ماذا وراء إسقاطات وزير الدفاع الامريكي حول تطورات الرمادي ؟

ماذا وراء إسقاطات وزیر الدفاع الامریکی حول تطورات الرمادی ؟

أشار المحلل السياسي والخبير بشؤون الشرق الاوسط "أحمد كاظم زاده" إلى احداث سقوط مدينة الرمادي العراقية بيد عصابات داعش الارهابية وقال: على الرغم من وضوح تقصير امريكا في عدم استفادتها من الضربات الجوية ضد داعش في الرمادي في الوقت المناسب ، الا ان الرئيس باراك أوباما وبوصفه تراجع الجيش العراقي خطوة تكتيكية ، حاول التغطية على تقصير الامريكان في هذه القضية والحيلولة دون توجيه سوء الظن لها بهذا الموضوع .

وأفاد القسم الدولي بوكالة تسنيم الدولية للانباء بأن المحلل السياسي كاظم زاده كتب قائلا : ان مناقشة وتحليل ومقارنة نهج الحكومة العراقية واميركا بعد مرحلة سقوط مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار العراقية بيد "داعش" يعكس اختلاف البلدين حول التعامل بشان هذه القضية بشكل كامل.
ففي الوقت الذي تشير فيه الادلة الموجودة ان الحكومة العراقية اقدمت على تحركات واسعة من اجل استعادة مدينة الرمادي وان قوات الجيش والحشد الشعبي ، باتت تقترب اكثر كل يوم من هذه المدينة ، و في المقابل لم يلاحظ اي تحرك او مبادرة عملية من قبل اميركا ، بل بالعكس فان آشتون كارتر وزير دفاع هذا البلد، وفي حديث مع قناة "سي.ان.ان" حاول التغطية على مسؤولية حكومة بلاده وتقصيرها في التصدي لـ داعش ، والقى باللائمة على الجيش العراقي في سقوط مدينة الرمادي ، و صعد من خلال هذا الضغوط النفسية على الحكومة والجيش العراقي ، ما يثير الشكوك بان اميركا تراودها اهدافا جديدة ، وانها بصدد تهيئة الارضية لتغيير استراتيجيتها العسكرية في العراق .
و نوه هذا الخبير السياسي الى ان التقارير الواردة من ساحة القتال تفيد ان قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي لم تتمكن فقط من وقف تقدم جديد لـ داعش ، بل بدأت بشن هجمات جديدة وأحرزت تقدما جديدا في هذه الجبهة.
وفي هذا الاطار استطاع الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي من صد و احباط هجمات مجموعة داعش الارهابية في منطقتي الرشاد والبوخليفة في شرق منطقة الكرمة . كما تمكنت هذه القوات احباط هجمات عصابات داعش في منطقة الخسفة في الحديثة الواقعة الى غرب مدينة الرمادي ، بالاضافة الى ذلك فان القوات الامنية العراقية تمكنت من افشال هجومين انتحاريين في مناطق الكرمة والنعيمية في شرق مدينة الفلوجة وقتل الانتحاريين الاربعة قبل الوصول الى مواقع استقرار القوات العراقية.
واشار المحلل السياسي كاظم زاده الى ان القوات العراقية تمكنت ايضا خلال مواجهتها لعناصر داعش في قاعدة عين الاسد في شمال غربي الرمادي من احباط محاولة 6 انتخاريين اخرين ، وتابع قائلا : تزامنا مع التصدي لهجمات عناصر داعش تمكن الجيش العراقي والحشد الشعبي من تحرير مناطق دشتات والحفار شرق ناحية السعدية الواقعة في محافظة ديالى ، كما تمكنت هذه القوات من تحرير منطقة العنكور في جنوب مدينة الرمادي وتطهيرها من براثن عناصر داعش.
في هذا الوقت اعلنت قوات الحشد الشعبي العراقي عن بدء المرحلة الثانية من عمليات "لبيك يا رسول الله" في شمال تكريت وتقدمهم نحو مدينة الرمادي. ونبه كاظم زادة الى ان القوات الجوية العراقية تمكنت الى حد ما في الايام الاخيرة ايضا، وعلى الرغم من قلة الامكانيات ، من املاء فراغ عدم مشاركة القوة الجوية الاميركية في حرب الجيش العراقي ضد داعش، وحققت أداءا واعدا في هذا المجال، ومنها عملياته في مناطق بيجي وحصيبة وبعض المناطق المحيطة ببحيرة الحبانية.
واستطرد المحلل السياسي و الباحث في العلاقات الدولية "أحمد كاظم زاده" قائلا : من ناحية اخرى فانه نظرا الى ان جزء من الضعف الاخير للجيش العراقي يرجع الى نقص في الاسلحة والمعدات العسكرية ورفض اميركا تامين الاسلحة اللازمة للحكومة العراقية ، لذلك فان الحكومة والجيش العراقي عمدا الى بذل الجهود والمساعي واجراء مباحثات جديدة لتوفير اسلحتها اللازمة من بلدان اخرى، وفي هذا السياق، اعلن ان وزارة الدفاع العراقية انها ستستلم 42 صاروخا روسيا مضادا للدروع تعمل بالليزر بالاضافة الى 50 مدرعة مضادة لانواع الصواريخ والقنابل ايضا . و ان هذه المدرعات المصفحة التي لها امكانية حمل 14 عسكريا يستفاد منها في اختراق مناطق في العمق بالاضافة الى استخدامها ككاسحة الغام. وحسب وزارة الدفاع العراقية، فان العراق هو البلد الاول في العالم الذي سيستلم مثل هذه الاسلحة، وكانت بغداد قبل هذا استلمت سابقا 130 دبابة روسية الصنع. وبأختصار فان الادلة والبراهين الموجودة تشير الى ان الحكومة والجيش العراقي عازمان ليس فقط على استعادة الرمادي بل تحرير جميع المناطق الاخرى التي ترضخ تحت احتلال عناصر داعش. وبالتالي فان مجموعة العوامل مثل الاجواء السياسية والامنية المحلية والخارجية والوحدة الوطنية العراقية امام جرائم داعش في الرمادي ، كل ذلك ادى الى تقوية الدوافع وتعزيز الحوافز ، ومن المتوقع ان تكون فترة عمليات الانبار اقصر بكثير من الحروب السابقة في محافظة صلاح الدين.
وتطرق هذا الخبير الى كشف الحكومة العراقية لحقيقة اميركا ، واضاف : على الرغم من وضوح تقصير اميركا في عدم استفادتها من الضربات الجوية ضد داعش في الرمادي في الوقت المناسب، الا ان أوباما وبوصفه تراجع الجيش العراقي خطوة تكتيكية حال دون سوء الظن حول تقصير أميركا في هذه القضية ، إلا انه مع مرور الوقت وتصاعد حدة الانتقادات لسياسية حكومة اوباما تجاه داعش (والتي تهدف بالطبع الافادة منها لاغراض انتخابية) ، وجه وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر في حديث مع قناة "سي.ان.ان" التلفزيونية وبتأنيب لاذع اصابع الاتهام للجيش العراقي ، متهما اياه بعدم امتلاكه الارادة لمحاربة داعش . وبطبيعة الحال فان المسؤولين العراقيين لم يسكتوا امام تصريحات كارتر التأنيبية وفي هذا المجال ، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لقناة "بي.بي.سي" انا استغرب لماذا اطلق وزير الدفاع الاميركي مثل هذه التصريحات ؟ ، ولانه كان من الداعمين للعراق وانا واثق من انه لم يتم توفير معلومات صحيحة له . و في هذا الاطار اشار وزير الداخلية العراقي محمد سلمان الغبان الى التقصير الاميركي ، ان مقدار الدعم الاميركي للقوات العراقية لم يكن كافيا لهزيمة داعش ، وان عمليات القصف الجوي للطائرات الاميركية والحماية الجوية الاميركية للقوات العراقية محدودة وغير كافية ويجب تقوية الهجمات الجوية الاميركية ضد داعش ، وان اميركا تمتلك تجهيزات ومعدات كافية لمهاجمة عناصر داعش. وحول الدول الراعية لـ داعش، اوضح وزير الداخلية العراقي بان اميركا يمكنها ان تضغط على الدول التي لاتزال تدعم تجنيد واستقطاب مقاتلين اجانب بالاضافة الى تقديم الدعم المالي.  
واخيرا انتهى المحلل السياسي و الباحث في العلاقات الدولية "أحمد كاظم زاده" الى القول : يتضح مما سبق ذكره بعض النقاط :
اولا : ان الحكومة العراقية تشك في حقيقة صدق اميركا ومواقفها المعلنة في جدية مكافحة داعش وتعزيز عملياتها ولهذا السبب فان حكومة بغداد تحاول تقليل ارتباطها باميركا وبقية دول التحالف تدريجيا، والسعي لتحمل مسؤولية التصدي لـ داعش.
ثانيا : هناك احتمالان عن سبب العتاب والتأنيب اللاذع لوزير الدفاع الاميركي للجيش العراقي : الاول هو التغطية على تهربه من مسؤوليته في التصدي لـ داعش سواء في مجال منع تحويل العراق للمقاتلات والمروحيات التي بيعت للعراق في وقت سابق، وعدم قصف مواقع واهداف عناصر داعش في وقت الهجوم والتقدم ، والثاني ان اميركا تحاول تغيير استراتيجيتها العسكرية في العراق والخروج من المربع الدفاعي.

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة