نائب نصر الله : صواريخ حزب الله القادمة من ايران وصلت لعمق «إسرائيل» ولعبت دورًا مهمًا في معادلة انتصار تموز

نائب نصر الله : صواریخ حزب الله القادمة من ایران وصلت لعمق «إسرائیل» ولعبت دورًا مهمًا فی معادلة انتصار تموز

شدد سماحة الشيخ نعيم قاسم الامين العام المساعد لحزب الله لبنان على ان "صواريخ حزب الله القادمة من ايران الإسلامية ، لعبت دورًا مهمًا في معادلة الانتصار في عدوان تموز عام 2006 ، لأنها وصلت إلى عمق الكيان «الإسرائيلي» ، و اكد في حوار هام مع وكالة تسنيم الدولية ، ان "ما حصل في سنة 2006 ، ما هو إلاَّ نموذج ، سيكون أصعب على «الإسرائيليين» ، بسبب التطور الذي حصل في إمكانات حزب الله ، و دعم الجمهورية الإسلامية الايرانية ، واستعدادات الحزب لأي مواجهة قادمة" .

و قال سماحته : "للمرة الأولى تصبح المعركة في الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» ، وهذا بسبب الصواريخ التي تصل إلى هذه الجبهة ، فلا القذائف قادرة على الوصول ، ولا الطائرات الحربية متوفرة عند المقاومة، والطريق الوحيد هو القدرات القتالية التي يمكن رميها على العدو،  وهنا دور الصاروخ الإيراني مع المقاومة في مواجهة «إسرائيل» .

فيما يلي نص الحوار الذي اجرته وكالة تسنيم الدولية مع الشيخ نعيم قاسم في اطار الملف الذي اعدته بمناسبة ذكرى استشهاد الشهيد البطل طهراني مقدب الأب الروحي للقوة الصاروخية في ايران الاسلامية :

• باعتقادكم إلى أي مدى استطاعت القوة الصاروخية الإيرانية الوقوف إلى جانب قوى المقاومة و حركات التحرر في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب وحماته ؟

سماحة الشيخ : ان الحرب اليوم تختلف تمامًا عن الحروب في العقود الماضية، حيث كانت قدرات الجيوش هي التي تواجه بعضها بعضًا ، وهنا تعتمد الجيوش على الطائرات والقصف المدفعي والإمكانات البشرية والاقتحامات ، أمام المقاومة فأسلوب عملها يتركز على الكر والفر ، وعلى امتلاك قدرات متحركة، تستطيع أن تنتقل من مكان إلى مكان آخر و تكون في آنٍ معًا مخفية ، و لكن باستطاعتها أن توقع بالمهاجمين الخسائر، وكذلك بجبهته الخلفية التي تتضرر فتشكل ردعًا لهذه الجماعة.
هنا نجد أهمية القوة الصاروخية الإيرانية التي وقفت إلى جانب قوى المقاومة في مواجهة العدو «الإسرائيلي» في لبنان وفلسطين ، إذ أن هذه الصواريخ وصلت في الحروب الأخيرة التي بدأت بعد الاجتياح «الإسرائيلي» 1982 ، اعتمدت هذه الحروب على القدرة الصاروخية بتفاوت ، فمثلًا : في عدوان تموز سنة 1993 كانت صواريخ الكاتيوشا التي تسقط بمعدلات قليلة على المستوطنات الحدودية التي تواجه لبنان هي أحد الأسباب الأساسية لمحاولة «إسرائيل» لتوجيه ضربة لحزب الله لمنع إطلاق هذه الصواريخ ، و لكن كانت النتيجة تفاهم تموز الذي ثبَّت معادلة عدم الاعتداء «الإسرائيلي» على المدنيين في لبنان كي لا يطلق حزب الله الصواريخ على الكيان «الإسرائيلي» ، بمعنى آخر أن لا يطلق الصواريخ على المستوطنات.
ذًا القدرة الصاروخية مهمة جدًا ، وهذا الأمر تكرر في عدوان سنة 1996 ، فكان تفاهم نيسان مبني على قاعدة تفاهم تموز أيضًا ، بمعنى عدم إطلاق الصواريخ من الجهتين على المدنيين، إي اقتصار العمل على مواجهة الجنود والمقاومين، يعني الموضوع عسكري في الميدان وبشكل مباشر.
هذه القدرة الصاروخية تطورت كثيرًا في حزب الله ، وكان لإيران الدور الأول والأساس لأن هذه القدرة هي بالعدد والتدريب وتثقيف الأفراد وإجراء المناورات، وكذلك التدريب الصناعي على إنجاز بعض مقومات هذه الصواريخ أو جزء منها، فالقوة الصاروخية لا نعني بها إرسال عدد من الصواريخ الإيرانية إلى المقاومة، وإنما  القوة الصاروخية هي كل مستلزمات الصاروخ من وجوده إلى كل عمليات النقل والتأهيل والتدريب وكيفية الإطلاق وتحقيق الأهداف وتخصيص الأفراد.
وهذا بالفعل هو الذي أوجد ميزة في معادلة مواجهة قوى المقاومة للعدو «الإسرائيلي» ، لأنه للمرة الأولى تصبح المعركة في الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» وهذا بسبب الصواريخ التي تصل إلى هذه الجبهة، فلا القذائف قادرة على الوصول ، ولا الطائرات الحربية متوفرة عند المقاومة، والطريق الوحيد هو القدرات القتالية التي يمكن رميها على العدو،  وهنا دور الصاروخ الإيراني مع المقاومة في مواجهة «إسرائيل» .
• ما هو الدور الذي لعبته صواريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تسلح بها حزب الله لبنان ، في رسم انتصارات قوى الإيمان و الثورة والمقاومة خلال عدوان 33 يومًا ، وكذلك دعم الحكومة السورية في مواجهة مختلف الجماعات الإرهابية ؟

سماحة الشيخ : الكل يشهد أن عدوان تموز على لبنان سنة 2006م هو حرب حقيقية خاضتها «إسرائيل» من أجل القضاء على المقاومة الإسلامية في لبنان أي على مقاومة حزب الله ، لكن استخدام حزب الله لأنواع متعددة من الصواريخ التي أرسلتها الجمهورية الإسلامية سواء صواريخ "فجر" أو "رعد" أو الصواريخ الأخرى بمستويات مختلفة ، كان لها الدور الكبير لتطال أماكن مختلفة في الكيان الغاصب ، وصلت تقريبًا إلى نصف الكيان الغاصب ، وجعلت حوالي نصف اليهود في حالة خطر من هذه الصواريخ ، أي بحسب الإصطلاح «الإسرائيلي» كانت الجبهة الداخلية معرضة للخطر . وهذه نقطة ضعف مهمة عند «الإسرائيلي» و نقطة قوة مهمة عند حزب الله ، ولولا هذه الصواريخ لما أمكنا تحقيق هذا الإيلام في الجبهة الداخلية وهي جبهة العسكر الخلفية .
نعم يمكننا أن نقول أيضًا بأن المواجهات المباشرة مع الصواريخ والقذائف والإمكانات المباشرة لها تأثير على الجنود بحيث أنها منعتهم من التقدم أو تحقيق إنجازات أو أوقعت فيهم خسائر معينة ، لكن للصواريخ الدور الكبير في مثل هذه المعركة بين المقاومة والكيان «الإسرائيلي» .
إذًا صواريخ حزب الله القادمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعبت دورًا مهمًا في معادلة الانتصار في عدوان تموز سنة 2006م ، لأنها وصلت إلى عمق الكيان «الإسرائيلي» ، وكذلك جرت الافادة من قدرات صاروخية من سوريا ، ولدينا معلومات أن الإيرانيين أيضًا تعاونوا مع الحكومة السورية والجيش السوري لإنشاء مصانع للصواريخ كان لها دور كبير في مختلف المواجهات سواء من الحكومة السورية باتجاه الجماعات الإرهابية أو بدعم حزب الله ببعض هذه الصواريخ المصنعة.

• إلى أي مدى استطاعت القدرات الصاروخية والتقنيات الإيرانية التي تم تجهيز قوى المقاومة في فلسطين بها من بينها حركة حماس والجهاد الإسلامي ، أن تكون فاعلة ومؤثرة في الانتصارات التي حققتها خلال حرب 22 يوما وعدوان 51 يوما ؟

سماحة الشيخ : ان عقدة «إسرائيل» بعد عدوان تموز 2006 كانت الجبهة الداخلية، وبما أن غزة هي في قلب فلسطين، والمسافات ما بين غزة وحيفا ويافا وتل أبيب هي مسافات غير بعيدة بالمقارنة مع لبنان وجنوب لبنان تصبح الصواريخ الأقصر مدى مهمة في غزة ومؤثرة، لأنها تستطيع أن تطال أماكن حساسة في فلسطين المحتلة ، وأصبح معروفًا أن صاروخ "فجر" كان له دور كبير في الوصول إلى تل أبيب في حرب 22 يوما ، وهذا ما أحدث تغييرًا في معادلة الحرب مع غزة، وكذلك في عدوان الـ 51 يومًا حيث أُطلقت صواريخ أكثر باتجاه تل أبيب وأماكن أخرى من فلسطين المحتلة حيث يتواجد الكيان الغاصب، وكان لتخريب الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» الأثر الكبير في انتصار غزة . صحيح أن المجاهدين أبلوا بلاءً حسنًا و رائعًا في صد العدوان بريًا وفي إيقاع خسائر كبيرة على غلاف غزة بالعدو «الإسرائيلي» ، لكن أثر الصواريخ هو الأثر الأبلغ، إذ أنه في مقابل الاعتداء على المدنيين وقتل العزل من النساء والأطفال في فلسطين وتدمير البيوت لا يوجد حل مؤلم لـ«الإسرائيلي» من أجل  إيجاد التوازن إلاَّ بأن تستهدف جبهته الداخلية وهذا ما جعل ثلاث ا{باع «إسرائيل» في حالة ارباك وخوف وتوتر، وأثر في المعركة وهذا بسبب القدرات الصاروخية .

• اعتمد أعداء الإسلام وعلى رأسهم أمريكا مسارًا عدوانيًا ، ولطالما عملوا على تضليل الرأي العام عبر بث مزاعم واهية بأن القدرات الصاروخية لإيران الإسلامية تشكل تهديدًا للدول العربية بالمنطقة خاصة دول الخليج الفارسي ، فما هي الأغراض التي تنطوي عليها سياسة أمريكا و حلفائها في هذا المجال وتسعى إلى تحقيقها ؟

سماحة الشيخ : لدينا تجربة واضحة بخدمة الرأي العام و دول منطقة الخليج الفارسي، فقد نجحت الثورة الإسلامية المباركة في إيران سنة 1979 ، وأصبح الآن عمرها 35 سنة ، و مع ذلك لم يُسجل أي إشكال أمني أو عسكري بين الجمهورية الإسلامية وأي دولة عربية من دول الخليج الفارسي ، بل إيران هي التي تحملت الاعتداء العراقي عليها لمدة ثماني سنوات ، و وقف خلف هذا الاعتداء العراقي دول الخليج الفارسي و أمريكا ودول أوروبا والعالم كله ، وكانت إيران في حالة الدفاع وتحرير أرضها من الاحتلال العراقي الذي قام به صدام . إذًا تجربة 35 سنة تُبيِّن أن إيران أُعتديَ عليها و لم تعتدِ على أحد ، وهي دائمًا تطمئن كل دول الخليج (الفارسي) بأنها لا تستهدفهم والتجربة أكبر دليل على ذلك ، نعم يُشهد لإيران أنها كانت في الصف الأول وفي الخندق المتقدم لدعم المقاومة ضد «إسرائيل» سواء في لبنان أو في فلسطين ، وهذا ما تُجاهر به إيران ، وهذا ما له آثار ميدانية على المستوى العملي.
بالخلاصة ، إيران لا تستهدف دول الخليج (الفارسي) ، وفي أهدافها لا تتطلع في أن تمد يدها إلى أي دولة من هذه الدول، وهي تؤمن باستقلال الدول وحق الشعوب في الخيارات التي يريدونها، وبناء عليه أي مخاوف تطلق من بعض دول الخليج الفارسي هي مخاوف لا صحة لها، بل أتأسف أن أقول بأنها تطلق بخلفية منع إيران من أن تكون دولة ذات وزن ودور في المنطقة ومؤثرة في مواجهة «إسرائيل» . إذًا المخاوف تخدم «إسرائيل» ولا تخدم أمن دول المنطقة .
أمَّا أمريكا فهي رأس الحربة في دعم مشروع الكيان «الإسرائيلي» ، و كل الضغوطات والعقوبات والملف النووي التي تواجه أمريكا إيران بها إنما هي من أجل موقف إيران من القضية الفلسطينية . كان الأولى للدول العربية والإسلامية أن تقف موقف إيران، لا أن تكون إيران وحدها في الميدان بهذه الصورة وبهذه الكيفية ، لذا أي كلام بأن القدرات الصاروخية الإيرانية تشكل تهديدًا للدول العربية في المنطقة هو كلام لا أساس له ولا دليل عليه ولا صحة له على الإطلاق ، هذه القدرات الصاروخية هي :
- أولًا لحماية إيران الدولة والثورة
- ثانيًا لخدمة مشروع المقاومة ضد العدو «الإسرائيلي»
- و هي بخدمة دول المنطقة إذا أرادت أن تستفيد من قدرة إيران وأن تضمن أمنها
و قد عرضت إيران مرارًا وتكرارًا التعاون في مسألة الخليج الفارسي والمياه ، وحماية المنطقة، بدل القواعد الأمريكية المنتشرة واليت لا تخدم مشروع إيران والدول العربية .

• ختامًا ... هل لديكم أي خاطرة بشأن دور الصواريخ وهذه التقنية في انتصارات حزب الله؟

سماحة الشيخ : استفاد المجاهدون من تقنية الصواريخ بأعلى درجات الافادة ، وعملوا على أن يختاروا أماكن تموضع للصواريخ تستخدم لمرة واحدة ، لأن الصاروخ عندما يطلق يُحدد موقع إطلاقه فيأتي الطيران «الإسرائيلي» أو المدفعية ليقصف مكان إطلاق الصاروخ ، لكن لا يكون في مكان الإطلاق لا المجاهدون، ولا الصواريخ الأخرى، وهذا من تجربة العمل المقاوم التي تختلف عن تجارب جيوش الدول ، خاصة أن جيوش الدول عادة تنشر بطاريات صواريخ مكشوفة وكبيرة ، وإذا تعرضت البطارية للضرب فإن عدد كبيرًا من الصواريخ والمخازن والإمكانات يتأثرون ، بينما يتعامل المقاوم مع الصاروخ كقطعة تستخدم لمرة واحدة في زمان لمرة واحدة ، و قد أصبح عند الأخوة المجاهدين مرونة كبيرة في هذا الشأن ، وقدرة على اخفاء وجود هذه الصواريخ وتحديد احداثياتها بشكل دقيق جدًا، بكل صراحة: تحول الصاروخ إلى قيمة استثنائية بسبب طريقة أداء المقاومين .
ومن الخواطر التي أتذكرها جيدًا : أن صواريخ الكاتيوشا التي تسمى بـ"الصواريخ العمياء" لأنها لا تصيب بشكل نقطوي ، وهي (تخريع) أكثر منها للإصابة ، كان يطلقها بعض المنظمات من لبنان قبل الاجتياح «الإسرائيلي» 1982 ولا تحقق شيئًا وهي أشبه بالاستعراض ، بينما بعد سنة 1982 بسبب ابتعاد حزب الله عن الظهور العلني المسلح وطريقة عمله المقاوم الفريدة من نوعها والمميزة بسريتها، أصبح كل صاروخ كاتيوشا أو أي نوع من أنواع الصواريخ له قيمة استثنائية، لذا كانت تُرمى بالعدد، وكان لها تأثير تراكمي في تحقيق الانتصار بحمد الله تعالى ، فتحول صاروخ الاستعراض(التخريع) إلى صاروخ له قيمة، فكيف بالصواريخ النقطوية التي تشكل الآن حالة ردع حقيقية لـ«إسرائيل» منذ سنة 2006 لأنهم يعلمون أن الصواريخ النقطوية متوفرة لحزب الله ، وما حصل في سنة 2006 ما هو إلاَّ نموذج سيكون أصعب على «الإسرائيليين» بسبب التطور الذي حصل في إمكانات حزب الله ، ودعم الجمهورية الإسلامية واستعدادات الحزب لأي مواجهة قادمة .

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة