الامام الخامنئي : لن ندعم أبداً سياسات أمريكا بشأن سوريا والعراق واستمرار العقوبات يدفع الى انهيار الاتفاق النووي

الامام الخامنئی : لن ندعم أبداً سیاسات أمریکا بشأن سوریا والعراق واستمرار العقوبات یدفع الى انهیار الاتفاق النووی

انتقد قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي اليوم الخميس تصريحات مسؤولين أمريكيين حول استمرار الحظر بما يتناقض مع غاية المحادثات الرامية لرفع الحظر ، و تساءل إذا كانت أمريكا تتحدث عن إبقاء إطار الحظر .. فلماذا خاضت إيران المفاوضات ؟ ، محذر بأن استمرار العقوبات سيؤدي الى انهيار الاتفاق النووي ، ولابد من رفع العقوبات لا تعليقها" ، ومؤكداً ان "إيران الاسلامية لن تدعم أبداً سياسات أمريكا المتعلقة بسوريا و العراق" .

وافاد القسم السياسي لوكالة تسنيم الدولية للانباء بأن القائد الخامنئي اعلن ذلك لدي استقباله اليوم رئيس و اعضاء مجلس خبراء القيادة ، و قال : يبنغي عدم الانخداع بابتسامات العدو او تماشيه القصير الامد مؤكدا ان علي المسؤولين ان يردوا بشكل رسمي علي التصريحات السيئة للغاية للسلطات الامريكية .

واعتبر الامام الخامنئي ، مجلس خبراء القيادة بانه يشكل المظهر الكامل للسيادة الشعبية الاسلامية ومبعث السكينة والاستقرار في المجتمع داعيا المسؤولين الي التحرك والجهد في اطار المنظومة الفكرية الاسلامية والانتباه لعدم مسايرة ادبيات وكليشيهات نظام الهيمنة .
و قال القائد الخامنئي ان اهم واجب يقع علي عاتق علماء الدين والمثقفين الاكاديميين والمسؤولين هو ابداء الحساسية تجاه مخططات العدو والتعرف عليها وكذلك شرح المستقبل الباعث علي الامل والتقدم للبلاد في اطار مؤشرات ومواصفات المنظومة الفكرية للاسلام وفي ظل الافادة من قابليات وقدرات الشبان والطاقات الهائلة للبلاد .
واشار سماحته الي المحاولات الواسعة والدعاية الهائلة التي تمارسها جبهة الاستكبار لفرض ادبياتها ومفرداتها المختلقة علي المسؤولين وصناع القرار في البلدان وقال ان مفاهيم مثل الارهاب وحقوق الانسان تحمل معان خاصة في ادبيات نظام الهيمنة وفي هذه الادبيات فان الهجمات التي المستمرة لستة أشهر بلا توقف علي الشعب اليمني وقتل الاهالي الابرياء في غزة ليست ارهابا كما ان قمع الشعب البحريني بسبب المطالبة بحق التصويت لا يعد انتهاكا لحقوق الانسان !
واضاف الامام الخامنئي ان الدفاع المشروع للمقاومة في لبنان وفلسطين يعد في ادبيات نظام الهيمنة ارهابا ، لكن اجراءات الدول المستبدة والقريبة الي امريكا في المنطقة لا تنافي حقوق الانسان !
واضاف ايضا ان اغتيال العلماء النوويين والذي اعترف الصهاينة تقريبا بصراحة في تنفيذها و اقرت بعض الدول الاوروبية بدورها في اسناد هذا الاجراء ، لا يعد ارهابا في هذه الادبيات !
واكد الامام الخامنئي ان اختلاق هكذا مفاهيم و التوقع بان يتحدث الجميع في اطار هذه الادبيات يعد احد المؤشرات البارزة للهيمنة والاستكبار و قال انه في المقابل فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تملك منظومة فكرية اسلامية مازالت تملك بعد مضي سنوات جذابية ونضارة وطراوة في العالم.
وفي معرض شرحه لاجزاء المنظومة الفكرية الاسلامية اعتبر سماحته ان نبذ الظلم والاستكبار والاستبداد وارساء العزة الوطنية والاسلامية والاستقلال الفكري والسياسي والاقتصادي تعد من اجزاء ومكونات هذه المنظومة الفكرية وفيما يخص اهمية استقلالها ودورها في الاعتداد بالذات وتقدم شعب ما قال ان الاستقلال هو جزء من الحرية، لذلك فان الذين ينبذون الاستقلال يعارضون في الحقيقة الحرية.
كما اعتبر الامام الخامنئي نمط العيش الاسلامي والحداثة والتعاون والاتحاد الوطني من المكونات الاخري للمنظومة الفكرية الاسلامية وقال ان الشعب الايراني وطوال 36 عاما الماضية استطاع في ضوء التحرك في اطار هذه المنظومة الفكرية تسجيل تقدم كبير رغم كل العقبات والحواجز التي اعترضت طريقه .
وقال القائد المعظم ان الافق الذي ينشده النظام الاسلامي هو ايران متقدمة من حيث العلم و الصناعة و ان تعد 150 الي 200 مليون نسمة و تتحلي بالمعنوية وبمنأي عن الهيمنة والسلطة ، وقال ان بلوغ الجمهورية الاسلامية الايرانية لهذا الموقع، جسيم جدا بالنسبة لجبهة الاستكبار وان سبب كل المؤامرات والمحاولات لمواجهة النظام الاسلامي يعود الي الحيلولة دون تحقق هكذا مستقبل.
واكد الامام الخامنئي ان ظهور هكذا بلد اسلامي سيمهد للقضاء علي الاستكبار والكفر و قال ان الشعب الايراني لاسيما الشبان وعلماء الدين والمثقفين الاكاديميين يجب ان يمضوا قدما في اطار المنظومة الفكرية الاسلامية وعلي الجميع بمن فيهم المسؤولين ان يبدوا حساسية و وعيا تجاه مخططات العدو . وتابع الامام الخامنئي انه لا يجب الانخداع بالعدو بسبب ابتساماته او احيانا تماشيه القصير الامد في موضوع خاص، بل يجب ان نعرف دائما ما هي مخططات العدو ، واوضح ان العدو والاستكبار العالمي ليس موضوعا وهميا بل هو حقيقة واكبر مصاديقه هو الحكومة الامريكية و الشركات و الكارتلات الاقتصادية الصهيونية الداعمة له .
ومن ثم تطرق قائد الثورة الاسلامية الي تبيان نقاط مهمة فيما يخص خطة العمل المشترك الشاملة و القضايا ما بعدها وكذلك تطبيق سياسات الاقتصاد المقاوم . واشار سماحته الي نقاشات الايام الاخيرة حول دور مجلس الشوري الاسلامي في دراسة خطة العمل المشترك الشاملة ، قائلا ان الابعاد الحقوقية والقانونية لهذا الموضوع يجب ان تدرس علي يد خبراء القانون لكن من وجهة النظر العامة ، اري ، وقد اخبرت رئيس الجمهورية بذلك ، بانه ليس من المصلحة التخلي عن مجلس الشوري الاسلامي فيما يخص دراسة هذه الخطة .
وشدد الامام الخامنئي علي ضرورة ان يتدخل مجلس الشورى في دراسة خطة العمل المشترك الشاملة ، و في الوقت ذاته ، قال سماحته : ليس هناك نصيحة اقدمها الي مجلس الشورى فيما يخص كيفية دراسة الخطة ورفضها او التصديق عليها ، و ممثلو الشعب هم من يجب ان يتخذ القرار بهذا الشان .
وفيما يخص القضايا ما بعد هذه الخطة ، اشار سماحة القائد الي الدول الست التي شاركت في المحادثات مع ايران ودور امريكا بين هذه الدول ، و قال ان طرفنا الرئيسي في الحقيقة هو امريكا ، لكن المسؤولين الامريكيين يتكلمون بصورة سيئة ويجب تحديد موقفنا من هذه التصريحات .
واشار الامام الخامنئي الي تصريحات السلطات الامريكية بشان الحفاظ علي اطار العقوبات ، قائلا : اذا كان مقررا الابقاء على اطار العقوبات .. فلماذا خضنا المفاوضات اذن ؟ وهذا يتعارض بالكامل مع سبب مشاركة الجمهورية الاسلامية الايرانية في المحادثات ، لان الهدف من المفاوضات كان رفع العقوبات .
وتابع الامام الخامنئي : اذا تساهلنا في بعض الحالات في المحادثات ومنحنا بعض التنازلات ، فان ذلك حصل بشكل رئيسي من اجل رفع العقوبات ، والا ما الداعي لمشاركتنا في المفاوضات ، لكنا نواصل عملنا وكان باستطاعتنا ان نصل من 19 الف جهاز طرد مركزي نملكه الي 50 الف الي 60 الف جهاز طرد مركزي خلال فترة وجيزة ونواصل كذلك التخصيب بنسبة 20 بالمائة ونسرع عملية البحث والتنمية .
واكد الامام الخامنئي ان كان مقررا عدم رفع العقوبات ، فلن تكون هناك صفقة اذن ، لذلك يجب ان يتحدد مصير هذه القضية ، و قال متوجها الي مسؤولي البلاد: لا تقولوا ان الامريكيين يدلون بهذه التصريحات من اجل اقناع منافسيهم في الداخل ، بل اري ان الصراع الداخلي هو حقيقي وتوجد خلافات بينهم ، وسبب هذا الخلاف هو واضح بالنسبة لنا ، لكن ما يقال رسميا ، بحاجة الي الرد عليه ، وان لم يُرد عليه، فان كلام الطرف الاخر سيتثبت.
واشار القائد الخامنئي الي تصريحات السلطات الامريكية بشان تعليق العقوبات ، مؤكدا ان قضيتنا لم تكن هذه منذ البداية، لقد اكدنا بان العقوبات يجب ان ترفع لا ان تعلق.
واضاف سماحته ان راينا كان ان ترفع العقوبات علي الفور ، لكنا الاصدقاء هنا، شرحوا الموضوع ، ولم نعارض ، لكن العقوبات يجب ان تزال و ترفع . وان كان مقررا تعليق العقوبات ، فان الاجراءات التي يجب ان نتخذها ، سنقوم بها علي مستوي التعليق لا علي مستوي الاجراء الاساسي علي الارض .
واوضح القائد الخامنئي ان الطرف الاخر يقول ان رفع بعض العقوبات ليس بيد الادارة الامريكية ، ونحن نقول ان تلك العقوبات التي هي بيد الادارة الامريكية والبلدان الاوروبية يجب ان ترفع .
وفي جانب اخر اشار الى التصريحات السيئة للسلطات الامريكية و اعتبرها بانها خارجة بالكامل عن موضوع الاتفاق النووي و قال ان الهيئة الحاكمة في امريكا تتحدث عن ايران كما البريطانيين في القرن التاسع عشر ، و كانهم متخلفين عن العالم والتاريخ لقرنين من الزمن ، بينما العالم تغير وان القوي العظمي باتت لا تملك تلك القوة والقابلية والقدرة وفي الطرف الاخر هناك الجمهورية الاسلامية التي تملك قدرات معروفة وغير معروفة ستعرف اثناء العمل ، و ان ايران ليست مثل فلان دولة متخلفة يتحدثون اليها كيفما يشاؤون متابعا ان السلطات الامريكية تقول اننا نتوقع من مسؤولي وحكومة الجمهورية الاسلامية، ان تتصرف بطريقة مختلفة !
واضاف الامام الخامنئي ان السلوك المختلف من وجهة نظرهم هو السلوك المختلف عن ماضي الجمهورية الاسلامية وتخطي القيم الاسلامية وغياب التقيد بالاحكام الاسلامية، لكن هذا شئ لن يحدث اطلاقا، فلا الحكومة ولا المجلس ولا المسؤولين لا يفعلون ذلك اطلاقا وان اراد احد فعل ذلك، فان الشعب ونظام الجمهورية الاسلامية لن يقبلا منه .
وتبيانا لاحد المصاديق التي يصبو اليها الامريكيون قال قائد الثورة الاسلامية ان من السياسات الامريكية في المنطقة هو القضاء التام علي قوات المقاومة والهيمنة بشكل كامل علي سوريا والعراق ويتوقعون ان تدخل الجمهورية الاسلامية في هذا الاطار ، لكن هكذا شيء لن يحدث ابدا.
واشار القائد الخامنئي الي احد تصريحات المسؤولين الامريكيين المثيرة للحساسية قائلا انهم يقولون ان خطة العمل المشترك الشاملة وضعت فرصا بتصرف امريكا في داخل ايران وخارج ايران والمنطقة.
واضاف سماحته متوجها الي المسؤولين في الحكومة وسائر الاجهزة مؤكدا ان المسؤولين في الحكومة و سائر الاجهزة لا ينبغي ان يسمحوا لامريكا بمثل هذه الانتهازية في الداخل ، و يجب التصرف في الخارج بطريقة بحيث لا تتوفر هذه الفرص لامريكا ، لانه كلما اقتربت من هذه الفرص فان اذلال ومحن وتخلف الشعوب سيزاد بالتاكيد.
واشار سماحته الي التاكيد للمسؤولين سواء مسؤولي السياسة الخارجية او باقي المسؤولين بشان الحظر الكامل لاجراء محادثات مع الطرف الامريكي ماعدا الموضوع النووي معتبرا ان سبب هذه المعارضة يعود الي المواقف والتوجهات الامريكية التي تقف بالضبط علي طرف نقيض من الجمهورية الاسلامية الايرانية. وتطرق القائد الخامنئي في جانب اخر الي قضية الاقتصاد ، و قال ان سياسات الاقتصاد المقاوم هي مجموعة واحدة مكتملة وغير قابلة للتقسيم، وان تطبيقها بحاجة الي خطة عملياتية كاملة، داعيا رئيس الجمهورية والحكومة لصياغة خطة شاملة وعملياتية وتطبيقية لوضع سياسات الاقتصاد المقاوم موضع التنفيذ .
وفي مستهل اللقاء ، القي اية الله يزدي رئيس مجلس خبراء القيادة كلمة اعتبر فيها ان قيادة الامام الخميني الراحل (رض) وشجاعة الشعب الايراني هي التي ساهمت في انتصار الثورة الاسلامية وبين نقاطا عن الاجتماع الاخير لمجلس خبراء القيادة.
كما قدم اية الله هاشمي شاهرودي نائب رئيس مجلس خبراء القيادة تقريرا عن الدورة الثامنة عشرة لمجلس خبراء القيادة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ح.و

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة