الخبير محمد صالح صدقيان لـ تسنيم : العدوان السعودي على اليمن يخدم الأهداف الستراتيجية للكيان الصهيوني

الخبیر محمد صالح صدقیان لـ تسنیم : العدوان السعودی على الیمن یخدم الأهداف الستراتیجیة للکیان الصهیونی

أكد الخبير بالشؤون الاقليمية الدكتور "محمد صالح صدقيان" مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية ومدير مكتب صحيقة الحياة بطهران ، فشل النظام السعودي في مغامرته العسكرية ضد اليمن ، وعدم تحقق أيا من أهدافه ، و اعتبر في حواره مع وكالة تسنيم الدةلية ان هذه الحرب تتماشى و تخدم الاهداف الاستراتيجة لكيان الاحتلال الصهيوني ، كما تخدم أستمرار حياة هذا الكيان الغاصب .

و تطرق هذا الكاتب والمحلل السياسي الدكتور صدقيان في هذا الحوار إلى الاسباب والاهداف السعودية وراء تورطها في مغامرتها المكلفة والخطيرة في اليمن ونتائجها ، واليكم هذا الحوار :

تسنيم : ما هي الاسباب والاهداف التي دفعت السعودية للخيار العسكري ضد اليمن؟ وهل ان السعودية قادرة على تنفيذ هجوم بري على هذا البلد؟ .
صدقيان : عندما بدأت السعودية هجومها على اليمن ، لم يكن هناك بين المراقبين السياسيين والعسكريين والمحللين من يعتقد بتحقق الأهداف السعودية في هذه الحرب . ان السعودية دون أدنى شك ، غير قادرة على بدء بحرب برية في داخل هذا البلد ، لان التدخل البري للقوات السعودية في اليمن ، يقود المملكة الى الدخول في المستنقع اليمني ، وبالتأكيد فلن يتحقق أي هدف من الاهداف السعودية ، التي ستدفع الثمن باهظا في حال الاعتداء بريا على اليمن، وانها ستكتفي في الوقت الراهن بالهجمات الجوية على هذا البلد .
• الرأي العام اليمني يعارض اثارة السعودية للحرب
وثمة مسألة اخرى هي ان الرأي العام اليمني وحتى الذين كانوا يعارضون حركة انصار الله، لن يقبلوا ابدا بمثل هذه الهجوم الجوي على بلادهم، لان هذه الهجمات الجوية تستهدف البنية التحتية اليمنية وجميع شرائح الشعب اليمني دون استثناء ، وان الشعب اليمني لن يقبل ابدا تدمير مؤسسات البنية التحتية لبلاده. و اضاف ان السعودية ودون شك، تسعى لتحقيق هذه الاهداف في شن هجومها على اليمن ، في حين ان جميع المراقبين والمحلليين السياسيين والعسكريين يعتقدون ان السعودية غير قادرة على تحقيق اي هدف من اهدافها في هذه الحرب. و اذا كان هدف السعودية هو اجبار حركة انصار الله على الاستسلام لمطالبها ، فان هذا امر بعيد المنال وصعب للغاية ، لان اليمنيين سينتهجون سياسة "الدبلوماسية الجهادية" التي لا تصب في مصالح واهداف النظام السعودي، ونتيجة لذلك فإن السعوديين غير قادرين على تحقيق اهدافهم.  
تسنيم : لقد أعرب قادة الدول العربية في اجتماع القمة العربية في شرم الشيخ بمصر عن دعمهم للعدوان السعودي على اليمن، في حين انهم اختاروا السكوت حيال الاعتداءات الصهيونية على أهالي غزة ومنها الاعتداء الصهيوني الغاشم الاخير على غزة ، وقاموا بتشكيل ائتلاف عسكري ضد اليمن . كيف تقيمون ذلك؟.
صدقيان : ان الجامعة العربية مسؤولة عن انعقاد اجتماع القمة العربية، وانها تعتبر الاطار الرسمي للنظام العربي، ان هذا النظام العربي قد سقط عام 2003 عندما تم الاطاحة بنظام "صدام" في العراق، ونتيجة لذلك فان كل اجتماعات القادة العرب سواء قبل عام 2003 وبعدها، لم تحقق اي من اهدافها ، بالتالي فانه لافرق بين انعقاد هذه الاجتماعات او عدم انعقادها، وان الاجتماع الاخير لقادة الدول العربية في شرم الشيخ بمصر يعتبر ايضا واحد من الاجتماعات الفاشلة التي تضاف الى مجموع الاجتماعات السابقة الفاشلة. ان الثورات العربية الأخيرة في مصر وتونس واليمن تمثل انهيار او موت النظام العربي. ان اجتماعات القادة العرب لم تحقق لحد الان اية نتائج او مكاسب للشعوب العربية وان الاجتماع الاخير في شرم الشيخ ايضا غير مستثني من هذه القاعدة . ان الشعوب العربية في جميع الدول العربية لا يعيرون أدنى أهمية لاجتماعات القادة العرب ، لان هذه الاجتماعات هي اجتماعات ميته وفاشلة ، وبالتالي فإنه من الأفضل بالنسبة لنا كمراقبين ومحلليين سياسيين ان لا نتحدث عن نتائج اجتماعات القادة العرب لان هذه الاجتماعات ولدت ميتة وفاشلة ولم تقدم اية خدمة للشعوب العربية. وعندما بدأت السعودية عدوانها على اليمن، فان اجتماع قادة العرب لم يكن قد بدأ بالفعل، وان بعض الدول العربية اعلنت عن دعمها لهذه الحرب قبل بدء اجتماع القمة، ولهذا فانا اعتقد ان الاجتماع الاخير لقادة الدول العربية لم يكن له اي مكسب لانه كان اجتماعا فاشلا منذ البداية.
تسنيم: ان موقف الكيان الصهيوني بشأن العدوان السعودي على اليمن وترحيب واستحسان الصهاينة لهذه الحرب كما وان وسائل الاعلام الصهيونية اكدت تطابق المصالح المشتركة بين الرياض مع تل ابيت، كيف تقيمون ذلك؟.
صدقيان: ان الكيان الصهيوني له هدف إستراتيجي في المنطقة وهو تجزئة الدول وخلق التفرقة والانقسام فيما بينها . ان هذا الكيان يسعى لتجزئة الدول العربية ودق اسفين الخلاف والفرقة بين الشعوب العربية ، ولذلك فان اندلاع اي حرب او صراعات داخلية في اية دولة عربية هي في صالح الكيان الصهيوني .. ان الحرب والصراع الداخلي في العراق وسوريا ولبنان واليمن وتونس وليبيا وفي اية دولة عربية اخرى تعتبر هدفا إستراتيجيا للكيان الصهيوني ، الذي يدعم تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي اللذين يحاولان تقسيم العراق وسوريا وليبيا وضرب وتهديد الاستقرار في تونس ومصر، لان هذا الكيان يريد تجزئة الدول العربية ، اعتقد ان الكيان الصهيوني هو الطرف الوحيد في جميع معادلات التحولات والاحداث التي تقع في الدول العربية ، لان هذه التطورات تخدم بقاء الكيان الصهيوني، واذا ما توصلت الدول العربية من الناحية السياسية إلى حالة من الاستقرار فانها ستمثل تهديدا للكيان الصهيوني، كما وان الاضرابات والفوضى والحروب الداخلية في الدول العربية ستصب في خدمة الكيان الصهيوني.   
تسنيم: حركة انصار الله دعمت محور المقاومة ، كيف تقيمون موقف وخيارات محور المقاومة بشأن الاعتداءات السعودية على اليمن؟.
صدقيان: ينبغي على الشعوب العربية والاسلامية ان تبذل جهودها لنشر الامن والاستقرار في جميع الدول العربية ومنها في اليمن، كما يجب السعي لان تكون لهذا الشعوب القدرة على اتخاذ قرارات سياسية والسماح لجميع الاطياف السياسية بالمشاركة في مجال تحقيق استقرار النظام السياسي في هذه البلدان ، وبالنسبة الى اليمن يجب على الجميع العمل على اعادة الامن والاستقرار السياسي الى هذا البلد والتصدي لكل محاولات تقسيمه، ودعم الحوار اليمني بمشاركة جميع الاطراف والاطياف السياسية من اجل اعادة الامن والاستقرار والثبات وانتخاب حكومة وحدة وطنية.
تسنيم : كيف تقيمون الموقف الإيراني؟
صدقيان: ان إيران ومنذ البداية دعمت الحوار بين الاطياف والتكتلات السياسية اليمنية ودون تدخل اجنبي ، واكدت ضررة استمرارها، ان إيران كما في السابق تدعم الحوار "اليمني- اليمني" من اجل تحقيق آليه لمناقشة سبل اعادة الامن والثبات والاستقرر الى اليمن ، لان أي خيار آخر سيكون في ضرر استقرار وامن ومصالح الشعب اليمني.
تسنيم : ماذا سيكون مصير هذه المغامرة السعودية الأميركية في اليمن ؟
صدقيان : مع هذه المبادرات، فان جميع الاحتمالات متاحة. ان جميع النظم  السياسية والحركات، وجميع الاطراف العربية والدول الإسلامية تسعى لاعادة الامن والاستقرار إلى اليمن، لانه من المحتمل ان تعاني اليمن مستقبلا نفس مصير سوريا وليبيا، واذا ما ابتليت اليمن بمصير العراق وسوريا وليبيا فانه يعني ان اتجاه البوصلة تتحرك لمصالح القاعدة وداعش والمتطرفين الراديكاليين، ولذلك يتحتم على الجميع بذل الجهود لمنع ان تتحول اليمن الى سوريا ثانية في المنطقة، وعلى الجميع العمل على استعادة الامن والاستقرار إلى اليمن لان هذه المسألة هي في مصلحة جميع الأطراف المرتبطة بالتحولات في هذا البلد.

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة