بشار الجعفري : الإرهاب التكفيري الوهابي جذوره سعودية


بشار الجعفری : الإرهاب التکفیری الوهابی جذوره سعودیة

اكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن الإرهاب التكفيري الوهابي جذوره سعودية وهناك مؤشر على بدء التحول نحو مكافحة شاملة للإرهاب ورعاته في المنطقة ، وقال في حديث لموقع الميادين نت امس الاربعاء "إذا لم يتوقف العنف والإرهاب فلا معنى للحوار السياسي وهذه النقطة يبدو أن بعض الأطراف لم تفهمها بعد" >

و لفت الجعفري إلى أن الالتزام بوقف العنف هو المادة الأولى في خطة المبعوث الدولي السابق إلى سوريا كوفي عنان وكذلك عند المبعوث الحالي الأخضر الإبراهيمي وفي بيان "جنيف 1" وفي طاولة الحوار في "جنيف 2". وأضاف الجعفري : "إن هناك رأيا جماعيا دوليا على أن من يرفض الحل السياسي السلمي في سوريا لا مكان له على طاولة الحوار و بالتالي في حال مراهنة طرف على إعطاء احد التجمعات الإرهابية دورا فإنه لن ينجح لأن الأغلبية الساحقة من الحاضرين تقر وتعترف بأنها إرهابية وهي لا تريد أن تذهب إلى جنيف وترفض الحل السياسي وتقول إنها تريد حلا عسكريا دمويا يدمر الأخضر واليابس في البلاد من أجل تحقيق أهداف وهمية" ، مبينا في الوقت ذاته أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باتت تخشى من تفشي الإرهاب في كل مكان . و أوضح الجعفري أنه لا يمكن إنجاح العوامل الضرورية لعقد مؤتمر "جنيف 2" ما لم يكن هناك توافق دولي للحاضرين في المؤتمر على وقف الإرهاب ومكافحته إذ لا نستطيع التحدث عن حل سلمي سياسي سوري بين السوريين أنفسهم و بقيادة سورية وبرعاية دولية وبضمانات دولية من دون إيقاف هذا النهر من الإجرام والقتل والإرهاب الرخيص الأعمى الذي أضحى الجميع يمجه ويرفضه في كل العالم . و تساءل الجعفري : من يستطيع أن يفرض على المجموعات المسلحة مختلفة الموارد والولاءات وقف القتال والإمتثال لقرارات ؟ .. وما الذي تستطيع السعودية وقطر وتركيا تقديمه في المؤتمر طالما أنها لم تسلم بأن انتصارها في سوريا بات سرابا ؟ . و أشار الجعفري إلى أن رعاية السعودية للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب من كبريات الفضائح في منظومة الأمم المتحدة معتبرا أن الأمين العام للأمم المتحدة قبل أن يكون شريكا في السماح للنظام السعودي بذلك عليه الترويج للرأي العام العالمي كذبا ونفاقا وبهتانا وزورا أن هذا مركز لمكافحة الإرهاب . وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة : "لا يمكن للسعودي أن ينخرط في عمل دولي متعدد الأطراف لمكافحة الإرهاب وهو في الوقت نفسه يرسل الإرهابيين إلى سوريا ومنخرط في الإرهاب في أفغانستان والعراق ومالي وسابقا في الجزائر ونيجيريا والنيجر" مضيفا "إن هذه المسائل أساسها واحد وتؤكد أن الإرهاب التكفيري الأصولي الوهابي جذوره سعودية وهذا الكلام لم يعد سرا" . و اعتبر الجعفري أنه من الصعب على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يحاور السعودية في الكويت ويطلب منها مساندة مادية في عمليات الإغاثة الدولية وفي الوقت نفسه يستجيب للأدلة والقرائن التي يتبلغها رسميا وإعلاميا من سوريا والعراق وغيرهما حول استخدام السعودية سلاحا لتغيير الأوضاع إقليميا ودوليا . و رأى الجعفري أن بان كي مون يتعامل عادة في السياسة بأعين أميركية ففي زيارته إلى العراق اطلع على الأدلة التي تشير إلى تورط السعودية في ممارسة الإرهاب على الساحة العراقية وعبرها ومع ذلك اكتفى بالتشديد على ضرورة توحد الحكومة والشعب في العراق على معالجة الإرهاب" مضيفا "انه على الحكومات الإقليمية والمجتمع الدولي بأسره العمل معا كما ستواصل الأمم المتحدة من خلال استراتيجية مكافحة الإرهاب التي تبنتها الجمعية العامة العمل بشكل وثيق مع الدول المعنية لا سيما العراق" . وتابع الجعفري إن هذه الاستراتيجية متناقضة مع ما أقدم عليه الأمين العام للامم المتحدة حين جعل السعودية أمينة على مكافحة الإرهاب من خلال تأسيس مركز دولي في نيويورك لمكافحة الإرهاب دفعت الرياض منفردة مبلغ عشرة ملايين دولار لتأسيسه وأتبعته مؤخرا بمبلغ مئة مليون دولار وكل ذلك دفع من خارج ميزانية الأمم المتحدة علما أن هذا الأمر يندرج وفق القانون في بند تضارب المصالح ويصنف في خانة الفساد وقلة الشفافية . و أشار مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أنه أثار هذا الأمر مرارا مع الأمانة العامة للأمم المتحدة وقال "إنه زار جيفري فلتمان وكيل الأمين العام للشؤون السياسية مؤخرا وتشاور معه حول أسلوب تفعيل رسائله الكثيرة التي تظهر تورط السعودية المكشوف بدعم الإرهاب والتحريض عليه في إطار القوانين الدولية بعد ضبط وقتل مئات المسلحين السعوديين على الأراضي السورية مبينا أنه لفت نظر فيلتمان إلى أن الأمر يخضع لمسؤولياته بموجب تفويض منحته إياه الجمعية العامة للأمم المتحدة" . و أوضح الجعفري أن هناك قوة عمل متخصصة بمكافحة الإرهاب وتطبيق استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب اعتمدت عام 2006 وهي تابعة للجمعية العامة لكن الذي يتابعها هو الأمانة العامة مبينا أنه من ضمن الرسائل والتحركات التي قامت بها سوريا الطلب من فيلتمان المعني مباشرة بالإشراف على فريق العمل المخصص لتنفيذ الاستراتيجية الشاملة لمكافحة الإرهاب التدخل لدى السعوديين والقطريين والأتراك لمنعهم من التحريض على الإرهاب في سوريا . و كشف الجعفري أن سوريا تعمل لدى الأمم المتحدة لملاحقة السعودية وتركيا وقطر قضائيا من خلال مئات الوثائق والرسائل التي تودعها لديها وسيأتي توظيفها في الوقت المناسب مبينا أنه من بين مجموعة الرسائل المهمة للأمين العام ولمجلس الأمن الدولي رسالة تتضمن أسماء 72 شيخا تضليليا تكفيريا يدعون إلى "الجهاد" في سوريا وللتحريض على الإرهاب علنا في حين جرى قبل ذلك إرسال أسماء 173 سعوديا قتلوا في سوريا وقائمة أخرى تتضمن 300 اسم لسعوديين اخرين قتلوا في سورية أيضا . وقال الجعفري : "قبل فترة أرسلنا رسالة عن كيفية تعاون المخابرات السعودية مع التركية لإدخال القاعدة من اليمن إلى سوريا لافتا إلى دخول 520 عنصرا من تنظيم القاعدة في اليمن إلى سوريا عبر تركيا من قبل الاستخبارات السعودية" . و أكد الجعفري أن تورط السعودية في سوريا مثبت و يبدأ من تصريح وزير الخارجية السعودي نفسه في القاهرة مرتين بأن السعودية تسلح المعارضة مشيرا إلى أن يوم الجمعة الماضي شهد مقتل تسعة من تنظيم ما يسمى "دولة الإسلام في العراق والشام" على يد الجيش السوري بينهم 5 سعوديين . و قال الجعفري "هناك مئات إن لم يكن الاف السعوديين ممن يقاتلون في صفوف "جبهة النصرة" والجبهة التي يسمونها "الجبهة الإسلامية".. والمنظومة السعودية الحاكمة والمنظومة السعودية الوهابية التكفيرية منخرطة في التحريض على الإرهاب وارتكاب المذابح في سوريا وهذه المسألة باتت تعني أساسا مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة" . و أشار الجعفري إلى أنه لا يغيب عن الدول الكبرى وحتى الدول الإقليمية أن تنظيمات كـ "دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة" ليست في وارد بناء دولة ديمقراطية في سوريا مبينا أن ما يعرف بـ "الجبهة الإسلامية" اخترعها بندر بن سلطان وشقيقه والاستخبارات السعودية متسائلا كيف يمكن لهؤلاء أن يجلسوا على طاولة الحوار ويدعوا أنهم يمثلون الشعب السوري وهم يتقاتلون فيما بينهم ويذبحون بعضهم البعض كاشفا في الوقت ذاته أن سوريا طلبت إدراج "الجبهة الإسلامية" على قائمة الكيانات الراعية للإرهاب .

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة