موقع العهد الاخباري : الوهابية تتفق مع الدواعش في تدمير التراث الانساني رغم اختلاف التكتيك


موقع العهد الاخباری : الوهابیة تتفق مع الدواعش فی تدمیر التراث الانسانی رغم اختلاف التکتیک

تناول موقع العهد الاخباري في تقرير خاص جريمة هدم متحف ومكتبة الموصل التي حدثت نهاية الاسبوع الماضي على ايدي عصابة داعش الارهابية، لافتا الى انها تزامنت مع الجريمة التي ارتكبتها قبل 12 عاما ( 26 شباط من العام 2001) حركة طالبان الارهابية بحق التاريخ الإنساني وتراثه؛ حيث تفجيرها بفتوى أميرها "الملا عمر"، تمثالين لبوذا في منطقة باميان الأفغانية.

ونقل العهد في تقريره، عن مايسمى بوزير خارجية طالبان انذك "وكيل أحمد متوكل"، الذي زعم بأن "تدمير هذه الاصنام يستند إلى التعاليم الاسلامية وأننا لن نستثني تماثيل من عصر ما قبل الاسلام أو ما بعده".

واشار التقرير الى ان العالم باسره تحرك لثني طالبان عن قرارها الا ان الجريمة ارتكبت بحق الانسانية.

وسلط التقرير الذي اعده موقع العهد الاخباري على الفتاوي التي تنجم عنها مثل هذه الاعمال الاجرامية؛ مبينا ان "أصل هذه الفتاوى لأبن تيمية، ولخلفه محمد بن عبد الوهاب، الداعيين لإزالة مظاهر الشرك بالله" حسب ادعائهما. ومشيرا الى انه "لم تكن هذه الحادثة هي الأولى من أتباع المدرسة الوهابية فقد سبقت المملكة الوهابية السعودية إمارة طالبان بذلك، حينما هدمت آثاراً إسلاميةً بحتة في مكة المكرّمة والمدينة".

ويستعرض التقرير الاخباري الذي اعده موقع العهد اللبناني، تاريخ هدم الاثار في المملكة العربية السعودية؛ موضحا ان "قصّة الهدم بدأت عام ميلادي 1805. يوم هدّم الوهابيّون آثاراً إسلامية في المدينة المنورة. إلا أن حفلة الجنون الكبرى، كانت عام 1926، عندما حاول الوهابيون مع جنود الملك عبد العزيز هدم قبّة المسجد النبوي، وتسوية قبر الرسول محمد (ص) بالأرض".

وفي سياق متصل، نقل العهد عن صيحفة الاندبنت" البريطانية انها ذكرت بأن "السعودية بدأت بمشروع هدم منزل النبي مكان مولده لبناء قصر ملكي رخامي كبير للملك عبد الله وذلك ليكون محل إقامته عند زيارته لمكّة. كما تسببت أيضاً، بتدمير ما يقارب 95% من بناءات مكة القديمة لاستبدالها بفنادق ضخمة ومراكز للتسوق. طبعاً هذه الخطوات لا يمكن للسلطة السياسية اتخاذها من دون الغطاء الشرعي من المؤسسة الدينية".

ثم ينتقل التقرير الى جرائم داعش المماثلة لسابقاتها لدى كل من طالبان والمملكة العربية السعودية، مشيرا الى رسائله صوتية لـ "أبو محمد العدناني"، الناطق الرسمي باسم عصابة داعش الارهابية، الذي يدعو فيه إلى ما وصفه بـ "هدم وإزالة مظاهر الشرك في بلاد المسلمين". ليسارع بعد ذلك - والحديث للعهد - عناصر داعش إلى تنفيذ «فرمان الخليفة»، وتسابقوا بحمل معاولهم وصواعقهم المتفجرة لكسر وتفخيخ وتفجير «الأثار التاريخية»، وتصوير هذه الأحداث وتوثيقها. وأنتجوا أفلاماً قصيرة، وعرضوا تقارير مصورة على مواقعهم الإلكترونية.

ويخلص التقرير الى القول ان بعد "إعلان «الخلافة»، اتسعت رقعة نفوذ داعش، واستمر مسلسل الهدم. لعلّ داعش تغار من الحجارة أو تهابها، أو تكره التاريخ والإنسانية. لم تحتمل وجوداً للماضي، ولم تحترم حرمة ميّت، أو حتّى لتمثالٍ أصم، لن يعارض «خليفتها». ذهل العالم بما رأى في إصدار داعش الجديد. الإصدار الذي حمل عنوان «الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر». والذي جاء بتوقيع «المكتب الإعلامي لولاية نينوى»، أحد ولايات «الخلافة». تأثر المجتمع العالمي بما حدث، وتعاطف مع التاريخ، وأدان مجزرةً بحجم عمر البشرية. لكن ، وللأسف، غاب عنه كثيرا مشاهد كانت أكثر شدّةً بحق آثار العراق وسوريا، التي انتشرت على المواقع الإلكترونية المبايعة للبغدادي العام الماضي. فالموصل ومسجد النبي يونس، يشهد إجرام عبواتهم، كما سيشهد تمثال المرأة الآشورية المحطم على الأرض، رجعية فتاوىٍ تُرجع البشرية إلى ما قبل الجاهلية.

بالأمس، التقى التاريخ. وعزّت الأعوام بعضها وتصبّرت. جُرح التاريخ مرّةً أخرى، فالملك والأمير والخليفة، وإن اختلفوا أحياناً فأنهم يتلاقون كثيراً، فالمدرسة الواحدة أي الوهابية، تختلف في التكتيك ولكنها تتفق في المشروع. مشروع طمس النور الإنساني، وزرع الظلام، من أفغانستان للعراق وسوريا للسعودية، ظلام أحلك من الجاهلية، لا يُبقِ ولا يذر إلا من آمن "بعبد الوهاب"، و"ابن تيمية".
 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة