خبير عسكري سوري : تركيا تسعى الى تفجير صراع كردي - كردي ليكون ذريعة لتدخل جيشها لإقامة منطقة عازلة بسوريا


خبیر عسکری سوری : ترکیا تسعى الى تفجیر صراع کردی - کردی لیکون ذریعة لتدخل جیشها لإقامة منطقة عازلة بسوریا

تحدث العميد في الجيش السوري الدكتور علي مقصود لمراسلة وكالة "تسنيم" الدولية للأنباء بدمشق عن آخر التطورات الميدانية في سوريا و قال أن الهدف من معركة الجنوب كان إحداث خرق للتسلل نحو دمشق واستهدافها، و اكد أن الهجوم فشل مكلفاً الإرهابيين أكثر من 900 بين قتيل ومصاب ، معتبراً أن تركيا تسعى لتفجير صراع كردي - كردي ليكون ذريعة لتدخل الجيش التركي وإنشاء منطقة عازلة .

وبالحديث عن تفاصيل المعركة التي أطلقتها المجموعات الإرهابية في المنطقة الجنوبية تحت مسمى "عاصفة الجنوب" ، قال هذا الخبير العسكري : "أولاً عندما نتحدث عن معركة الجنوب أو عاصفة الجنوب كما أطلق عليها قادة الإرهاب فهو في الحقيقة إحدى مراحل السيناريو الذي استهدف سوريا كما استهدف اليمن بعاصفة الحزم وعندما بدأت هذه المعركة كانت في إطار استراتيجية فكي الكماشة من الجنوب ومن الشمال ولذلك يجب أن ننظر لما يحدث في الجنوب والهجوم على القنيطرة والغوطة الشرقية على أنه مرتبط مع ما حدث في الشمال وما كان مخططاً له في القلمون" لافتاً إلى أن "الجيش السوري والمقاومة بداوا أيضاً تنفيذ خطتهم الاستراتيجية وفق الأولويات عندما نفذوا عملية لخلع فكي الكماشة عبر السيطرة على المناطق ومحاور التواصل والإمداد ما بين "جسر الشغور والغاب"  شمالاً لضرب عملية التمدد لهذا الكيان الإرهابي عبر الغاب وصولاً إلى "الحولة والقصير" بريف حمص والإطباق على القلمون من الجهة الشمالية" .
وعن الدور الأردني في دعم المجموعات الإرهابية خاصة وأن غرفة العمليات الخاصة بالفصائل المسلحة تدار من داخل الأردن، اعتبر الدكتور مقصود "أن دور الحكومة والقيادة الأدرنية جلي و واضح بانخراطها في هذا المشروع العدواني التقسيمي على سوريا وكان الملك الأردني يظن أن هذا الحلف المعادي فعلاً سيعطيه الجنوب السوري ليوسع مملكته وسلطته على هذه المنطقة ممثلة بدرعا والسويداء لكن حقيقة الأمر، كانت عملية توريط للأردن في أتون هذه الحرب وهذه النيران التي أصبحت تنال وتطال كل الجغرافيا وكل المنطقة" .
و اضاف : "عندما أغلق معبر (جابر) ومن ثم معبر (نصيب) من قبل الأردن وجيء بعناصر من "جبهة النصرة" لاستلامه كان هذا في إطار تطبيق سيناريو لإقامة المنطقة العازلة وفصل الجنوب عن العاصمة السورية أي لإقامة إمارة تحت سلطة الملك الأردني وبدعم من السعودية" .

وشرح العميد علي مقصود تفاصيل المعركة قائلاً : "لقد بدأت العملية في الجنوب باستهداف مطار "خلخلة" ومن ثم مطار "الثعلة" ؛ حيث كان مقرراً وفق هذا السيناريو أن يتم تحييد وفصل محافظة السويداء ومن ثم تبدأ العمليات باتجاه درعا أيضاً للسيطرة عليها حيث كان الهجوم على ثلاثة محاور (محور اليادودة ومحور عتمان بالإضافة إلى محورطفس ) ، ويهدف لاستنزاف الجيش وإنهاكه وإيصال سوريا إلى مرحلة من التفتيت المعنوي والمادي وبالتالي ينهار المواطن وتنهار إرادة الصمود لدى الشعب وإرادة القتال لدى الجندي ويتم إسقاط دمشق عبر "جيش الفتح" الذي كان مقررا أن يصل من الجنوب والشمال إلى القلمون وينطلق في هذه المعركة الحاسمة ليخترق مدينة دمشق" .
و لفت الخبير العسكري مقصود إلى أن "الجيش السوري والمقاومة الذين بدؤوا معركة وفق الأولوات ومعركة حاسمة في القلمون وكسروا العمود الفقري وسحقوا هذا الكيان الإرهابي ممثلا ً بـ"النصرة" التي أخذت عنوان "جيش الفتح" وبما أن القلمون يحاكي الحرمون والجليل بل أكثر تعقيداً ، لذلك فإن الكيان الصهيوني رأى في حسم معركة القلمون تهديداً حقيقياً ووجودياً له ، فصدرت الأوامر من غرفة عمليات "موك" ليذهب بعدها زهران علوش متزعم "جيش الإسلام" الذي عمل على تشكيل "جيش الفتح" في دمشق بدمج 4 تنظيمات وهم حركة "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" و"صقور الشام" و"فيلق الشام" ، وبالتالي بدأ "جيش الفتح" بمعركته باتجاه السويداء ومن ثم باتجاه درعا" . واضاف : "إلا أن الجيش السوري الذي توفرت لديه المعلومات الاستخباراتية والاستطلاعية عن هذه العملية للسيطرة كبد "جبهة النصرة" خسائر فادحة حيث تجاوزت أعداد القتلى 400 قتيل والجرحى 300 جريح وتم نقلهم إلى مشافي داخل الكيان الصهيوني وهنا لابد من ذكر الدور البطولي لأبناء الجولان المحتل الذين استهدفوا العربات الصهيونية التي تنقل هؤلاء الجرحى وقضوا عليهم وبالتالي فشل هذه الهجوم باتجاه مدينة البعث" .
وعن غرفة العمليات التي تعطي الأوامر للمجموعات الإرهابية في الجنوب، أوضح العميد في الجيش السوري "إن غرفة عمليات (موك) يتواجد فيها عناصر استخبارات من أمريكا وفرنسا والكيان الصهيوني وقطر وتركيا والأردن، بالإضافة إلى السعودية، وكل عمليات المجموعات الإرهابية تقاد من هذه الغرفة" لافتاً أن ما يحدث في الجنوب يصب في إطار المشروع الصهيوني الهادف لإعلان ولادة الدولة اليهودية التي لا يمكن إدخالها في نسيج المنطقة إذا لم يكن هنالك كيانات تقوم على أساس طائفي وعصبي ومذهبي وهذا هو ما يفسر الانغماس داخل "داعش" من كل أصقاع العالم لكي يتم تغيير الخارطة الديمغرافية وإيجاد كيانات وإمارات متناقضة ومتناحرة فيما بينها" .
ولفت الخبير مقصود أن هناك حالياً صراعا نشهده بين "النصرة وداعش" وبين "جيش الإسلام وفيلق الرحمن"، هذه الصراعات هي تعبير عن أن هذا المشروع "الداعش" الإرهابي هو مشروع تفتيتي وتقسيمي لهذه الأمة ليس إلا، هدفه قطع رأس المقاومة عن القلب والجسد بإسقاط سوريا وبالتالي إسقاط محور المقاومة لتصبح «إسرائيل» سيدة المنطقة" مؤكداً أن "هذا الأمر سقط وهزم هذا المشروع وبدأ ينهار بعد أن حسم الجيش السوري ورجال المقاومة اللبنانية هذه المعركة بنصر القلمون" .
وعن السبب الذي دفع تركيا لتسهيل مرور مقاتلي "داعش" عبر حدودها إلى مدينة عين عرب حيث الغالبية الكردية، أوضح الخبير العسكري علي مقصود: "أولاً يأتي هذا التسهيل التركي كردّ فعل على تقدم الجيش السوري وحسم العمليات القتالية في محافظة الحسكة بالإضافة إلى سيطرة الجيش مع وحدات الحماية الكردية على مدينة تل أبيض الاستراتيجية وعلى محور "سلوك" ما أدى لإغلاق هذا المعبر الذي كان بمثابة توجيه ضربة قاضية للبنية القتالية "الداعشية" والبنية الاقتصادية والمالية لما يشكله من أهمية كبرى إذ كان تنظيم "داعش" يصدر عبره ما ينتجه من نفط ومصادر طاقة، ويهرب من خلاله الآثار والمسروقات" مؤكداً أنه وبإغلاق هذا المعبر تم توجيه ضربة قاسية لداعش باعتبار أن الرقة هي المركز السياسي لـ"دولة الخلافة الداعشية" .
وأشار الخبير مقصود إلى  "أن حزب العدالة والنتمية بزعامة أردوغان أراد أن يحرم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي من قطف ثمار حصوله على 13 بالمئة من مقاعد البرلمان ، وبالتالي أراد أيضاً أن يكون هناك حالة من الفوضى وأن يبدأ صراع كردي – كردي بعد أن أعطى الموافقة على إنشاء عدة أحزاب دينية كردية منغمسة ومنسقة مع "داعش" وعلى رأسها "حزب الهدى وحزب الله التركي" لافتاً إلى أن هذه الأحزاب الدينية الكردية بدأت باستهداف أعضاء ونواب من حزب الشعوب الديمقراطي لكي يفجروا صراعاً كردياً - كردياً ويكون هناك ذرائع لتدخل الجيش التركي" ، مضيفاً : ان "تركيا هي من أدار هذا الصراع من جديد وعملية الغدر بأبناء عين العرب وبالمكون الكردي في الحسكة بعد أن خسرت رهانها على أن تكون هي الراعية وبيدها الورقة الكردية لكن في الحقيقة سقط هذا الرهان وأكثر من 90 بالمئة من الأكراد في سوريا متمسكون بهويتهم السورية وبأن يبقوا داخل الهوية الوطنية السورية الجامعة."
وعلّل الخبير مقصود هذه الحركة من قبل تركيا بأن  أردوغان يحاول التصعيد لإعادة خلط الأوراق من جديد وإحداث فوضى عسى أن يتمكن من إقامة منطقة عازلة أو منطقة حظر جوي أو غير ذلك ولكن كل هذه الأوهام تلاشت وانهارت لأن أبناء مدينة عين عرب وكل المدن السورية على مختلف المكونات والأطياف هبوا ليقفوا صفاً واحداً إلى جانب الجيش السوري للقضاء على "داعش" وطردها " مؤكداً أن الإرهاب سيرتد إلى تركيا قريباً جداً والعالم سيشهد ويرى بأن النيران بدأت تشتعل داخلها" .
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني وتأثيره على مجريات الأحداث الميدانية والسياسية أوضح العميد علي مقصود :"بكل تأكيد فإن توقيع الاتفاق النووي بين إيران ودول الخمس زائداً واحداً سيكون له تداعيات نوعية واستراتيجية، وسيكون هناك خارطة جيوسياسية تختلف بالفعل عما بعد توقيع الاتفاق إن كان في نهاية هذا الشهر في 30 من حزيران أو ربما يؤجل 15 يوماً إضافية ، لذا أنا أربط هذا التوقيع بواقع مختلف كلياً" .
و أكد الخبير العسكري مقصود أن "ما سيشهده الميدان السوري قريباً سيفاجئ العالم وسيكون هناك هجوم حاسم سيقضي على هذا الإرهاب في كل الجبهات في الجنوب والشمال السوري وفي الشرق باتجاه تدمر وبقية المحافظات، خاصة وأنه خسر الكثير من قدراته العسكرية والاقتصادية والبشرية على كل الجبهات ، وهذا يمكن أن يفسر لنا وضع أمريكا للائتلاف المعارض على قائمة الإرهاب وهذا في الحقيقة أمر بحاجة فعلاً لتحقيق عميق ، من الذي دفع بأمريكا لاتخاذ هذا الإجراء وهي التي كادت أن تنفذ عدواناً على سوريا عام 2013 كُرمى لهذا الائتلاف المعارض الذي دعمته ومولته وسلحته تحت مسمى "المعارضة المعتدلة" على مدار 4 سنوات ؟
وختم العميد مقصود حديثه بالقول : "هذا يفسر لنا بأن أمريكا بدأت تسلم بهزيمة هذا الإرهاب وهذه المعارضة وانتصار محور المقاومة لكن تريد أن تظهر سياستها التي بدأت فعلاً تنفذ عبرها سلسلة من التراجعات والتنازلات بأنها ليست هزيمة وإنما هي سياسية واستراتيجية أمريكا ولكنها في الحقيقة مرغمة على استخدام هذه السياسة كي تقلل وتخفف من منسوب الهزيمة والخسارة التي لحقت بها" .

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة