البروفيسور أديكر : إيران قوة عظمى جديدة في المنطقة


البروفیسور أدیکر : إیران قوة عظمى جدیدة فی المنطقة

توقع البروفيسور "فلكان أديكر" المستشار السابق لثلاثة رؤساء جمهورية في تركيا لشؤون الطاقة بين عامي ١٩٩٨ و٢ ١ ، الى جانب الكثير من المختصين ، ان تصبح إيران الاسلامية قوة عظمي جديدة في المنطقة ، بعد توقيعها الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه في فيينا قبل اسبوعين مع الدول الست الكبرى والذي ما زال يحظي بإهتمام المراقبين و المحللين والمختصين بالشأن النووي لما له من أهمية استثنائية علي الصعيدين الاقليمي و الدولي .

و قال أديكر في حوار مع صحيفة "تودي زمان" التركية : ان أمريكا وافقت علي إبرام هذا الاتفاق للحيلولة دون حصول تحالف استراتيجي في المنطقة بين إيران وروسيا والصين ، مشيراً إلي ان إيران تملك ١٨ بالمئة من احتياطي الغاز الطبيعي في العالم ما يؤهلها لأن تكون إحدي أكبر الدول المصدرة للغاز في العالم، خصوصاً وإن الاتفاق النووي تضمن رفع الحظر عنها في مجال الطاقة.
ووصف البروفيسور أديكر الاتفاق النووي بين إيران والغرب بأنه أنموذج مؤثر لحل الأزمات الاقليمية والدولية بصورة سلمية ، داعياً جميع دول المنطقة والعالم إلي أن تحذو حذو إيران ، معرباً في الوقت ذاته عن اعتقاده بأن روسيا و إيران قادرتان لوحدهما علي تأسيس "أوبك غازي" لما تملكانه من إحتياطي ضخم في هذا المجال .
وأضاف هذا البروفيسور ان إيران ستشكل الخيار البديل عن روسيا لتغطية حاجات الإتحاد الأوروبي للغاز التي تضررت كثيراً بسبب تدهور العلاقات بين الغرب وموسكو علي خلفية الأزمة الأوكرانية.
في سياق متصل أكد محللون غربيون أن إيران كدولة قوية في منطقة الشرق الأوسط يمكنها أن تؤدي دوراً مؤثراً وبنّاءً في حل أزماتها ومن بينها الأزمة السورية، مطالبين كافة الدول بجعل الاتفاق النووي بين طهران والغرب مثالاً لحل سائر قضايا العالم عبر المفاوضات السلمية .
تجدر الاشارة إلي ان السيناتور الأمريكي جون ماكين اعتبر في وقت سابق ان الاتفاق النووي الذي وقعته بلاده مع طهران سيحوِّل الأخيرة إلي أكبر قوة في الشرق الأوسط ، مشيراً إلي أن مليارات الدولارات الإيرانية التي سيفرج عنها نتيجة هذا الاتفاق ستمكن طهران من تعزيز قدراتها في شتي المجالات ما سيجعلها الدولة الأولي في المنطقة .
وفي وقت سابق أكد الصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت أن إيران برزت بعد توقيعها الاتفاق النووي كقوة عظمي في الشرق الأوسط ، مشدداً علي أن هذا الاتفاق مثّل في الحقيقة اعترافاً صريحاً وواضحاً من قبل جميع الدول الكبري بقوة إيران كونها لم تتنازل عن حقوقها النووية من جهة ، و حافظت علي ثوابتها وخطوطها الحمراء من جهة اخري ، اضافة إلي ما حققته من تقدم كبير في مختلف المجالات رغم الحظر الشامل الذي فُرض عليها طيلة اكثر من عقد من الزمان علي خلفية الأزمة النووية مع الغرب. وأشار فيسك إلي أن الاتفاق النووي سيحرر اقتصاد إيران من القيود المرهقة التي كانت تطوقه في السابق بسبب الحظر ، و سيمكنها ذلك من إنتاج نفطها إلي ثلاثة أضعاف ما تنتجه اليوم، وهذا سيتيح لها بكل تأكيد فرصاً كافية لتحقيق تقدم أكبر في مختلف المجالات .
ويعتقد المراقبون أن إيران الاسلامية ليست فقط مشروعاً نووياً ، بل هي تراكم مزيد من القوة والنفوذ مكّنها من أن تتعامل كقوة إقليمية عظمي وسط الدول المحيطة بها .
كما يعتقد هؤلاء المراقبون بأن الاتفاق النووي بين طهران والسداسية الدولية أكد في الحقيقة نهاية حقبة المشروع الغربي للتخويف من إيران (إيران فوبيا) ومحاولات عزلها عن محيطها الاقليمي والدولي، مشيرين في الوقت ذاته إلي أن إيران تملك خصوصيات قلما تملكها دولة اخري في العالم، من قبيل موقعها الاستراتيجي في الشرق الاوسط ، والذي جعل منها حلقة الوصل بين الدول الغربية وآسيا الوسطي والبحار والمحيطات ، اضافة إلي امتلاكها للطاقات والامكانات البشرية والثروات الطبيعية الهائلة . و الأهم من كل ذلك هو ما تتمتع به إيران من أمن واستقرار كبيرين ، ما يشكل عاملاً مشجعا مهماً آخر لجميع الدول ومن بينها الدول الغربية لاستثمار رؤوس الاموال فيها.
ولا يمكن لأحد أن ينكر أن تطور قدرات إيران النووية السلمية قد دفعت العديد من الدول الغربية وخاصة أمريكا الي مراجعة سياستها في هذا الملف وغيره . فهذه الدول أدركت جيداً أن أساليبها في محاصرة إيران جاءت بنتائج عكسية ، الأمر الذي دعاها الي إختيار الحوار مع طهران، اضافة الي وجود أسباب أخري تتخطي خصوصية هذا الملف وتخضع لحسابات الربح والخسارة والتي برزت من خلالها الحاجة للتفاوض مع إيران أملاً في الحصول علي مشاركتها في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية .
والجميع يعلم جيداً أن إيران الاسلامية واعية و مستوعبة للأحداث وكيفية صناعتها في المنطقة، ولديها معرفة بمشاكلها وسبل مواجهتها، ومن أجل ذلك برزت الحاجة الدولية الي التعامل معها كقوة فاعلة ومؤثرة في المنطقة .

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة