علماء الأمة الإسلامية يدينون انتهاك التكفيريين لحرمة قبر الصحابي"حجر بن عدي"

علماء الأمة الإسلامیة یدینون انتهاک التکفیریین لحرمة قبر الصحابی"حجر بن عدی"

أدان جمع من علماء الأمة الإسلامية على مختلف مذاهبهم الجريمة النكراء و الاعتداء السافر على قبر الصحابي الجليل "حجر بن عدي" رضوان الله عليه في منطقة عدرا بريف دمشق من قبل المجموعات التكفيرية المسلحة ، مؤكدين ان "الدين الإسلامي الحنيف يحرم نبش قبور الموتى ، لاسيما قبور الصحابة الأجلاء" و معتبرين ان "اصحاب الفكر السلفي الوهابي يسعون من وراء هذا العمل الشنيع اشعال فتنة طائفية بين المسلمين" .

و قال الشيخ منصور مندور ، أحد علماء الازهر ، في تصريح متلفز  ، ان "الازهر يستنكر اي اعتداء على حرمة الموتى عموما وعلى الصحابة خصوصا لما لهم من مكانة عظيمة عند الله عز و جل ، و ان الازهر يرفض مثل هذه الاعتداءات ويحرمها ويمنعها تماما خاصة الاعتداء على الصحابي الجليل "حجر بن عدي" الذي رأى النبي الاكرم (ص) ، وهو معروف بمكانته الطيبة" . و تابع الشيخ مندور ان "مجمع البحوث الاسلامية التابع للازهر الشريف وفي اول اجتماع له سوف يتخذ اجراءات تبين بشكل واضح موقف الازهر من مثل هذه الاعتداءات والخروقات" .
و في نفس السياق قال "الشيخ احمد القطان" رئيس جمعية "قولنا والعمل" اللبنانية ،  ان "عملية هدم و نبش القبور - كما حصل لقبر الصحابي الجليل "حجر بن عدي"رضي الله عنه - يدل دلالة واضحة على ان هذه المجموعات التي قامت بهذا العمل لا تريد حرية ولا تريد الديمقراطية ، وانما تريد اثارة النعرات المذهبية والطائفية" . و رفض الشيخ القطان ان يكون هدم الضريح ونبش القبر عملا من اعمال التوحيد ووقوف بوجه الشرك كما زعمت جبهة النصرة التابعة للقاعدة التي قامت بهذا العمل المنكر . و تابع قائلا : "اذا كانوا يعتقدون ان هذه الاماكن لا ينبغي ان تكون مقصدا للزيارة وموضعا لاهتمام الناس ، فهل في هذا مبرر  لهدمها في هذا الوقت بالذات ؟ وهل ان نبينا عليه افضل الصلاة والسلام نهى عن زيارة القبور حتى يتخذوا ذلك حجة و ذريعة لتبرير اعمالهم"؟؟ . و شدد القطان على ان كل العلماء الكبار قالوا بالتبرك بقبور الصالحين وقبور الصحابة وأهل البيت رضوان الله عليهم ، وقال الشيخ القطان ان "الجماعات التكفيرية تحمل فكراً ليس فكر الاسلام وليس الفكر المحمدي الوسطي الذي يدعو الى المحبة والاخوّة والتعاون على البر والتقوى" . و اشار القطان الى حديث عن النبي (ص) أنه قال : "كسر عظم الميت ككسره حيا ، اي ان أي فعل بجثة الميت ولو كانت تحت التراب يساوي انتهاك حرمة الانسان الحي والاعتداء عليه" . و اكد الشيخ القطان ان "هذا الفكر الذي يحمله هؤلاء الوهابيون التكفيريون مأخوذ من الفكر اليهودي الامريكي الذي يسعى جاهدا من خلال هؤلاء المرتزقة كي يحارب الاسلام من الداخل بعد ان فشلت كل اساليبهم العسكرية" .
من جهته وصف الداعية الاسلامي السوري الشيخ "رياض عجاج" ، الجماعات المسلحة التي ارتكبت جريمة نبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي رضي الله عنه بأنهم "ارهابيو الشيطان" ، متهما اياهم بتنفيذ اجندات حلفاءهم الصهاينة قتلة الانبياء . و قال الشيخ عجاج : "ليس هذا هو اول عمل جبان من اعمال ارهابيي الشيطان ، فقبل هذا آذوا مقام السيدة سكينة في الشام ، وقبلها مقام السيدة زينب اخت سيدنا الحسين (ع) ، وكذلك مقام امير المؤمنين والعسكريين (ع) في العراق ، و مقام ابراهيم الخليل (ع) جد الانبياء و امام المرسلين في نابلس ، حيث حرقوه و دمروه و قتلوه العشرات اثناء صلاة الفجر" . و شدد الشيخ عجاج على ان "نبش القبور حرام" ، منتقدا صمت المجتمع الدولي ازاء جريمة الارهابيين حيال المقامات والاضرحة ، كما يصمت اليوم امام التفجيرات الارهابية في سوريا والعراق وغيرها .
في السياق ذاته اكد مفتي اهل السنة والجماعة في العراق الشيخ "مهدي الصميدعي" انه لا يجوز قطعا نبش قبور او هدم المقامات لان هذا الامر تجاوز على الحقوق الشرعية ، منتقدا "سكوت المنظمات الاسلامية عن الاعتداء على قبر الصحابي "حجر بن عدي" بسوريا" ، و معتبرا ان "السكوت قد يجر الى فتنة بين المسلمين" . و قال الصميدعي في تصريح لقناة "العالم" الفضائية، يوم أمس الجمعة : "ان ديننا ونبينا الاكرم (ص) بين لنا الحدود الشرعية ووضحها لنا واعطانا كل صغيرة وكبيرة ومن يحيد عنها هالك ، وفي حديث شريف قال النبي الاكرم ، "ان حرمة الميت عند الله كحرمة الحي"، اذ لا يجوز التجاوز على قبر الميت سيما واي قبر هو قبر صحابي وقف مع امير المؤمنين وخليفة المسلمين الراشد الامام علي (ع) ، وهو صحابي من اهل الجنة" . و اضاف الصميدعي : "نحن نعتقد ان فعل الاعتداء على قبر الصحابي "حجر بن عديط بسوريا هو فعل بالحقيقة بعيد عن الاسلام ، و نحن نتمنى على الله عز وجل ان لا يحمل هذا الاعتداء على الطبقات الاسلامية باعتبار ان هناك رغبات واهواء شائعة خاصة عند الذين يشرعون لدين الله باطلا" . و بيّن ان "دور المنظمات الاسلامية لا يظهر في مثل هذه الاحداث الطارئة التي ممكن ان تجر الى فتن كبيرة" ، معتبرا ان "بقية المسلمين قد يدفعون ثمن سكوت المنظمات الاسلامية ، خاصة و"انه من الممكن بعد تفجير هذا المقام وحدوث الفتنة ، ان تفجر مساجد و حسينيات و تفخخ دور العبادة ويقتل العباد فيها، وهذا امر يستلزم على كل عاقل ان يقول كلمته لاطفاء نار الفتنة ، قبل ان يكبر الخبث في صفوف الامة الاسلامية" .
كما اتهم الداعية الاسلامي الشيخ "حسام شعيب" ، قطر وتركيا والسعودية بالتواطؤ مع الجماعات التكفيرية في الاساءة للمقدسات و هدم قبور و اضرحة الصحابة والاولياء و الصالحين ، خاصة في سوريا ، واعتبر ان "نبش قبر الصحابي الجليل "حجر بن عدي" في عدرا بريف دمشق يمثل جريمة نكراء واهانة للاسلام وكل الاديان السماوية ، منتقدا غياب دور منظمة التعاون الاسلامي لوقف هذه الاساءات . و قال الشيخ شعيب: "لا شك ان هذه الجريمة النكراء تمثل تعديا سافرا على المقامات والاضرحة لآل البيت و صحابة رسول الله الكرام ، و تدل على ان هذه المجموعات المسلحة التكفيرية و الوهابية هي ماضية في طريق التدمير والخراب ليس فقط للاضرحة و البنى التحتية و انما للكرامة الانسانية سواء كان الانسان حيا او ميتا" . و اتهم الشيخ شعيب "الجماعات التكفيرية بانها لا تريد حضارة لسوريا ولا وحدة لها" ، واصفا انتهاك حرمة قبور الصحابة بانه "اساءة لكل الاديان السماوية وحرام" . و اكد الداعية الاسلامي الشيخ حسام شعيب ان نبش قبر الصحابة و انتهاك حرمتها اهانة للامة الاسلامية و العربية، و الاديان السماوية جمعاء بما فيها الاسلام، منتقدا غياب دور منظمة التعاون الاسلامي في الوقوف بوجه هذا الانتهاك للمقدسات. و اشار الداعية الاسلامي الشيخ "حسام شعيب" الى ان التكفيريين قاموا من قبل بنبش الاضرحة و قبور الاولياء و الصالحين في كل من افغانستان و تونس و ليبيا ومصر وغيرها ، ما يدل على ان هذا الفكر الوهابي التكفيري السلفي ماض في مشروعه ، بموافقة امريكية و تواطؤعربي واقليمي وخاصة من تركيا وقطر والسعودية" .
الى ذلك اعتبر وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية الشيخ "محمود عاشور" ان من قام بنبش قبر الصحابي حجر بن عدي (رض) في سوريا "هم من خوارج العصر" ، داعيا كل المنظمات الاسلامية الى الوقوف موقفا واحدا يعبر عن استنكارهم لهذا الجرم . و قال عاشور في حوار مع قناة "العالم" الفضائية ، يوم السبت، إن "الأزهر اصدر بيانا قويا ابان نبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي مباشرة ، حتى يؤكد للدنيا كلها أن الازهر غير راض عن ذلك ، وان الازهر لا يقبل هذا التصرف وان هؤلاء الذين قاموا بهذا التصرف هم خوارج العصر" . و أضاف: "لا ينبغي لأحد ان ينساق وراء هؤلاء أو ان يستمع اليهم او يحيي فعلهم ، و يجب أن نقف لهم بالمرصاد وان نتصدى لأفعالهم القبيحة وان نرد كيدهم في نحورهم وان تتظافر الامة الاسلامية جميعا على نبذ هذه الافعال والتصرفات والاقوال حتى يسلم المجتمع الاسلامي من هذه الشرور والافعال المنكرة القبيحة التي لا ينبغي ان تكون أو تحدث" . و أشار الى أن الازهر يدعو كل المسلمين للوقوف امام هؤلاء الذين يدمرون ويخربون ، قائلا "إنهم ليسوا جماعة النصرة وإنما جماعة التخريب والتدمير والقتل وهم الخوارج الذين خرجوا على إجماع الامة وعلى ما جاء في القرآن والسنة و ارتكبوا القبيح من الجرائم المنكرة التي لا ينبغي ان تحدث ، و حرمة جسد الميت كحرمة جسد الحي تماما كما قال الرسول (ص)" .
من جهة اخرى قال رئيس جماعة علماء العراق الشيخ "خالد الملا" ، إن "الذي دفع هذه الزمرة الضالة (السلفيون الوهابيون) لنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي بسوريا ، هو نفس الدافع الذي يدفعهم لقتل الأبرياء صباحا ومساءً" . و اضاف: "اتضحت الصورة القبيحة لهؤلاء وأعمالهم المرفوضة في هذا العمل المشين الذي اجمع الناس على استقباحه و استنكاره ، فنبش القبور في فقه كل العلماء والمذاهب الإسلامية هو أمر اتفق عليه الجميع بأنه محرم الا عند الضرورة فقط" . و اوضح ان هذا "المنهج والفكر موجود منذ عقود من الزمن" ، مشيرا الى "تجرؤهم حتى على قبر النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)"، حينما دعا "احد علمائهم بضرورة نبش قبر النبي (ص) واخراجه من المسجد بحجة ان الصلاة لا تجوز في مسجد فيه قبر" .
في ذات السياق ، قال "عبد الله الناصر حلمي" امين عام اتحاد القوى الصوفية في مصر "ان هدم الاضرحة المقدسة ياتي لاشعال فتنة طائفية بين اركان الدين الاسلامي" . و اوضح حلمي في تصريح ، ان "في مصر هدموا الاضرحة في مجموعة من المحافظات منها القليوبية والفيوم والاسوان والبحيرة والقاهرة كما حدث في السعودية وليبيا والجزائر ومالي وغيرها من الدول الافريقية والموضوع الذي حدث في سوريا، هدم ضريح الصحابي الجليل "حجر بن عدي " ، ليس بجديد وياتي ضمن الفكر التكفيري الوهابي لهدم الاضرحة" . و تابع : "نحن نعتبر ان هذه الجماعات التكفيرية التخريبية خارجة فعلا عن الاسلام لانها تعتدي على الاسلام والمسلمين وقبورهم" ، مؤكدا ان "الاسلام حرم نبش القبور حتى لوكانت للكفار وبناء على ذلك فان الفكر التكفيري فكر خارج عن الاسلام و يعتبر كبيرة من الكبائر التي حرمها الله" ، مؤكدا: "اننا في مصر شكلنا وحدات لحماية الاضرحة الخاصة بالصوفية" . و اضاف ان "الفكر الوهابي مع الدعم المالي ، اصبح اقوى بكثير من الفكر المعتدل بحيث ان العديد من القنوات التلفزيونية المملوكة للوهابيين تدعم الفكر الوهابي وتروج له مؤكدا ان العلماء الوسطيين يصدرون فتاوى قوية في تنديد مثل هذه الاعمال البشعة والاعتداء على الاضرحة المقدسة لكن الجماعات الوهابية عندها الكثير من الوسائل المالية لتسليح هذه الجماعات ونشر الفكر الفاسد عن طرق وسائل الاعلام ولذلك نجد ان الفكر الوسطي لامجال له للانتشار في المجتمع الاسلامي وان اراء علماء المعتدلين لاتصل الى عامة الشعب" .
إضافة الى ما سبق إعتبر عالمان من علماء الازهر الشريف ان "قيام الجماعات المسلحة المناهضة للنظام الحاكم في سوريا بنبش قبر الصحابي الجليل "حجر بن عدي" (رض) ونقله إلى مكان مجهول ، بأنه استهتار بالدين ورموزه واعتداء على حرمة الموتى ومن فعلها خارج عن الدين و الملة" . و قال الدكتور "عبدالغفار هلال" ، الأستاذ بجامعة الأزهر أن "استهداف مرقد الصحابي الجليل "حجر بن عدي" جريمة شعواء مرفوضة بشتى مناحيها، واستخفاف برموز التاريخ الإسلامي" ، مشيرًا إلى أن "من فعل ذلك مجموعة من الخارجين عن الدين والملة، حسبما ذكر موقع البديل" . و أضاف أن "ما حدث فى سوريا يعد اغتيالا نوعيا لرموز الصحابة و للدين الإسلامي نفسه" ، مشيرا إلى أنه يعد "استهدافا للتاريخ الإسلامي" . واعتبر أن "ما حدث يعكس النهج الوحشي الضال لدعاة الجريمة و يفضح حقيقية المسلحين فى سوريا ، و مدى كرههم وعنادهم ضد الإسلام" . و أوضح أن "مثل تلك الأعمال يقوم بها عرب ، لكنهم لا ينتمون إلى العروبة بأي صلة" ، مشيرا إلى "أنهم جماعات ممولة ومدفوعة من "الصهاينة" للقضاء على الإسلام فى الوطن العربي كله وليس سوريا وحدها، التي تعتبر البداية لكنها لن تكون النهاية" .
في نفس السياق أعرب الشيخ "إبراهيم الخولي" ، عضو جبهة علماء الأزهر عن إدانته للإعتداء على قبر الصحابي الجليل "حجر بن عدي" من قِبَل مجموعات إرهابية مسلحة في دمشق ، موضحًا أن "نهج الأزهر واضح وهو إدانة الاعتداء على حرمة أي ميت عمومًا وعلى الصحابة بشكل خاص ، لما لهم من مكانة عظيمة عند الله عز وجل" ، مشيرًا إلى أن "حجر بن عدي" على وجه الخصوص كانت له مكانة طيبة عند الرسول "صلى الله عليه وسلم" .
يذكر ان المجموعات الوهابية الارهابية المسلحة في سوريا ، قامت ،نهاية الاسبوع الماضي ، بهدم و نبش قبر الصحابي الجليل "حجر بن عدي" رضوان الله عليه ، في منطقة "عدرا" بريف دمشق ، و عاثت خرابا في المقام ، و قامت بإخلاء القبر ، و نقل جثمان الصحابي الجليل الى مكان مجهول" .

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة