آيةالله قاسم : الشعب مستعدٌ لأربع سنوات أخرى وأضعافها والنتيجةالمزعومةللانتخابات تدفع السلطةللقبول بأي تصويت

آیةالله قاسم : الشعب مستعدٌ لأربع سنوات أخرى وأضعافها والنتیجةالمزعومةللانتخابات تدفع السلطةللقبول بأی تصویت

وسط هتافات حشود الجماهير "ثورة ثورة حتى النصر" و "معكم معكم يا علماء" و "بالروح بالدم نفديك يا فقيه" .. اكد الزعيم الديني الكبير في البحرين سماحة اية الله الشيخ عيسى احمد قاسم اليوم الجمعة ، ان النتيجة المزعومة للانتخابات وفق ما اعلنته الحكومة ، لابد أن تدفع السلطة لتحدي الشعب و القبول بأي تصويت ، مضيفا بان الشعب لم يضع سقفاً زمنياً لانتهاء حراكه .. وهو مستعدٌ لأربع سنوات أخرى وأضعاف الأربع من السنين .

و افادت وكالة تسنيم الدولية للانباء بأن آية الله الشيخ عيسى قاسم اعلن ذلك في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت اليوم في جامع الامام الصادق ع بمنطقة الدراز في المنامة ، و التي شهدت حضورا كبيرا جداً ، وذلك على إثر دعوة العلامة السيد عبدالله الغريفي للحضور بقوة رداً على قيام السلطات الأمنية بالاعتداء على منزل الشيخ عيسى قاسم .

و قال سماحته : "انتهت الجولة الأولى من انتخابات المجلس النيابي، ولا وقفة لي إلا لأمر واحد تاركاً الأمور الأخرى .. حيث وصلت نتيجة الانتخابات حسب التصريح الرسمي إلى 52 % فإذا سلمنا بهذه النتيجة فإنها نتيجة لابد أن تعطي السلطة طمأنينة كاملة لأن تقدم بشجاعة لقبول أي مقترح لإقامة استفتاء أو انتخاب مضمون النزاعة و بإشراف مشترك بينها وبين الشعب ، وبإشراف ورقابة دولية، في أي موضوع من الموضوعات" . وآضاف اية الله قاسم : "إن صلاح القيادة ضرورة لتقدم الأمة ، ولا تقدم لشعب من دون القيادة الصالحة ، والأصل الصحيح أن قيادة الدين والدنيا تكون في يد واحدة كما في الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام" .
فيما يلي نص خطبة الجمعة لسماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم بجامع الإمام الصادق ع :

أولاً/ من أحوال الأمم ..

للأمم منشأ ونهاية، وشباب ومشيب، وترعرع وتضعضع، وظهور وضمور، وكل ذلك راجع إلى أسباب موضوعية منتجة بطبيعتها لهذا الوضع أو الوضع المعاكس.
الأمم والشعوب والأقطار تتقدم وتتأخر، ويقفز مستواها وتنتكس، ومن عوامل تقدم الأمم وأكثرها أهمية هو صلاح القيادة وأقوى وأصلح قيادة هي قيادة المعصوم (ع) التي تجمع بأكبر درجة بين كفاءة الدين وكفاءة البدن والخبرة والسياسة والعدل وصحة الإرادة والقوة والشجاعة والحكمة والحزم والرحمة في شدة والشدة في رحمة، وصلاح القصد والتقوى ثم يأتي من هو الأجمع لهذه الاوصاف ممن هو دون مستوى العصمة وفي مقدمتهم فقهاءنا العدول العظام المعروفين المشهورين المقلدين في هذا الزمن.
إن صلاح القيادة ضرورة من ضرورات تقدّم الأمة، ولا تقدّم لأمةٍ ولا لشعبٍ ولا بلدٍ من دون القيادة الصالحة، والأصل الصحيح أن قيادة الدين والدنيا تكونان معاً بيدٍ واحدة هي الأكفأ والأعلى مستوى في الأمة كما في حال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وعلي أمير المؤمنين (عليه السلام).
وإذا صارت قيادة الدنيا منفصلة عن قيادة الدين وعلى خلاف الأصل الصحيح ثبتت الخسارة، وأعظم ما تعظم الخسارة وتطغى أن تكون كلا القيادتين بلا كفاءة ولا أمانة.
عن شرط صلاح القيادة لسلامة الأمم وتقدمها، ما عن الرسول “صلى الله عليه وآله”: لن تهلك الأمة وإن كانت ضالة إذا كانت الأئمة هادية مهدية.
وإن ضلال الأمة ليعالج بدرجةٍ وأخرى ويتغيّر إلى الهدى لمستوى وآخر بصلاح الأئمة ومن هنا لا تهلك.
وعن الإمام الصادق “عليه السلام”: إن الله ليستحيي أن يعذب أمة دانت بإمامٍ من الله، وإن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة.

ثانياً/ نتيجةٌ مُطمئنة :

انتهت الجولة الأولى من انتخابات المجلس النيابي، ولا وقفة لي هنا معها إلا في أمرٍ واحد، تاركاً كل الأمور الأخرى . وصلت نتيجة المشاركة في هذه الإنتخابات إلى 52% حسب إعلان الجهة الرسمية، ولن ندخل في محاسبة لهذه الدعوى .
وإذا سلّمنا هذه النتيجة المدّعاة، وأنها كانت بالارادة الحرة للمشاركين في التصويت من قوات الجيش ورجال الأمن والمجنسين وغيرهم، فإنها نتيجة لابد أن تعطي السلطة طمأنينة كاملة بأن تقدُم بشجاعة على قبول أي مقترحٍ باجراء استفتاء أو انتخاب مضمون النزاهة، وباشرافٍ مشتركٍ بينها وبين الشعب، أو باشرافٍ أو رقابة دولية في أي موضوعٍ من الموضوعات، يجب أن ينتهي تهيّب الدولة من اجراء أي انتخابٍ حرٍّ نزيه في أي موضوعٍ من الموضوعات المختلف عليها. هذه هي النتيجة الطبيعية لاطمئنان الحكومة، أو لصدق الحكومة بأن نسبة التصويت في ظل هذه الظروف المعارضة، وفي ظل التصريحات بموقف المعارضة، أن تأتي النتيجة بهذا المستوى معنى ذلك، طمأنينة كاملة عند السلطة لابد أن تدفعها لتحدي الشعب بأن تقبل بالتصويت في أي موضوع، بل أن تبادر بطرح هذا الأمر على المعارضة تحدّياً منها لها، واثباتاً لأن الارادة الشعبية منفتحة أو متفقةٌ في أغلبها مع سياستها.
فهل يمكن أن تبرهن السلطة عملياً بهذا القبول والمبادرة على النتيجة المزعومة، وعلى طمأنينتها بموافقة أغلبية الشعب على سياستها؟ ننتظر ذلك. الشعب ينتظر ذلك من السلطة، وفي ذلك إنتهاءٌ للخلاف.
وعن المشاركة والمقاطعة، والحكومة تعلم تماماً أيهما أظهرت الانتخابات أنه رأي أغلبية الشعب وإن أدّعت أن الأغلبية مع المشاركة ومناصرة رأي السلطة، من المهم أي يُوضح هذا الأمر بشأنهما.
بالنسبة للعلماء المعارضين، أصرّوا على حقهم السياسي في إبداء رأيهم في المسألة، مختارين المقاطعة، وبلغةٍ غير حادة، ولا مُفسّقة، ولا محرّضة على من يشارك، ومن غير أن يحمل بيانهم لهذا الرأي شمّة الفتوى الدينية في حدود ما اطلعت عليه، وجاءت النتيجة كما تعلمها الحكومة تمام العلم، وبلا فتوى دينية في صالح المشاركة وضد المقاطعة –هكذا تقول الحكومة، هكذا تدّعي-. بينما جاء التوقيع المنشور في الصحافة لـخمسة وعشرين عالماً من وجهة النظر الأخرى، من بينهم قضاة شرعيون، وأئمة جماعة وجمعة، وممن يعلنون مناصرتهم للسياسة القائمة ويخالفون موقف المعارضة، بوجوب المشاركة من ناحية شرعية، بل ذهب بيانهم إلى أكثر من ذلك وهو كون المشاركة وبلحاظ الظروف القائمة في تقديرهم ضرورة من الضرورات الشرعية.
انظر كم كان دعم المشاركة من علماء يرون رأي السلطة، وإلى أي حدٍّ كان التصريح بالوجوب الديني، بل الضرورة الدينية بالمشاركة، وأنظر ما بذلت الحكومة من وسائل إغراء، وما أخذت به من أساليب الترهيب في سبيل المشاركة، والحكومة من بعد ذلك كلّه تعلم تمام العلم بما هو حجم المشاركة وبما هو حجم المقاطعة.
والكل يعلم أنه لو كان الرأي الشرعي عند علماء المعارضة هو استحباب المشاركة، لا ضرورتها ولا وجوبها، لما تخلّف عنها إلا النزر اليسير، ومن كان من علماء الدين الحقيقيين لا يتاجروا بدينهم مع شعبٍ أو سلطة، وهذا ما ينبغي للدولة أن تيأس منه، أن يتاجر أحد علماء الدين الحقيقيين بدينه من أجل مالٍ أو يتوقف عن ذلك من أجل تهديد.
هتاف جموع الجماهير: معكم معكم يا علماء..

ثالثاً/ ما كان الشعبُ جاهلاً:

ما كان الشعب في انطلاقة حراكه الأصلاحي بطراً ولا مفسداً، ولا يحمل نفساً طائفياً، وهو ما زال كذلك وسيبقى كما كان.
وما كان حراكه عن جهلٍ بالقوة الأمنية والعسكرية عند السلطة، وما كان عن استخفافٍ بوزنها، وما كان التصوّر أن الحكومة ستبادر مسرعة للإصلاح، والاستجابة للمطالب بمجرد المطالبة من الشعب والتحرّك على طريقها.
وما كان التقدير أن السلطة رؤوفة بالشعب، حريصة على دمه وحرماته ومقدساته، مما يمنعها أن تُنزل به ضرباتٍ قوية، وتُلحقه متاعب جمّة وخسائر فادحة، وأذىً شديداً كثيراً.
ولا زال الشعب يعرف أن لدى الحكومة من قوّة التدمير المشتراة بأمواله ما يكفي لإثمانه، وأنها مستعدةُ بأن تُقدم على كثيرٍ من التدمير كلما سمحت لها الظروف العالمية وأوضاع الأمم والشعوب اليوم بذلك.
كان الحراك ومن أوّل له وإلى الآن، منطلقه الشعور المؤلم الذي يتمّلك نفوس أبناء الشعب ويهيمن عليها من الظلم والذل وسلب الحرية، والامعان في الأستهداف بالمزيد من التهميش والحرمان والاضعاف وطمس الهوية الإسلامية العامة من ناحية عملية مباشرة ومكشوفة.
وأنطلق الحراك الشعبي الإصلاحي سلمياً، وأصرّ أن يبقى كل ذلك الزمن الذي قطعه الحراك رغم العنف والإرهاب الحكومي بألوانه المتعددة، ولا زال الإصرار أن يستمر سلمياً ولا يحيد عن سلميته.
وما كان منطلقاً للحراك في أوّله هو المنطلق لإستمراره، فالشعور بالألم والظلم وسياسة التمييز والإزدراء والتهميش والإستضعاف، في تفاقم وتعمّق واتساع، مما يعني حتمية الإستمرار في الحراك.
ونهاية هذا الحراك لم يضع لها الشعب سقفاً زمنياً دون لحظة الحل المطلوبة، ولا حداً من المتاعب قبل ذلك الحل، وقد برهنت السنون السابقة من عمر الحراك على هذا العزم والتصميم. نهاية الحراك أن يتحقق الإصلاح وتبتدئ مرحلة جادة من مسيرة العدل الجدي المتطلع إليه وذات سقفٍ مقنعٍ ومتطور.
مضى من عمر الحراك ما يقارب 4 سنوات، وتصميم الشعب أن يستمر حراكه لأربعٍ وأضعاف الأربع من السنين حتى يتحقق مطلب الإصلاح.
هتاف جموع الجماهير: ثورة ثورة حتى النصر..
كل ذلك يمليه شعور الشعب باستمرار الظلم وانتهاك الحريات، وارتفاع درجة التهميش والاستهداف البشع لحريته ودينه ووحدته ومصالحه وأمنه وحياته، وليس لأي أمرٍ آخر.
رابعاً/ كلمةٌ للشعب، للمؤمنين:

أيها الشعب الكريم.. أيها المؤمنون الأعزّاء..
حقّ لكم على السلطة أن تنصفكم وتستجيب لمطالبكم العادلة، وهو حقٌ أصيل لكم وواجب على السلطة، وهذا ما يسلّم به كل منصفٍ وآخذٍ بالحق..
وحقّ لكم وأنتم الأوفياء لدينكم، ولوطنكم، أنتم المخلصون لقضيتكم العادلة، المضحون من أجل مصلحة الجميع، الذين لا ترضون بظلم، حقّ لكم على أصحاب المواقع القيادية في حراككم، وعلى الأخوة العلماء الأجلاء أن يقابلوا إخلاصكم بالإخلاص، ووفائكم بالوفاء، وأن يشاركوكم التضحية، ويكونوا من رموز الفداء لكم بما هو فداء في سبيل الله تبارك وتعالى ومن أجل دينه القويم الذي لا يرضى إلا بإحقاق الحق وإبطال الباطل.
ولكم ألف تحية من أخوانكم العلماء، الذين أجدهم حفظهم الله في مقدمة من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وتظهر منهم الغيرة الصادقة على الدين، ومصلحة الشعب والوطن والأمة، فهنيئاً لكم بالأخوة العلماء، وهنيئاً للأخوة العلماء بكم..
هتافات حشود الجماهير "معكم معكم يا علماء"
و "بالروح بالدم نفديك يا فقيه" .

 

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة