الإمام الخامنئي:أمن«اسرائيل» سيزداد سوءً سواء تم الاتفاق أو لم يتم .. وأمريكا هي المتضرر الأكبر من فشل المفاوضات

الإمام الخامنئی:أمن«اسرائیل» سیزداد سوءً سواء تم الاتفاق أو لم یتم .. وأمریکا هی المتضرر الأکبر من فشل المفاوضات

أشاد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمي الامام السيد علي الخامنئي ، اليوم الخميس بأداء الفريق الايراني المفاوض وقال انه يبذل الكثير من الجهود الجدية ويصمد بوجه الضغوط بمنطقية مؤكدا عدم معارضته لتمديد المفاوضات النووية والقبول بالتوافقات العادلة والمنطقية..لكن اذا لم تصل هذه المفاوضات الي نتيجة فإن أمريكا هي المتضرر الاكبر من ذلك ، و ليس ايران ، و سواء تم الاتفاق أو لم يتم فإن أمن كيان الاحتلال الصهيوني سيزداد سوءً يوما بعد آخر.

وافاد القسم السياسي لوكالة تسنيم الدولية للانباء ، بأن سماحته اعلن ذلك اليوم خلال استقباله أعضاء‌ المجمع الأعلى لتعبئة المستضعفين في اليوم الأخير من اسبوع التعبئة الشعبية "البسيج" ، ان الحكومة الامريكية حكومة استكبارية وتريد فرض ارائها وهذه هي مشكلتنا مع امريكا ، مضيفا بأن الطرف المقابل وخصوصا الولايات المتحدة غير منطقي ويتحدث كل يوم بشكل مختلف . و اشار الامام الخامنئي الى ان الولايات المتحدة الامريكية تحدثت في رسائلها و الاجتماعات الخاصة بأسلوب ، يختلف عن اسلوب حديث في العلن ، مؤكدا ان الولايات المتحدة تريد الافادة من المفاوضات النووية لحل مشاكلها الداخلية . و اشاد القائد الخامنئي بالفريق الايراني المفاوض و قال انه يبذل الكثير من الجهود الجدية ويصمد في وجه الضغوط ، بمنطقية ، لافتا الى ان ايران الاسلامية تقبل بالاتفاقات العادلة والعقلانية وليس هناك مجال لفرض الاراء او المطالبات المبالغ فيها و غير المنطقية . و اضاف الامام الخامنئي قائلا : لا اعارض تمديد المفاوضات النووية ، لانني لم اعارضها اساسا ... لكن اذا لم تصل المفاوضات النووية الى نتيجة ، فان المتضرر الاكبر ستكون امريكا وليس ايران ، مؤكدا القول : "لن نتضرر إذا لم نتوصل الى اتفاق نووي ، وطريق الحل لدينا هو الاقتصاد المقاوم" . و اردف قائلا : يقولون إنه يجب الحفاظ على أمن «إسرائيل» لكن ليعلموا أنه اذا تم الاتفاق او لم يتم .. فإن «إسرائيل» ستصبح أقل أمناً وستزداد اوضاعها سوءً يوما بعد آخر" ، مضيفا : "لقد تم تصدير الفكر التعبوي ، و قد حقق انتصارات في سوريا ولبنان والعراق واليمن ... وسيفعل ذلك في القدس" .

واعتبر قائد الثورة الاسلامية ترافق الفكر والعلم والمنطق مع الحرص والدوافع الذاتية سر نجاح التعبئة في ساحات العمل المتنوعة والواسعة ، و اضاف ان القاعدة الفكرية التعبوية الاولى والاكثر اساسية المستلهمة من المبادئ الدينية الراسخة هي الشعور بالمسؤولية الانسانية والالهية تجاه الذات والاسرة والمجتمع والبشرية . واضاف ايضا ان القاعدة الثانية للفكر التعبوي والمكملة للقاعدة الاولى والضرورة لها هي البصيرة والوعي بمعنى معرفة الزمن والاولويات ومعرفة الصديق والعدو ومعرفة اداة المواجهة مع العدو. كما اعتبر القائد الخامنئي غياب البصيرة بانه يوفر الارضية للتورط في الشبهات والجهالة والانحراف الفكري ، و تابع القول : ان الذين لا يملكون البصيرة هم كالبائسين الذين تورطوا في احداث الفتنة عام 2009 (التي تلت الانتخابات الرئاسية قبل الماضية) ، اذ يتحركون ويعملون في اجواء مغبرة ولهذا السبب ربما يساعدون العدو ويهاجمون الصديق . و اكد سماحته ان الشعور بالمسؤولية من دون امتلاك البصيرة يعتبر امرا خطيرا للغاية ، و لقد قام بعض الافراد ، خلال العقود الثلاثة الاخيرة باجراءات من منطلق الشعور بالمسؤولية لكن من دون بصيرة ما ادى بالتالي الى الحاق الضرر بنهضة الامام و الثورة والبلاد .
ولفت سماحته الى نقطة مهمة اخرى ، هي ان الفكر التعبوي الذي كان الامام الراحل هو المؤسس له قد اصبح انموذجا يستلهم منه ، حيث نشهد هذا الفكر اليوم في العراق وسوريا ولبنان وغزة وسنشهد ذلك بفضل الله تعالى في المستقبل غير البعيد في القدس الشريف ولانقاذ المسجد الاقصى . و اكد سماحته انه بناء على ذلك وببركة الفكر التعبوي اصبحت الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تقهر ، واضاف : ان الجمهورية الاسلامية اصبحت عصية على الهزيمة في ضوء تعبوية الغالبية الساحقة من الشعب الايراني ، لكن هذا لا يعني الغفلة عن الاختبارات ومسار الحركة . و اوضح قائلا ان المسار الاساس لحركة الجمهورية الاسلامية الايرانية هي مواجهة الاستكبار والادارة الاميركية الاستكبارية ولا ينبغي التقاعس في هذا المسار او ان يحدث خطأ ما . وبطبيعة الحال نحن لا مشكلة لنا مع شعب او دولة امريكا .. بل ان مشكلتنا هي مع غطرسة الحكومة الاميركية ومطامعها .

واعتبر القائد الخامنئي القضية النووية بانها مجرد ذريعة ، واضاف ان لهم بطبيعة الحال ذرائع اخرى ايضا .. الا ان الهدف الحقيقي من وراء الحظر والضغط الاقتصادي كعامل مهم ، هو وقف تقدم ايران . كما اعتبر إقرار وسائل الاعلام الغربية بانخفاض شعبية الرئيس الاميركي ، و العدد الضئيل جدا للمشاركين في الانتخابات الاخيرة بأمريكا و احداث فرغوسن ، من ضمن المؤشرات العديدة للشرخ العميق بين الشعب والحكومة الاميركية . و بشان حاجة الحكومة الاميركية الى المفاوضات النووية ، قال : ان المسؤولين الاميركيين وفي ضوء هذه المشاكل المتزايدة ، هم بحاجة الى تحقيق نجاح وانتصار كبير . واضاف : على النقيض من امريكا ، فان المفاوضات لو لم تصل الى اتفاق .. فان السماء لا تكون قد انطبقت على الارض بالنسبة لنا ، لان لنا طريق الحل عنوانه : الاقتصاد المقاوم . ولفت سماحته الى ان الاقتصاد المقاوم يؤدي على الامد القصير الى خفض ضربات العدو ، و مثلما يعتقد اصحاب الراي فان هذه الرؤية ستصل بحركة الشعب الايراني العظيمة الى الذروة على المديين المتوسط والطويل .
و انتقد قائد الثورة الاسلامية تصريحات بعض المسؤولين الامريكيين بعد تمديد المفاوضات ، واضاف انهم يقولون ان على ايران كسب ثقة المجتمع العالمي ، حيث ان هنالك نقطتين خاطئتين ، الاولى هي ان هذا العدد القليل من الدول يطلقون على انفسهم اسم المجتمع العالمي ولاثبات كلامهم يقومون بشطب نحو 150 دولة عضو في حركة عدم الانحياز والمليارات من افراد المجتمع البشري من المجتمع العالمي عمليا . اما النقطة الثانية فهي اننا اساسا لسنا بأي حاجة الى ثقة امريكا ، ولا نريد كسب ثقتها ، لان هذا غير مهم بالنسبة لنا . واكد الامام الخامنئي انهم (الامريكان) مستكبرون ، و ان ماءنا و ماءهم لا يصب في نهر واحد .

و في الاشارة الى تصريحات المسؤولين الاميركيين حول ضرورة الحفاظ على امن كيان الارهاب الصهيوني في ظل المفاوضات النووية ، قال سماحته : اعلموا ان أمن «اسرائيل» سيزداد سوءً و ستصبح اقل أمنا يوما بعد اخر سواء تم الاتفاق أو لم يتم . و في هذا الصدد اضاف الإمام الخامنئي : بطبيعة الحال فان المسؤولين الاميركيين ليسوا صادقين حتى في كلامهم هذا ، لانهم يسعون وراء مصالحهم و امنهم الفردي ، وليس امن «اسرائيل» . و اردف القول : ان الهدف الاساس للمسؤولين الاميركيين هو ارضاء الشبكة العالمية للراسماليين الصهاينة ، لان هذه الشبكة تعطيهم الرشوة و المال والمسؤولية ، كما تقوم بتهديدهم و فضحهم وحتى اغتيالهم عند الاعتراض . و اشار الى صدق المسؤولين الايرانيين مع الشعب و الصمود الوطني للايرانيين امام الغطرسة ، وأشاد بأداء الفريق المفاوض ، و قال انه يبذل الكثير من الجهود الجدية ويصمد بوجه الضغوط بمنطقية مؤكدا عدم معارضته لتمديد المفاوضات النووية والقبول بالتوافقات العادلة والمنطقية ، مؤكدا : اذا لم تصل هذه المفاوضات الي نتيجة فإن أمريكا هي المتضرر الاكبر من ذلك ، و ليس ايران .

وقبل ذلك ، أشاد سماحته بمؤسس النظام الاسلامي في ايران و مفجر الثورة الاسلامية في العالم المصلح الاسلامي الكبير الامام الخميني طاب ثراه لنظرته الثاقبة ورؤيته الواضحة في مختلف المجالات حيث كان يحدد المعالم ويرسمها مؤكدا أن الامام الراحل قدس سره الشريف الذي أمر بتشكيل جيش 20 مليون نسمة ، أكد في الوقت ذاته ضرورة أن يصرخ الشعب الايراني بوجه أمريكا . وقال قائد الثورة الاسلامية "ان العالم النووي الشهيد مجيد شهرياري واخوانه ، بادروا الي التقنية النووية العلاجية ، عندما أغلق الاعداء كل الابواب بوجه الشعب الايراني المسلم لعدم حصوله علي الادوية التي يحتاجها ، حيث قام هذا الشهيد واخوانه بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة وانتاج الوقود" . وأشار سماحته الي انتشار الفكر التعبوي الذي أرسى أسسه الامام الراحل رضوان الله عليه ليصل الي العراق و سوريا و لبنان وغزة ، معربا عن أمله بأن يحل ذلك اليوم الذي يتم فيه انقاذ القدس الشريف والمسجد الاقصى في المستقبل القريب. وشدد الامام الخامنئي علي إن الجمهورية الاسلامية الايرانية ، و انطلاقا من هذا الفكر ، لن تهزم و لن تقهر أبدا ، ذلك لان غالبية الشعب الايراني المسلم هم تعبويون ويحملون الفكر التعبوي .. الا انه يجب عدم الغفلة عن مخططات الاعداء .

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة