محللون : ضربة صاروخية - جوية لسوريا تلوح في الأفق .. ثم ماذا بعد ؟؟


محللون : ضربة صاروخیة - جویة لسوریا تلوح فی الأفق .. ثم ماذا بعد ؟؟

تفيد مؤشرات متواترة أن ما كان متوقّعاً : الضربة العسكرية الأمريكية - الأوروبية لسوريا ، ، بات مؤكّدا و ستتمّ خلال الأيام القليلة المقبلة، وربما تأتي مباشرة بعد نشْر التقرير المُنتظر لأجهزة المخابرات الأمريكية حول الهجوم الكيميائي على منطقة الغوطة القريبة من دمشق .

و في هذا السياق أطلقت مؤسسة دراسات الحرب الأمريكية (ISW) وثيقة الصِّلة بالبنتاغون ، تحذيرا من أن الإكتفاء بتوجيه ما أسمته "ضربة تكتيكية" للنظام السوري، من دون استراتيجية واضحة المعالم، ستكون "من دون جدوى وقد تؤدّي إلى عكس المرجو منها".
النقاط الرئيسية الواردة في دراسة "مؤسسة دراسات الحرب الأمريكية" :
- السفن الحربية الأمريكية في شرق المتوسط ، باتت مستعدّة لقصف سوريا بصواريخ توماهوك بعيدة المدى. مثل هذا الهجوم، سيتسبّب بدرجات مُتباينة من الأضرار لقُدرة النظام السوري على استخدام المزيد من الأسلحة الكيميائية أو مواصلة عملياته ضدّ المعارضة بشكل فعّال
- الضربة لن تتمكّن من إزالة القُدرات العسكرية أو الكيميائية للنظام، ولن تُسبِّب أكثر من خفْضٍ مؤقّت في عملياته العسكرية
- بيْد أن مثل هذا الهجوم ، سيكون عديم الفعالية، ما لم يكن جزءاً من جُهد متَّسق لتحقيق أهداف استراتيجية أمريكية عُليا، في مقدِّمتها إلحاق الهزيمة بالمنظمات المسلّحة المتطرّفة في سوريا، لصالح المنظمات المُعتدلة والعِلمانية التي يجب مساعدتها لمُجابهة المتطرِّفين الجهاديين
- العمليات العسكرية المحدودة بصواريخ توما هوك، لن تحقّق وحدها مثل هذه الأهداف
في الأثناء ، توضح مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة الامريكية و حلفاءها، سيكونون مضطرّين بعد الضربة العسكرية، إلى الأخذ برأي مؤسسة دراسات الحرب هذا، الذي تؤيِّده أطراف عديدة في وزارتيْ الخارجية والدّفاع الأمريكيتيْن، كما لدى القوى الإقليمية الشرق أوسطية الحليفة لأمريكا . وهذه الخطوة، أي إضعاف المنظمات المتطرّفة، ستصبح على أيّ حال حتمية، لأن الغرب لن يسمح بتحويل الضّعف الذي سيطرأ على النظام بعد الضربة، إلى قوة لهذه المنظمات .
و بات سيناريو هذه الضربة واضحا حسبما يبدو : قصف بصواريخ كروز "توماهوك" بعيدة المدى من السّفن الحربية الأمريكية ، التي تقف الآن في شرق المتوسط قُبالة الساحل السوري ، و ربما أيضاً من سُفن بريطانية وفرنسية ومن القواعد العسكرية البريطانية والأطلسية، في كل من قبرص اليونانية وتركيا .
و سيستهدِف القصف المرتقب بالدرجة الأولى ، الدفاعات الجوية والمطارات العسكرية السورية، وقد يشمل أيضاً مقرّات تحكّم وقيادة عسكرية ومدنية سوريا ، بما في ذلك ربما بعض القصور الرئاسية .
هدف الهجوم ، الذي قد لا يستمر أكثر من يومين ، سيقتصر على "مُعاقبة" النظام السوري بعد إدانته رسمياً في واشنطن وعواصم القرار الأوروبي الثلاث، باريس ولندن وبرلين، باستخدام الأسلحة الكيميائية في غوطتي دمشق، وحسبما يتردد، لن يتضمّن الهجوم المرتقب العمل لا على تغيير النظام ولا قلب المُعادلات العسكرية الرّاهنة على الأرض بشكل جذري.
و حسب مراقبين فان الأهَم هو أن الضربة المتوقّعة ، ستدشّن نهاية "النأي بالنفس" التي مارسها الرئيس الأمريكي أوباما عن الأزمة السورية (وباقي أزمات الشرق الأوسط في الواقع)، على رغم الأهوال الإنسانية الهائلة التي أفرزتها هذه الأزمة. فدخول الحمّام السوري، ليس كما الخروج منه، كما يقول المثل الشعبي العربي.
هذا الدخول سيعني أموراً عدّة على الجانبين، الأمريكي والسوري. فهو سيعني أولاً، أن سياسة أوباما الخاصة بالإستدارة شرقاً نحو آسيا - المحيط الهادي والصين، بعيداً عن الشرق الأوسط، ستشهد تعديلات أساسية عليها، إذ لن يكون بمقدور أوباما، حتى ولو أراد، بعد الضربة الجوية – الصاروخية، أن يتنصّل مما يجري في سوريا، بل سيكون لزاماً عليه المتابعة الدقيقة لمُحصّلات ما بعد الضربة، وإلا فإن مخاوف مؤسسة دراسات الحرب الأمريكية من النجاح التكتيكي والفشل الإستراتيجي للضربة، ستُصبح نبوءة ذاتية التحقّق .

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة