الخبير الستراتيجي أنيس نقاش: أستبعد تدخلاً تركياً في سوريا وإيران لن تتراجع عن خطوطها الحمر بشأن الاتفاق النووي


الخبیر الستراتیجی أنیس نقاش: أستبعد تدخلاً ترکیاً فی سوریا وإیران لن تتراجع عن خطوطها الحمر بشأن الاتفاق النووی

تحدث الخبير الستراتيجي الأستاذ أنيس نقاش لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء في دمشق ، عن آخر التطورات التي تشهدها سوريا و المنطقة ، و استبعد حصول تدخل عسكري تركي في سوريا ، واصفاً نشر قوات تركية على الحدود السورية بأنه تمهيد لفتح حوار من قبل أنقرة والدخول في الحلف الروسي الجديد ، ومؤكداً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وضعت الخطوط الحمر الخاصة بها بشأن ملفها النووي ولن تتراجع عنها .

وحول نشر قوات ومدرعات تركية على الحدود مع سوريا ، و ما إذا كانت هذه الخطوة مقدمة للتدخل العسكري في سوريا ، قال هذا الخبير الستراتيجي "صراحة أنا أستبعد ذلك و أعتقد أنه تمهيد لفتح حوار بعد أن طرح الرئيس بوتين إمكانية إقامة حلف في المنطقة لمحاربة الإرهاب وبعد أن وجدت تركيا أن الأمور لا تجري لمصلحتها على الحدود ، فهناك خطر من تواجد قوات كردية تفصل بينها و بين سوريا وتراجع نفوذ المجموعات المسلحة واضطرارها في نهاية المطاف أن تقف في وجه تلك المجموعات المسلحة الإرهابية" .
و اضاف الخبير نقاش : "أعتقد أن هذا الأمر هو مقدمة لطرح عضوية تركيا في مسألة الحلف الذي يجب أن يحارب الإرهاب ، عندها تظن تركيا أنها تستطيع أن تطارد الدور الكردي في شمال سوريا مقابل وقف دعمها لـ"داعش" وأمثالها في البيئة السورية" .
وعن المبادرة التي طرحها الرئيس الروسي بوتين ، والتي تقضي بتشكيل حلف يضم كلاً من سوريا والسعودية بهدف محاربة الإرهاب ، مع العلم أن السعودية تدعم الإرهاب في سوريا على مدى أكثر من 4 سنوات ، قال الخبير نقاش : ان "مبادرة الرئيس بوتين قائمة على أساساً على الحوار السعودي الروسي و التي أعتقد أنها حصلت على كلام من السعودية على أنها يجب أن تغير سياستها تجاه سوريا وعلى أن يكون هناك تعاون في المنطق وهو محاربة الإرهاب لأن الإرهاب بدأ يهدد الجميع" ، مضيفاً : "إذا كان هذا التحليل سليماً فأعتقد بأن تركيا أيضاً بنفس الواقع السعودي، بعد أن دعمت المجموعات الإرهابية" .
ولفت الخبير نقاش إلى أن "السؤال المركزي في السياسة؛ هو أن كل الذين دعموا الإرهاب لم يكن بينهم أي طرف يفكر أو يتعامل مع حلف على أنه يجب أن ينتصر في المنطقة بل الجميع يتعامل معه على أنه أداة لإضعاف النظام في سوريا أو إسقاط النظام في سوريا لعل وعسى أن يستطيعوا هم أن يديروا دفة الصراع كما يريدون ، وبالتالي تضخم هذا الإرهاب بالشكل الذي لم يعد أحد يستطيع أن يسيطر عليه إلا من خلال قتاله وليس من خلال التلاعب به وبالتالي أصبح مطلباً لكل من مصر وليبيا والجزائر والسعودية  والكويت وكل الدول التي تعاني من هذا الإرهاب في المنطقة والعالم ومن الطبيعي أن هذه الدول كتركيا والسعودية تغير موقفها" .
وحول تأكيد الرئيس الروسي على مواصلة تقديم الدعم الاقتصادي والعسكري لسوريا أثناء زيارة الوزير المعلم إلى موسكو، وقول البعض أن الهدف من هذا التأكيد هو أن يكون الدعم الروسي لسوريا شرطاً لموافقتها على مبادرة بوتين، أكد الخبير الاستراتيجي نقاش : "لا، ليس هذا شرطاً بل العكس، إن تأكيد الدعم وزيادته هو لتطمين سوريا وإعطائها دور كبير ، بحيث إذا تم الحديث عن هذا الحلف وهذا التعاون، ألا تكون سوريا في وضع الضعيف بل تكون في وضع موقف القوي الذي لديه حلفاء ، وبالتالي فان حلفاً إيرانياً عراقياً سورياً سيتكرس في الاجتماع القادم في بغداد بين وزراء الدول الثلاث لمحاربة الإرهاب ، وسيكون هذا الحلف ليس فقط أمني بل سيتبعه حلف سياسي وبناء على هذا الحلف سيُركب أعضاء جدد له من خلال التقارب في التفاهم ما بين الإيراني والعراقي والسوري من أجل محاربة الإرهاب" .
وعن موقف الدولة السورية من المبادرة الروسية ، خاصة بعد أن وصفها وزير الخارجية وليد المعلم بـ "المعجزة" ، قال الخبير أنيس نقاش : " يجب أن نرى مواقف الآخرين ، وسنرى خلال أسبوع أو أسبوعين إذا ما كانت السعودية ستعطي أي مؤشر على أن موقفها من سوريا سيتغير أم لا" ، مضيفا ً: "أنا أعطي منفذاً جديداً ، فأمين عام جامعة الدول العربية أمس صرح بأنه ذاهب إلى موسكو لبحث هذه الأمور من خلال حضوره لمؤتمر له علاقة بفلسطين ، لكنه قال أنه حاضر فوراً للذهاب إلى  سوريا لأن الدولة السورية هي عضو في جامعة الدول العربية وموقهعا ودورها محفوظ" ، لافتاً إلى أن "جامعة الدول العربية لا يمكن أن تتحرك بمعزل عن إشارات عربية تسمح لها بأن تعيد العلاقة إلى طبيعتها مع سوريا" .
وبالحديث عن الملف النووي وسبب التنازلات التي يقدمها الغرب في المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، أوضح الخبير نقاش : "إن هذه التنازلات الكبرى سببها الضغط من قبل المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي وليس سببه ما يجري في المنطقة ، فالمنطقة لم تفتح ملفاتها بعد" ، لافتاً إلى أن "الغرب يسعى للحصول على تنازلات في مسألة تفتيش المواقع والمنشآت النووية وأنا أعتقد أن إيران قد وضعت الخطوط الحمر الخاصة بها ولن تتراجع عنها" .
وحول التخوف «الإسرائيلي» من المفاوضات النووية ، و ما إذا كانت الدول الغربية تأخذ المصالح «الإسرائيلية» بالحسبان أثناء التفاوض مع الجمهورية الإسلامية الايرانية ، أكد الخبير نقاش : "نعم ، الدول الكبرى تأخذ مصالح «إسرائيل» في الحسبان وقد صرحت بذلك علناً خاصة فرنسا والولايات المتحدة ولكن نظرتها لمصالح «إسرائيل» تختلف عن نظرة «إسرائيل» لنفسها في هذه المصالح" ، مضيفاً : "أنا أعتقد أن «إسرائيل» تخاف من تطوير العلاقات الإيرانية الغربية وإعطاء دور لإيران في الإقليم لأنها تعرف أن هذا الدور الذي سيكبر في المستقبل، سيكون على حساب «إسرائيل» وبالتالي هناك وجهتا نظر؛ سيفترض أن التوتير هو لمصلحتها ومحاصرة إيران هو لمصلحتها ولا تعبأ بكل الملفات الأخرى ولا تنظر لمصحتها الذاتية، في حين أن الولايات المتحدة تنظر إلى خارطة "الشرق الأوسط" كخارطة واحدة وليس فقط من العين «الإسرائيلية» .
وعن الانفراج الذي يمكن أن يشكله توقيع الملف النووي الإيراني على باقي دول المنطقة ، قال الخبير الاستراتيجي نقاش : "باعتقادي أن الاتفاق سيوقع .. لكن سيكون على مرحلتين ، بمعنى سيتم الإعلان أولاً أن هناك اتفاق ثم يرسلونه إلى الكونغرس وإلى مجلس الشورى الإيراني ليأخذوا فترة الشهر للبحث في هذا الموضوع وعلى ما يؤيده الكونغرس ومجلس الشورى يصبح الاتفاق فعالاً ، وفي هذه الفترة يمكن لإيران أن تقوم بكثير من المهمات مع الوكالة الدولية لتثبت أنها بدأت في التنفيذ وبعد ذلك يتم التوقيع علنا باحتفالية معينة ويتم الإعلان النهائي" .

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة