زعيم «عصائب الحق» : أمريكا تريد عبر داعش رسم «شرق أوسط جديد» والعراق بحاجة الى اصلاح النظام البرلماني

زعیم «عصائب الحق» : أمریکا ترید عبر داعش رسم «شرق أوسط جدید» والعراق بحاجة الى اصلاح النظام البرلمانی

اعرب الشيخ قيس الخزعلي الأمين العام لتنظيم "عصائب أهل الحق" عن اعتقاده بأن أمريكا فشلت في مزاعمها القضاء على تنظيم "داعش" بسبب عدم جدية ضرباتها الجوية وعدم وجود نوايا لديها لحل الأزمة ، و قال : إن الهدف الحقيقي من وراء السياسة الأمريكية هو تقسيم المنطقة من جديد و تحقيق مشروعها «الشرق الأوسط الجديد» ، كاشفا أن حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي تتعرض لضغوط كبيرة من قبل الجانب الأمريكي ، و ذلك لتقييد تحركات فصائل الحشد الشعبي ومطالبا بتصحيح العملية السياسية في العراق .

وقال زعيم عصائب الحق ، ابرز فصائل قوات الحشد الشعبي في العراق في حديث شامل لوكالة "تسنيم" على هامش زيارته لايران الاسلامية مؤخرا : نحن نعتقد و نؤمن بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد حل الازمة ، بل تريد إدارة الازمة . إنها لا تريد إنهاء تنظيم داعش ، بل تريد استثمار داعش من أجل تحقيق مشروعها في العراق وفي المنطقة ، الا وهو إعادة تركيب و رسم شرق أوسط جديد .

وأضاف الخزعلي ان المشروع الأمريكي في العراق هو إعادة تقسيم المنطقة وإعادة تقسيم حدود البلدان من جديد على أسس تعتمد على التكوينات المذهبية الإثنية والقومية من أجل إعطاء المبرر الكامل لوجود دولة قومية دينية و وجود «دولة إسرائيلية يهودية» .
و ذكر الخزعلي أن واشنطن تضغط على الحكومة العراقية التي يرأسها العبادي من أجل الاعتماد على القوات الحكومية في المعارك ضد تنظيم "داعش" واستبعاد قوات الحشد الشعبي من الاشتراك بمعارك استعادة الأنبار من ارهابيي داعش تحت ذريعة حدوث أعمال انتقامية طائفية .
و استطرد الخزعلي : ان المشروع الأمريكي يحاول الان على الأقل أن يحصر وجود الحشد الشعبي في حدود الفلوجة ولا يصل إلى الرمادي وهذا مقدار الضغط الذي يسببه القادة الأمريكان الآن على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي . وأضاف هذا الزعيم الديني الذي نزع لباس الديني ولبس لامة الحرب ليشارك القتال ضد داعش : طبعا نحن نعتبر التأثير الأمريكي ما زال موجوداً على الحكومة العراقية وهذا له سبب ، و في البداية هم كانوا يدعون أن هذا السبب هو الخوف من الأعمال الطائفية .

و ألقى الشيخ الخزعلي باللوم على السياسة الأمريكية المتبعة في العراق و سوريا والمدعومة من الدول الخليجية في خلق البيئة المواتية التي ساعدت على ظهور تنظيم داعش الارهابي و اتهم الولايات المتحدة بافتعال المشاكل في المنطقة من أجل الترويج لمخطط تقسيم العراق ، و قال : ان من يسعى إلى التقسيم ، لا بد أن يسعى إلى إثارة مشاكل طائفية وصولا الى تحقيق ماربه .
و اضاف : أعتقد أن حقيقة المشروع الأمريكي في العراق والخلل الأمني الموجود في سوريا تحت يافطة الحرية والذي شاركت فيه الدول الخليجية و هو أبعد ما يمكن أن يكون عن الحرية والديمقراطية ، بتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية ، هو الذي أنتج البيئة المناسبة والبيئة المنتجة لوجود داعش .
و استبعد زعيم عصائب أهل الحق أي تنسيق أو تعاون مع الجانب الأمريكي وذلك لانعدام الثقة بنوايا الأمريكيين و بسبب المعارضة المسلحة التي أبدتها حركته ضد الوجود العسكري الأمريكي في العراق قبيل انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية نهاية عام 2011 ، و قال : بالنسبة لنا .. لا يمكن أن يحصل تنسيق مع الأمريكان لأكثر من سبب .. و حتى الطرف الأمريكي الذي لن نثق به ، لا يثق بنا ، لأننا تصدينا لقتاله في فترة الاحتلال ، و بالتالي فلا يوجد أي أفق للتعاون .
و قلل الخزعلي من فعالية الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم داعش ، و قال التحالف الأمريكي منذ أن بدأ وإلى الآن قال إن هذه الضربات لن تستطيع أن تحسم معركة دون وجود قوات برية ، لكنه قال إن هذه الضربات ستزداد تدريجيا مع مرور الوقت . ومن الملاحظ منذ عام تقريبا ولحد الآن ، بقيت الطلعات الجوية تترواح بمعدل 16 طلعة جوية .. وليس ضربة جوية.. في كل من العراق وسوريا . وهذا معدل لم يزداد خلال سنة . فهل هذا يثبت جدية التحالف الامريكي ؟
و انتقد الخزعلي المؤسسة العسكرية العراقية ، و قال : نحن غير راضين على طبيعة وطريقة أداء المؤسسة العسكرية .. في إلى الآن ليست بالمستوى المطلوب ولم تستطع أن تستوعب الأزمة الموجودة مؤكدا أن عليها استقبال المتطوعين وتجهيزهم تجهيزا مناسبا واعادة ترتيب وضعها على أساس خطة ممنهجة ومشددا على أن يكون الحشد الشعبي نواة وأعمدة الحرس الوطني الذي سوف يتم تشكيله .
واضاف : يفترض على وزارة الدفاع العراقية أن تأخذ ما تحتاجه من متطوعين من الحشد الشعبي بعدما أثبتوا شجاعة و أثبتوا وطنية و هذا رأينا وهذا ما ندعو إليه ونضغط باتجاهه .
من جانب آخر دعا الخزعلي الى القيام باصلاحات على مستوى العملية السياسية في العراق و قال أن المشكلة الحقيقية في العراق الآن تكمن في النظام البرلماني وإذا كنا نعلم بذلك فإن الله تعالى لا يغير حالنا حتى نغير ما بأنفسنا وبالنسبة للذين يستصعبون عملية تغيير النظام وما يرافقه من إجراءات دستورية فإنه مهما كان صعباً إلا أنه ممكن والشعب العراقي شعبٌ حي وشعب عظيم وأبناءه شجعان يتصدون الآن لأعتى قوة في العالم .

يتبع ...

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة