صناع القرار في «اسرائيل» ينظرون بقلق كبير الى "التقارب" الايراني الامريكي


صناع القرار فی «اسرائیل» ینظرون بقلق کبیر الى "التقارب" الایرانی الامریکی

تناولت الصحف الصهيونية ، موضوع "التقارب" الايراني- الاميركي والاتصالات الجارية بين الجانبين باهتمام و قلق شديد ، خاصة عقب الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيسين الاميركي باراك اوباما و الايراني حسن روحاني بينما كان الاخير يستعد لمغادرة نيويورك .

و ذكرت صحيفة "معاريف" ان المخاوف «الإسرائيلية» مما اسمته "إبرام صفقة أميركية - إيرانية حول الملف الإيراني" أصبحت مقلقة ، مشيرة الى أن كلمات رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتانياهو التي امتدح فيها خطاب أوباما في الأمم المتحدة وما قاله الأخير في السياق الإيراني ، من أن التصريحات المعتدلة الصادرة من ايران يجب أن تترافق مع فعل شفاف وقابل للتحقق ، تخفي وراءها قلقا سيظهر في المحادثات المغلقة بين اوباما ونتانياهو الذي قرر هذه المرة أن لا يعزل نفسه ، عبر انتقاد الرئيس الأميركي بشكل مباشر مثلما فعل قبل سنتين ردا على خطابه حول عملية التسوية ، على حد تعبير الصحيفة. ونقلت "معاريف" عن أوساط مقربة من نتانياهو قولها : "إن الإيرانيين قاموا بمناورة علاقات عامة مكتملة ، وعلى نتانياهو توخي الحذر في كيفية التعاطي مع الإدارة الأميركية والامتناع عن حصول أزمة ثقة جديدة". اما صحيفة "يديعوت أحرونوت" ، فقد شككت هي الاخرى في  إمكانية نجاح نتانياهو في مهمته في وقف البرنامج النووي الايراني ، و نقلت الصحيفة عن مصدر في الإدارة الأميركية قوله إن الأجواء في واشنطن تشير إلى "فتح صفحة جديدة بعد 35 عاماً من العداء" بين واشنطن وطهران. و عبر المحلل السياسي في الصحيفة ، شمعون شيفر ، عن أمله بأن لا يستخدم نتانياهو رسم القنبلة الذي استخدمه خلال خطابه أمام الجمعية العامة العام الماضي ، وقال في مقال تحت عنوان: "في المعركة وحده" إن نتنياهو سيجد نفسه وحيدا في المعركة بعد نجاح روحاني في إقناع العالم بالشروع في حوار . و ذكر ان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ، سيلتقي مع الرئيس باراك أوباما في واشنطن ، وسيلقي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ، وسيسعى خلال ذلك إلى صد التقارب بين الولايات المتحدة وإيران . و تشير التوقعات في الكيان الصهيوني  إلى أن نتانياهو سيركز في خطابه على البرنامج النووي الإيراني وسيشير إلى فشل الإتصالات التي أجرتها الولايات المتحدة في الماضي مع كوريا الشمالية ، وسيقول للجانب الأميركي إنه من الأفضل ألا يتم التوصل إلى تفاهمات مع إيران على التوصل إلى "صفقة سيئة" على حد قوله. و تحت عنوان "شاه مات فارسي" يقول الصحافي ناحوم برنيع في صحيفة يديعوت احرونوت: "إن انتخاب روحاني واللهجة الاسترضائية التي اختارها كانا خطوة ذكية ، فالهجوم السلمي يصب في مصلحة الإيرانيين إذا ما سعوا إلى التوصل إلى اتفاق ويصب في مصلحتهم أيضًا إذا ما خدعوا" حسب قول الصحيفة. اما الصحافية سيما كادمون فقد علقت هي الأخرى على كلمة روحاني ، وانتقدت مغادرة بعثة الكيان الصهيوني لقاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل كلمة روحاني  . وتساءلت : "مماذا نخاف ؟ ربما سنسمع شيئًا لم نسمعه من قبل ؟ ربما يظهر صدع قد يفسح المجال أمام الدبلوماسية كما حدث بالنسبة لسوريا ؟". كما اشارت الصحيفة في مقال بعنوان "عبء الإثبات عليه" للصحافية سمادار بيري: "يجب ألا تكون هناك أوهام ، فإيران لن تتخلى عن برنامجها النووي ، والمفاوضات ستتمحور حول نسبة تخصيب اليورانيوم وإغلاق المفاعلات وتشديد المراقبة ، والولايات المتحدة ستضطر إلى القبول بالمطلب الإيراني برفع العقوبات تدريجيًا". اما موقع ديبكا الصهيوني المقرب من المخابرات الصهيونية ، فقد اشار الى إن إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما البدء في مفاوضات مباشرة مع إيران جاء بعد اتفاق بين الجانبين (الأميركي والإيراني) بأن تحافظ إيران على قدراتها النووية ، حسب رأي الموقع ، وأوضح أن اعلان أوباما عن بدء مفاوضات مباشرة علنية مع إيران، يشير إلى وجود اتفاقيات مبدئية بين الولايات المتحدة وإيران، سمحت لأوباما بإعلان مثل هذا الكلام . وأشار الموقع الصهيوني إلى أن أولى تلك الاتفاقيات أن تحافظ إيران على قدراتها النووية ، كما هو الوضع الآن ، موضحا ان الاتفاق ينص على عدم المساس بحقوق إيران فى تخصيب اليورانيوم ، ودعمها أيضا في ذلك. وفي مقال تحت عنوان " الآن أنا" تناولت صحيفة "هاآرتس" التقارب بين إيران والدول الغربية والمؤشرات على ذلك في مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة كما اشارت بالقول "اجتماع تأريخي بين الوزيرين كيري وظريف" واقرت بان الحراك الدبلوماسي الاخير لايران اسهم في عدم تصديق تكهنات الكيان «الاسرائيلي» فيما يخص البرنامج النووي الايراني. وجاء في مقال ل"ديفيد هريس" المدير التنفيذي للجنة يهود اميركا ، اشار فيه الى استطاعة الكيان الصهيوني في لفت الانظار سابقا الى "التهديد" الذي يشكله البرنامج النووي الايراني ، واقر بوجود اشخاص جدد في الدبلوماسية العامة الايرانية ما تسبب بتعقيد القضايا . واضاف ان الرئيس روحاني ووزير خارجيته ظريف ومن خلال وسائل الاعلام والتواجد في الساحة الدولية  يسعيان لايصال رسالة الانفتاح والاعتدال للعالم ، وتابع القول انهم (الايرانيون) يعلمون ان الغرب ليس لديه الرغبة لمواجهة ايران ويتجنب المواجهة العسكرية معها".

تجدر الاشارة الى ان صناع القرار في تل أبيب ينظرون بقلق كبير الى آخر المستجدات المتعلقة بالتقارب بين إيران والغرب ، بالاضافة الى ان حكومة الكيان الصهيوني  ينتابها الخوف والهلع من نتائج الحملة الإعلامية للرئيس الإيراني حسن روحاني والمقابلات الصحافية مع كبرى وسائل الإعلام الأميركية ، وتأثير ذلك على حل قضية البرنامج النووي ، دون إرغام إيران على وقف أنشطتها النووية مثلما تطالب تل ابيب.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة