الأذان يبث تلفزيونياً يوميا في رمضان للمرة الأولى في تاريخ بريطانيا


«تسنیم» .. المعین النابض والزاخر بالمعرفة

في خطوة غير مألوفة ومثيرة للجدل، أعلنت أمس، إدارة القناة الرابعة للتلفزة البريطانية أنه ابتداء من شهر رمضان، يوم الثلاثاء المقبل، ستبدأ للمرة الأولى في تاريخ بريطانيا ببث الأذان بثاً حياً طوال شهر الصيام الكريم مع تخصيص برامج حول الديانة الإسلامية والمسلمين وذلك في تحدٍ مباشر للأوساط البريطانية المتطرفة والحركات المعادية للإسلام والمسلمين وربطهما بالإرهاب.

وإمعاناً في التحدي للمتطرفين والمتعصبين البريطانيين قال رالف لي، أحد كبار المسؤولين في إدارة القناة، ان «شهر رمضان حدث بارز في المفكرة الإسلامية ويحظى بالاهتمام من جانب مشاهدي القناة أكثر بكثير من التغطية الشاملة التي جرت للاحتفالات بالذكرى الستين لجلوس إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، على العرش». مؤكداً أن القناة الرابعة، وهي شركة مساهمة خاصة، ستصبح أول قناة تلفزيونية بريطانية تبث الأذان بثاً حياً في شكل يومي وفي الوقت نفسه الذي يُرفع فيه الأذان في المساجد الإسلامية في لندن ومساجد بريطانية أخرى ولمدة 3 دقائق في كل مرة، وبصوت حسن رسول، المؤذن البريطاني من أصل آسيوي الذي تعاقدت القناة معه خصيصاً لهذا الغرض. وقال لي: «غالبية الناس في بريطانيا يجهلون ضخامة التعبد التضحية الشخصية» التي يقدمها المسلمون في شهر رمضان. وأضاف: «ليس من الغريب أنك عندما تفكر في شهر رمضان لا تجد له أثراً في قنوات التلفزة الرئيسية. في المقابل هذا يتناقض مع الطريقة التي يجري بها تصوير المسلمين في برامج التلفزيون فهم تقريباً يظهرون فقط في إطار الحديث عن التطرف والإرهاب» . موضحاً: « حتى المسلمون المعتدلون الذين يظهرون على التلفزيون يفعلون ذلك للتعليق على التطرف والإرهاب». وأكد لي أنه «عقب حادث وولتش المفزع وما نتج عنه من عمليات انتقام ضد المسلمين البريطانيين، فمن المؤكد أنه لا توجد حاجة ملحة أكثر من منح فرصة للصوت المعتدل لغالبية المسلمين » .
وأوضحت إدارة القناة أن الآذان سيبث يومياً خلال شهر رمضان في الصباح لدى بدء الصيام (الإمساك) وفي المساء لدى الإفطار. كذلك سيجرى خلال النهار طوال شهر رمضان بث برامج عن حياة المسلمين والطريقة التي يمارسون بها حياتهم وعبادتهم خلال هذا الشهر وفي الأوقات الأخرى في شكل عام أيضاً . ورداً على سؤال حول ردود الفعل في الشارع البريطاني على هذه الخطوة من جانب القناة قال لي «بلا شك ستواجه القناة انتقادات لتركيزها على أقلية دينية في المجتمع، لكن هذا هو الدور الذي نقوم به نحن بإفساح المجال أمام البدائل والفئات المهمشة»، مشيراً إلى حقيقة أن الإسلام ينتعش كديانة على الساحة البريطانية ويزداد عدد أتباعها، خاصة بين الشباب الذين هم المجموعة الأساسية التي تتوجه برامج القناة إليها، حيث أن نصف عدد المسلمين في بريطانيا لا تتجاوز أعمارهم الـ 25 سنة. يُشار إلى أن عدد المسلمين في بريطانيا يقترب من 3 ملايين نسمة. ورحبت أوساط الجالية الإسلامية في بريطانيا بقرار القناة، وقال الناطق باسم «المجلس الإسلامي البريطاني» ان «رمضان شهر خاص بالنسبة للمسلمين والاعتراف به من جانب قناة تلفزة رئيسية ليس فقط رمزاً للانتماء والتضامن، بل نأمل بأن يساعد على إعطاء صورة أكثر واقعية عن الإسلام والمسلمين».
وكانت القناة الرابعة تعرضت في سبتمبر الماضي لانتقادات شديدة من جانب أوساط إسلامية بسبب إنتاجها مسلسلاً وثائقياً عن تاريخ الديانة الإسلامية ، اعتبره البعض أنه مسيء للإسلام وأن واضع السيناريو المؤرخ توم هولاند ليس مسلماً، بل هو علماني، حيث تلقت القناة حالاً بعد بث الحلقة الأولى من المسلسل نحو 1200 رسالة احتجاج من المشاهدين، فاضطرت إلى إلغاء المسلسل كلياً وعدم بث الحلقات الأخرى.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة