الاخبار : العدوان على اليمن تحوّل إلى حبل التف حول عنق الرياض

الاخبار : العدوان على الیمن تحوّل إلى حبل التف حول عنق الریاض

نشرت صحيفة الاخبار اللبنانية مقالا عن تخبط السعودية في المستنقع اليمني الذي رمت نفسها فيه ، واكدت ان هذا العدوان تحوّل إلى حبل التف حول عنق الرياض التي باتت بأمسّ الحاجة لإيجاد مخرج من هذا المأزق ، مضيفة بأن مؤتمر الرياض لم يأتِ بجديد ، فيما تمكنت جماعة «أنصار الله» من جني العديد من المكتسبات خلال الحرب داخلياً وخارجياً ، وها هي اليوم تشعل الحدود السعودية وتعد بالمزيد .

وجاء في المقال بقلم الكاتب مهند عبيد : يبدو أن النار السعودية فوق رؤوس اليمنيين لم تبلغ ذروتها بعد. منسوب حمّام الدم اليمني سيبقى إلى ارتفاع، إذ إن المملكة حسمت خيارها، هي تريد للحرب أن تستعر أكثر، على الأقل حتى نهاية هذا الشهر، موعد لقاء جنيف بين الفرقاء اليمنيين.

ان "مؤتمر الرياض" لم يقدم في ختامه إلا صيغة محدثة لعناوين "عاصفة الحزم" ، اذ جدّد تأكيد شرعية عبد ربه منصور هادي وحكومته ، و طالب "أنصار الله" بالانسحاب من المناطق التي تنتشر فيها "اللجان الشعبية" والجيش اليمني ، وتسليم مراكز السلطة والسلاح ، و إعادة العمل بالمبادرة الخليجية ، وأخيراً - وهنا النقطة الأخطر - دعا إلى إعادة هيكلة الجيش وتأسيسه بما يلبي الرغبات السعودية .
و جمع البيان الختامي للمؤتمر ، الأضداد اليمنية من أجل شرعنة استمرار العدوان السعودي على اليمن . و لم يترك المؤتمر الباب موارباً حتى لطروحات أخرى ، إذ قررت السعودية في استعراضها جمع بعض شتات القادة اليمنيين والذهاب بعيداً في عدوانها.
وبالحديث عن هؤلاء القادة ، قالت الصحيفة إن الشخصيات الـ 401 التي شاركت في المؤتمر ربما اتفق جلّهم على خصومة "أنصار الله" ، لكنهم يفترقون في رؤيتهم لليمن .
وفي "مؤتمر الرياض" وحدهم "الإخوان المسلمون" والسلفيون حضروا كأحزاب في وقتٍ غاب فيه الآخرون . وحضر جلّهم بخجل عبر مندوبين من الصف الثاني. و"الحراك الجنوبي" لم يمثل بأي قيادي بارز ، حتى الرئيس السابق علي سالم البيض الموجود في الرياض لم يشارك ، ولو شرفياً ، رغم تقديمه الولاء لآل سعود أخيرا ً.
وخلال المؤتمر، تشابك هؤلاء وتعاركوا أكثر من مرة، بعضهم رفع الصوت ضد هادي وحقيقة شرعيته ، فيما طالب الجنوبيون بحق تقرير مصير الجنوب ، واتهم "الإصلاح" ، "الاشتراكي" بمحاباة "أنصار الله" . و بطبيعة الحال، كل تلك الأحداث لم يظهرها الإعلام الخليجي.
ولم يعكس هذا المؤتمر إلا تخبط السعودية في المستنقع اليمني الذي رمت بنفسها به . ولا حاجة للتذكير بتحقيقه "صفر" إنجازات في غارات العدوان الذي لم يتمكن من إنشاء منطقة حاضنة لشرعية هادي في عدن، ولم يستطع إيقاف تقدم الجيش و"اللجان الشعبية" التابعة لـ"أنصار الله" في الجنوب، بالإضافة إلى فشله في تدمير القدرة العسكرية للجيش اليمني أو "أنصار الله" .
وبالعكس تماماً ، أصبح "أنصار الله" يحكمون السيطرة على معظم المناطق الاستراتيجية في الجنوب، وزاد التضامن والالتفاف الشعبي حول خيارات الجماعة. كذلك ، فإن قضية "أنصار الله" أصبحت أكثر قبولاً لدى المجتمع الدولي ، ويؤكد مصدر قيادي في "أنصار الله" في هذا السياق، أن سلطنة عمان وروسيا فقط، كانتا على تواصل مع الجماعة ، فيما يفتح عدد كبير من السفارات الآن قنوات الاتصال بها .
و يرى المجتمع الدولي أن التحرك بات واجباً ، فالسعودية استهلكت مفعول عمليتها أكثر من اللازم، والحصار على اليمن، إذا استمرّ، سيتحول إلى قنبلة موقوته في بلاد الفقر والمآسي الاجتماعية و"القاعدة" ومتفرعاتها، القتل والتدمير الممنهج صار فاضحاً و وحشياً حيث كسر كل القواعد الإنسانية . و قبل "مؤتمر الرياض"، اتفقت واشنطن وموسكو على وجوب عقد مؤتمر لحلّ الأزمة اليمنية ، ربما قررا عدم إعلانه قبل "مؤتمر الرياض" منعاً لإحراجها.
وهنا يأتي دور المبعوث الدولي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، فدعوته إلى مؤتمرٍ للحوار في جنيف قد يكون مخرجاً للرياض من مأزقها اليمني . و يعلم المبعوث الدولي أن السعودية سترفض مشاركة "أنصار الله" في المؤتمر، ويدرك أنها سترفع السقف عالياً وتضع شروطاً يصعب تحقيقها ، لكنه يعلم أن الأطراف كافة ستبدأ بتقديم التنازلات رويداً رويداً مع اقتراب موعده .
و خلص المقال للقول : لن تكون جنيف الحل الموعود، لكنها ستكون الطريق لفتح ثغرة في جدار التعنت السعودي في الحرب على اليمن . وقد كان "أنصار الله" واضحين جداً ، يعكسون في موقفهم مدى سعيهم إلى إنقاذ بلدهم رغم الجراح والدم والمجازر التي ارتكبها النظام السعودي في بلادهم . و قالوا إنهم على استعداد للذهاب للحوار تحت مظلة الأمم المتحدة ، وعدم مشاركة المعتدين على اليمن في الحوار ، وفتح طاولة النقاش من حيث انتهى في صنعاء بناءً على اتفاق "السلم والشراكة" وليست "المبادرة الخليجية" .
واضافت الصحيفة : سيقال الكثير وستعقد اجتماعات عدة قبل موعد جنيف، لكن في الميدان اليمني ، سيكون هناك نار تلتهب في أكثر من مكان . إذ إن "أنصار الله" قررت أخيراً الرد على العدوان السعودي بالمثل، ما يعني أنه لن يكون هناك سكوت بعد الآن على الضرب والتفرج. وهذا ما اكده قيادي في "أنصار الله" بقوله أن الجيش و"اللجان الشعبية" سيتحركون على الحدود حيث سيقصفون أي هدف سعودي متاح، وانهم تمكنوا في الساعات القليلة الماضية فقط، من السيطرة على 10 مواقع سعودية استراتيجية في جيزان وعسير وقتل أكثر من 90 سعودياً بين ضابط وجندي. ذلك ليس سوى البداية كما يؤكد القيادي في انصار الله ، مضيفا "ستسمعون كلما سنحت الفرصة أخباراً طيبة تثلج قلوب اليمنيين" . وما يدور في ذهن الرياض حول حضرموت ليس في غفلة عن "أنصار الله"، حيث يؤكد القيادي أن السعودية تسعى إلى تهيئة الأرضية في حضرموت - سواء عبر قوات خاصة أو حلفائها - لإنشاء مقرّ للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، في سيناريو شبيه بما جرى في عدن حين انتقل إليها من صنعاء قبل أشهر. هذا الأمر لن يتحقق وفق القيادي في "أنصار الله"، إذ يؤكد أن الجيش و"اللجان الشعبية" جهّزا العدة والعديد للتوجه قريباً إلى المكلا لإنهاء سيطرة «القاعدة» عليها وإنهاء حلم هادي في الحصول على أي رقعة أرض في اليمن.
و اكدت الصحيفة : مع تقدم الأيام ، تبدو "أنصار الله" أكثر ثقة في النفس . و يرى قياديوها وعناصرها أن الأمور تسير لمصلحتهم على الأرض رغم المجازر السعودية المؤلمة . و هم يعلمون أن السعودية خسرت الحرب والإعلان الرسمي سيأتي عاجلاً أو آجلاً . كما ان بوادر الهزيمة السعودية تتجلى ، وفق المصدر القيادي ، الذي يكشف عن رسائل غير مباشرة تصل إلى الجماعة من حين إلى آخر من أمراء آل سعود ، "يعبرون فيها عن مواقفهم من عهد الملك سلمان".

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة