خبير استراتيجي : أردوغان يريد الخروج من أزمة الانتخابات عبر التلويح بإنشاء منطقة عازلة والرد السوري سيكون مؤلم


خبیر استراتیجی : أردوغان یرید الخروج من أزمة الانتخابات عبر التلویح بإنشاء منطقة عازلة والرد السوری سیکون مؤلم

قال الخبير السياسي مدير شبكة البوصلة الإخبارية الدكتور خالد المطرود لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء في دمشق إن أردوغان يلعب على وتر موضوع الدولة الكردية ومسألة تهديد "داعش" للتدخل في سوريا، معتبراً في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للانباء أنه لن يجرؤ على تنفيذ تصريحاته بهذا الشأن، ومؤكداً أن الرد السوري على أي عدوان سيكون مؤلماً وقاسياً.

وقال الخبير خالد المطرود: "إن التصعيد التركي يندرج  في إطار المأزق الذي دخل به أردوغان بعد انتخابات 7 حزيران وتراجع حزب العدالة والتنمية عن مكانته التي كان عليها سابقاً إذ لم يعد بالإمكان أن يشكل حكومة منفرداً ويحقق ما يرغب من سياسات وحلم بنقل الدولة من نظام برلماني إلى نظام رئاسي لتجميع السلطات في يده كرئيس للدولة" .
ولفت الدكتور المطرود إلى أنه في الوقت الحالي يوجد تعثر في تشكيل حكومة ائتلافية بتركيا نظراً للتعارض الإيدلوجي والتاريخي ما بين حزب الشعب و حزب الشعوب الديمقراطي مع حزب العدالة  لذلك فإن المخرج الوحيد للسيد أردوغان أن يدعو إلى توتير الأجواء خارج البلاد لمحاولة شد عضد وعصب الداخل التركي استعداداً للانتخابات  المبكرة التي يرغب أن يحقق من خلالها نتائج كبيرة فهو  يحتاج إلى إنجاز في الخارج "
وقال الدكتور خالد المطرود : " إن أردوغان يلعب الآن على وتر موضوع الدولة الكردية و مسألة تهديد "داعش" والحدود مع سوريا ، ويطلب من قادة الجيش التركي التدخل لمحاولة وضع منطقة عازلة لحماية تركيا وخاصة بعد ما صرح بأنه لن يسمح بوجود دولة كردية على الحدود مع تركيا" معتبراً أن هذا هو السبب الرئيسي لأردوغان، مع أن قادة الجيش التركي ورئيس الأركان قد نبه أن هذا الأمر له مخاطر ولن نسمح به لأننا لا نعلم ما هي ردة الفعل الروسية والإيرانية وموقف الجيش السوري من هذا التدخل" .
وحول الرد السوري في حال أقدمت تركيا على زج جيشها للداخل السوري قال الدكتور المطرود : "إن سوريا قالت سابقاً أن أي تدخل في أي منطقة عازلة أو منطقة حظر جوي إنما يشكل عدوانا على السيادة السورية وسنرد على هذا الاعتداء برد قاسٍ وفوري " .
وعن احتمال أن يترجم أردوغان تصريحاته حيال التدخل العسكري بشكل عملي، لفت الدكتور المطرود إلى أن أردوغان ومنذ أربع سنوات ونصف وهو يهدد ويتوعد ، ولن يستطيع أن ينفذ هذه الوعود خاصة وأنه أصبح مطلوباً  الآن من قبل "التحالف الدولي" محاربة الإرهاب وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية" ، مذكراً "هذا ما دعا إليه الرئيس بوتين أثناء اجتماعه مع الوزير المعلم وهذه إشارة إلى الدول الإقليمية بأن من يريد أن يكون طرفاً في محاربة الإرهاب فلينضم إلى التحالف الإقليمي مع الدولة السوري  والجيش السوري "
وبالحديث عن المعركة التي أطلقتها المجموعات الإرهابية في المنطقة الجنوبية لسوريا تحت مسمى "عاصفة الجنوب" وخسارة الأوراق السياسية المرجوة بعد خسارة الإرهابيين لهذه المعركة قال الدكتور خالد المطرود: "عندما قالوا بـ "عاصفة حزم" في اليمن استحالت إلى مستنقع لدخول السعودية في اليمن وأثمرت إلى عاصفتين؛ عاصفة فجر أطاحت بعدد من الأمراء وعاصفة وهم تطيح الآن بأحلام آل سعود" مضيفاً: "هذه العاصفة التي أسموها (عاصفة الجنوب) في سوريا ستكون عاصفة وهم حقيقي ، خاصة بعد أن وجدوا قوة وثبات الجيش السوري في التصدي لهذه المجموعات التي هيأوا لها لأكثر من ثلاثة أشهر وغرفة عمليات موك المجهزة والمدربة من كل أجهزة استخبارات الدول التي تعتدي على سوريا" .
ولفت الدكتور خالد المطرود إلى أن أكثر من 1500 مسلح دخلوا في البداية تبعهم  1000 آخرون دخلوا عن طريق الأردن بالإضافة إلى 40 راجمة صواريخ و30 دبابة وآليات ومعدات كثيرة، لكن عدد القتلى في اليوم الأول والثاني من المسلحين في هذه المواجهات بلغت 860 باعترافاتهم هم من خلال تسريبات من الاتصالات التي جرت فيما بينهم وحالة التخوين التي تسود صفوفهم الآن .
وختم المطرود حديثه بالقول : "اعتقدت المجموعات الإرهابية أنه يمكن أن تعوض خسائرها في مطار الثعلة وريف القنيطرة وبلدة حضر بالسيطرة على درعا إلا أن الجيش السوري والشرفاء في درعا تصدوا لهم وأثبتوا أنها كانت عاصفة وهم، وأعتقد أن الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها ستكون درساً لن يستطيعوا أن يعودوا بعده من جديد."

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة