بشار الاسد: الغرب كان يحاول أن يدفع باتجاه البدء بحرب عسكرية في سوريا والمنطقة


بشار الاسد: الغرب کان یحاول أن یدفع باتجاه البدء بحرب عسکریة فی سوریا والمنطقة

أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع RT وعدد من وسائل إلاعلام الروسية وجود عقود جديدة للأسلحة الروسية مع سوريا تم توقيعها خلال الأزمة ويجري تنفيذها الآن بشكل متواصل، واشار الى ان مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا دي ميستورا لن يكتب لها النجاح ، الا اذا توقفت تركيا والدول الأخرى التي تمول المسلحين عن التدخل.

وعن وجهة نظره ازاء الجولة القادمة من المشاورات السورية - السورية المزمع عقدها في موسكو في نيسان المقبل، ومن سيُمثل الحكومة في هذه المشاورات، قال الرئيس السوري ،" تقييمنا لهذه الجولة وللمبادرة الروسية ككل، هو تقييم إيجابي جداً لأن المبادرة هامة، وأستطيع أن أقول إن المبادرة ضرورية، فكما تعرفون كان الغرب خلال الأزمة السورية أو عدد من الدول الغربية، كان يحاول أن يدفع باتجاه البدء بحرب عسكرية في سوريا وفي منطقتنا تحت عنوان أحياناً مكافحة الإرهاب وأحياناً دعم الشعوب التي قامت من أجل الحرية وغيرها من الأكاذيب التي ترد في الإعلام الغربي، كانت المبادرة الروسية هامة لأنها أكدت على الحل السياسي، وبالتالي قطعت الطريق على دعاة الحرب في الدول الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا كما فعلت في أوكرانيا، فأنتم تعلمون بأن دعاة الحرب كانوا يدفعون ومازالوا باتجاه تسليح الأطراف المختلفة في أوكرانيا من أجل تغير الأنظمة في أوكرانيا ولاحقاً في روسيا، لذلك فمبدأ هذه المبادرة هو مبدأ صحيح وهام ونحن نقول دائماً ونعلن ونؤمن بأن أية مشكلة مهما كانت لا بد أن يكون حلها النهائي هو حل سياسي بالمبدأ. أما عوامل النجاح فيجب أن يكون هناك تطابق بين العنوان، العنوان هو حوار سوري – سوري، لكي ينجح لابد أن يكون سوريا فقط بمعنى ألاّ يكون هناك تأثير خارجي على المتحاورين، المشكلة هنا أن عددا من الأطراف التي ستشارك في الحوار هي أطراف مدعومة من قبل دول أجنبية غربية أو دول إقليمية في منطقتنا، وقبل أيام قليلة فقط أعلن أحد هذه الأطراف أنه لن يشارك في هذا الحوار، كما أنه لم يشارك في الجولة الأولى، فإذاً لابد لنجاح هذا الحوار من أن تكون الأطراف السورية المشاركة فيه هي أطراف مستقلة تعبّر عما يريد الشعب السوري، بمختلف اتجاهات الشعب السوري السياسية، عندها يكون النجاح حليفه. لذلك فنجاح هذه المبادرات يتطلب ألاّ تتدخل الدول الأخرى، كما طرحت موسكو في الحوار الأول، أن يكون حواراً سورياً، والدور الروسي الآن هو دور تسهيلي لعملية الحوار بين السوريين وليس دوراً يفرض عليهم أية أفكار، إذا تمت الأمور بهذه الطريقة فأنا اعتقد أن هذا الحوار سيحقق نتائج إيجابية للاستقرار في سوريا".

وعن مبادرة المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا الخاصة بتجميد القتال في حلب ، واعلان بعض قوى المعارضة الخارجية رفضها هذه المبادرة، وحظوظها إنْ كانت ستنجح في الأيام القادمة؟قال الرئيس السوري بشار الاسد ،" منذ اللقاءات الأولى بيننا وبين السيد دي ميستورا دعمنا الأفكار التي طرحها وعندما اتفقنا على العناوين الأساسية للمبادرة التي تم إعلانها لاحقاً من قبله وبدء فريق السيد دي ميستورا العمل في سوريا من أجل تطبيق هذه المبادرة، تابعنا هذا الدعم ووتابعنا النقاش معه من أجل التفاصيل التي تخص هذه المبادرة. المبادرة من حيث المبدأ صحيحة لأنها تتعامل مع الواقع على الأرض بشيء يشبه المصالحات التي تحصل في سوريا والهدف هو تخفيف الضغط والخطر عن المدنيين في مدينة حلب تحديداً كمقدمة لهذه المهمة التي بدأ بها، لكن مبادرة دي ميستورا تعتمد على أكثر من طرف، تعتمد طبعاً على تعاون الدولة بشكل أساسي وهي طرف رئيسي ومع مؤسساتها لكنها من جانب آخر تعتمد على استجابة الإرهابيين أو المسلحين الذين يتواجدون في أحياء مختلفة من حلب، والمشكلة أيضاً في نفس هذا الموضوع هي كالمشكلة في الحوار السوري – السوري، أن بعض هؤلاء المسلحين يخضعون لدول أخرى وفي هذه الموضوع تحديداً في مدينة حلب فكل المسلحين أو القوى الإرهابية الموجودة هي حقيقةً مدعومة من تركيا بشكل مباشر، لذلك أعلنت هذه القوى منذ بدء مبادرة دي ميستورا رفضها التعامل معه ورفضها المطلق للمبادرة من الأساس.. أكدت هذا الرفض منذ أسبوع تقريباً ولكن ثبتت هذا الرفض من خلال القيام بقصف المدنيين في مدينة حلب وسقوط الكثير من الشهداء. أيضاً مبادرة دي ميستورا مبادرة هامة بالمضمون ونحن نعتقد أنها واقعية جداً بمضمونها وفرص نجاحها كبيرة إن توقفت تركيا والدول الأخرى التي تمول المسلحين عن التدخل، أحد أهم أسباب عوامل نجاحها هو أن معظم السوريين يرغبون بالتخلص من الإرهابيين من خلال عودة البعض من هؤلاء للحياة الطبيعية أو خروجهم من الأحياء التي يعيش فيها المدنيون لكي يعودوا إلى هذه الأحياء".

وفي معرض رده على سؤال بخصوص ملف المصالحات الوطنية  في الداخل السوري ، وبيان رؤيته المستقبلية لنتائج هذه المصالحات إن كان في ريف دمشق أو في المحافظات الأخرى،قال الأسد،" بدأنا بملف المصالحات الوطنية منذ أكثر من عام، منذ حوالي العامين في سوريا وهو مسار مواز للمسار السياسي كما قلت، أي مشكلة تنتهي بحل سياسي لكن الحل السياسي دائماً طويل وربما يكون بطيئاً، وربما يكون هناك عقبات تؤخره أو تدفعه باتجاه الفشل ولو كان هذا الفشل مؤقتاً، ولكن كل يوم يسقط ضحايا في سوريا من الأبرياء ولا نستطيع أن ننتظر الحل السياسي لكي نقوم بحماية الناس فلا بد من القيام بمسارات أخرى، وطبعا هناك مسار هو مكافحة الإرهابيين والقضاء عليهم، ولكن هناك مسار ثالث هو مسار المصالحات، هذه المصالحات تتضمن عودة الأهالي إلى أحيائهم وتتضمن خروج المسلحين خارج الأحياء أو البقاء لكن من دون سلاح مع العودة إلى الحياة الطبيعية، وتقوم الدولة بالعفو عن هؤلاء وتسوية أوضاعهم لكي يعودوا إلى حياتهم الطبيعية، وضمن هذا الملف الإفراج عن المعتقلين ما يعتبر جزءاً من المصالحة الوطنية، وما جرى أمس هو جزء من هذا الملف الذي أثبت حتى الآن أنه هو الملف الأهم، فحقيقة أن المصالحات الوطنية في سوريا حققت نجاحات كبيرة، وهي التي أدت إلى تحسين الأوضاع الأمنية للكثير من المواطنين السوريين في مناطق مختلفة، ما حصل أمس هو في هذا الإطار، ونحن سنستمر في هذه السياسة التي أثبتت نجاحها ريثما يكون هناك تقدم على المسار السياسي الذي نتمنى أن نراه –هذا التقدم- في اللقاء التشاوري في موسكو في شهر نيسان المقبل".

وجوابا على سؤال وجه اليه من مراسل قناة روسيا 24، عن قول البعض إن صمود الرئيس السوري امام الازمة سيكون لبضعة اشهر امام لا اكثر ، قال الرئيس الأسد:

هذه التصريحات التي كنا نسمعها منذ بداية الأزمة هي التي تعبر عن العقلية الغربية، وهذه العقلية هي عقلية استعمارية، الغرب لا يقبل شركاء، إن لم تعجبه دولة معينة يريد تبديل الدولة أو يريد تبديل الرئيس، وعندما يتحدث بهذا المنطق فهو لا يرى الشعوب، لا يوجد شعب، بالنسبة له لا يعجبنا الرئيس سنبدله.. لكن عندما صرحوا هذه التصريحات انطلقوا من معطيات خاطئة، لأن هذه الأيام أصبحت أياما قديمة لم تعد صالحة لهذا العصر، الشعوب اليوم لا تقبل أن يُحدد مستقبلها أو مصيرها أو من يحكمها من الخارج، هذا ما يحصل الآن.. أيضاً نفس الشيء في أوكرانيا وهذا هدفهم في روسيا، لا يعجبهم الرئيس بوتين فيشيطنوه، يقومون بعملية شيطنة للرئيس وهكذا في كل الأماكن الأخرى. لكن أنا أريد أن أؤكد أن من يحدد هذا الشيء هو الشعب السوري فقط، كل التصريحات التي صدرت عن الدول الغربية أو حلفائها في المنطقة حول هذا الموضوع لم تكن تعنينا، لا يهمنا إن قالوا الرئيس سيسقط أو سيبقى، ولا يهمنا إن قالوا إن الرئيس شرعي أو غير شرعي.. الشرعية نأخذها من الشعب، وإذا كان هناك سبب لصمود الدولة في سوريا فهو الدعم الشعبي، فعلينا ألا نضيع وقتنا بالتصريحات الأوروبية فهم مستعدون لأن يصرحوا كل يوم تصريحا مناقضا لتصريح الآخر".

الأزمة السورية قابلة للحل وليست مستحيلة، إذا جلس السوريون مع بعضهم وتحاوروا فسوف نصل إلى نتائج، عندما كنا نتحدث منذ قليل عن المصالحات، المصالحات هي أصعب شيء، عندما يجلس الطرف الأول مع الطرف الثاني الذي يمسك بالبندقية ويقاتل، أصعب بكثير من الجلوس مع الذين يقومون بالعمل السياسي، فهناك دماء وهناك قتل، ومع ذلك نجحنا في هذا الملف، متى نجحنا؟ نجحنا عندما تمكنا من إجراء المصالحات بدون تدخل خارجي، فأنا أقول لكي ينجح السوريون يجب إيقاف التدخل الخارجي، وإيقاف إمداد الإرهابيين بالسلاح من قبل تركيا، من قبل السعودية، من قبل قطر، ومن قبل بعض الدول الأوروبية، هذا ما صرح به الفرنسيون والبريطانيون بشكل أساسي أنهم أرسلوا سلاح.. يجب وقف إمداد المسلحين بالمال وخاصة من السعودية وقطر، عندها الحل السياسي سيكون سهلاً، والمصالحات مع المسلحين ستكون سهلة، لأن المجتمع السوري اليوم يدعم المصالحات ويدعم كل هذه الحلول، والمجتمع السوري لم  يتفكك كما كانوا يعتقدون، لأن ما يحصل في سوريا ليس حربا أهلية، في الحرب الأهلية يجب أن تكون هناك خطوط تفصل بين المتقاتلين إما على أساس عرقي أو على أساس ديني، أو على أساس طائفي، هذا الشيء غير موجود، كل الناس يعيشون مع بعضهم، لكن أغلب الناس يهرب من مناطق الإرهابيين إلى المناطق الآمنة تحت سلطة الدولة، هذا ما نعتقد أنه الأساس للوصول إلى هذا الحل بالإضافة إلى مبادرات الأصدقاء كاللقاء التشاوري الذي سيعقد في موسكو الشهر القادم".

كما قال الرئيس السوري في اطار اجابته على سؤال لاحد الاعلاميين الروس عن سبل الحؤول دون  استغلال أي فرصة أو ذريعة من أجل اثارة نزاع طائفي أو عرقي في سوريا او في أوكرانيا على سبيل المثال ،" إذا كان لديك في الأساس مشكلة طائفية تخلق شرخاً في المجتمع، فسيكون من السهل على الدول الأخرى أن تلعب على هذا الموضوع وتؤدي لخلق اضطراب، وأنت تعرف أن هذا الموضوع هو أحد الأشياء التي حاولت بعض الدول الخارجية أن تلعب عليه حتى في روسيا من خلال دعمهم للمجموعات المتطرفة التي تقوم بأعمال إرهابية، وهدفهم ليس قتل بعض الأبرياء، بل هدفهم خلق شرخ في المجتمع الروسي يؤدي إلى إضعاف الوطن، إضعاف الدولة، وربما تقسيم روسيا نفسها. هذا ما فكروا به في روسيا، وهذا ما فكروا به في سوريا. لذلك أنا أقول إن هناك أشياء متشابهة جداً. إذاً لا بد أن يكون هناك أداء للدولة سابق للأزمات، الحفاظ على وحدة الوطن، الحرية الدينية، حرية المعتقدات، يجب ألا تشعر مجموعة في أي بلد من البلدان أنها ممنوعة من ممارسة شعائرها، وأن تعتقد بمعتقداتها. هذا الشيء موجود في سوريا، وهذا أحد أهم عوامل صمود المجتمع السوري في وجه هذه الهجمة. ولكن، مع ذلك العناوين التي استخدمت في بداية الأزمة في سوريا من الإعلام الخارجي، ومن قبل الإرهابيين كانت عناوينا تقسيمية، وتحديداً في الإطار الطائفي. وهناك البعض ممن صدق هذه العناوين في سوريا في البداية واعتقد أنها حقيقية، ولكن من خلال حوارنا كدولة، واستخدام وسائل التوعية المختلفة، وخاصة دور المؤسسات الدينية لدينا، تمكّنا من تجاوز هذا الموضوع، وتبين خلال فترة أن الموضوع لا علاقة له بالطوائف والأديان، إنما القضية هي مجرد إرهاب مدعوم من الخارج. هنا نجحنا، وهنا تمكّنا من تجاوز هذه النقطة الخطيرة جداً التي تطرحها في سؤالك".

وفي سياق اجابته على سؤال وجه اليه من مراسل وكالة "سبوتنك" الإخبارية،حول ما عرض عليه الغرب قبل الأزمة، وما هو المطلوب من سوريا اليوم كي يتوقف الغرب عن عسكرة المعارضة السورية وبدء الحل السياسي؟ قال الاسد،" أعود هنا للعقلية الغربية وهي عقلية استعمارية، الغرب لا يقبل شركاء، هو يريد دولا تابعة فقط، حتى الولايات المتحدة لا تقبل شركاء في الغرب، وحتى أوروبا تريدها تابعة للولايات المتحدة. هم لا يقبلون روسيا وهي دولة عظمى، لا يقبلونها كشريك، والمسؤولون الروس يتحدثون دائماً عن الشراكة مع الغرب، ويتحدثون بلغة إيجابية. في المقابل لا يقبل الغرب بروسيا دولة كبرى وشريكا لهم على مستوى العالم. فكيف يقبلون بدولة أصغر كسوريا. يمكن أن تقول لا، عندما يتعارض أي موضوع مع المصالح السورية نحن نقول لا. هذا الشيء لا يقبلونه في الغرب. هم طلبوا منا عدة أشياء في السابق، كانوا يضغطون علينا في بعض الحالات كي نتنازل عن حقوقنا في أراضينا التي تحتلها «إسرائيل». يريدون منا ألا نقف مع المقاومة في لبنان أو في فلسطين التي تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني. في مرحلة لاحقة، قبل الأزمة بسنوات قليلة، كانوا يضغطون على سوريا كي تبتعد عن إيران مثلاً، أو في حالة أخرى أراد البعض منهم أن يستخدم علاقة سوريا مع إيران في الملف النووي، ونحن لسنا جزءاً من هذا الملف، ولم نكن، ولكن كان المطلوب أن نقنع إيران بأن تقوم بخطوات ضد مصالحها الوطنية فرفضنا، وأشياء أخرى مشابهة. بالمحصلة كانوا يريدون أن تكون الدولة السورية دولة تابعة تنفّذ المخططات الغربية في هذه المنطقة من العالم، ونحن رفضنا. ولو قمنا بتنفيذ هذه الأشياء لأصبحنا، كما قلت، دولة جيدة ومعتدلة وديمقراطية. هم اليوم يصفون دولتنا بأنها ضد الديمقراطية، بينما يقيمون أحسن العلاقات مع السعودية التي ليست لها علاقة بالديمقراطية، ولا تعرف الانتخابات، ولا حقوق فيها للمرأة، وكثير من الأمور التي يعرفها معظم العالم. هذا هو النفاق الغربي.يريدون منا ان نتحول إلى دمية وأنا لا أقتنع بأن لدى الغرب حل سياسي، هو غير راغب بالحل السياسي، طبعاً عندما أقول الغرب، المقصود عدة دول كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا بشكل أساسي، وباقي الدول دول ثانوية، لكن هذه الدول لا ترغب بالحل السياسي، بالنسبة لها الحل السياسي يعني تغيير الدولة، إسقاط الدولة واستبدالها بدولة عميلة لها كما حصل في أوكرانيا تماما. بالنسبة لهم ما حصل في أوكرانيا هو حل سياسي، ولكن لو بقي الرئيس السابق المنتخب من قبل الشعب لقالوا إن هذا الرئيس سيء وديكتاتوري وقاتل للشعب، نفس البروباغندا، لذلك لا يوجد حل سياسي في الغرب، توجد رغبة في الحرب وفي تبديل الدول في أي مكان.

وقاطع الاعلامي الروسي الرئيس السوري بطرحه هذا التسأول ،  إذأ أنتم تؤكدون أن لا متطلبات لدى الأمريكيين من تحت الطاولة، فرد عليه الرئيس الاسد بالقول، لا، حتى هذه اللحظة لا، لا يوجد شيء تحت الطاولة.

وعن اعلان وزير الخارجية الأمريكية جون كيري استعداده  للتفاوض مع السلطات السورية، وفي حال حدوثه ما الذي تريده الولايات المتحدة؟قال الرئيس الأسد:

بالنسبة للتصريحات الأمريكية، أو تصريحات المسؤولين الأمريكيين أعتقد أن العالم اعتاد أن يقول المسؤول الأمريكي شيئا اليوم، ويقول عكسه في اليوم التالي وهذا نراه بشكل مستمر، لكن هناك ظاهرة أخرى وهي أن يقول مسؤول شيئا ويأتي مسؤول آخر بنفس الإدارة ليقول شيئا معاكسا، هذا يعبّر عن صراعات موجودة داخل الإدارة الأمريكية، وداخل اللوبيات الموجودة على الساحة الأمريكية، لكن هذه اللوبيات لديها تصورات مختلفة حول قضايا مختلفة، نستطيع أن نقول إن أهم صراع اليوم بالنسبة لسوريا وأوكرانيا هو بين معسكرين، معسكر يريد الحرب والتدخل العسكري المباشر في سوريا والعراق، وربما يتحدث عن إرسال جيوش إلى أوكرانيا، أو إرسال سلاح إلى الطرف الانقلابي داخل أوكرانيا، وهناك معسكر آخر يعارض التدخل لأنه استفاد من دروس الحروب السابقة، فكما تعلمون منذ حرب فيتنام حتى حرب العراق لم تنجح الولايات المتحدة في أية حرب. كانت تنجح في شيء وحيد هو تدمير البلد، لكنها كانت تخرج في النهاية مهزومة بعد أن تكون قد دمرته. ولكن يبدو أن هذه المجموعات أقلية حتى الآن، على كل الأحوال ورغم هذه التصريحات لا نرى أي تبدل حقيقي في السياسات الأمريكية إلى اليوم ونرى أن المعسكر المتشدد هو الذي ما زال يحدد توجهات السياسة الأمريكية في معظم مناطق العالم، بالنسبة لنا في سوريا ما زالت السياسة مستمرة، لا يوجد حوار مباشر بيننا وبين الأمريكيين، هناك بعض الأفكار التي تنقل عبر دولة ثالثة أو طرف ثالث لكنها لا تعتبر حواراً جدياً ولانستطيع أن نأخذها على محمل الجد. علينا أن ننتظر حتى نرى تحولاً في السياسة الأمريكية على الأرض عندها نستطيع أن نقول إن هناك تبدلا في هذه السياسة وهناك مطالب واضحة، أما الآن فمطالب الولايات المتحدة هي ما تحدثت عنه قبل قليل، رغبتهم بإسقاط الدولة السورية واستبدالها بدولة دمية تنفذ ما تريده.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة