كيف اصطدم الفريق السيسي بهاغل عبر الهاتف ؟؟


کیف اصطدم الفریق السیسی بهاغل عبر الهاتف ؟؟

كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مكالمات هاتفية عدة بين الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري و نظيره الأمريكي تشاك هاغل ووصفت المكالمة الأخيرة بالـ"تصادمية" ، بعدما حاول هيغ فرض الشروط الأمريكية ، فتدخّل السيسي مقاطعاً و رافضاً لمنطق المساومات .

و قالت مصادر عسكرية إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي ، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي المصلري ، أجرى عدداً من المكالمات مع نظيره الأمريكي تشاك هاغل ، تطرّقت إلى حماية الأمن في سيناء و الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة من خلال شريان الحياة لها قناة السويس . و وصفت المصادر المكالمة الأخيرة بـ"التصادمية" ، لأن هاغل حاول فرض الشروط الأميركية ولوّح بقطع المعونة . وبحسب المصادر، فإنّ العديد من النقاشات الجانبية دارت بين الفريق صدقي صبحي رئيس الأركان ، واللواء محمد العصّار مساعد وزير الدفاع لشؤون التسليح ، وبين رئيس هيئة الأركان الأميركي ، و ذلك قبل مكالمة السيسي الأخيرة لهاغل ، التي طالت لأكثر من ساعتين تقريباً ، "تخللّها الحديث عن الأجواء السياسية والتأكيد على تقديم الدعم الكامل للمؤسسة العسكرية المصرية، بغضّ النظر عن الأجواء السياسية الملبّدة ، لأنها تمثّل رصيداً استراتيجياً لا يمكن الإستهانه به في الشرق الأوسط بالنسبة إلى الولايات المتحدة"  

 

و تضيف المصادر إن مكالمة السيسي وهاغل "التصادمية" كللّت جهود صبحي و العصّار على مدار الأسبوع الماضي تقريباً ، لأنّها وضعت زوايا الأحاديث العسكرية على خطوط واضحة لا تحمل التأويل ، و ذلك بعدما حاول هاغل الظهور بصورة القوي ، بحيث عرض على الفريق السيسي "إمكانية تقديم مساعدة أمريكية للحفاظ على أمن «إسرائيل» من خلال الدفع بأعداد إضافية من الجنود في محيط سيناء لردع العمليات التخريبية التي تنال من إسرائيل"، كذلك شدد على "ضرورة أن يتحرك الأسطول الأميركي القابع في المياه الإقليمية من ناحية المياه المصرية بدعوى الحفاظ على مصالح أميركا من خلال علاقتها الوثيقة بقناة السويس، وخاصة أن غالبية السفن العابرة لهذا المجرى الملاحي أميركية أو تنقل بضائع ومؤناً من وإلى أميركا" . و تقول الكاتبة إنه ومن منطق المراوغة الأميركي، "إدعى هاغل بأن الإدارة الأميركية تدعم المؤسسة العسكرية، ولن تسمح بقطع المعونة العسكرية المقدّرة بمليار و300 ألف دولار سنوياً في محاولة منه لدسّ السم، وسط أمواج من الكلام المعسول" ، بحسب المصادر . و هنا ، تدخل السيسي مقاطعاً نظيره الأمريكي ، ورافضاً منطق المساومات الذي تتّبعه الإدارة الأميركية لتحقيق المكاسب . و أكد أن المؤسسة العسكرية المصرية لن تقبل بتهديدات متعلّقة بمعونة أو غيرها، ولن تقبل بتحريك الأسطول الأميركي لأن قوات الجيشين الميداني الثاني والثالث قادرة على حماية مجرى مصر المائي "قناة السويس"، وأنهم لن يسمحوا بزيادة عدد الجنود الأجانب في سيناء مهما كانت الضغوط ، مؤكداً أنّ القوات المصرية في سيناء تكمّل مهمتها فى مجابهة البؤر الإجرامية وقادرة على الحفاظ على أمن مصر والمناطق المجاورة لها . وشددّ السيسي على أن الجيش المصري ليس له دور في الحياه السياسية، وأن "دوره فقط يتعلّق بتحقيق مطالب الشعب المصري الثائر ، الذى خرج في طوفان بشري لإنتزاع حقوقه في التعبير عن رأيه"، لافتاً إلى أن "قادة المؤسسة العسكرية انحازوا إلى الشعب وفقاً لعقيدتهم العسكرية من دون الطمع في أي سلطة"، بحسب المصادر نفسها . و قالت المصادر إن السيسي وجّه حديثه الهادئ ذا النبرة الحاسمة لهاغل قائلاً : "بالنسبة إلى المعونة ، افعلوا ما شئتم ؛ فتطوّر الجيش المصري غير مرهون بمعونتكم العسكرية" .  فما كان من هاغل إلا أن عاد إلى ترتيب أفكاره ، مؤكداً دعم"البنتاغون" للمصريّين والتزام الولايات المتحدة بالمعونة، نافياً وضعها في خانة التهديد أو التفاوض لأجلها . وفي محاولة لجذب أطراف الحديث بعيداً عن الأمور العسكرية، تساءل هاغل عن موقف الجيش المصري حيال الرئيس محمد مرسي، فأجاب السيسي: "إرادة الشعب المصري هي صاحبة الحقّ الأصيل في تحديد ذلك، والقوّات المسلّحة ما هي إلا درع حامية فقط لمصر شعباً وأرضاً ولا يوجد في عقيدتنا العسكرية مبدأ الانقلاب على الحاكم ولا يمكن العودة إلى الوراء ، و مصر تجاوزت هذه المرحلة" .
في غضون ذلك ، نقلت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية عن موظف كبير في الإدارة الأميركية قوله إن الحكومة «الإسرائيلية» توّجهت الأسبوع الماضي، عبر قنوات عدة، إلى عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية ، طالبة منهم أن لا يمسّوا بالمساعدة التي تمنحها واشنطن كلّ عام للجيش المصري، والتي تبلغ 1,3 مليار دولار . و أضاف إن «إسرائيل» حذّرت من الآثار السلبية لتقليص المساعدة الأميركية على الأمن «الإسرائيلي» ، خاصة لجهة إمكانية حصول تدهور أمني في سيناء .

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة