أمير عبداللهيان : أمريكا مازالت متخبطة في ملف مصر ... ولا وجود لمقاتلين ايرانيين في سوريا

أمیر عبداللهیان : أمریکا مازالت متخبطة فی ملف مصر ... ولا وجود لمقاتلین ایرانیین فی سوریا

قال مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية الدكتور حسين أمير عبداللهيان : ان الاميركيين مازالوا يتخبطون في ملف مصر ، كما اكد في ندوة "ايران وإدارة الازمات الاقليمية" ، ىان الشرق الاوسط تحول في السنوات الاخيرة الى مختبر للتغيير ، نافيا وجود اي مقاتل ايراني في سوريا .

واشار في جانب من كلمته الى الاخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها اميركا في المنطقة، وقال: مازال الاميركيون متخبطون في ملف مصر، ومازالت هنالك بعض الخطوط غامضة بالنسبة لهم . وبشأن السعودية ، قال امير عبداللهيان: ان العلاقة التراتبية خلال العقود الماضية، حيث كانت السعودية الاخ الاكبر وفي مقدمة المنطقة، تشهد تغييرا في الوقت الراهن . وأشار الى تواجد مقاتلين من 74 بلدا في سوريا، وصرح: لا يوجد اي مقاتل ايراني في سوريا، مضيفا ان المستشارين الايرانيين العسكريين في سوريا ساعدوا الحكومة السورية في محاربة الارهاب. و اوضح ان الشرق الاوسط تحول في السنوات الاخيرة الى مختبر للتغيير، وتابع: ان اميركا وبعض اللاعبين الغربيين استخدموا كل قدراتهم العسكرية وغير العسكرية لتحقيق مآربهم، ولا توجد اي ورقة لم يستخدمها الاميركيون فيما يتعلق بتطورات المنطقة، مشيرا الى ان الاميركيين ارتكبوا في المنطقة اخطاء استراتيجية، تعود الى عدم معرفتهم الدقيقة بواقع المنطقة . وفي شرحه لكيفية ادارة ايران لتطورات المنطقة، قال امير عبداللهيان: خلال العقد الماضي كانت قواعد اللعبة ابسط بكثير من الوقت الحاضر. لكن الآن اصبحت قواعد اللعبة شديدة التعقيد. والآن يحمل الاميركيون تجربة تواجد لسنين مديدة في اصعب الظروف في افغانستان والعراق وهم على صلة بالعديد من الملفات في المنطقة. ولذلك فإن ادارة ملفات المنطقة له تعقيداته الخاصة بالنسبة لايران، رغم اننا نشهد استمرار الاخطاء الاستراتيجية التي ترتكبها اميركا في الملفات الجديدة بالمنطقة . واضاف: على سبيل المثال، في ملف مصر، مازال الاميركيون متخبطون، لكنهم في بعض دول المنطقة يعرفون ماذا يفعلون. ان بعض الدول العربية في المنطقة تعرف اين تقف بالنسبة للتطورات في مصر، وتعرف من اي التيارات تستفيد لتضمن مصالحها القومية، ولكن بالنسبة للاميركيين هناك خطوط غامضة في هذا المجال. ورغم ذلك فإن اللعبة التي يقدمها الغربيون والاميركيون في المنطقة، هي لعبة معقدة و قواعدها ليست سهلة ، و ذلك بالافادة من تجاربهم السابقة في المنطقة . و  اشار امير عبداللهيان الى دور السعودية في المنطقة، وقال: ان حصيلة التطورات في المنطقة وحصيلة الظروف الداخلية في السعودية، توجه الاوضاع الى جهة تواصل فيها السعودية دورها كبلد هام يحظى باقتصاد قوي وقابليات عالية في المنطقة، لكن العلاقة التراتبية في العقود الماضية، حيث كانت السعودية بمثابة الاخ الاكبر وفي المقدمة، وسائر الدول تابعة لها، فيهذا يشهد تغييرا في الوقت الحاضر. وتابع: للاسف نشاهد ان السعودية باعتبارها بلدا هاما في المنطقة، يبرز منها تصرف متسرع وفي بعض الاحيان يتسم بالعصبية، في بعض الملفات. وعندما نبحث عن جذور هذا التصرف من قبل السعودية، نشهد ان هذه التصرفات المتسرعة والعصبية تعود الى اتخاذ القرار من بعض الشخصيات المتطرفة في السعودية، والا فإن النظام السياسي في السعودية يتمتع بالتجربة والعقلانية اللازمة لإدارة الامور، سواء في الداخل او على الاصعدة الاقليمية، ولكن بسبب التطورات السريعة في المنطقة، يتم في بعض الاحيان اتخاذ قرارات منفردة على مستوى فردي او مؤسساتي، ونشاهد تبعاتها السلبية في المنطقة. واوضح مساعد وزير الخارجية، انه في جميع التطورات الجارية فإن دور ايران آخذ في البروز اكثر فأكثر، نظرا للعقلانية والادارة الفاعلة للملفات من قبل الدوائر المعنية في النظام، وفي ذات الوقت استطعنا ان تكون لنا الافضلية بسبب اغتنام الفرص في الوقت المناسب. وقال امير عبداللهيان: ان اغلب مشكلاتنا مع السعودية ترتبط بقضايا المنطقة اكثر من المشكلات الثنائية. لكن في ذات الوقت، فإن خطاب الثورة الاسلامية والنفوذ المعنوي لإيران له اثر هام في هذا المجال. ففي المفاوضات الدبلوماسية مع دول المنطقة يقال لنا انكم تتدخلون في العراق والبحرين وسوريا وسائر الدول، الا اننا نقول: اننا لا نتدخل في اي من هذه الدونل، الا ان لدينا تأثير اقليمي يعود الى ثقافتنا وتاريخينا وقيمنا الثورية وسلوكنا العقلاني، مصرحا اننا بالتأكيد استفدنا وسنستفيد من تأثيرنا في المنطقة في اطار تأمين الحد الاقصى من مصالحنا الوطنية . ولفت الى انه لو كانت ايران لاعبا غير مؤثر في ملفات فلسطين ولبنان والعراق والملفات الاقليمية، لما كانت اميركا تتجه نحوهاه، والآن في المفاوضات النووية فإن الاميركيين وبعض الاطراف يسعون للدخول مع ايران في حوار في مختلف القضايا، الا ان جدول اعمال المفاوضات مع 5+1 يتناول الموضوع النووي حصريا، وشدد على اننا لا نحاور ابدا بشأن ملف المقاومة . و بيّن : ان الاميركيين يسعون للافادة من ما بقي لهم من هيمنة، وتابع: ان اميركا تمر في مرحلة تطور وتغير، وان اميركا في الوقت الراهن ليست كأميركا قبل عدة عقود، التي كانت تلائم وتنظم استراتيجياتها بسرعة بما يتناسب مع سرعة التطورات في المنطقة .  و لفت مساعد وزير الخارجية الى انه اميركا بصدد سحب قواتها العسكرية من منطقة الخليج الفارسي، لكن كلما سارعت في سحب قواتها من المنطقة، فإن مخططاتها السياسية والامنية تصبح اعمق واكبر. ومضى امير عبداللهيان قائلا: منذ انتصار الثورة الاسلامية والى الآن انهار النظام الاقليمية السابق، ولم يحل محلها نظام جديد، في حين ان محصلة القدرات والموقع الجيوسياسي والجيوستراتيجي وقابليات ايران، بنحو لا يمكن تكوين اي ترتيبات امنية بدون مشاركة الجمهورية الاسلامية الايرانية، والا فإنها لن تتضمن امنا مستداما للمنطقة، وهذه حقيقة يعترف بها الجميع . وأكد امير عبداللهيان اذا اردنا ان نتنازل بسهولة عن القضايا الاقليمية، فلن تكون لنا اهمية للاطراف المقابلة عندما تشاهد ان اذرعنا قطعت وقابليتنا الاقليمية اقتربت من الصفر، مشددا على اننا سنكون مهمين، مادام لدينا حلفاء اقوياء.

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة