الدوحة تستضيف اجتماعا لدراسة الوضع في العراق ومخطط كبير يستهدف اسقاط وتدمير العملية السياسية بهذا البلد


الدوحة تستضیف اجتماعا لدراسة الوضع فی العراق ومخطط کبیر یستهدف اسقاط وتدمیر العملیة السیاسیة بهذا البلد

فيما تستمر التظاهرات الشعبية في مختلف المدن والمحافظات العراقية ، افادت مصادر وكالة "تسنيم" الدولية للانباء ، بأن العاصمة القطرية الدوحة ، سوف تستضيف الاسبوع الجاري ، اجتماعا لهيئة علماء المسلمين و كبار حزب البعث الصدامي المحظور و كبار ضباط الطاغية المقبور صدام السابقين بالاضافة الى وزراء سابقين و حاليين من طيف السنة ، و ذلك من اجل دراسة الوضع في العراق في اطار مخطط كبير يستهدف اسقاط العملية السياسية وانهيار الدولة في هذا البلد .

و على وقع استمرار التظاهرات الشعبية التي يكفلها الدستور في العراق ، يبرز تحذير من تأثير هذه التحركات الأسبوعية على الجبهة مع تنظيم "داعش" حيث وجّه مسلحو التنظيم المذكور ضربات نوعية ادت لاستشهاد نائب قاد عمليات الانبار وقائد الفرقة العاشرة في الجيش . في ظل تزايد المخاوف من استخدام هؤلاء لصواريخ حرارية أميركية موجهة من طراز "تاو".

وتستمر التظاهرات الشعبية في مختلف المدن والمحافظات العراقية ، لكن أهمها ربما في العاصمة بغداد، والبصرة عاصمة العراق الاقتصادية، ومدن السياحة الدينية كربلاء والنجف، تظاهرات وصفت بالشعبية والعفوية والمستقلة، غطاؤها الدستور العراقي الذي كفل حق التظاهر، ودعمُها من المرجعية الدينية في النجف، ومادتُها سنون عجاف بدأت مع الاحتلال الأميركي للعراق .
وازمة الكهرباء ، وردّ وزيرها على استنكار الشارع العراقي المحتج، كان السبب في التظاهر على كهرباء مفقودة، في صيف لاهب، في بلد لا يزال يئن حتى اليوم من اثار الاحتلال ، بقاؤه حيا، من بقاء ضرع النفط، استجوب البرلمانُ الوزير اخيرا ، وبرأه بعد ان اقتنع باجوبته بعد استجوابه .
و على خط النار مع داعش ، معركة للإصلاحات ، قادها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اثر أول تظاهرات بدأت منذ شهر ، حيث وصل العبادي بغطاء الشارع الى برّ الأمان بقراراته ، و الغى مناصب تنفيذية ، ودمج وزارات كما الغى اخرى ، و اعطت اصلاحاته جرعة امل لدى المواطن العراقي، ان تغييرا قد حصل، وان قسّم لمراحل .
و توزعت مجموعة القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء العراقي ، بعد ثلاثين يوماً من التظاهرات الى حزمتين من القرارات، وبانتظار الثالثة، تلخصّت بلمساته لمعالجة الترهّل الاداري بتعدد المناصب، وتنوع الادارات، واعداد المدراء العامين، وجيش من المستشارين، ومواكب المسؤولين وعديد مركباتهم المدرعة، حسم العبادي امرها، فيما يتوقع كثيرون ان عائدات الترشيق، ستكون في خزينة الدولة. وعلى وقع التظاهرات ، أقال اعضاء الحكومة المحلية للنجف الاشرف المحافظ عدنان الزرفي، وان سبقت ازمته الاحتجاجات، ليرتد صدى التظاهرات باستقالة محافظ القادسية ، ومحافظ المثنى، ليرتفع سقف المطالب، بالغاء الحكومات المحلية، وجعل الادارية مركزية، وتجميد عمل الدستور، يسبقه الغاء البرلمان، فيما لافتات التظاهرات وشعاراتها ثابتة، القبض على المسؤولين الفاسدين، واصلاح القضاء، ومحاكمة رئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود . و لم تبتعد المرجعية الدينية في العراق عن موقف الاغلبية المؤيدة للتظاهرات ، ونصحت المتظاهرين بضرورة حماية تظاهراتهم من استغلالها لاي شأن، وطالبت بسرعة الانجاز وتنفيذ المطالب، وزادت لجهة اصلاح القضاء، ونبهت اخيرا من خطورة توسع المطالب الى غير المعقول ، و ان قالتها ضمنا.
و يتحرك المتظاهرون أسبوعياً بعد ثبات موعدهم في كل جمعة صوب ساحات المحافظات الرئيسة بعد زوال شمس العراق اللاهبة ، وهو موعد ثبتّه المتظاهرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومحطات تلفزيونية محلية خاصة، تدعو للتظاهر، لا تكتفي بنقل الحدث بل تتبنى موقف استمرار التظاهر بشكل صريح ، علما ان اغلبها ليست فضائيات حزبية ، بل مملوكة لتجار ومتمولين . و يصف ناشطون ومؤيدون ، وغيرهم كُثر ، تظاهراتهم بالمستقلة، ولا مجال لاي حزب او طائفة او كيان سياسي بالحضور ، إلاّ بصفته العراقية، لاعتبار، انهم مطلوبون، طالما هم شركاء الحكومة والبرلمان.
في الوقت نفسه ، لم تغادر المخاوف كثيرين من دور أمريكي دخل على خط التظاهر ، و المح كثيرون لشبهات عن علاقة بعض ممن وصفوا بمنظمي التظاهرات بالسفارة الأميركية . وهي شبهات لم يقطعها يقين ، لكن التساؤل الأكبر : من وراء التظاهرات، ومن يحرّكها، ومن يحدد الشعارات ، ومن يحدد المطالب، ولماذا توسعت، وماهو افق المطالب، وسقفها، ومن يمثل المتظاهرين، وهل من سقف زمني للتنفيذ من قبل الحكومة، وماهي الوجهة المقبلة للمتظاهرين ، ولماذا يحذر حتى اقرب الناس لرئيس الحكومة المؤيد للتظاهرات من دخول عواصم دول لم تكن وبغداد على ودٍّ على خط التظاهرات، وما مدى مقبولية ومنطقية تغيير نظام الحكم ، ولم نبّه الرئيس العراقي لضرورة احترام وثيقة الدستور حتى وان تم التفكير جدياً بإجراء تعديل عليه، ثم اليست التظاهرات كانت قد طالبت بتحسين الخدمات التي يفتقدها العراقيون؟
• تحذير ...
ولابد من التنبيه بأن المعركة والملف الأهم هو داعش، وان الواقع يفرض بقاء جبهة المواجهة مع التنظيم على زخمها ، فليس صحيحاً حصول تفاعلات سريعة ومؤثرة وغير محسوبة الإرتدادات في بعض الأحيان في الجبهة السياسية ، في وقت يتطلب التركيز في الميدان وتحرير الأرض، وقتال داعش . فقد أصاب الجبهة برود لم يكن لداعش إلاّ أنّ وجّه فيه ضربات نوعية ادت لاستشهاد نائب قاد عمليات الانبار وقائد الفرقة العاشرة في الجيش في عملية واحدة ، وعالجت بغداد الاثر سريعا ، لكنه دواء قد لا يخفي حقيقة الضربة سريعاً . والمفارقة، ان التنظيم يقاتل في جبهتين، بيجي حيث المصفاة النفطية ، والرمادي مركز الانبار، لكن الخطر الميداني يكمن في : استخدام داعش لصواريخ حرارية موجهة ، ليست الكورنيت هذه المرة ، فالعسكر يؤكدون انها صواريخ تاو الأميركية ، في عملية واحدة عند اطراف بيجي اعطب داعش دبابتين من طراز ابرامز بهذه الصواريخ ، والتي سارع العراقيون قبل غيرهم لتبرير حصول التنظيم عليها من تجار السلاح!

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة