أوباما يلجأ مجددا للقنوات الدبلوماسية المعتادة لإيصال رسالة غير معتادة لبعض الدول الخليجية : تأجيج الصراع في ليبيا


أوباما یلجأ مجددا للقنوات الدبلوماسیة المعتادة لإیصال رسالة غیر معتادة لبعض الدول الخلیجیة : تأجیج الصراع فی لیبیا

مرة اخرى يلجأ الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى القنوات الديبلوماسية المعتادة لإيصال رسالة غير معتادة ، حيث اتهم "بعض الدول الخليجية" ، بتغذية لهيب الصراع و تأجيجه في ليبيا ، و دعا هذه الدول على المساعدة في تهدئة "الوضع السياسي الفوضوي في ليبيا" ، مؤكدا أن أي عمل عسكري خارجي لن يكون كافيا للمساعدة في تخفيف التوترات في هذا البلد الذي تمزقه الحرب .

وأشار اوباما إلى أنه لا يمكن إنهاء الأزمة في ليبيا بـ "بضع ضربات بطائرات من دون طيار أو عمليات عسكرية قليلة" . و جاءت تصريحات أوباما في مؤتمر صحفي بعد لقائه مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي في البيت الأبيض ، وأضاف : أن هناك حاجة لحل سياسي في ليبيا، الغنية بالنفط المطلة على البحر المتوسط . وقال أوباما "سيتعين علينا أن نشجع بعض الدول الخليجية التي أعتقد أن لها نفوذا على الفصائل المختلفة داخل ليبيا ، حتى تصبح أكثر تعاونا" واضاف "في بعض الحالات شهدناها تؤجج نيران الصراع العسكري .. بدلا من محاولة تهدئتها" .

و يرى مراقبون ان الرئيس الأمريكي الذي ساق هذه الاتهامات لبعض الدول الخليجة بأنها تعمل على تأجيج الحرب في ليبيا ، ربما أراد رفْع سقف الكلام بعدما أصبحت واشنطن تشعر بخروج الأمور عن السيطرة ، و ذلك بعد ان ساهمت الولايات المتحدة الأميركية بشكل رئيسي في 17 آذار عام 2011 باستصدار قرار دوْلي عن مجلس الأمن يجيز التدخل العسكري في ليبيا ، و كان الهدف يومذاك بحسب أوباما ، حماية من وصفهم بالثوار الليبيين السلميين من البطش العسكري لنظام معمر القذافي .
و يقول آلان كوبرمان في مقالة له في مجلة "فورين أفايرز" الأميركية : كان تدخل أوباما في ليبيا تدخلاً بأعلى درجات الإخفاق" ، ويضيف : "كان محكوما بالإخفاق من الأساس" . و لم تعجزْ ليبيا عن التحول إلى دولة ديمقراطية فحسب، بل انحدرت إلى ما يمكن وصفـه بالدولة الفاشلة . لم يكن الثمن الأميركي المدفوع بحجم الثمن من اللحم الحي الليبي، لكن واشنطن خسرت في أولى تجليات التدحرج سفيرها في ليبيا الذي قـتل في هجوم لإحدى الجماعات على السفارة في بنغازي . لكن الولايات المتحدة ، بشخص رئيسها أوباما ، وجدت أنها لم تكنْ وحدها سبب الإخفاق ، إنما بعض الحلفاء من الدول الخليجية ، فجاء اتهامه لها صراحة بتغذية الصراع في ليبيا قبل أنْ يدعوها إلى المساعدة في خفضه مباشرة ، وأنه لا بد من تشجيع بعض الدول داخل الخليج (الفارسي) صاحبة النفوذ على الفصائل المختلفة بأنْ تصبح أكثر تعاوناً ، مضيفاً بشكل غير مسبوق "في بعض الحالات شهدناها تؤجج نيران الصراع العسكري بدلاً من محاولة تهدئتها" .
و ربما أراد أوباما رفْع سقف الكلام هذه المرة بعدما أصبحت واشنطن تشعر بخروج الأمور في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا عن السيطرة ، ولا سيما أن ما يحدث في ليبيا يمكن وصفـه بصراع جله خليجي خليجي بالواسطة ، السعودية والإمارات وخلفهما مصر من جهة دعماً لطرف وقطر وتركْيا من جهة أخرى دعماً للطرف الآخر.
ويأتي كلام الرئيس الأميركي بعد أسبوع من توجيهه رسالة أخرى للدول الخليجية مفادها : "إن أكبر خطر يتهدد عرب الخليج ليس التعرض لهجوم من إيران ، إنما السخْط داخل بلادهم، سخْط الشبان الغاضبين العاطلين من العمل  والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم" . و بدت الرسالة و كأنها دعوة  لهذه الدول إلى التركيز على قضاياها الداخلية ، بدل الانغماس في صراعات المنطقة دعماً لهذا الطرف أو ذاك .
و من المقرر ان يجتمع باراك أوباما مع زعماء الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في واشنطن يومي 13 و14 من الشهر المقبل لبحث عدد من الازمات في الشرق الاوسط .
وياتي كلام الرئيس الامريكي حول ليبيا ، قبيل القمة المرتقبة بين أوباما والقادة الخليجيين . وأشارت تقارير محلية وعالمية إلى تورط السعودية وقطر والامارات وتركيا في تأجيج النار الليبية ، وهو ما تحدث عنه اوباما صراحة دون أن يسميها .
و لعل ما لم يقله أوباما كان سبقه إليه غيره ، و أولهم رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني الذي كشف منذ أشهر أن دولة قطر أرسلت ثلاث طائرات عسكرية محملة بالسلاح والذخيرة إلى مطار طرابلس،  ومنذ أيام عاد الثني ليتهم تركيا هذه المرة بدعم الارهاب في ليبيا بأموال قطرية .
و ليست قطر المعنية الوحيدة في تصريح أوباما . فالفوضى التي تغرق فيها ليبيا منذ عام 2011 أدرجت فيها بحسب تقارير محلية وعالمية أسماء السعودية وقطر والامارات وتركيا كمتورطين في تأجيج النار الليبية.
و المفارقة أن الإتهام الذي أطلقه أوباما يأتي قبل استقبال الرئيس الاميركي لقادة دول "مجلس التعاون الخليجي" الستة في 13 ايار المقبل في البيت الابيض، وفي 14 منه في منتجع كامب دايفيد في ولاية ميريلاند .
وهذا الإجتماع يصفه البعض بـ"التاريخي وغير المسبوق" وأراده اوباما لطمأنة حلفائه الخليجيين بعد التوصل إلى إتفاق لوزان النووي ، فيما تقول صحف امريكية ان القمة الأميركية الخليجية تهدف إلى وضع الخطوط العريضة لمجمل العلاقة الاميركية مع الدول الخليجية في المستقبل ، بعد التحول في العلاقة بين واشنطن وطهران.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة