تقرير C.I.A : «إسرائيل» الأكثر فشلا في إضعاف خصومها


تقریر C.I.A : «إسرائیل» الأکثر فشلا فی إضعاف خصومها

كشفت وثيقة جديدة لمنظمة «ويكيليكس» عن تقرير سري لوكالة المخابرات المركزية الأميركية «C.I.A» يؤكد أن «إسرائيل» هي الأكثر فشلاً في عمليات إضعاف خصومها ، لافتًا إلي أن جرائم الاغتيالات التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد قيادات في المقاومة اللبنانية والفلسطينية أتت بنتائج عكسية.

و نشرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية في عددها الصادر الجمعة وبالتعاون مع موقع «ويكيليكس»، تقرير الاستخبارات المركزية الأميركية بعنوان «جعل عمليات الاستهداف العالية القيمة أداةً فعالة في مكافحة التمرّد» ، مشيرة إلي أن 'التقرير جزء من سلسلة منشورات سرية تفصّل كيفية التعامل مع حركات التمرّد التي يواجهها الجيش الأميركي، والحكومات الحليفة لواشنطن، في مختلف أرجاء العالم' .

ولفتت الصحيفة إلي أن 'الدراسة التي أفرجت منظمة «ويكيليكس» عنها اليوم تختص بمسألة «التخلّص» من «الأهداف العالية القيمة» ، أي قادة الحركات السياسية والعسكرية، الذين يمكن لاغتيالهم أن يؤثّر جدياً في مسار حركات التمرّد المعادية للمصالح الأميركية' ، مشيرة إلي أن ما تسميه الدراسة بـ«عمليات الاستهداف العالية القيمة» هي تعبيرٌ أكاديمي ملطّف للـ«اغتيال» وللتخلّص من قادة الحركات العسكرية والشعبية التي تتمرّد علي الاحتلالات الأميركية، أو تثور علي حكم حلفائها.
وأشارت الصحيفة إلي أن الأمثلة التي استعرضها الباحثون في الدراسة ، من ايرلندا الشمالية الي العراق، 'كانت جردة لعمليات قتل واغتيال لقادة ميليشات وحركات وطنية'. و بحسب الدراسة فإن بعض العمليات كان أثرها بالغاً علي حركات التمرد المستهدفة، كما جري لدي اعتقال رؤوس وقيادة منظمة «الطريق المضيء» في البيرو، فانكسرت حركة التمرّد علي نحو فوري، ولكن حملات الاستهداف، علي الرغم من ضحاياها الكثر، لم تساهم في كثير من الحالات في ضرب حركات التمرّد، بل زادتها تصلباً ورفعت منسوب التعاطف الشعبي معها. تورد الدراسة مثال الاغتيالات الاسرائيلية بين عامي 2000 و2002 ضد قيادات «حماس» وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية، التي قوّت اللحمة بينها وعزّزت الدعم الشعبي لقادتهم.

ويقدّم التقرير مجموعة خلاصات، هي الـ«إرشادات» الرئيسية في حروب الاغتيال والتصفية، وأهمها أن تكون الاستهدافات جزءاً مكمّلاً لاستراتيجية أوسع في مكافحة التمرّد، تتضمن مختلف وسائل العنف والتأديب، وأن تكون الأجهزة الاميركية علي دراية كبيرة ببواطن المنظمات العدوة، وطريقة عمل قياداتها وعملية انتقال السلطة فيها . و من اللافت في الدراسة أنّ اداء الاستخبارات الصهيونية وعملياتها الخارجية، اللذين يحظيان بالدعاية والتبجيل في الاعلام الاميركي وكلام السياسيين، وحتي في سينما هوليوود، كانا في ذيل القائمة عندما قوّم التقرير السرّي مجموعة من حملات «الاستهداف» حول العالم. النموذج الأنجح، بالنسبة إلي تقرير الوكالة، كان النموذج الاميركي الجنوبي، في البيرو وكولومبيا، حيث تمكّنت حملة اغتيالات كبري تصاعدت منذ عام 2007، بدعم وتسليح اميركيين بالطبع، من اضعاف منظمة «فارك» المتمرّدة علي نحو كبير (بالفعل، أعلنت الـ«فارك» هذا الأسبوع وقف اطلاق نار من طرف واحد مع الحكومة الكولومبية وتعليق القتال).
في المقابل، كانت الاغتيالات «الإسرائيلية» ، في كلّ مراحلها- وفقًا للدراسة- 'فاشلة بالإجمال، أو ولّدت نتائج عكسية أضرّت بأمن الكيان الصهيوني؛ أكانت ضد الحركات الفلسطينية العلمانية في السبعينيات - كفتح والجبهة الشعبية وغيرها - أم ضدّ حماس وحزب الله في التسعينيات. برامج الاغتيالات «الاسرائيلية» لم تكن ناجحة بحسب معظم معايير الدراسة؛ والمؤلفون يشيرون مثلاً الي أن منظمة كـ«فتح» في السبعينيات، تملك بنية قيادة بالغة المركزية وتعتمد الي حد كبير علي شخصيات القادة، كان بالإمكان اضعافها عبر اغتيالات مصممة بذكاء، غير أنّ الكثير من عمليات الـ«موساد» الخارجية ضدها كان فاشلاً، ومعظمها استهدف كوادر غير ذوي شأن أو لا علاقة لهم بالصراع العسكري، وبعضها نال من ابرياء أجانب، وسبب لإسرائيل حرجاً ومشاكل – هكذا يقول تقرير الاستخبارات المركزية الأميركية'.
وبالرغم من استنتاج الدراسة بأن معظم عمليات الاغتيال لم تحقق النتائج المرجوة منها إلا أن الدراسة كشفت عن أن 'محللي وكالة الاستخبارات لا يوصون بالتخلي عنها أو التقليل منها أو اعادة النظر فيها، بل ينصبّ همّهم علي جعلها أكثر «ذكاءً» وفاعلية'. كما تشدّد التوصيات علي 'ضرورة توجيه عمليات الاستهداف ضد أكثر القادة تشدّداً وعنفاً وفي الوقت نفسه، علي حماية المعتدلين... ما يزيد الاحتمالية لعقد تسوية سياسية. وهي سياسة قد تفسّر – من زاوية «تآمرية» - التشكيلة التي انتهت اليها الهياكل القيادية في العديد من دول منطقتنا، من مصر الي فلسطين الي العراق وغيرها'.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة