«السفير» : إيران ستتحول لقوة كبري بعد الاتفاق النووي


«السفیر» : إیران ستتحول لقوة کبری بعد الاتفاق النووی

رأت صحيفة «السفير» اللبنانية أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتحول الي قوة كبري بعد الاتفاق النووي الذي توصلت إليه في 14 تموز الماضي بالعاصمة النمساوية فيينا ، مع مجموعة الدول الست الكبرى ، مشيرة إلي أن المنطقة برمتها ستكون علي غير ما كانت عليه قبل هذا الاتفاق ، و مؤكدة أن لبنان سيستفيد من الاتفاق النووي عبر تعزيز علاقاته مع طهران ، لكن الحل الشامل في المنطقة لن يكون قريبا .

وقالت «السفير» : أن المنطقة ما بعد الاتفاق النووي غير ما قبلها .. بهذه الكلمات تلخص أوساط متابعة للشأن الإقليمي مقاربتها لماهية المرحلة المقبلة علي المنطقة .

ورأت الصحيفة أن الاتفاق النووي جاء ملائماً لكل طرف بما يمكنه من ادعاء أنه قد تمكن من تحقيق الإنجاز فيه ، مشيرة إلي أن الغرب يعتبر أنه لجم من خلال هذا الاتفاق "الطموح النووي الإيراني العسكري" ، بينما تعتبر طهران نفسها رابحة لما ستجنيه من مكتسبات اقتصادية، مؤكدة أنها لم تفكر يوماً بإنتاج قنبلة نووية اتهمت علي الدوام بالسعي اليها .
وتقول الصحيفة : هي اذاً قاعدة «الربح ربح» ، علي حد قول المتابعين لمراحل هذا الاتفاق وما أنتجه من واقع جديد في المنطقة . و برغم ان الاتفاق قد اقتصر علي «بنود نووية» بين إيران والولايات المتحدة الأميركية ، إلا أنه «قدم ايضا نموذجاً للكيفية التي من الممكن عبرها حل مشاكل المنطقة، مهما كانت معقدة»، برغم ان الاتفاق ينتظر محطتين أخيرتين في الكونغرس الأميركي ومجلس الشوري الإيراني ، لكن ذلك لن يشكل سوي «خطوة تقنية» لن تعترض ما تم التوصل اليه بإشراف القيادتين الأميركية والإيرانية .
وبحسب الصحيفة سيكون عنوان المرحلة المقبلة : «اختبار النيات» ، اذ سيُخضع كل طرف الآخر الي فترة «تجريبية» ستستمر أشهرا ، ستمهد الي مرحلة «الإقرار» للاتفاق ومن ثم مرحلة «التنفيذ،» أي مرحلة الاختبار الحقيقي وهي الأهم كونها ستبني الثقة، التي ستسمح بدورها بتوسيع التفاهمات لتشمل ملفات في المنطقة ابتداءً من العام المقبل .
وتنقل «السفير» عن المتابعين أن إيران ، القوة ذات النفوذ في المنطقة، الخاضعة للحصار وللعقوبات ، ستتحول الي قوة كبري بعد هذا الاتفاق في مرحلة «فك العزلة» الغربية عنها وعودتها الي الشرعية الدولية .
ويقود هذا التحليل وفقًا للصحيفة اللبنانية الي أن المرحلة المقبلة ستشهد عودة للعلاقة بين طهران والدول الغربية الكبري ، تمهيدا لمرحلة تطبيع يسبقها تنشيط وتعزيز لتلك العلاقة . فالزيارات الأوروبية المتتالية الي طهران تؤشر بوضوح الي هذا الواقع الذي سيترجم أيضا عودة إيرانية الي أداء دور فاعل في ملفات سعي الغرب الي إخراجها منها في المرحلة السابقة .
من هذه الملفات ، تقول الصحيفة ، الملف السوري الذي يقول المتابعون إنه من غير الممكن أن يمر أي حل علي صعيده من دون موافقة ، لا بل سماح إيراني ، في ظل دعوات من قبل بعض الغرب لطهران لتصبح شريكاً في الحل . و من المعروف ان طهران لا تزال تتمسك بالرئيس السوري بشار الأسد علي رأس السلطة السورية ، وهي تتقاطع بذلك مع الموقف الروسي الذي قيل الكثير عن تغيير فيه في موضوع التمسك باستمرار الأسد ، لكن المتابعين يشيرون الي أن لا خلاف إيرانياً روسياً علي ضرورة استمرار الأسد ، مع قبول غربي علي مضض بهذا الواقع ، في ظل أولوية المعركة بوجه الإرهاب . و يعلق المتابعون علي هذا الواقع الجديد في السياسة الدولية بالتوقف عند مفارقة أن الغرب قد بات أكثر واقعية من بعض دول المنطقة تجاه الحل السوري! .
ومع استمرار إيران اللاعب الرئيسي في العراق ، تضيف الصحيفة، يبرز اليمن كساحة «كباش» مباشر إيراني سعودي ، و غير مباشر إيراني أميركي، علماً، والكلام للمتابعين، أن الولايات المتحدة، بسماحها بالنفوذ الإيراني في سوريا والعراق، فإنها سوف تعتمد إيجاد «توازن» في المنطقة عبر منع التوسع الإيراني في اليمن .
وتتابع الصحيفة اللبنانية : لكن المتابعين يقرون في المقابل، بأنه برغم الانفتاح الأميركي الإيراني البالغ الأهمية ، إلا أن ثمة فجوة كبيرة علي صعيد العلاقات الإيرانية السعودية. يأتي هذا الأمر في ظل استعداد إيراني لفتح صفحة جديدة مع الرياض التي لا تزال تتشدد في تلقف الرسائل الإيرانية الإيجابية . و بذلك ، فإن الحل الشامل في المنطقة لن يكون قريبا في ظل استمرار تلك الفجوة قائمة ، مع ترك الباب مفتوحاً أمام مرونة سعودية مقبلة نتيجة الموقف الأميركي القائم علي لبنان سيستفيد من الاتفاق النووي عبر تعزيز علاقاته مع طهران .

 

 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة