يوم القدس العالمي بوصلة للامة التي ظلت طريقها

یوم القدس العالمی بوصلة للامة التی ظلت طریقها

عندما اراد الإمام الخميني دعوة المسلمين في العالم ، إلي الصمود في وجه الظلم والجور بالاتكاء علي قدراتهم والتوكل علي الباري تعالي .. اعلن آخر جمعة في شهر رمضان الفضيل يوما عالميا للقدس كما اعلن عندما اراد ان يوحد الشعوب المظلومة امام الظالم والمستعمر والمستكبر ، ان مسري نبينا و ثالث الحرمين الشريفين ، هو بوصلة لتلك الاهداف ، التي نحن اليوم بامس الحاجة للوصول اليها .

ففي ظل فتنة 'داعش' والحرب الارهابية التكفيرية البعثية في العراق وسوريا وما نراه من اعتداء همجي وهابي سعودي ضد الشعب اليمني المظلوم وبتعبير اصح تفكيك العالم الاسلامي عن طريق حروب تقوم بها بالوكالة عن نظام الاستكبار العالمي والتي تعج بها عالمنا الاسلامي باجمعه ليكون نتيجة للتخطيط المشترك بين اميركا والكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين والقدس بالتعاون مع النظم الرجعية في المنطقة، نحن بامس الحاجة الي الوحدة والتضامن والتمسك بالقرآن الكريم وتعاليم نبي الرحمة صلي الله عليه وآله وسلم كقاعدة تجمعنا جميعا تبعث بنا روح التلاحم وتؤدي الي كسر هيمنة وجبروت الكيان الصهيوني اللاعب الاكبر الظاهر الخفي في هذه الفتنة.
وفي اطار المؤامرة المحاكة لإضعاف محور المقاومة الاسلامية، واثارة التخويف من الاسلام وتأجيج الفرقة بين المسلمين .. فان للقدس الدور المحوري كرمز لوحدة المسلمين وعزمهم علي دعم الشعب الفلسطيني المضطهد كعنوان للمظومية والقضية العادلة المتفق عليها بين جموع العالم الاسلامي لتكون ساحتها تجسيدا لنهج المقاومة وخطاب الثورة الاسلامية علي الصعيد العالمي.
ولم يسع الامام الخميني (قدس سره) باعلانه اليوم العالمي للقدس لتخصيص هذا اليوم بالقدس والفلسطينين فحسب .. بل باعلانه هذا اليوم ، بني الحجر الاساس لمواجهة جميع مستضعفي العالم لكل المستكبرين في المعمورة واعلنه يوما لمواجهة الشعوب الرازحة تحت نير ما يسمي بالقوي العظمي مع هؤلاء الغاصبين.
وباعتراف العديد من المحللين فان الصحوة الاسلامية التي اجتاحت العالم العربي خلال الفترة المنصرمة والتي ادت الي تكالب الانظمة الرجعية والمستكبرة ضدها كانت من نتائح استعداد الشعوب لمواجهة المستكبرين في اطار افكار الامام الخميني الداعمة للمستضعفين لمواجهة المستكبرين والتي بدأت بصحوة بين فصائل المقاومة الفلسطينية. فقد سعي الامام تهيئة الأرضية لبروز تحولات عميقة في البني الثقافية والسياسية علي صعيد المنطقة والعالم باجمعه ليبين بذلك لما إتسمت به من روحية مناهضة للظلم والتصدي للقوي المتغطرسة ولتكون القدس والقضية الفلسطينية هي محور هذه المساعي.
لقد كان الامام الخميني الراحل (قدس سره) يؤكد ان المنافقين الذين يتعاملون مع القوي الكبري من خلف الستار سوف يظهرون علي حقيقتهم في يوم ما واليوم نري هؤلاء المنافقون كيف ظهروا يقفون امام شعوبهم ويتآمرون ضد دول عربية اخري ويدمرون دول ضعيفة في اطار مساعيهم للتناغم مع المشاريع الامريكية ـ الصهيونية في المنطقة.
ان اعلان الامام الخميني اليوم العالمي للقدس جعل جميع الانظمة العربية والاسلامية علي المحك واليوم نري ما رآه هذا المفكر الكبير والقائد العظيم قبل اكثر من ثلاثة عقود بشكل جلي امام اعيننا.
واليوم وفي ظل ما نراه من مؤامرات ضد شعوب المنطقة فان يوم القدس لهذا العام هو يوم يجب أن يكون المرآة التي تتضح فيه مصير الشعوب المستضعفة، والإعلان عن وجودها أمام المستكبرين ومن يقومون بالحرب بالوكالة عنهم .

إن الاعلان عن يوم القدس العالمي من قبل الإمام الخميني (قدس سره) في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، بشّر بحركة مختلفة لتصحيح مسار نضال الشعب الفلسطيني بعد تيهانه قبل اكثر من ثلاثة عقود فلماذا لا نستخدمه لتصحيح مسار امة ضاعت طريقها وتتقاتل فيما بينها.

أهم الأخبار انتفاضة الاقصي
عناوين مختارة