كاظمي قمي : أمريكا تريد عبر الحرب بالوكالة زعزعة الامن في ايران وهناك "أيادي" خلف الاحتجاجات الشعبية بالعراق

کاظمی قمی : أمریکا ترید عبر الحرب بالوکالة زعزعة الامن فی ایران وهناک "أیادی" خلف الاحتجاجات الشعبیة بالعراق

كشف السفير الابراني السابق لدى العراق "محمد حسن كاظمي قمي" عن المؤامرات التي تريد الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذها ضد ايران الاسلامية و المخططات التآمرية التي تريد تمريرها ضد الشعب الايراني المسلم ، و شدد في حوار هام مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للانباء على أن الادارة الامريكية تحاول من خلال الحرب بالوكالة ، استهداف استقرار البلاد و زعزعة الامن و اثارة الفوضى و جر الاضطرابات الى الاراضي الايرانية .

وأكد السفير كاظمي قمي في هذا اللقاء أن سير التحركات التي تقوم بها أمريكا في المنطقة خاصة في العراق و سوريا واليمن ، أظهرت أن واشنطن لا تعتمد أي ستراتيجية ضد عصابة داعش الارهابية بل أن هدفها الأساس هو جر الانفلات الامني الي الجمهورية الاسلامية الايرانية فضلا عن اثارة الفوضى والاضطرابات في المنطقة علي الأمد البعيد.

و طرح مراسل "تسنيم" في حواره مع السفير الايراني السابق في العراق كاظمي قمي أسئلته حول الاوضاع الداخلية في العراق والاحتجاجات ضد الحكومة وكيفية ايصال الخدمات وموضوع الفساد الاداري والمالي حيث أكد أن هذه القضايا أدت الي أن يتخذ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قراره باجراء اصلاحات بناء علي توصية مراجع الدين .
وتحدث السفير السابق الذي يعتبر أول سفير لايران الاسلامية في العراق بعد سقوط الطاغية المقبور صدام عن موضوع مكافحة الجيش العراقي لعصابة داعش الارهابية .
ويعتبر كاظمي قمي من الوجوه الدبلوماسية المعروفة حيث عمل في وقت سابق قنصل لايران الاسلامية في مدينة هرات الافغانية ، كما قاد الوفد الايراني في جولتين من المفاوضات بين وفد ايران الاسلامية والوفد الامريكي حول العراق .
وفيما يلي نص الحوار :
• تسنيم : من أين نشأت احتجاجات الشعب العراقي وما هي جذورها ؟
كاظمي قمي : ان الاحتجاجات الشعبية في العراق ليست وليدة الان . فمنذ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة في 2003 حتى اليوم ، ظهرت هذه الاحتجاجات في فترات مختلفة ضد الحكومة وغالبا كانت بسبب نقص الخدمات العامة او الفساد الاداري او المالي ، لاسيما في فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة التي قد تصل الى 60 درجة مؤية ، لذا فان ازمة الكهرباء ومياه الشرب المناسب بالاضافة الى نقص الخدمات العامة والمتطلبات الرفاهية ، هي واحدة من المشاكل التي يعاني منها العراق . كما تشير الاحصاءات والارقام التي نشرت خلال السنوات العشر او الاثنتي عشرة الماضية ، الى ان الحكومة اقدمت على إنشاء محطات كهرباء وبميزانية ضخمة في حين ان هذه المحطات لا اداء لها!. وهنا يتساءل الشعب اين ذهبت مبالغ تمويل انشاء هذه المحطات؟ ان هذه جزء من الحقوق المشروعة للشعب العراقي . فرئيس الوزراء العراقي طالب اعضاء حكومته بتهيئة عناوين الحقوق الاجتماعية والخدمية للشعب كحق مشروع لهم ، وقدم مشروع قانون للبرلمان العراقي بهذا الشأن للتصويت عليه . وبالتالي فان هذه المطالب العامة المتعلقة بنقص الخدمات في العراق ليست امرا جديدا ، الا ان المرجعية الدينية وقفت هذه المرة الى جانب الحكومة في تأييد هذه المطالب الشعبية ، كما ان هذه المطالب التي غالبا تعارض سياسات الحكومة ترجمت في حضور الشعب ونزولهم الى الشارع . ان المرجعية الدينية نزلت للساحة هذه المرة وايدت المطالب الشعبية ودعت الحكومة الى معالجة مشاكل المواطنين. وجاء في الرسالة التي رفعتها المرجعية الدينية الى رئيس الوزراء العراقي ضمن تاكيدها على المطالب المشروعة لابناء الشعب، مطالبته العمل بشجاعة على اجراء عمليات اصلاحات لاوضاع البلد، وابدت الحكومة فورا طاعتها للمرجعية و شكلت لجنة ازمة والتي رفعت بدورها سلسلة من الإصلاحات للحكومة لتقديمها للبرلمان الذي صادق فورا على هذه الرزمة من الاصلاحات لاستحصالها صفة قانونية.
• تسنيم : ما هي بنود مشروع الاصلاحات ؟
كاظمي قمي : يركز مشروع الاصلاحات على تشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد المالي والمتمثل في تقليص الحكومة التي تشمل على بعض الوزرات التي وزعت كحصص للكتل السياسية الفائزة في الانتخابات النيابية العامة في هذا البلد، والغاء او خفض اعداد الحمايات الشخصية والرئاسات العراقية التي تكلف الحكومة تكاليف باهضة ، ومناصب حكومة اخرى غير ضرورية ، وإلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء .
• تسنيم : هل ان مشروع الغاء مناصب النواب يستند على أساس قانوني ؟
كاظمي قمي : ان هذا المشروع قائم على اساس قانوني ، لان في المرحلة الاولى من تشكيل الحكومة ورئاسة الجمهوية في هذا البلد كان من المقرر اين يجري اولا تشكيل مجلس لرئاسة الجمهورية في  العراق بهدف ان يكون له دور في الاشراف على جميع الجوانب السياسية بما فيها التيارات السياسية التي تتطلع لاداء دور في الحياة السياسية في هذا البلد. ولهذا فان رئاسة الجمهورية كانت على شكل شورى . وفي الحقيقة فان النواب يؤدون عمل الشورى ويحق لرئيس الجمهورية وفق الدستور العراقي انتخاب عدد من النواب، وبالتالي فان المبادرة الاخيرة تعتبر مبادرة قانونية لاتتعارض مع الدستور العراقي فضلا عن ان البرلمان العراقي صادق على هذه المشروع.
• تسنيم: هل ان هذا المشروع يتطلب موافقة المحكمة الاتحادية؟
كاظمي قمي: ان المحكمة الاتحادية ليست لها اية مشكلة لان عملها مثل عمل مجلس صيانة الدستور في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، كما ان العراقيين التزموا بالخطوات القانونية لصياغة هذا المشروع.
• تسنيم: هل ان هذا المشروع له تاثير على مطالب الشعب العراقي؟
كاظمي قمي: في الواقع، ان الحكومة استجابت ايجابيا للمطالب المشروعة للشعب . وان البرلمان العراقي أقر مشروع الإصلاحات، وبعد ذلك بدأت الحكومة بتنفيذ بنود هذا المشروع ولذا فان مبادرات الحكومة ومجلس النواب جاءت ردا ايجابيا على مطالب التيارات الشعبية ، و ان الكثير من المجاميع والتكتلات السياسية والمرجعية الدينية والمجموعات المشاركة في السلطة ايدت هذا المشروع ايضا.
• تسنيم : هل انها هذه التحركات هي احتجاجات شعبية ام انها موجهة ضد الحكومة المرجعية؟
كاظمي قمي : لقد جرت في ظل هذه التظاهرات الاحتجاجية الشعبية بعض التحركات من قبل بعض التيارات الاخرى وباسم الشعب وكانها كانت تخفي اهدافا اخرى. في البداية كانت الشعارات التي رددت في هذه التجمعات الاحتجاجية تتعلق بنقص الخدمات العامة والفساد المالي والاداري ، لكنها انسحبت تدريجيا نحو اغراض سياسية معارضة للحكومة ، والاشد من ذلك انسحبت لتشمل المرجعية الدينية والتيارات الدينية السياسية الشيعية . ان هذه الشعارات لم تكن جزء من مطالب الشعب. لقد غيرت اتجاه عقارب بوصلة الشعارات لتشمل شعارات سياسية معارضة للحكومة والمرجعية الدينية ، في حين ان المثير للاهتمام ان الشعب كان يعاني من نقص الخدمات في مجالات الماء والكهرباء ، وطالما كذلك .. فلماذا لم تطلق الشعارات ضد الوزرات المعنية ؟؟ ، و اطلقت بشدة ضد المرجعية الدينية وقادة التيارات السياسية الدينية، ثم تحولت هذه التظاهرات الى العنف بينما كانت بداية انطلاقها هي تلبية الاجتياجات الاولية للشعب !! .
• تسنيم : برايكم هل ان هناك مجموعة خاصة تقف وراء توجيه الاحتجاجات ام انها تدار من خارج العراق؟
كاظمي قمي : ان بعض التيارات التي كانت لها اليد في الاعوام الماضية في اثارة الاضطرابات في مناطق بغداد وجنوب العراق ، كانت مرتبطة بالقوى الاجنبية ، و ان هؤلاء دخلوا الساحة العراقية بالتدريج وان هناك معلومات موثوقة تؤيد هذا الامر. ان التيارات التي ارسلت بعض عناصرها إلى الدول الراعية للارهاب، لها علاقة وارتباط مع اميركا . و قد تم تدريب و تنظيم هذه العناصر هناك لاثارة الاضطرابات داخل بغداد لكن تحت غطاء شعبي. والقضية هنا ابتعدت عن الصفة الشعبية، وان هناك معلومات تشير الى ان بعض السفارات الاجنبية الراعية للارهاب في العراق كانت لها دور في مساعدة الارهابيين وكانت لهم دور مؤثر في هذه التحركات المعادية . وبالطبع ، فان بعض المكونات الداخلية مثل التيار البعثي لها دور في هذا الملف . ان الاشخاص الذين خططوا لهذه الحركات لخلق حالة من الفوضى وانعدام الامن في مناطق الجنوب وبغداد ، هم الذين قاموا من قبل بدعم داعش وهم ايضا هؤلاء الذين يقفون خلف الستار في هذه التظاهرات الاحتجاجية الشعبية في الظاهر . ان هذا يعني ان ما حدث في الجنوب والعاصمة، كانت حركة خططت لدعم داعش . وهذا الامر دفع المرجعية الدينية للتحرك في الوقت المناسب . تماما مثلما نفذ داعش عملياته في العراق حيث تحركت المرجعية الدينية بسرعة واصدرت فتوى الجهاد والتعبئة الشعبية في العراق ، و هنا ايضا جاءت المرجعية الدينية لتعلن عن موقفها وتطالب الحكومة باجراء الاصلاحات ، لتسلب هذه الذريعة من العدو.
• تسنيم : ما هي الاهداف التي كانت تسعى اليها هذه الخطة واحبطت؟ وهل ان الحكومة العراقية جادة في تطهير المناطق من براثن الدواعش؟
كاظمي قمي : ان هذه الخطة كانت تهدف توريط الحكومة العراقية بالصراع في مناطق بغداد والجنوب العراقي ، و بالتالي تأجيل عمليات التطهير من اجل خلق فرصة لتنظيم داعش والارهاب لكي يتمكنون من اعادة تنظيم صفوفهم و تجديد قواهم . ان سبب عزم الحكومة العراقية يتركز على تحرير المناطق الواحدة تلو الاخرى وان هذا الامر مهم للسيادة الوطنية . فالحكومة لا تتمكن من التحرك نحو التنمية والتطور والرفاه ما لم يتم بسط الامن في البلاد، والاهم من ذلك فان الحكومة والجيش وبعد كل عملية كبيرة تحتاج الى اعادة الاعمار والتنظيم تسليحيا وقتاليا وتنظيم المعدات القتالية والتخطيط وكل هذا يستغرق وقتا . والنقطة الثانية هي ان الاميركيين لا يشعرون بالراحة من مسيرة تحرير المناطق المحتلة واستتاب الامن والاستقرار نسبيا من قبل الحكومة العراقية ، و الجيش والشعب المرجعية وايران الشيعية . وهذا شيء طبيعي اذ ان اميركا تريد بسبب سياستها القائمة على الهيمنة ، ان تعمل في المنطقة كقوة استكبارية . وبالتالي فان الاميركيين يبذلون قصارى جهودهم من اجل الوقوف امام مبادرات الحكومة العراقية، وفي بعض الحالات تتصرف بما يعارض تعهداتها و التزاماتها .
• تسنيم : لماذا امريكا ليست جادة في مكافحة داعش رغم تشكيلها تحالفا لهذا الغرض ؟ هل هي صادقة من مزاعمها بمحاربة الارهاب وداعش ام لا؟
كاظمي قمي : للاجابة على هذا السؤال يمكننا بيان موضوع سقوط الرمادي . فالامريكيون زعموا انهم لو تمكنوا من دفع قوات داعش ، نحو الرمادي فعندها يمكنهم قصف هذه القوات ، في حين اظهرت شاشات الاعلانات في بغداد، دخول الارتال العسكرية لداعش مدينة الرمادي دون ان تواجه اي رد اميركي . ان تنظيم وتدريب اميركا لبعض العشائر والجماعات والتيارات ، التي ليس لها موقف منسجم في التعامل والتعاون مع الحكومة العراقية، يوحي بانها تسعى لايجاد قوة قتالية تمكنها من معارضة الحكومة او حتى معارضة قوات الحشد الشعبي . فما هو مبررها في تسليح المعارضين للحكومة في الوقت الذي تدعي اميركا انها تعترف بسيادة الحكومة العراقية وجميع الاراضي العراقية والتيارات السياسية في هذا البلد ؟. اعتقد ان قضية مكافحة الارهاب من قبل اميركا ليست الا كذبة ومحض افتراء . ان اميركا حتى اليوم لم تتحرك للقضاء على داعش. كما ان بعض الشخصيات الاميركية البارزة اعترفت بصورة علنية بان اميركا حققت الكثير من المنافع عبر ظهور داعش . ان واشنطن تسعى في ظل اهدافها لايجاد داعش قابل للاحتواء ومسلوب الزمام ، بل لابد من وجود داعش حتى يكون ذلك مبررا لامريكا كي تتمكن تشكيل تحالف لمكافحة الارهاب . و في الحقيقة ان اميركا تسعى الى الثار لهزائمها و اخفاقاتها وفشلها في المنطقة ، وبما ان الاحتلال وشن عدوان عسكري في المنطقة ليس باستطاعة اميركا في الوقت الراهن ، لذا فانها لجأت لتحقيق اهدافها ، عبر اثارتها للحروب بالنيابة ، كما هو لما تقوم به التيارات التكفيرية و العدوان العسكري السعودي المباشر حاليا على اليمن . كما ان استمرار الحظر الاقتصادي وخفض اسعار النفط هي في الحقيقة تحل اليوم محل الاجراءات العسكرية المباشرة لامريكا .
• تسنيم : نظرا للنقاط التي ذكرتها .. هل تعتقد ان داعش تيار يعمل على تحقيق الاهداف الاميركية في المنطقة ؟
كاظمي قمي: قد يمكن القول ان داعش ليس التيار الذي تتطلع اليه اميركا، الا ان الحقيقة هي ان اميركا اليوم تستخدم بصورة عقلانية آليات مثل داعش لضرب الحكومات ومحور المقاومة و حرف المقاومة الاسلامية عن خطها السليم . ان داعش يتمتع اليوم بدعم اميركا كما انهم يقومون بوضع الخطط اللازمة لتوسيع تنظيم داعش . ان التحركات الاميركية في المنطقة في العراق و سوريا و اليمن تشير الى ان اميركا لم تبادر الى اي اجراء ضد داعش.
• تسنيم : كيف تقيم الاوضاع الحالية في المنطقة ؟
كاظمي قمي : ان منطقتنا لاسيما الجمهورية الاسلامية الايرانية تمر الان بمجموعة من التطورات السياسية والجيوسياسية حيث ان الوضع الامني للمنطقة مرهون تحت تاثير هذه التطورات . وفي الحقيقة ان اميركا هي التي تقرر ما يجري وما لا ينبغي ان يجري في الشرق الاوسط ، لان مجلس الامن قد مات والامم المتحدة لم تعد الا جثة هامدة ميتة ولعل التطورات التي شهدتها دول المنطقة خير دليل على ذلك كما ان ما جرى في العراق بعد الاحتلال الاميركي يؤكد هذا الامر . ان انتشار الارهاب يتزامن مع الاحتلال في اي مكان كان ، وهذا من صفات الارهاب. ففي افغانستان يمكن مشاهدة حركة طالبان والقاعدة واللذين يختلفان عن الارهاب الداعشي لانهم يعملون في حدود منطقتهم وفي اطار معين ، وهكذا فان توسيع الارهاب في الحقيقة متزامن مع الاحتلال الاميركي. وفي عام 2006 جاء دور مخطط الاعتداء الصهيوني على لبنان والتصدي لمحور المقاومة . وعندما ادركوا بانهم لن يتمكنوا من تحقيق النصر وانضم العراق الى جبهة المقاومة .. نفذوا السيناريو الاحمق وهو اعتداء «اسرائيل» على لبنان، والذي فشل جراء ملحمة حرب الـ 33 يوما . وجاء بعدها في عام 2008 الدور لتنفيذ سيناريو العدوان على قطاع غزة الذي هاجموا فيه ايضا جانبا من جوانب المقاومة ، وهذا الامر تكرر في عام 2010 ولم يحققوا ايضا اي نجاح جراء اندلاع حركات الصحوة الاسلامية في المنطقة وخططوا بذريعة الحركات الشعبية مؤامرة الإطاحة بالنظام السياسي في سوريا.

• تسنيم : ما هو دور ايران في ظل هذه السيناريوهات المثارة ؟
كاظمي قمي: ان جهود وتوصيات الجمهورية الاسلامية الايرانية للنظام والحكومة السورية والعراقية كانت قائمة بشدة على المطالب الشعبية في هذين البلدين . ان ايران الاسلامية تدعم الحركات الشعبية اينما كانت ، كما انها تقف بوجه اي مؤامرة اجنبية تهدف الاطاحة بالنظام السياسي القائم.
• تسنيم : هل ان هذه المبادرات هي في اطار المصالح الوطنية لايران ؟
كاظمي قمي: بالتاكيد هو كذلك، فان ايران تقاوم اي مبادرة غير دستورية وتفتقد للشرعية القانونية الشعبية وللحقوق الدولية. ان ايران ستدافع بلا شك عن حقوق الشعوب المظلومة، لان هذه العملية في الواقع هو انتهاك للقانون الدولي واذا انتشرت هذه السياسة ، فان ايران ستكون في خطر ايضا. اذا اصبحت هذه الاعتداءات وانتهاك حقوق انسان نهجا يعمل به فانه سيتحول الى امر خطير لانه سيهدد الامن العالمي. القضية ليست هي ان ايران جاءت ودعمت بلد عربي . كلا ليس كذلك بل هي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية احبطت مشروعا خارجيا ومؤامرة اجنبية على بلد يعتبر في الخط الاول لجبهة الصراع مع الصهيونية ومن الطبيعي لايران ان تعمل كذلك . ان قائد الثورة الاسلامية بين في توصياته بوضوح نهج السياسة الخارجية للجميع. وجاء بعد ذلك سيناريو الحرب بالنياية. ان هذا الاسلوب الذي نفذ في العراق ذو جناجين. انهم كانوا يعتقدون ان الاوضاع السياسية في العراق لاتزال هشة ، وجرت المرحلة الثالثة من الانتخابات العامة في العراق وحينما كات الحكومة الجديدة على مشارف التشكيل دخل داعش واحتل الشمال العراقي. ان تدخل داعش جاء في وقت كان فيه العراق يعاني من ظروف صعبة وحساسة، وعمل داعش وفق برنامج مخطط مسبق الا ان هذه المجوعة الارهابية لم تتمكن من تنفيذ هذه الخطة بشكل كامل وبقيت ناقصة. وبعد ان قامت عصابة داعش الارهابية بكل جريمة ما يمكن ارتكابها .. حينها اعلنت اميركا انها تريد محاربة داعش ! وتزامن مع هذا السيناريو الهجوم العسكري السعودي على اليمن ، الذي هو ذات "الحرب بالنيابة" التي تسعى اميركا لاثارتها في المنطقة.
• تسنيم : هذه السيناريوهات التي كشفت عنها هل تشمل تقسيم دول مثل سوريا والعراق ؟
كاظمي قمي: ان الاميركيين يعتقدون انهم لا يتضررون من تقسيم هذه الدول، بل ان البلدان الصغيرة تنفذ الاوامر الاميركية بصورة افضل ، ان هذه القضية يمكن ان تحدث للسعوديين ايضا . جميع الدول التي تناغمت مع اميركا في تشكيل الارهاب فانها سوف تتضرر من نفس هذه العملية.الاميركيون لهم اهدافا متعددة والتقسيم جزء من هذه الاهداف. واذا سلطنا الاضواء على جميع الاهداف الاميركية في المنطقة فعندئذ ستكون تهديد الامن الايراني عن طريق اثارة الحرب بالنيابة على راس هذه الاهداف.
ان الحرب بالوكالة يحمل اتجاهين، احدهما مبادرة عسكرية مباشرة مثل السعودية والاخرى تشكيل التكتلات الارهابية التكفيرية . و يلاحظ في الوقت الراهن ان اميركا مشغولة في تشكيل وتسليح وتدريب التيارات التي لا تتناسق مع الحكومة العراقية، للاستفادة منها في هذا البلد بالشكل التي ترغب وتريد. ومن السياسات الاميركية الاخرى في المنطقة هي استمرار فرض الحظر الاقتصادي ضد الدول التي لا تدور في الفلك الاميركي بالاضافة الى خفض اسعار النفط، على الرغم من ان السعوديين نفذوا هذا الامر الا انه كان بتنسيق مع الاميركيين. في الحقيقة ان هذه المبادرات الاميركية  تاتي بهدف عودة هيمنتها على المنطقة ، لان العمل العسكري المباشر لاميركا امر غير ممكن حاليا.
• تسنيم : ما هو تقييمكم للاحداث الجارية في المنطقة؟ والى متى يمكن ان تستمر الازمة في المنطقة ؟ والى متى يمكن ان يستمر تواجد داعش في المنطقة؟
كاظمي قمي : ان هناك عاملين رئيسيين اثنين يؤثران على مسيرة التطورات والتحركات في المنطقة . الاول جبهة المقاومة والثاني الجبهة التي تقف امام المقاومة والتي تشمل مثل اميركا والصهيونية والسعودية. من ناحية اخرى فانه لا يمكن تجاهل التحركات الشعبية. ان الاهداف التي يجري حاليا تنفيذها تشمل على السعي لايجاد حالة من الفوضى والاضطرابات في المنطقة وعلى المدى الطويل. وعندما بدأت مجموعة داعش تحركاتها ضد هذه الدول فاننا توقعنا بان المنطقة ستعاني من عدم الاستقرار لنحو 10سنوات . ان الآفاق البعيدة ليست واضحة الان ولا يمكن ان نقول ان المنطقة تسير نحو الاستقرار أو لا تسير ، اي لا يمكن تحديد تاريخ واضح لهذه المسألة . ان ايجاد حالة عدم الاستقرار الفوضى والفلتان الامني من الاهداف التي تسعى اليوم اميركا والصهيونية والدول الرجعية في المنطقة الى اثارتها.
• تسنيم : ما هي الاهداف الرئيسية لايجاد انعدام الامن؟ 
كاظمي قمي : الهدف الاول ان تستنفذ كل طاقات محور المقاومة و الجمهورية الاسلامية الايرانية للصراع مع ظاهرة انعدام الامن. الثاني تقسيم وتجزئة وتشتيت وانحراف هذه الطاقة ، يعني ان نفس تلك الطاقة التي كانت مخصصة في الواقع لتدمير «اسرائيل» والصهيونية ، فانها الان تصرف للسيطرة على الاضطرابات والفوضى. لقد تم تغيير وجهة مقاومة الشعب الايراني والمقاومة في لبنان والعراق ايضا، اي استهلاك قوى مقاومة الشعوب في العالم لاسيما في الدول الاسلامية لاهداف اخرى غير رئيسية. ان تحريك التكفيريين هو في الحقيقة لاستهلاك طاقة المقاومة وتحويلها إلى صراعات داخلية والتي تشمل على التغييرات الجيوسياسية في المنطقة. ان تحويل الدول الاسلامية الى دويلات صغيرة وتضعيفها وبث الفوضى والصراع فيها، هو الهدف الذي تسعى اليه اميركا والصهيونية والدول الرجعية في المنطقة مثل السعودية . والنقطة المهمة الاخري هي عدم اعتماد اميركا اليوم على النفط. ان اميركا لا تقلق من تازم الاوضاع مهما بلغت، وان اميركا كانت تسعى وراء قضية الازمة الاقتصادية العالمية في عام 2010 الى اثارة حالة من عدم الاستقرار وانعدام الامن. واخيرا وعلى كل حال فان الاضطرابات في المنطقة ستسمر لاعوام طويلة ، الا انه وكما اظهرت هذه السنين مقاومة الشعوب، واستطاعت تحقيق النجاحات فانها بعون الله تعالى ستنتصر على هذه الازمة في المستقبل بهذه المقاومة ايضا. 

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة