الفنانة نرجس آبيار : فيلم "الأخدود 143" عرض موضوعا إنسانيٍّا وصورةً كاملةً عن الحرب العراقيّة وهذا هو سر النجاح

الفنانة نرجس آبیار : فیلم "الأخدود 143" عرض موضوعا إنسانیٍّا وصورةً کاملةً عن الحرب العراقیّة وهذا هو سر النجاح

اكدت الاديبة وكاتبة السيناريو الفنانة اللامعة "نرجس آبيار" ، الحائزة على جائزة أفضل مخرجة إيرانية ، ضرورة تسليط الاضواء أكثر على الحرب العراقيّة المفروضة على ايران بعدما نساها الكثير وكانت مثار تساؤلات الكثيرين خلال مشاركتي في المِهرجانات الخارجيّة في ظلِّ الوقائع و الأزماتِ الّتي حصلت في الشّرق الأوسط لأنّنا ضحيّة للحرب و اعتدي على بلدنا كما نريد ان نقول إنّنا أمّة تسعى نحو السّلام .

و تحدثت الأديبة والفنانة "نرجس آبيار" مخرجة الفيلم السينمائي الشهير "شيار 143" أو (الأخدود مئةٌ وثلاثةٌ وأربعون) ، للزميلة الاعلامية "زينب الصفار" عبر برنامج "من الداخل" لقناة الميادين عن مسيرتها المِهنيّة كأديبة فقالت أنها تخرّجت بإجازة في الأدب الفارسي ، وألّفتِ حوالى ثلاثين كتابا ًو قصصا ً للأطفال و كتبا ً للكبار و الشباب ، قبل ان تنتقل إلى الإخراج السينمائي فقالت : أصبحت مخرجة تلقى استحسانا ًعالميا ً خلال فترة قصيرة . وكنت أعمل لسنواتٍ في مجال الكتابة ولاحظت أنّني بحاجةٍ إلى لغةٍ عالميّةٍ أكثر . و إذا كان لديّ ما أريد أن أعبّر أو أتحدّث عنه حتّى إذا كانت لديّ رسالةٌ أودُّ إيصالَها فهذا يتطلّب محيطاً أكثرَ عالميّةً و تتسنّى لكلّ العالم مشاهدتُه و لا يكون ذلك محدوداً بنقطةٍ داخلَ إيران ، أو بالفئة من النّاس الّذين يقرؤون الكتب . فقد كنت أحبّ أن أخاطب كلَّ العالم بلغتي الفنيّة ، وهذا ما دفعني لاختيار السّينما .

و ردا على سؤال : هل تظنين أنّ السينما بإمكانِها نقلُ الرسائل أفضل من الكتب ؟ اجابت الفنانة نرجس آبيار قائلة : ليس دائماً . فالكتاب غنيٌّ جدّاً و لديه تطبيقٌ تفسيريٌّ فهو يؤدّي إلى تنمية الخيال في ذهن المخاطَب لأنّ المخاطَب يجب أن يبنيَ كلَّ العالم القَصصيّ
الموجودِ داخل الكتابِ في ذهنه و بذلك يُعمِلُ خيالَه .. لكنَّ الفيلمَ أكثرُ سطحيّةً يعطيكم كافّة بياناتِ المعلومات و في الفيلم يكون مقدارُ تخيّلِكم أقلّ في الواقع تُظِهرون استنتاجاتِكم حول الفليم . ولا تزالُ الآداب حتّى الآن غنيّةً بالنّسبة لي ، لكنَّ لغةَ الفيلم هي أكثرُ عالميّةً . و اضافت : في الحقيقة ان فيلم (الأخدود مئةٌ وثلاثةٌ وأربعون) صُوِّرَ بناءً على كتابي ، الذي ًيحمل نفسَ الاسم . فالسّيناريو مستوحىً من روايةٍ أنا كتبتُها ، و اسمُ هذه الرّواية "العينُ الثالثة" . و في عام 2002 أجريت أبحاثي عن هذه الرّوايةِ و كتبتُها . ثمّ بعد سنواتٍ قرّرت أن يكون لي سيناريو من هذا الكتاب ، فبدأت بكتابة السّيناريو . و عندما نال الفيلمُ هذا الترحيبَ و الاهتمام من النّاس ، نشرتُ الرّواية مرّةً أخرى باسم (الأخدود مئةٌ وثلاثةٌ وأربعون) سمَّيتُها (العين الثالثة) .

وعندما سالتها الزميلة زينب صفار : لماذا قلبتِ التّسمية ولم تطلقي اسمَ (العين الثالثة) على فيلمِك ؟ .. اجابت قائلة : لأنّ الرّواية كانت مبنيّةً على أساس حياة ثلاثة عشر طالباً جامعيّاً ، حيث كانوا مجاهدين وكانوا يريدون الذّهابَ إلى الجبهة دون إخبار عوائلِهم وكان الكتاب يتحدّث عن هؤلاء الطلّاب الثّلاثةَ عشَر ، و اختياري اسم (العين الثّالثة) كان بسبب كلّ هذه الشّخصيّات الموجودة في الكتاب . لكن في سيناريو (الأخدود مئةٌ وثلاثةٌ وأربعون) استخدمت قصّة مجاهدٍ واحدٍ مع أمّه .
ثم تحدثت الفنانة نرجس آبيار عن تجربتها الدرامية الأولى في الفيلم (الأشياءُ في المرآة أقربُ مما تبدو عليه) ، و ردا على سؤال "أين تشعرين بأنك أقوى : في الكتابة أم في الإخراج ؟ أم أنك تعتقدين أنّ هذا المزيجَ بين الكتابة والإخراج يعطيك نوعا ً من التفرّد لنقل الرسالة أسهل؟" اجابت قائلة : لا .. الأمران محبّبانِ بالنّسبة لي و أعتقد أنّي لو كنت قد تابعتُ الآداب بجِدٍّ لكنت نجحتُ في هذا المجال حتّى إنّني لا أزالُ ناجحةً في مجال الأدب و الكلّ يعرفني في إيران ،
لكنَّ واقعَ الأمر أنّ عددَ مخاطَبي الفيلم أكبر . فالكتاب مثلاً قد يُطبع و ينشرُ بألفٍ أو ألفي نسخةٍ و إذا ما كنّا متفائلين جدّاً قد تُطبعُ منه خمسةُ آلاف نسخةٍ ، أي إنّ خمسةَ آلاف شخص سيبتاعون هذا الكتاب و يقرؤونه .. لكنْ للفيلم عددٌ أكبرُ من المخاطَبين ويُشاهَدُ على نطاقٍ أوسع . و في صغري كنت أحبّ الكثير من الفنون كالرّسم و التصوير و التمثيل كالأدب و الشّعر و بما أنّ الفيلم هو مزيجٌ من كلّ هذه الفنون .. ارتأيت أن أتابع الإخراج بمزيدٍ من الجِدّية .
سؤال : هل درست أيّ شيء يتعلّق بالإخراج ؟ وهل علّمك أحدهم كيف تقومين بهذا العمل؟ .. اجابت : من الصعب أن تكون المرأة مخرجة سينمائية . بدأتُ الإخراج بنحوٍ فطريٍّ . و أوّل فيلمٍ أخرجته كان عامَ 2005 أي منذ عشر سنواتٍ . وأوّلُ فيلمٍ قصيرٍ أخرجتُه كان منذ عشر سنواتٍ . جاء أحدُ الأصدقاء و قدّم لي شرحاً بمقدار سطرين أو ثلاثة عن كيفيّة إخراج الأفلام . كتبت السيناريو و كان يتمحور حول قصّة قصيرةٍ . أخرجته في منزلي و بإمكانيّات قليلةٍ حيث أحضرت مصوّراً و مهندس صوتٍ وحاولت إخراج ذلك الفيلم بإمكانات قليلةٍ من خلال نظرتي الطبيعيّة و الفطريّة . طبعاً شارك الفيلم في عدّة مِهرجانات و نال جائزةً في إيران بل شاركَ في عددٍ من المِهرجانات خارج إيران و هذا الأمر شجّعني و دفعني لأتابع ما بدأت . و طبعاً بدأت بالمطالعة بمزيدٍ من النّضج و قرأت الكثير من الكتب . كنت أيضاً أتوجّه بالأسئلة و الاستفسارات للأصدقاء العاملين في هذا المجال . أنا عامّةً أعمل بجِدٍّ و دؤوبةٌ في عملي لذلك لم يكن الإخراج أمراً فائقَ الصّعوبة بالنّسبة لي . هذا الأمر أدى إلى أن أُخرِج أوّلَ فيلمٍ وثائقيٍّ لي . و أوّلُ فيلمٍ وثائقيٍّ من إخراجي شارك في ما يقاربُ أربعين مِهرجاناً خارجيّاً و حصل على سبعِ جوائزَ خارجيّةٍ و في إيران أيضاً حظيَ بكثيرٍ من التّرحيب .
سؤال : يبدو أنك تمتلكين لمسةً سحرية في الإخراج لأن جميعِ أفلامِك تم ترشيحها للمشاركة في المِهرجانات السينمائية الدَوليّة مثل فيلمِك الدراميّ (الأشياءُ في المرآة أقربُ مما تبدو عليه) الذي تم اختيارُه أيضا ً للمنافسة على جوائز عدّة في مِهرجان (الشرقُ الأوسط الآن) السينمائيِّ الدَوليِّ في إيطاليا في أبريل الماضي عامَ ألفينِ وأربعةَ عشَر كما عُرضَ في العديد من المِهرجاناتِ السينمائية الدَوليّة مثلَ مهرجان (شنغهاي) الدَوليِّ السادسَ عشَر في (الصين)
عُرضَ فيلمُك (أوّلُ يومٍ بعد العاشر) الصادر عامَ ألفينِ وثمانية . وفي مِهرجان (روما) للأفلام السينمائية المستقلة في (إيطاليا) في مارس الماضي عامَ ألفينِ وأربعةَ عشَر . وبالتالي تمتلكينَ مهنةً ناجحة جدا ً تُوِّجت بالعمل الفنيّ المتميّز الأخير (الأخدودُ مئةٌ وثلاثةٌ وأربعون) . هل يمكنك أن تخبرينا عن كلِّ هذه النجاحات وعن هذا الفيلمِ تحديدا ً ؟
الجواب : (أوّلُ يومٍ بعد العاشِر) هو أوّلُ فيلمٍ وثائقيٍّ لي . وهو نفسُه الفيلمُ الوثائقيّ الّذي أخبرتكم أنّه حضرَ في أربعين مِهرجاناً خارجيًّا وحصل هذا في عامِ ألفينِ وثمانية حضر هذا الفيلم في العديد من المِهرجانات و نال الجوائز هناك . ومن بين هذه المِهرجانات كان هناك مِهرجانٌ للأفلامِ الوثائقيّة في لبنان أعتقد أنّ اسمَ المِهرجان (أيّامُ الأفلامِ الوثائقيّة) عُرضَ الفيلم في بيروت و حظيَ بترحيب المشاهدين والفيلم نفسُه حصل على جائزةِ مِهرجانِ (الإسماعيليّة) في مصر . كما حاز جائزتين في إيطاليا و جائزةً في اليونان ونال جائزة كبيرةً في جورجيا و غيرَها من الجوائزِ المختلفة كما حصَل على العديد من الجوائز في إيران .
اما الفيلمَ الأخير (الأخدود مئةٌ وثلاثة وأربعون) فانه اسمٌ لمكانٍ حيث يتبيّنُ في آخرِ الفيلم ما هو هذا المكان و أين يقع و لمَ اختيرَ اسمُه للفيلم ولا يمكنُني أن أتحدّثَ كثيراً عنه لأنّني هكذا سأُضطرُ إلى سردِ جزءٍ من الفيلم . لكنّ الفيلم يتضمّن دراما و كما يبدو فهو يتبنّى قصّة ميلودراما حول الحرب إنّما أنا حاولت أن أتجنّب كافّة عناصرِ الميلودراما في هذا العمل و ألّا أتعاطى بكثيرٍ من الانفعاليّةِ مع الموضوع فلم أستخدِم الموسيقى كثيراً في العمل . حاولت عامّةً أن أبتعدَ عن الخصائصِ التي تعزّزُ عناصرَ الميلودراما في الفيلم . والفيلم واقعيٌّ وهو فيلمٌ اجتماعيٌّ عن الحرب ويمكنني القولُ إنّه أثناء مِهرجان (الفجر) السيّنمائي كانت هناك صحيفةٌ مشهورةٌ اسمُها (الغارديان) كما أذكر كتبت هذه الصّحيفة أنّ فيلم (الأخدود مئةٌ وثلاثةٌ وأربعون) هو الفيلم الأكثرُ أنوثةً الّذي أُخرج عن الحرب العراقيّة المفروضة على ايران .
سؤال : لماذا ركّزتِ "الغارديان" على هذا الأسلوب المحدّد من الإخراج؟ وما مدى صعوبةِ العمل على هذا النوع من المواضيع تحديدا ًبالنسبة إليك كامرأة؟
الجواب : يعمل الرجال على هذا النوع من المواضيع عادة ووُجدوا في الخطوط الأمامية وفي تلك الأماكن ليتمكّنوا من وصف ما حدث بالفعل . استطاعوا أن يشاهدوا ما يحدثُ هناك بالفعل . تطرّقنا أكثر إلى ما خلفَ كواليس الحرب و أنا نظرت إلى الحرب من زاوية أعرفها أكثر . الشّخصيّة الأساسيّة في الفيلم هي امرأةٌ . وحاولت التّطرّق إلى الفليم من منظور المرأة . تطرّقنا نحن إلى ما خلف كواليسِ الحرب . قد أُخرِج يوماً ما فيلماً تكون الأجواء فيه رجوليّةً و حربيّةً مثلما هي الأجواء حربيةٌ في رواية (العينُ الثّالثة) و قد استطعتُ أن أكتبَ عن مثل هذه الأجواء لكنّني لاحظت أنّ هذه الأجواء غيرُ ضروريّةٍ في هذا الفيلم و أنا بحاجة إلى التطرّقِ لكواليس الحرب و إلى عرض نساءٍ على الشاشة ممّن فُقِدَ أبناؤهنَّ في الحرب و هذا الأمر يحصُل عالميّاً ففي كلّ حروب العالم هناك عائلاتٌ يُفقَد أبناؤها في الحرب . وكان من الضرويِّ جدّاً التطرّقُ لهذا الموضوع في كلّ الدول الّتي عُرضَ فيها الفيلم حيث حضر الفيلم إلى الآن في ثمانيةِ مِهرجاناتٍ عالميّةٍ . كنت أشاهد كيف يتأثّر النّاس بما يشاهدونه في الفيلم و يبكون أيضاً . و قد اختبروا هذا الجوَّ سابقاً في حروبِهم سواءٌ الحروبُ بين الدّول أو الحروبُ الداخليّة .
سؤال : هل تظنّين أنه سيكون صعبا ً بالنسبة إليك أن تُخرجي فيلماً من بطولة رجل لا امرأة؟
الجواب : ربما يكون سلوكك ومشاعرك كامرأة وكونك امرأة قد
نفخ الروح في السيناريو والكلمات وحوّلهما إلى عمل درامي بالطّبع قد يحصُلُ هذا الأمر . الآن لدّي سيناريوهات و أفكار و مشاريع أفلامٍ شخصيّتُها الأساسيّة رجلٌ . إنّما عليَّ التوجُّهُ نحوَ هذه الشّخصيّات عندما أكون مُلمّةً بها ويجب أن تكونَ هذه الشّخصيّاتُ معروفةً بالنّسبة لي . أنا لا أتّجه نحوَ أيّ شخصيّةٍ قبل أن أعرفَها و
كما لاحظتم في فيلم (الأخدود مئةٌ وثلاثة وأربعون) كنت كأنّي أعرف كلَّ الممثّلين : طريقةَ جلوسِهم و وَقفتَهم و حركاتِ أيديهِم و كلامَهم و هذه الحوارات يجب أن تكون مطابقةً لشخصيّتِهم و قد وضعت كلَّ هذه الأمور معاً و ذهبت نحوَ هذا الجوّ لأنّه كان معروفاً بالنّسبة لي . و إذا ما أردتُ في وقتٍ ما الاتّجاهَ نحو أجواءٍ ذكوريّةٍ فلابد أن أكون ملمّةً بها .

سؤال : بحسب التقارير إن سينما الدفاع المقدّس عن فئة الأفلام  التي تستكشف تجربة إيران الدرامية في الحرب العراق المفروضة في أعقاب حقبة ما بعد الحرب ، تفتقر إلى عامل جذب الشبابِ الإيرانيينَ غالبا ً بحسب النقاد . ومع ذلك فاز فيلمك بجائزةِ "فيلم الجمهور" . كيف يختلف فيلمُك عن الأفلام الأخرى التي تنتمي إلى نفسِ الفئة؟ وما هو الشيء المختلف الذي قدّمتِه إلى الجمهور مقارنة مع باقي الأفلام؟
الجواب : غالبيّة الأفلام الإيرانيّة الّتي أخرجت عن الحربِ العراقيّة المفروضة تعتمد كثيراً على المعلومات الموجودة لدى المُشاهِد مسبقاً كأن أُخرِجَ فيلماً عن حروب لبنان الداخليّة و يعتمد فيلمي على كوني قد عشت في لبنان و لديّ معلوماتٌ عن تلك الأحداث قد لا يكون هذا الأمرُ مفهوماً بالنّسبة للمُشاهِد الأجنبيّ و يجب أن تكون لديه معلوماتٌ مسبقاً و فيلم (الأخدود مئةٌ وثلاثةٌ وأربعون) يعرِضُ للمخاطَب صورةً كاملةً عن الحرب العراقيّة المفروضة وعن تاريخِ الحرب و العمليّاتِ المهمّةِ الّتي حصلت فيها  و اتّفاقِ "السّلام" الّذي وُقِّع وعودةِ الأسرى و البحثِ عن بقايا جثامينِ الشهداء المجاهدين وهذا يعطي صورةً كاملةً عن وقائعِ الحرب لذلك يستطيعُ المُشاهِدُ العالميّ أن يتفاعل مع الفيلم ويفهمَ رسالة الفيلم ، الامر الذي حصل معي في المِهرجانات الخارجيّة . و كان غريباً بالنّسبة لي هو أنّ المخاطَب في ظلِّ الوقائع و الأزماتِ الّتي حصلت في الشّرق الأوسط قد نسيَ الحربَ العراقيّة  و كانت تُوجَّه لي الأسئلةُ حول حربِنا و متى كانت متى حصلت الحربُ بين إيرانَ و العراق؟ وهذا الأمر كان مستغرباً بالنّسبة لي و رأيت أنّه كان يجب علينا التطرّقُ أكثر إلى الحرب الإيرانيّة العراقيّة لأنّنا ضحيّة للحرب و ربّما كنّا قلقين نوعاً ما من عرض تبعات الحرب لكنّ ذلك ضروريٌّ كي نقول إنّنا أمّة تسعى نحو السّلام و هناك بلدٌ أو شخصٌ قد اعتدى على بلدِنا و نحن ضحيّة للحرب و لبعض دعاة الحرب .
سؤال : ماذا يمكنك أن تخبرينا عن الظروف الصعبة التي واجهتِها
خلال تصوير فيلم (الأخدود مئةٌ وثلاثةٌ وأربعون)؟ وكيف تمكّنت من تجاوزِ هذا النوع من الصعوبات والمشاكل؟
الجواب : في البداية لم يكن هناك الكثير من الموافقة على السّيناريو كي يتم إخراجه و كان يقال إنّ هذا الفيلم يعرض الكثير من صعوبات و معاناة الحرب و قد يترك تأثيراً كبيراً على النّاس واجهت القليل من المشاكل للحصول على إذنٍ كي أقوم بإخراج الفيلم
لكن عندما دخلت إلى أجواء إخراج الفيلم كانت هناك صعوبةٌ في الحصول على تكاليف إخراج الفيلم و الفيلم أيضاً صُوّرَ في مواقعَ مختلفة في (كرمان) مثلاً صوّرنا في سبعِ قرىً مختلفةٍ و العمل في منطقة (المعدن) ؛ في ينابيع مياه (المعدن) كان صعباً .
سؤال : حصد فيلم (الأخدود مئةٌ وثلاثة وأربعون) العديد من الجوائز
محليا ً وعالميا وحصد جائزة (سيمرغ بلورين) وهي تعادل جائزة الأوسكار كأفضل فيلم للجمهور خلال مهرجان (فجر) السينمائي الدَوليّ عامَ ألفينِ وأربعةَ عشَر وجائزة أفضل ممثلة التي قدّمت إلى الممثلة الرائعة (ميريلا زارعي)وعُرِضَ هذا الفيلم في ثمانيةِ مِهرجانات دَوليّة مثل مهرجان (بوسان) السينمائي الدَوليّ في (كوريا الجنوبية) ومهرجان (آسيا) و(المحيط الهادئ) السينمائي الدولي وفي (اليابان) و(فرنسا) و في مهرجان (غوا) و (كيرالا) في (الهند) ..
ماذا يمكنك أن تخبرينا عن سبب الترحيب الكبير بهذا الفيلم تحديدا ً في المهرجانات السينمائية الدَوليّة؟ و لماذا هذا الفيلم تحديداً ؟ الجواب : أعتقد أنّ أهمَّ سببٍ لذلك هو أنّ الفيلم يتضمّن موضوعاً إنسانيًّا ينظر إليه كلّ بلدٍ في العالم بنحوٍ ما . اما سبب نجاحه في إيران يعود إلى أنّ الفيلم حاول قدر الإمكان أن يتضمّن نظرةً شعبيّةً أي إنّه ناقش الحرب بين مختلف النّاس و القُرويّين و المحرومين الكثير من أفراد الطبقات الاجتماعيّة الدنيا كانوا حاضرين في حربنا و آثروا أنفسَهم و قدّموا التّضحيات حاولنا بصفتِنا مجموعةَ إنتاجٍ ألّا نعبّرَ عن أيِّ شعارٍ في الفيلم و لا نتحدّثَ بأيّ كلامٍ كبيرٍ حاولنا أن نعرضَ الجانبَ الحقيقيّ للحرب . أعتقد أنّه على الساحة العالميّة عندما يكون هدفُكم الاتّجاهَ نحو موضوعٍ إنسانيٍّ لا شكّ بأن كافّة الناس يستطيعون مشاهدة عملِكم و الاستمتاعَ به .
سؤال : ما هو مشروعك القادم ؟
الجواب : عملي القادم أيضاً يتمحور حول موضوعٍ اجتماعيٍّ حول فتاةٍ صغيرةٍ تحبّ قصصَ أبيها.

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة