن تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بـ«احتلال الجليل» (شمال فلسطين المحتلة)، أعطي غولان، جوابًا مطمئنًا ومقلقًا في آن للمستوطنين الصهاينة في هذه المنطقة، فهو أكد أن عملية إخلاء المستوطنات بعد اندلاع الحرب مع حزب الله، لن تكون كاملة وشاملة، وقال: 'إن إفراغ المستوطنات من المستوطنين لن يكون علي صعيد كل مستوطنات الشمال، بل سيقتصر الأمر علي جزء منها'.