تقرير .. الأمريكان ماطلوا لوقف تنفيذ قرار مجلس الأمن

تقریر .. الأمریکان ماطلوا لوقف تنفیذ قرار مجلس الأمن

عارض الأمريكيون حتى ظهيرة يوم أمس الثلاثاء صدور قرار جديد مبني على البند السابع يوقف تنفيذ الحظر السابق الذي أقره مجلس الأمن ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية ، في الوقت الذي وصلت المفاوضات الجارية بين ايران و مجموعة السداسية الدولية بمدينة لوزان السويسرية الى يومها الأخير وأصبحت تقتصر على التفاوض حول موضوع محدد .

ويعتبر الدبلوماسيون أن هذا الموضوع يتعلق بوقف تنفيذ قرارات مجلس الأمن بفرض الحظر على إيران ، و في الحقيقة فان لهذا الموضوع عدة محاور هي :

1- تصر إيران على الغاء جميع قرارات الحظر ، بالإضافة الى الحصار احادي الجانب مباشرة بعد توقيع الاتفاق النهائي والذي قد يتم توقيعه في حزيران .
2- تعتقد أمريكا وفرنسا أن بقاء الحظر هو الضمان الوحيد لالتزام إيران بالتعهدات التي ينص عليها الاتفاق النهائي .
وصرح مصدر لموقع «ايران النووية» قائلا : لقد عارض الأمريكيون حتى ظهيرة يوم أمس صدور قرار جديد مبني على البند السابع يوقف تنفيذ الحظر السابق الذي أقره مجلس الأمن ، و يبررون ذلك قائلين إذا صدر قرار جديد وألغى الحظر ، فإن روسيا والصين سيحولان دون صدور أي قرار جديد بفرض الحظر مرة أخرى ؛ لكن بعد ظهيرة يوم امس تغيرت مواقفهم واذعنوا بضرورة اصدار قرار جديد في ظل البند السابع . وبعد ذلك طلب الأمريكان وضع آلية في القرار تنص على اعادة فرض الحظر بصورة تلقائية في حال عدم التزام إيران بتعهداتها . وهذا الموضوع هو المحور الأساسي للنقاش حاليا .
وأضاف المصدر : ان السؤال المطروح الآن هو من الذي يجب أن يقرر ما إذا كانت إيران قد التزمت بتعهداتها ام لا ، من أجل تفعيل آلية اعادة فرض الحظر؟ وتفول إيران و روسيا و الصين وبعض الدول الأوروبية إن حل هذا الأمر يعود الى مجلس الأمن ، لكن عادت فرنسا وأمريكا الى معارضة ذلك بسبب وجود روسيا والصين في مجلس الأمن مما سيحد من قدرتهم على المناورة .
و يبدو أن المفاوضات تتركز الآن حول هذا الموضوع ، كما ان طرح الحلول الجديدة مازال مستمرا .
في الوقت ذاته ، صرحت مصادر أخرى لموقع «ايران النووية» بأن هنالك مواضيع أخرى لم يتم اتخاذ قرار سياسي ازاءها حتى الآن .
و أحد هذه المواضيع هو أن بعض الأطراف الغربية طرحت مؤخرا أمورا تتعلق بكون مدة السنوات العشرة ، هي مدة أولية ، وإن بعض القيود التي تتعلق بزيارات المواقع النووية يجب أن تستمر بعد انقضاء هذه المدة . هذا في حين أن طهران تعتبر أن الجدول الزمني الذي يمتد لعشرة سنوات طويل جدا . بالإضافة الى ذلك فقد طُرح الغاء القيود المفروضة على أنشطة البحوث والتنمية بعد عام او عامين في حال التزام إيران بالاتفاقية النهائية .
وصرح مصدر دبلوماسي في طهران قائلا : إن موضوع الجداول الزمنية موضوع شائك . لقد وضعت جداول زمنية مختلفة
- جدول زمني باسم الالتزام او التفعيل ويمتد لعام او عامين . ويدعي الامريكيون أن القيود المفروضة على البحوث والتنمية ستنتهي بعد هذه المدة وسوف يراجعون الكونغرس من أجل رفع الحظر .
- الجدول الزمني الآخر يمتد لـ 10 سنوات تقريبا والذي يعد الخطوة النهائية
- الجدول الثالث 13 الى 15 عاما ، وخلال هذه المدة ستستمر الزيارات الخاصة بلجان التحقيق .
وأضاف المصدر مؤكدا : في الحقيقة ربما يمكننا القول بأن لكل تعهد جدول زمني خاص ، ثم ان بعض هذه الجداول الزمنية ليست حاسمة بل نسبية . و على الرغم من كل هذا ، يبدو أن أيا من هذه الأمور لن يقف حائلا دون توقيع اتفاقية سياسية في ساعات متأخرة من مساء اليوم او غدا صباحا .
وعلى العكس مما صرح به عباس عراقجي ليلة أمس ، أكد حميد بعيدي نجاد أن الطرفين يتبادلان النصوص باستمرار ، وان الطرفين قريبان جدا من التوصل الى نص مشترك .
و حتى الآن لم يتضح مدى التزام هذا النص النهائي المسمى بـ «بالاتفاق السياسي» أو «الإطار السياسي للاتفاقية الشاملة» ، بالخطوط الحمراء التي تم رسمها لفريق المفاوضين النوويين .
• موقع «ايران النووية» يحذر من بقاء نصوص اتفاقيات لوزان سرية

و بالتزامن مع ظهور علامات تدل على توصل المفاوضات في لوزان الى نتيجة ، أبدى الخبراء الإيرانيون مخاوف حيال طريقة اعلان نتائج المفاوضات . فقد اعلنت المصادر الغربية ومنها صحيفة نيوروك تايمز أن طريقة الاعلان عن نتيجة المفاوضات ، تعد موضعا للخلاف بين الطرفين . و قالت وكالة "أسوشيتد برس" : سينتقل الطرفان الى مرحلة جديدة من المفاوضات بعد اصدار بيان صحفي .
و يبدو أن الفريق الإيراني يرى أن اصدار بيان صحفي يكفي ، ويمتنع عن نشر التفاصيل ، وكن الأمريكان يقولون إن التفاصيل يجب أن تُنشر في إطار وثيقة رسمية مُلزمة .
ويبدو إن الفريق الإيراني قلق لأن نشر أسس الاتفاقية التي تنص على التزامات ايرانية طويلة الأمد في إطار جدول زمني لجميع الأمور التي يتم التفاوض عليها ، قد يؤدي الى أن يتم اتهام الفريق في الداخل الإيراني بعقد اتفاقية من مرحلتين ، وهذا أمر منعه سماحة قائد الثورة الإسلامية سابقا . من ناحية اخرى ، يقول الأمريكيون أنهم يحتاجون تعهدا رسميا إيرانيا من أجل أن يمنعوا الكونغرس من القيام بعمل يخرب الاتفاقية .
وفي طهران يشدد الخبراء على أن التوصل الى نتيجة في مفاوضات لوزان ،  والانتقال الى مرحلة التفاوض حول التفاصيل يجب أن يترافق مع نشر النص الكامل للاتفاق السياسي الذي تم حول إطار الإتفاقية .
وصرح خبير كبير له علاقة بالموضوع لموقع «ايران النووية» قائلا : إذا سمعتم مساء اليوم خبر تمديد المفاوضات أو حصل كما قالت وكالة أسوشيتد برس ، وانتقل المفاوضون الى التفاوض حول التفاصيل ، حينها تاكدوا من كون الاتفاق السياسي قد تم ، اذ لا يمكنهم الانتقال الى هذه المرحلة من دون التوصل الى اتفاق سياسي ، وإذا حصل اتفاق سياسي يجب أن يتم نشر نصه الكامل .
وأردف الخبير قائلا : إن ما سيحصل الليلة –إذا حصل هذا الأمر- هو الاتفاق النهائي . إن التلاعب بالكلمات لا يحل المشكلة . ان يسموه بالاتفاق ، او التفاهم أو البيان فالأمر سيان . فلا فرق بين التوقيع الرسمي على نص مكتوب أو الاعلان عن الامر شفهيا في إطار بيان . المهم هو أن مصير جميع المسائل المختلف حولها قد حُسم ، وإن إيران قد تعهدت بذلك من دون أن يكون لها اعادة النظر فيه . وإن ما سيجري في المرحلة التالية من المفاوضات هو التفاوض من اجل تحول هذه الأسس الى مستندات ملحقة تنفيذية ومُفصلة . يجب على فريق المفاوضين أن ينشر النص الكامل لما توافقوا عليه .
وأكد الخبير أن نصوص الاتفاقيات يجب أن تُنشر ليمكن الحكم على مدى التزامها بالخطوط الحمراء في مجال الحظر . ويجب أخذ هذا التحذير على محمل الجد لأن استمرار المفاوضات حول التفاصيل والمستندات الملحقة التنفيذية قد يُشكل حجة من أجل الابقاء على اتفاقيات لوزان سرية .
ويقول الخبراء : صحيح أن الاتفاق النهائي سيتم في نهاية شهر حزيران ، لكن ذلك الاتفاق لن يكون إلا صورة مفصلة لاتفاق لوزان ، لذلك فإن الاتفاق الأصلي هو ما قد يتم الاتفاق عليه في لوزان .

الأكثر قراءة الأخبار {0}
عناوين مختارة