«اسرائيل» تعترف رسميًا : حربنا ضدّ إيران على مدار 15 عامًا فشلت فشلاً مدويًّا وجيش الاحتلال يستعد لإستراتيجيّةٍجديدةٍ


«اسرائیل» تعترف رسمیًا : حربنا ضدّ إیران على مدار 15 عامًا فشلت فشلاً مدویًّا وجیش الاحتلال یستعد لإستراتیجیّةٍجدیدةٍ

لأوّل مرّة ، وفي خطوةٍ غيرُ مسبوقةٍ ، أقرّ كيان الارهاب الصهيوني رسميًا ، اليوم الثلاثاء ، بأنّ الحرب التي خاضها في المحافل الدوليّة ، وفي أماكن أخرى، ضدّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ ، التي استمرّت على مدار 15 عامًا ، كانت نتيجتها الفشل المُدّوي ، وفقا لمصادر سياسيّة وأمنيّة في تل أبيب ، خصوصًا أنّ الدويلة العبريّة باتت خارج اللعبة وخارج المفاوضات التي تجري حاليا بين الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ومجموعة السداسية الدولية في العاصمة النمساوية فيينا .

وكشف أليكس فيشمان مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ، الذي يُعتبر و بجدارةٍ ، الناطق غير الرسميّ بلسان المؤسستين العسكريّة والأمنيّة في تل أبيب اليوم الثلاثاء ، النقاب عن أنّ كبار القادة في الجيش الصهيونيّ باتوا يُفكّرون ويضعون الخطط لليوم الذي يلي الإعلان عن الاتفاق بين طهران و السداسيّة الدوليّة ، كما أكّدت له مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب .

وشنّ هذا المُحلل الصهيونيّ ، طبعًا بإيعازٍ من كبار القادة الأمنيين في تل أبيب ، هجومًا سافرًا على الإدارة الأمريكيّة بقيادة الرئيس باراك أوباما، وقال فيما قال إنّ إيران تقوم بالتنكيل بالولايات المُتحدّة الأمريكيّة ، مُشدّدًا على أنّه لو كانت الإدارة الحاليّة في عصر أزمة الصواريخ بين واشنطن من جهة و بين كوبا وروسيا من جهةٍ أخرى ، لكان الروس قد سيطروا على العالم، بحسب تعبيره.
ونقل فيشمان عن المصادر عينها قولها "إنّه في المرحلة الأولى من إلغاء العقوبات المفروضة على إيران من قبل المجتمع الدوليّ ، سيتّم تحرير ما يُقارب 150 مليار دولار ، ستقوم إيران بطبيعة الحال، باستغلالها في تطوير الأسلحة، وتحديدًا الصواريخ الباليستية ، علاوة على زيادة دعمها للتنظيمات والدول التي كانت وما زالت تدعمها وفي مقدّمتها سوريّة ، وحزب الله وأنصار الله (الحوثيون) في اليمن" ، إضافة إلى ما أسماها المُحلل الصهيونيّ بالميليشيات الشيعيّة في العراق ، التي تُشارك في القتال ضدّ تنظيم "داعش" الارهابي ، لافتًا إلى أنّه في هذا السياق يوجد تساوق مصالح إستراتيجيّة بين طهران وواشنطن ، حسبما ذكر. و نقل هذا المُحلل الصهيوني عن المصادر الأمنيّة ذاتها ، قولها إنّ قادة الجيش «الإسرائيليّ» يعكفون في هذه الأيّام على بلورة رزمة التعويضات التي ستتلقاها الدويلة العبريّة من الولايات المُتحدّة تعويضًا لها على الاتفاق مع إيران، علمًا أنّ تل أبيب أعلنت في الآونة الأخيرة أنّها ستطلب من واشنطن تزويدها بالأسلحة المُتقدّمة والمُتطورّة ، لكي تُواصل تفوقها الكميّ والنوعيّ على جميع الجيوش العربيّة ، حسبما ذكرت المصادر.
علاوة على ذلك ، شدّدّت المصادر على أنّ قيادة الأركان العامّة في الجيش «الإسرائيليّ» تعكف في هذه الأيّام على وضع إستراتيجيّةٍ جديدةٍ بالنسبة لمُواجهة إيران في اليوم الذي يلي توقيع الاتفاق مع الدول العظمى . و لوحظ من خلال التقرير الذي أعدّه فيشمان أنّ المصادر لم تتطرّق لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ إلى الخيار العسكريّ لتدمير المنشآت النوويّة الإيرانيّة ، خلافًا لما نقله موقع (WALLA) العبريّ عن مصدر أجنبيّ الذي قال إنّ  قائد هيئة الأركان العامّة بالجيش «الإسرائيليّ» ، الجنرال غادي ايزنكوط عينّ نائب رئيس أركان الجيش «الإسرائيلي» ، يائير غولان، رئيسًا للطاقم الخاص الذي أوكل إليه دراسة الخيار العسكري في اليوم الذي يلي توقيع الاتفاق مع إيران. وبحسب المصدر، فإنّ هذا التوجه يُجسّد الروح الموجودة داخل المؤسسة الأمنية ولدى الجيش الاحتلالي ، ويتوافق مع ما لمح إليه مصدر أمنيّ رفيع المستوى قبل أيّام، بشأن ضرورة إجراء تقويم للوضع ودراسة الخيار العسكري، إذا تمّ التوقيع على الاتفاق مع إيران .
ويأتي التهديد الجديد ، كما ينقل الموقع عن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الصهيونية، بعد وصول المفاوضات مع إيران إلى ما أسمته المصادر في تل أبيب بالنقطة الحاسمة ، فهم لفتوا إلى أنّ أصل المفاوضات والدفع باتجاهها، جاءا في الأساس بناءً على التهديد باستخدام الخيارات العسكرية ضد إيران . مع ذلك، يؤكدون في المؤسسة الأمنية «الإسرائيلية» على أنّ الإدارة الأمريكيّة باتت تتخذ موقفًا مغايرًا، ويشيرون في واشنطن إلى أن الخيار العسكريّ، في أحسن الأحوال، أنّه قد يُعرقل المشروع النووي الإيراني لمدة وجيزة فحسب، وبدلاً منه يُركّزون باهتمامٍ بالغٍ على القنوات الدبلوماسية، والتقليل من شأن الخيارات الأخرى .
وخلُص فيشمان إلى القول إنّ صنّاع القرار في «أسرائيل» باتوا على قناعةٍ تامّةٍ بأنّ الاتفاق بين إيران والسداسيّة سيُوقّع هذا الأسبوع.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة