مدير استخبارات معهد بروكينغز : السعودية لا تحقق نصرا في اليمن والحوثيين انتصروا عليها سابقا ولا يخشونها + صورة

مدیر استخبارات معهد بروکینغز : السعودیة لا تحقق نصرا فی الیمن والحوثیین انتصروا علیها سابقا ولا یخشونها + صورة

نشرت صحيفة "المونيتور" الأمريكية مقالاً للكاتب بروس ريدل مدير مشروع الاستخبارات في معهد بروكينغز، طرح فيه أسباب فشل نظام آل سعود ووزير الدفاع السعودي في تحقيق نصر بعد قرابة الشهرين من بدأ العدوان العسكري على اليمن. وأشار فيه الى تسرع السعودية والى عدم امتلاك وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان أي خبرة عسكرية او حربية مما جعله يرمي بنفسه وبلاده الى مستنقع، كما وأشار الى ضعف القوة الجوية السعودية واعتمادها على أمريكا وبريطانيا.

وقال ريدل :  في الوقت الذي تصاعدت فيه الحرب في اليمن بعد هدنة إنسانية قصيرة، فإن المخاطر تزداد بالنسبة لأمراء المملكة العربية السعودية والمنطقة وواشنطن. فقد استأنفت القوات الجوية السعودية وحلفاؤها العرب الهجمة الجوية هذا الأسبوع بعد وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام لاعتبارات إنسانية في اليمن. وزير دفاع السعودية و ولي ولي العهد، ابن الـ 29 عاما الأمير محمد بن سلمان قد وضع مصيره ومستقبل بلاده رهنا بتحقيق نوع من النصر الحاسم في حرب المملكة على اليمن.ويضيف : أن محادثات الأمم المتحدة التي تترك صنعاء تحت سيطرة "الحوثيين" الذين تعتبرهم السعودية مليشيات مدعومة من إيران، امر لا يعده ملوك السعودية نصرا حاسما  فمحمد بن سلمان يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير.بدلا من ذلك، بعد أسابيع من الهجمات الجوية على الحوثيين وحلفائهم يبدو أن حرب الأمير وصلت إلى حالة الجمود، ان الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية اليمنية الضعيفة، من شأنها أن تزرع الثأر بين اليمنيين وبين جارتهم الغنية وهذا سيؤدي الى توتر العلاقات. اليمنيون لم يحبوا أشقائهم الأغنياء مسبقا والآن قد يؤدي هذا الى الانتقام. والأسوأ من ذلك بالنسبة للرياض، أن طهران حققت انتصارا بدون تكلفة وبمجرد تقديم مساعدات محدودة للحوثيين.ما يمكن ان يبني السعوديين آمالهم عليه هو اليمنيين المعادين للحوثيين وبنائهم جيش يمكنه سلب الحوثيين الإنجازات التي قد حققوها. حيث تقوم القوات الخاصة بتدريب اليمنيين، وحتى لو أنهم كسبوا زخماً في تلك الحرب، فإنها لن تؤدي الا الى حرب أهلية عنيفة في اليمن، مثلها مثل ليبيا وسوريا والعراق، حيث سيكون المستفيد الرئيس فيها القاعدة وأخواتها.الملك سلمان عين ابنه وزيرا للدفاع في 23 كانون الثاني الماضي بعد أن كان ابنه قد شغل منصب رئيس الديوان الملكي لأبيه سلمان عندما كان وليا للعهد، وكان الابن بلا خبرة عسكرية سابقة أو ثقافة عسكرية، وبعد أقل من شهرين على تعيينه، شن السعوديون عملية عسكرية اسموها "عاصفة الحزم" لإجبار الحوثيين على الخروج من المناطق التي سيطروا  عليها وإعادة حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي إلى السلطة.وأبلغ السعوديين واشنطن بالغارات الجوية الأولى قبل ثلاث ساعات من إطلاقها. وأصبح ابن الملك على الفور واجهة الحرب، معتلياً شاشات التلفزة ووسائل الإعلام وهو يقود الحرب ويحاول العثور على حلفاء يشاركونه في عمليته.فورا سعى محمد بن سلمان لإشراك القوات البرية الباكستانية، صاحبة الخبرة لنقل الحرب الى الأراضي اليمنية، وخرج الباكستانيون من اجتماعات الرياض مع الملك وابنه مقتنعين بان الملك وابنه قد تسرعا بالدخول الى الحرب وقفزا اليها مضطربين ومن دون استراتيجية واضحة لتحقيق النصر. فرفض الباكستانيون الانضمام إلى المجهود الحربي وسربوا الى وسائل الاعلام قلقهم. وقد وصف الأمير الشاب بنه "غير مجرب" وغير جاهز لهذا المنصب، وكل هذا جاء من الرئيس الباكستاني نواز شريف، الذي قضى سنوات منفيا الى المملكة ويعرف أفراد العائلة المالكة أفضل من أي طرف أجنبي آخر.وتنتشر بين دول الخليج(الفارسي) همسات بأن القيادة السعودية متهورة ومتسرعة. لقد اعتاد السعوديون أن يكونوا حذرين جدا وأن يبتعدوا عن المغامرات، من عهد فيصل الى عهد عبد الله.والآن هناك حديث عن عدم وجود خطة لإنهاء الحرب، لا أحد يريد ان يعترف صراحة بان الرياض غرقت في مستنقع، ولكنهم يعتبرون قرار سلطنة عمان بعدم المشاركة في الحرب ذكيا.وعلى الناحية الأخرى فإن الحوثيين عازمين على استدراج السعودية، حيث شنوا هجمات مدفعية على طول الحدود مع السعودية في عسير وهاجموا المدن السعودية وحققوا بعض الاختراقات ليدخلوا الأراضي السعودية. ويبذل الحوثيون جهودهم للسيطرة على عدن في الجنوب، إنهم مصرون على البقاء في السلطة واحراج السعودية، حيث نجحوا سابقا في القتال ضد السعودية ولا يهابونها.وياتي الصراع بين الرياض واليمن في وقت يحقق فيه تنظيم داعش انتصارات مهمة في الشمال، في مدينة الرمادي العراقي و في تدمر السورية، في حين تقوم طائرات سلاح الجو السعودي بقصف صعدة وصنعاء، ويحاول السلفيون نشر فكرهم. بعد أن صرحت داعش برغبتها باحتلال مكة والتخلص من الأفعى السعودية فإن هذا يعد تهديدا واضحا للرياض، ولكنه في الدرجة الثانية من الأهمية بالنسبة للعائلة المالكة المنهمكة بالقتال ضد "الزيديين"، هذا وتبنت داعش هجمة انتحارية على مسجد للشيعة في الثاني والعشرين من ايار الجاري في شرق المملكة السعودية وأخرى على مسجد في صنعاء في التاريخ نفسه.حاليا يتعرف السعوديون حدود قدرتهم. على الرغم من انفاقهم ميزانية دفاعية تبلغ خمسة اضعاف ما تنفقه إيران وشراء الطائرات المقاتلة من أمريكا وبريطانيا على مر العقود، إلا أن الرياض تبدو عاجزة عن تلمس طريقها في اليمن او العراق.وفي النهاية يقول الكاتب: واشنطن تتدخل بقوة لدعم سلاح الجو السعودي، ولولا المساعدة الامريكية لما استطاع  السعوديون الاستمرار بهجمتهم الجوية،يعتمد السعوديين دعم الولايات المتحدة وبريطانيا لهم للحفاظ على طائراتهم، فضلا عن الاستخبارات، حيث يحتاجون المعلومات الاستخباراتية للعثور على الاهداف ويحتاجون الى إعادة التزويد بالذخيرة، لذلك فإن واشنطن تجر أكثر واكثر الى حرب لم ترغب بها".

 

===============

ي.ا

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة