حركة الجهاد الاسلامي : انتفاضة القدس قادرة على إجبار العدو الصهيوني علي الانسحاب من الضفة الغربية والقدس

حرکة الجهاد الاسلامی : انتفاضة القدس قادرة على إجبار العدو الصهیونی علی الانسحاب من الضفة الغربیة والقدس

أحيت «حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين» الذكري الـ٢٨ لانطلاقتها و الذكري الـ٢ لاستشهاد مؤسسها وأمينها العام الدكتور فتحي الشقاقي في احتفالينً اقيما في مخيم برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت و مخيم الجليل بمدينة بعلبك تحت شعار "عهدنا مقاومة حتي التحرير والعودة"، وأكدت أن «انتفاضة القدس» الحالية إذا استمرت بالوتيرة التي هي عليها لمدة عام وتوفر لها الدعم والتأييد و المساندة ، فإنها قادرة علي إجبار العدو الصهيوني علي الانسحاب من الضفة والقدس .

وشارك في الاحتفالين، ممثلون عن الأحزاب والقوي الوطنية والإسلامية اللبنانية وممثلون عن مختلف القوي والفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية والروابط والجمعيات والأندية وحشد من أبناء المخيمين.
وفي احتفال مخيم برج البراجنة ألقي الشيخ علي أبو شاهين كلمة «حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين» ، أكد فيها أن 'العدوان المتواصل علي المسجد الأقصي، ومساعي العدو لاقتسامه ، والتغول الاستيطاني في الضفة المحتلة، وفشل خيار التسوية ووصوله إلي حائط مسدود كلها عوامل أدت إلي اندلاع انتفاضة القدس' . وقال الشيخ أبو شاهين: 'كنا نؤمن بشعبنا في الضفة بأنه سينتفض ويحقق حريته ومن خلفه كل شعبنا الفلسطيني وذلك رغم كل الحديث الذي كان يثار حول خلود شعبنا إلي السكينة والهدوء، وها هم شباب الضفة والقدس يواجهون الاحتلال بإرادتهم وهم العزَّل الذين جردوا من كل سلاح إلاّ سلاح الايمان والإرادة ويقدمون الشهداء والتضحيات والبطولات، فيفجرون الانتفاضة في أصعب مرحلة تمر بها القضية الفلسطينية وفي حضرتهم تعجز الكلمات أن تفيهم حقهم أمام دمائهم وإراداتهم وإيمانهم' .
وذكر أبو شاهين ثلاثة أسباب لاندلاع «انتفاضة القدس»:
- في ظل ما تمر به المنطقة اليوم من تحديات خطيرة وفتن شغلت الجميع عن فلسطين، شغلتهم عن قضيتهم المركزية، عن قدسهم وعن أقصاهم المبارك الذي ترك وحيداً هو وأهله يواجهون الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه فقد رأي الاحتلال فيما يجري فرصة ذهبية للإطباق علي ما تبقي من حقوق فلسطينية ومن مقدسات ليفرض واقعاً جديداً يساهم في استكمال مشروع يهودية الدولة.
وإن هذا العدوان الصهيوني المتواصل علي المسجد الأقصي الذي يعتبر مشروع نتنياهو والائتلاف اليميني الحاكم، بفرض التقاسم الزماني والمكاني للمسجد الأقصي، وفرض صلاة اليهود فيه، مقدمة للاستيلاء عليه بالكامل، ومن ثم هدمه وإعادة بناء الهيكل المزعوم. ولم يقف الأمر عند المسجد الأقصي بل امتد ليشمل القدس بأسرها باطلاق مشاريع التهويد فيها من كل نوع وفي كل بقعة.
- هذا إضافة إلي تغلغل المستوطنين وتنامي عدوانهم في الضفة، حيث بات المستوطنون يشكلون ما يسمي بـ«دولة المستوطنين» والذين لديهم ميليشيات مسلحة أشبه بعصابات شتيرن والهاغاناه قبل النكبة، يقودها حاخامات وضباط سابقون في جيش الاحتلال، وتوفر الشرطة الصهيونية وقوات الإحتلال الحماية لهم، وهؤلاء يمارسون الاعتداءات علي أبناء شعبنا في الضفة والقدس والتي كان من جرائمها احراق عائلة دوابشة، ومن قبله الفتي محمد أبو خضير والتي بلغت خلال العام 2015 أكثر من ألف اعتداء بأشكال مختلفة تستهدف الأرض والإنسان وكل مظاهر الحياة الفلسطينية في الضفة والقدس.
- والسبب الثالث هو فشل خيار التسوية ووصوله إلي طريق مسدود، وهو الأمر الذي أقرّ به رئيس السلطة نفسه في خطابه الأخير.
وقال: 'كل هذه العوامل أدت إلي اندلاع الانتفاضة، انتفاضة القدس والتي تعتبر الحل والطريق لاعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ولدحر الإحتلال من الضفة ومن القدس'.
وأضاف أبو شاهين: 'نحن نؤكد لكم وكلنا أمل وثقة أنه إذا استمرت هذه الانتفاضة وبهذه الوتيرة لمدة عام وتوفر لها الدعم والتأييد والمساندة، فإنها قادرة علي إجبار العدو الصهيوني علي الانسحاب من الضفة والقدس.. فحتي هذه اللحظة فقط ورغم كل الإجراءات «الاسرائيلية» ، ورغم غياب الدعم بأبسط أشكاله فقد استطاعت أن تُدخل العدو في مأزق كبير، وهو ما يظهر في حالة الإرباك في سلوك حكومة العدو، وهبوط شعبية رئيسها، وصولاً إلي ما أسماه محلل الشؤون السياسية في القناة الثانية «الاسرائيلية» في أبلغ تعبر «إن حكومة نتنياهو في حالة دوخان»'.
ودعا أبو شاهين أبناء المخيمات الفلسطينية وخاصة في لبنان لـ'حماية هذه الانتفاضة، بالتعبير عن التضامن الكامل والمستمر معها، بشتي أنواع التضامن بالمسيرات، والاعتصامات، والأناشيد، والقصائد، لنرسل رسالة تضامن مع أهلنا نقوي من عزيمتهم'.
واقترح 'أن تبادر الروابط العائلية في المخيمات إلي فتح بيوت عزاء لكل شهيد يسقط في أرض الوطن في المناطق المحتلة عام 1948، فمن يسقط من إحدي القري ينبغي أن يقيم له أبناء قريته في مخيماتنا بيوت مباركة وتهنئة، فلنجعل لكل شهيد عرساً في كل مخيم، فنحن اللاجئون جذورنا تمتد من هناك، ولنجعل تضامننا مع أهلنا وأقربائنا الصامدين في أرضنا التي هجرنا منها قسراً رابطاً وطيداً لعودتنا حتي نعيد لحمة الدم الفلسطيني بين الداخل والخارج، لكي نظهر للعالم تصميمنا علي العودة، وعمق ارتباطنا بهذه الأرض المقدسة في قلوبنا وعقيدتنا'.
ولفت الشيخ أبو شاهين إلي أن القائد فتحي الشقاقي 'استشهد مدافعاً عن كافة أبناء القضية الفلسطينية، وبالأخص حقوق اللاجئين، حيث كان يري في تحسين حياتهم وشروط العيش في المخيمات ونيلهم لحقوقهم خطوة علي طريق إحقاق حق العودة والتمسك بهذا الحق. ونحن إذ نسير علي درب الشهيد نؤكد علي التمسك بالوحدة الوطنية، ضمانة لحقوقنا كاملة، وأكثر ما نكون بحاجة إلي هذه الوحدة هنا في مخيماتنا في لبنان'.
وختم أبو شاهين قائلاً: 'إننا في الذكري الثامنة والعشرين لانطلاقة حركتنا، حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وفي الذكري العشرين لاستشهاد القائد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي، اذ نشعر بالفخر والاعتزاز أن تكون معركة الشجاعية هي الشرارة التي أطلقت انتفاضة العام 1987، وأن يكون الشهيد مهند الحلبي ابن الجهاد الإسلامي، هو صاعق تفجير انتفاضة القدس الحالية. نجدد العهد علي التمسك بالجهاد والمقاومة سبيلاً إلي تحرير فلسطين وإحقاقاً لحقنا في العودة إلي كامل تراب أرضنا في فلسطين، مهما عظمت التضحيات ومهما تعاظمت المؤامرات.. وإنه لجهاد نصر أو استشهاد'.
وألقي نائب مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله الشيخ عطالله حمود، كلمة أكد فيها أن 'الشهيد فتحي الشقاقي كان رائدا من رواد الحركة الإسلامية، وترجم تصوراته الفكرية إلي منهجية وعملية جهادية، كما حل الكثير من المشكلات علي المستويين الفلسطيني والإسلامي'.
وشدد حمود علي 'دعم الانتفاضة الباسلة وصمود شعبها'، داعيا إلي 'وحدة الصف الفلسطيني بين فصائل المقاومة ورفض المفاوضات بكافة أشكالها'.
كما تحدث أمين سر إقليم لبنان في حركة «فتح» رفعت شناعة فقال: إن 'الدكتور الشقاقي كان له صولات وجولات في ميدان معركة التحرير'، لافتا إلي أن 'الشعب الفلسطيني قد عرفه مقاوما وله تاريخه في مسيرة التصدي للاحتلال'.
وطالب شناعة باحتضان الانتفاضة بوقفة مدروسة واستراتيجية موحدة حتي تكون فلسطين فوق جميع الاعتبارات السياسية والحزبية، داعياً جميع الفصائل إلي الوحدة لأنَّ آلة الحقد الصهيونية تستهدف الجميع.
ورأي شناعة أنَّ القيادة الفلسطينية أمام مسؤولية كبيرة اليوم، وأنَّ الاختلاف كبير بين الأمس واليوم، وأنَّ الانتفاضة الحالية تختلف عن الانتفاضات السابقة، لأن العدو الصهيوني يستهدف اليوم إلغاء الهوية الفلسطينية ومقوماتها. وطالب الجميع بالبحث في الوضع الأجدي للتفاعل مع الانتفاضة الحالية.

أهم الأخبار انتفاضة الاقصي
عناوين مختارة