ماذا بعد المربع الأخير في الزبداني... ووصول "فخر" الصناعة الروسية إلى دمشق؟


ماذا بعد المربع الأخیر فی الزبدانی... ووصول "فخر" الصناعة الروسیة إلى دمشق؟

مع قرار الجيش السوري والمقاومة اللبنانية بالحسم ، تفتح معركة الزبداني آخر فصولها ، فيما يرى المراقبون ان مرحلة حُبلى بالتطورات تواجهها الأزمة و بات "الأرنب" العسكري يتخطى "سلحفاة المساعي السياسية" ، التي تجلت في حراك يقوم به المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا في ظل الفعل المؤثر للوقائع الميدانية في الزبداني و القنيطرة و دوما و كفريا والفوعة و إدلب و ريفها وغيرها ، فضلا عن هبوط واحدة من فخر الصناعات العسكرية الاستراتيجية الروسية بالعاصمة دمشق .

وهنا يوضح الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر لموقع الميادين نت قائلا أن منطقة الزبداني "منطقة حيوية واستراتيجية ولها اتصال بالواقع الميداني السوري في أكثر من مكان، فضلاً عن أهمية موقعها الجغرافي بالنسبة للحدود مع لبنان، لذا فقد اكتسبت هذه المعركة أهمية خاصة من قبل الجيش السوري وقيادة حزب الله" .

وحول ما بعد الزبداني؟ اجاب عبد الساتر : "المعركة الآن في خواتيمها بعد اشتداد حصار الجيش السوري ورجال المقاومة للمسلحين من كل الجهات، وهي ولجت في المربع الأخير الذي يتضمّن كتلاً إسمنتية ضخمة جداً ، و ربما سنشهد استمهالاً  لبعض الوقت لكي تقرَّر اللحظة الحاسمة للخلاص منها نهائياً . لكن يمكننا القول أن ما بعد الزبداني سيريح العاصمة دمشق ، وسيطلق القتال إلى منطقة وادي بردى" .
و تزامنت تطورات معركة الزبداني مع إعلان وصول طائرات روسية متطورة من طراز "ميغ 31" إلى مطار المزّة قرب دمشق في منتصف شهر آب الحالي ، في إطار اتفاق التسلّح المعقود بين روسيا وسوريا عام 2007، هذا فضلاً عن صواريخ مضادة للدروع من  طراز "كورنت 5" .
و عن وصول هذه المعدات الروسية المتطورة ، يؤكد عبد الساتر أن "الحلفاء الروس لم ينفوا يوماً وصول السلاح إلى سوريا ، لكن تقديري أن المسألة ليست في استحداث أو تقديم الأسلحة وتفعيل الأسطول الحربي الجويّ السوري بطائرات "ميغ 13" التي تعتبر فخر الصناعة الحربية الروسية ، لأن معلوماتي الخاصة تقول أن سوريا لم تستخدم الكثير من أنواع الأسلحة الموجودة لديها" .
ويتابع عبد الساتر "بالتأكيد هناك معطيات لجهة دخول "سلاح استراتيجي" إلى المعركة في الأسابيع القليلة الماضية ، وهذا الاستنتاج يربطه البعض بالغارات الجوية المكثفة والمختلفة كمّاً ونوعاً في مدينة دوما بريف دمشق" .

• أين هي «اسرائيل» من كل ما يجري في ظل الغارات العدوانية بين حين وآخر والتي كان آخرها في 21 آب الحالي؟

بحسب عبد الساتر ، فان التدخل «الاسرائيلي» السافر يحمل رسالتين مزدوجتين : "الأولى موجّهة إلى الولايات المتحدة الأميركية بهدف عدم تمرير الاتفاق النووي داخل مجلس النواب الأميركي، وهذا ما يعتبره العدو «الاسرائيلي» على الأقل، نصراً بالنقاط، وكي لا يقال إنه مرّ من دون اعتراض، وكلنا يعلم أن ذريعة تحميل إيران المسؤولية في إطلاق البعض للصواريخ من الأراضي السورية، لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة، بل هي لتبرير قيام «إسرائيل» بمثل هذه العمليات وتوجيه رسائل عبرها" .
ويضيف عبد الساتر : "أمّا الرسالة الثانية فهي موجهة إلى الجماعات المسلحة لجهة القول لهم إن «إسرائيل» لا تزال معهم وتدعمهم، وهي عندما ترى أن الوضع مناسب تتدخل مباشرة" .
ويلفت عبد الساتر إلى أن "العدو «الإسرائيلي» يراهن على إمكانية حصول هجوم سوري من بعض النقاط العسكرية يتزامن مع الغارات «الإسرائيلية» ، لكن هذه الرهانات باءت بالفشل، مما عطّل مفعولها  سواء في السياسة أو في الميدان" .
على الصعيد السياسي المواكب للميدان ، يزخر الحراك الذي تقوده روسيا بالعديد من المحطات فضلاً عن وثيقتين قدّمهما دي مستورا مؤخراً إلى الأطراف السورية حول مبادرته للحل ، لكن عبد الساتر يشير إلى أن "موقف الرئيس السوري بشار الأسد الأخير أكد ما دأبت عليه القيادة السورية في توجهها لأهمية القضاء على الارهاب، وأن أي حوار يجب أن يرتكز على مبدأ أساسي وهو دعم سوريا في حربها على الجماعات الإرهابية، وهذا ما يقطع الطريق على كل المحاولات التي تحاول أن تصطاد في السياسة ما لم تستطع تحقيقه في الميدان" .
وحول ما دعت إليه موسكو لقيام محور يضم سوريا والسعودية وغيرها من الدول الإقليمية لمحاربة الإرهاب ، يعلّق عبد الساتر بقوله "هي محاولة روسية لم تتكلل بالنجاح حتى الآن ، و موسكو اليوم تدعو شخصيات سورية معارضة أيضاً ، وفي تقديري أن الموقف الروسي سيبقى في إطار إقامة نوع من الحراك على كافة المستويات، لكن بالتأكيد هناك موقف ثابت لسوريا في هذا الإطار" .

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة