الأسد: فرص نجاح تحالف سوريا وروسيا وإيران والعراق كبيرة ولابد أن ينجحوا بوجه الإرهاب وإلا فإن المنطقة ستدمر كلها


الأسد: فرص نجاح تحالف سوریا وروسیا وإیران والعراق کبیرة ولابد أن ینجحوا بوجه الإرهاب وإلا فإن المنطقة ستدمر کلها

افادت وكالة تسنيم بأن الرئيس السوري بشار الأسد اكد في تصريح لقناة "خبر" الايرانية ان سوريا و روسيا و العراق و ايران الاسلامية الذين شكلوا مؤخرا تحالفا رباعيا ، يجب أن ينجحوا في مواجهة الإرهاب .. و إلا فإن المنطقة ستدمر كلها و شدد على ان فرص نجاح هذا التحالف الرباعي ، كبيرة ، و ليست صغيرة ، مؤكدا ان الغرب اصيب بالإحباط بسبب هزائمه المتكررة بسوريا وعجزه عن فصلها من محور المقاومة ، و مشددا على ان مستقبل سوريا ونظامها السياسي بيد الشعب السوري وليس بيد أي مسؤول أجنبي .

و أكد الرئيس الاسد أن التحولات في مواقف المسؤولين الغربيين وتصريحاتهم الإعلامية سواء الإيجابية أو السلبية لا يمكن أخذها علي محمل الجد لعدم الثقة بهم واشار إلي أن مستقبل سوريا و نظامها السياسي هو بيد الشعب السوري وليس بيد أي مسؤول أجنبي .
و أوضح الرئيس الاسد أن الجهود السورية الروسية الإيرانية العراقية المشتركة يجب أن يكتب لها النجاح في مكافحة الإرهاب وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها مبينا أن الإرهاب أداة جديدة لإخضاع المنطقة ولذلك لا خيار أمامها سوي الانتصار عليه إذا أرادت أن تكون مستقلة ومزدهرة.
وأكد الرئيس الأسد إننا لم نر أي نتائج للتحالف الذي تقوده واشنطن لأنه ببساطة لا يمكن لدول تدعم الإرهاب أن تقوم بمكافحته وأن تكون جدية في ذلك مشددا علي أن مكافحة الإرهاب تكون أولا بالضغط علي الدول التي تسلحه وتموله للتوقف عن ذلك .
و ردا علي سؤال حول قراءته للتحول في المواقف الغربية تجاه سوريا وقيادتها بعد خمس سنوات من حرب إرهابية مدمرة ، قال الرئيس الأسد : بداية أريد أن أرحب بك في دمشق وأنا سعيد أن أتحدث إلي اخوتنا الإيرانيين عبر شاشتكم.. فيما يتعلق بالتحولات التي تراها بالنسبة للعالم الغربي جزء منها مرتبط بتصريحاتهم الإعلامية .. وبالنسبة لنا في سورية لا يمكننا أن نأخذ هذه التصريحات علي محمل الجد سواء كانت بالاتجاه الإيجابي أو بالاتجاه السلبي وذلك لأسباب كثيرة.. وأعتقد أن الأخوة والمسؤولين في إيران يشاركوننا الرأي نفسه وهو عدم الثقة بالمسؤولين الغربيين.. طبعا بالنسبة لتصريحاتهم الأخيرة حول المرحلة الانتقالية أو غيرها أنا أقول كلاما واضحا بأنه ليس لأي مسؤول أجنبي أن يحدد مستقبل سوريا.. مستقبل النظام السياسي.. من هم الأشخاص الذين يحكمون أو غيرهم.. هذا قرار الشعب السوري.. لذلك كل هذه التصريحات لا تعنينا . لكن الشيء المؤكد أن المسؤولين الغربيين يعيشون حالة ضياع.. ضبابية وعدم وضوح في الرؤية.. وبالوقت نفسه شعورا بالفشل تجاه المخططات التي وضعت والتي لم تحقق أهدافها.. طبعا الهدف الوحيد الذي تحقق هو ما ذكرته أنت في سؤالك وهو تدمير الكثير من البني التحتية في سورية.. سفك الكثير من الدماء.. كان الثمن غاليا.. ولكن كانت أهدافهم هي إخضاع سورية بشكل كلي واستبدال دولة بدولة أخري.. بدولة عميلة لكي تقوم بتنفيذ الأجندات التي تفرضها الحكومات الأجنبية بالوقت نفسه الأكاذيب التي بدؤوا بها في بداية الأحداث في سورية من أجل تسويق مواقفهم أولا لدي مواطنيهم بدأت تنكشف.. لا يمكن أن تستمر بالكذب علي الشعب لسنوات.. يمكن أن تكذب لفترة محددة.. واليوم في ظل الانفتاح التقني في مجال المعلومات يمكن لأي مواطن في أي مكان في العالم أن يصل إلي جزء من الحقيقة.. هذه الأجزاء بدأت تتراكم لدي أولئك المواطنين وبدأ يظهر أن حكوماتهم كانت تكذب عليهم بشأن ما حصل في سوريا.. بالوقت نفسه هم دفعوا الثمن سواء بالعمليات الإرهابية.. الإرهاب الذي بدأ ينتقل إلي تلك الدول.. أو من خلال الهجرات التي بدأت تأتي إليهم.. ليست فقط من سورية وإنما من دول مختلفة في منطقة الشرق الأوسط.. كل هذه العوامل بدأت تؤدي إلي تحول بالمواقف ولكن أريد أن أؤكد مرة أخري أن المواقف الغربية سواء كانت إيجابية أو سلبية لا يمكن أن نثق بها علي الإطلاق.
ورداً علي سؤال حول انتقال فرنسا في عهد ساركوزي إلي خندق العداء لسورية بعد ان ربطتها بها علاقات جيدة من عام 2008 وحتي 2010 .. قال الرئيس الأسد : لأن ساركوزي كلف من قبل إدارة جورج بوش بالتواصل مع سورية.. وكان لهذا التواصل عدة أهداف.. مجمل الأهداف كان تغيير الخط السياسي في سورية.. ولكن كانت هناك نقطة أساسية اهتم بها ساركوزي بتكليف من الأمريكيين.. وفي ذلك الوقت بدأ الحديث عن كيف تتعامل مجموعة “خمسة زائد واحد” مع الملف النووي الإيراني وتحديدا مع موضوع المواد النووية أو المواد المشعة التي تم تخصيبها في مفاعلاتكم في إيران.. كان المطلوب مني في ذلك الوقت أن أقنع المسؤولين الإيرانيين بفكرة نقل هذه المواد إلي الدول الغربية لتقوم هي بتخصيبها وإعادتها إلي إيران.. طبعا من دون أي ضمانات وهذا الكلام كان مستحيلا.. لم نقتنع نحن به وطبعا المسؤولون الإيرانيون لم يكونوا مقتنعين بهذا الكلام.. عندما لم يتمكن الغرب من تغيير السياسة السورية.. طبعا يضاف إلي ذلك الوقوف إلي جانب المقاومة والتمسك بالحقوق وباستقلال القرار.. كان ما سموه في بداية الأحداث “الربيع العربي” فرصة للانقضاض علي الدول التي لا يعجبهم خطها السياسي.. فلذلك تلك المرحلة التي تتحدث عنها كانت مرحلة شكلية.. أي أنه بالشكل كان هناك انفتاح غربي علي سورية لكن بالواقع كانت مرحلة مليئة بالضغوط وبالابتزاز.. ولم يقدموا شيئا واحدا لسورية لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا في أي مجال من المجالات.
و ردا علي سؤال حول موقف بقية الدول الغربية كبريطانيا وأمريكا جاب الرئيس الاسد قائلا : نعم.. عندما نتحدث عن هذه الدول فنحن نتحدث عن منظومة كاملة.. نحن نسميها كمصطلح “الدول الغربية”.. وهذه الدول الغربية لها سيد واحد هو الولايات المتحدة.. كل هذه الدول تتصرف بما يأمرها به المايسترو الأمريكي.. اليوم التصريحات في كل هذه الدول متشابهة.. يقولون كلاما متشابها.. وعندما يهاجمون سورية يهاجمونها بالوقت نفسه وبكلام متشابه.. فلذلك عندما تعطي أمريكا إشارة لهذه الدول تتحرك باتجاه معين ولكن يحصل توزيع أدوار.. ففي ذلك الوقت من كلفت هي فرنسا باعتبار العلاقة الفرنسية السورية تاريخيا منذ الاستقلال جيدة إلي حد ما.. هناك جالية سورية كبيرة في فرنسا.. وهناك علاقات اقتصادية وحتي عسكرية وطبعا سياسية.. فلذلك كان الأفضل بالنسبة لهم أن يكلفوا فرنسا وليست أي دولة أخري.. ولكن المسؤولين الغربيين بالمحصلة خاضعون للإدارة الأمريكية.. هذه حقيقة.
وأضاف الرئيس الأسد ردا علي سؤال حول مراد الغربيين من سورية.. يريدون تغيير الدولة.. يريدون إضعافها وإضعاف سورية ويريدون إيجاد مجموعة دول ضعيفة تلتهي بأمورها اليومية.. بمشاكلها.. بخلافاتها الداخلية.. ولا يكون لديها وقت للتطور ولا لدعم القضايا الوطنية والقومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .. وبالوقت نفسه ضمان أمن «إسرائيل».. هذه الأهداف أهداف دائمة وليست أهدافا جديدة.. لكن تتغير الوسائل للتعامل معها من وقت لآخر.
وتابع الرئيس الأسد رداً علي سؤال عن الضرر الذي تلحقه سياسة الدول الداعمة للإرهابيين بالأمن والاستقرار في المنطقة.. طبعا لديك أنواع مختلفة الآن من الإرهاب في منطقتنا.. ولكن يطغي عليها الإرهاب الذي يسمي بالإرهاب الإسلامي لأن هذه المنظمات أو هذه المجموعات الإرهابية تبنت الإسلام.. طبعا ليست لها علاقة بالإسلام.. ولكن هذا المصطلح الآن هو المستخدم.. وهذه المجموعات تسوق الفتنة الطائفية بين المكونات الموجودة في المنطقة بشكل عام.. يعني أن الضرر الأكبر هو تفتيت المجتمعات مع الوقت.. الآن لحسن الحظ هناك وعي كبير لدي المجتمعات في منطقتنا حول خطورة الفتنة الطائفية.. حول ضرورة التوحد وخاصة بالنسبة للمسلمين.. ولكن مع الوقت.. ومع استمرار التحريض الطائفي وخلق الفجوات بين مكونات المجتمع.. مع استمرار تربية جيل شاب وصغير علي الأفكار الخاطئة.. سيكون خطر كبير جدا.. سيكون هذا التفتيت في يوم من الأيام أمرا واقعا.. وبالتالي الصراعات والصدامات والحروب الأهلية وما شابه.. هذا موضوع خطير جدا، ليس من قبيل المبالغة هذه حقيقة.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة