حامية مشفى جسر الشغور بريف إدلب: هكذا صمدنا وهكذا كسرنا الحصار


حامیة مشفى جسر الشغور بریف إدلب: هکذا صمدنا وهکذا کسرنا الحصار

روى ثلاثة جنود من حماة مشفى جسر الشغور بريف إدلب شمال سوريا، تفاصيل الحصار الذي تعرض له المشفى الوطني والذي دام شهراً كاملاً إضافة إلى المخاطر التي تعرضوا لها أثناء قيامهم بعملية فك الحصار والإصرار على إخراج رفاق السلاح من المصابين والشهداء حملاً على الأكتاف.

ويروي هؤلاء الجنود تفاصيل العملية قائلين: "منذ اليوم الأول للحصار في ٢٤ نيسان الماضي لم يدخل الخوف قلوبنا ونحن نحو ٣ عنصر من القوات المسلحة و١٥ مدنياً احتموا بنا بعد هجوم الإرهابيين على مدينة جسر الشغور فتعاملنا مع بعضنا كالإخوة الذين يعيشون في بيت واحد، فمن الجانب العسكري قمنا نحن كعسكريين بتوزيع المهام على بعضنا بالتناوب لحراسة كامل المشفى وصد كل أنواع الهجوم الذي تعرضنا له، موضحين أن البداية كانت حين رصدنا بالعين المجردة اقتراب سيارة قمامة من جهة الجبل الشمالية للمشفى وبالتأكيد هي مفخخة فأطلق عليها أحد أبطالنا قذائف "آر بي جي" لتتفجر على بعد ١ متر من المشفى، وبعدها حاول الإرهابيون التسلل من سطح المشفى فتصدينا لهم وقتلناهم جميعاً، كما عاودوا إرسال عربات من نوع "بي إم بي" مرة من جهة العيادات ومرة أخرى من الجهة الغربية للمشفى محاولين الدخول بها إلى داخل المشفى فكنا لهم بالمرصاد وفجرناهما قبل اقتراب أي منهما ناحية المشفى، كما قتلنا أعداداً كبيرة منهم في محيط المشفى"

وحول عملية الخروج يقولون: إن قائدهم العقيد "محمود صبحة" وزع المهمات على ثلاث مجموعات الأولى -بقيادته- تقوم بتمشيط الطريق لتأمين خروج باقي المجموعات، والثانية تضم المدنيين وتحمل الجرحى، أما الثالثة فكانت مهمتها الحماية من الخلف.

وأوضحوا "خرجنا تحت التغطية النارية من الطيران والمدفعية فجر الجمعة اليوم الذي كان معداً لتفجير المشفى فقد كنا نسمع أصوات حفر تحت المشفى وصوت صارخ لمقص الحديد ومولدة، لذا قرر العقيد صبحة بعد التنسيق مع قيادة الجيش الخروج بعملية استباقية قبل تنفيذ المسلحين لمخططهم."

وتابع الجنود تفاصيل العملية بالقول:"خرجنا وخضنا معارك قاسية دامت لساعات طويلة وأدت لإصابة بعض رفاق السلاح بعد نصب المسلحين لكمين بين المنازل لنسير وبعضنا "يزحف بسبب الإصابة" لمسافات طويلة بين الأراضي" مضيفين: "عبرنا نهر العاصي ومشينا فوق جسر الكفير حيث كانت النقطة العسكرية للفرق المؤازرة لنا تشعل النار وتلقي الرصاصات الخطاطة لنستدل طريقنا مع حلول الظلام ومنها إلى مشافي اللاذقية حيث نتلقى العلاج"، مؤكدين أن الأمل مازال بداخلهم بالعودة لساحات المعركة بأقرب وقت لـ"تطهير وطننا الغالي من رجس هؤلاء التكفيريين"

وعن الجانب الآخر بأيام الحصار يحكي رجال الحامية كيف أن الروح المعنوية التي يتمتع بها كل شخص داخل المشفى سواء العسكري أم المدني تغلبت على كل الضغوط وعلى كل لحظة قاسية مرت عليهم، فقد كانت النساء من المدنيين يقمن بإعداد الطعام وبعضهن كن ممرضات ساعدن في علاج الجرحى من العسكريين، في حين كانت مجموعة من العناصر تقوم بتأمين المياه بعد أن انقطعنا منها والتي كانت تكفي لولا تفجير المسلحين لخزانات المياه في الجهة الجنوبية من المشفى التي يستخدمها عناصر الحامية، مؤكدين أنه لم يبق سوى خزانين اثنين وعند نفادهما اضطر كل من في المشفى إلى شرب مياه غير صالحة للشرب تارة من خزان غسالة المشفى وبعدها من مياه الشوفاجات وبعض الأنابيب، «بحيث قمنا بتخصيص كل لتر ونصف لـ١٥ شخصاً ولم يعرف اليأس طريقه إلى أي منا".

================

ف.ع

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة