تدمير اليمن النتيجة الوحيدة لعدوان السعودية


تدمیر الیمن النتیجة الوحیدة لعدوان السعودیة

أعتبر الخبير اللبناني في القضايا السياسية بمنطقة الشرق الأوسط الدكتور طلال عتريسي، النتيجة الوحيدة للهجمات الجوية السعودية والدول الحليفة لها ضد اليمن هي تدمير هذا البلد وبنيته التحتية ،مؤكدا ان اي هجوم بري على اليمن يعتبر حماقة كبيرة وسيكون لها عواقب وخيمة وتكاليف باهضة على النظام السعودي، وسيسجل التاريخ هذه المسألة في ملف اسرة آل سعود بانها دمرت اليمن.

وحول الأسباب والأهداف التي دفعت السعودية للاقدام على هذه المغامرة الحمقاء والمكلفة والخطيرة في اليمن ومستقبلها، اجرى مراسل القسم الدولي بوكالة "تسنيم" الدولية للانباء حوارا خاصا مع مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في لبنان، والخبير في القضايا السياسية بمنطقة الشرق الأوسط، والباحث الإجتماعي والمدرس في الجامعة اللبنانية، "الدكتور طلال عتريسي" وهذا نص الحوار:
تسنيم: ماهي الأسباب والأهداف التي دفعت السعودية لاختيار الخيار العسكرية والحرب ضد اليمن؟.
طلال عتريسي: النقطة الاولى هي، ان السبب الذي دفع السعودية للحرب ضد اليمن هو شعورها بانها  قد فقدت نفوذها في هذا البلد. تاريخيا كانت السعودية دائما مهيمنة على اليمن ، فبعد التحولات الاخيرة التي شهدتها اليمن وسيطرة "انصار الله" على اغلب مناطق هذا البلد، ولاجل استعادة السعودية نفوذها في اليمن بادرت بالتدخل في هذا البلد. النقطة الثانية ، ان الائتلاف السعودي الامريكي في الحرب ضد اليمن يمكن اعتباره رسالة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، لانهم يعتقدون ان الحوثيين هم حلفاء لإيران ، لاسميا وان إيران أعربت عن دعمها للحوثيين ولهذا السبب فان هذه الحرب هي بمثابة هجوم على إيران ومحاولة لضرب حلفائها قبل عقد الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية السداسية. اما النقطة الثالثة هي ان السعودية تريد من خلال هذه الحرب ان توصل هذه الرسالة وهي، انها استطاعت ان تجمع  جميع الدول التي تقف خلفها لمواجهة اية تطورات محتملة في المستقبل مع إيران، ولهذا فان الهدف الاساسي للسعودية في هذه الحرب هي إيران قبل اليمن، ومحاولة لاستعادة نفوذها المفقود في اليمن. 
تسنيم: هل وضعت السعودية نفسها  بحربها ضد اليمن في هاوية السقوط؟.
عتريسي: ان دخول السعودية في حرب ضد اليمن يعكس وجود سياسة خارجية تتناقض مع السياسات السابقة ، وانها عندما دخلت في هذه الحرب، فلا احد يمكن أن يتنبأ كيف ستنتهي وخاصة إذا تأملنا في عواقب خيار الحرب البرية.
تسنيم: هل ان السعودية تفكر في خيار التدخل البري في اليمن. 
طلال عتريسي: من الممكن ان ترتكب السعودية حماقة كبيرة في تدخلها بريا في اليمن، لان عمليات القصف والهجمات الجوية لن تغير ابدا من المعادلة على الارض، ولن تؤدي إلى تضعيف الحوثيين كما ولن تساعد اتباع الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي ابدا. ان النتيجة الوحيدة للهجمات الجوية السعودية هي تدمير اليمن وبنيته التحتية، اما القصف والغارات الجوية لا يمكنها  ان تهزم "انصار الله" ابدا، ولهذا السبب يحتمل ان تفكر السعودية بخيار حرب برية على اليمن، من ناحية اخرى فقد شكلت الدول الاخرى الحليفة للسعودية ائتلافا ضد هذا البلد، في مسعى لتنفيذ هجوم بري على اليمن، لان الجيش السعودي لايملك مثل هذه التجربة (حرب برية).
تسنيم: مع الاسف، ان الاجتماع الذي عقده قادة الدول العربية في شرم الشيخ بمصر قد دعم العدوان السعودي الامريكي ضد اليمن. 
طلال عتريسي: من الواضح، ان السعودية اخذت ومنذ بدء الازمة السورية تهيمن على قرارات القمة العربية ، في السابق كانت مصر تؤدي هذا الدور وكانت لها تاثير على القمة العربية، اما في الوقت الراهن فان مصر فقدت دورها المهم على الساحة العربية، لانها تعاني حاليا الكثير من المشاكل، ولهذا السبب فان السعودية تسيطر الآن على القرارات العربية . وبالطبع فان السعودية اشترت هذه القرارات بالمال، وتنفق اموالها على الدول الضعيفة مثل السودان ومصر والدول الاخرى للوقوف إلى جانبها واتباع سياساتها، بالطبع ان هناك استثناءات، ان دولا مثل العراق والجزائر، لا تتبع  السياسات السعودية ، ان هذه المسألة تشير الى ان اكثر الدول العربية تقف الى جانب السعودية طمعا في اموالها.
تسنيم: كيف تقيمون موقف الكيان الصهيوني بشأن الحرب السعودية الامريكية وحلفائهما ضد اليمن، خاصة ان هناك تطابق في مصالحهما في هذه الحرب؟.
طلال عتريسي: ان تصريحات المسؤولين في الكيان الصهيوني تظهر بان هذا الكيان يشعر بالارتياح من الحرب السعودية الامريكية ضد اليمن وترى ان هذه الحرب تصب في مصالحها الخاصة لان حركة "انصار الله" اطلقت شعارات معادية لها مثل شعار "الموت لإسرائيل" و "الموت لأمريكا" كما وان حركة "انصار الله" تدعم محور المقاومة والردع وتقف الى جانب هذا المحور، المحور الذي تقوده الجمهورية  الإسلامية الإيرانية في المنطقة. ان المصالح المشتركة التي تجمع السعودية و"إسرائيل" هي التي دفعت الكيان الصهيوني لتبارك الحرب على اليمن. ان "إسرائيل" تشعر بالقلق جراء وجود حركة داعمة لمحور المقاومة في منطقة الخليج الفارسي، وباب المندب والبحرالاحمر ، ولهذا السبب فان "إسرائيل" ترحب وتدعم وتبارك الهجمات الاميركية والسعودية لضرب اليمن.  
تسنيم: كيف تقيمون مغامرة السعودية في اليمن، وموقف محور المقاومة من هذه المغامرة؟.
عتريسي: لا احد يعرف كيف ستنتهي هذه الحرب، ان استمرا الهجمات الجوية ليس لها اية رؤية ونتيجة واضحة سوى تدمير اليمن. ان السعودية لايمكنها القيام باي شيء اخر بعد تدمير اليمن، سوى ان التاريخ سيسجل هذه المسألة في ملف الاسرة الحاكمة في السعودية، بان هذا الكيان قد دمر اليمن. اما الاحتمال الثاني فمن المحتل ان تتوجه السعودية لخيار الهجوم البري على اليمن، وعندها ستواجه السعودية وضع خطير جدا، كما وستترك اثارها السلبية على هذا البلد وعلى سياساته الخارجية. اما حول موقف محور المقاومة والردع فينبغي ان نقول ان هناك الكثير من الآمال في هذا المحور حول كيفية تعامل هذا المحور مع الحرب السعودية ضد اليمن، وهل يعمل هذا المحور عبر تقديم دعمه لحركة انصار الله وهل سيتوجه الى ممارسة الضغوط السياسية في هذا الجانب؟ هل ان هذا المحور سيبقى منتظرا بعد تحقيق الاتفاق النووي بين ايران والغرب لقلب المعادلة بشكل مختلف تماما؟ ان جميع هذه الامور هي احتمالات ويجب الانتظار لبضعة ايام او بضعة اسابيع لنرى كيف يكون موقف محور المقاومة.  
تسنيم: لماذا شكلت الدول العربية مع السعودية في حربها ضد اليمن، ائتلافا عسكريا إلا انها عندما هاجم الكيان الصهيوني  غزة، لم تحرك ساكنا ولم تقوم باية مبادرة أو عمل لانقاذ الشعب الفلسطيني؟.  
عتريسي: لان موقف الدول العربية بخصوص اليمن جاء بتنسيق أمريكي وان هناك غرفة عمليات مشتركة بين السعودية وأمريكا في هذا الخصوص. ان أمريكا أعطت الضوء الأخضر للسعودية لشن عدوانها على اليمن، كما وأعلنت عن موافقتها وتقديمها الدعم اللوجستي والمخابراتي للسعودية. في الحقيقة ان أمريكا تعتبر جانبا في الحرب ضد اليمن، في حين ان الدول العربية وعلى راسها السعودية لاتجريء على تشكيل ائتلاف ضد "إسرائيل" لحماية ودعم الشعب الفلسطيني أو دفع الاعتداء عن غزة. وثم مسألة اخرى هي ان القضية الفلسطينية لم تعد تمثل الاولوية بالنسبة للدول العربية ومن بينها السعودية، وان مصير اهالي غزة ليس له اية اهمية للنظام السعودي، والمهم لها فقط هي نفوذها في اليمن. وختاما، ان الدول العربية لاتملك الشجاعة الكافية لتشكيل ائتلاف ضد الكيان الصهيوني  لان هذه المبادرة تحتاج إلى ضوء اخضر أمريكي، وبدون شك ان أمريكا لاتعطي مثل هذا الضوء الأخضر ولن تسمح لهذه الدول المواجهة مع "إسرائيل" وان أي عمل من هذا القبيل، محظور على هذه الدول من وجهة نظر أمريكا.        

 

 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة