الامام موسي الصدر في سطور + صور


الامام موسی الصدر فی سطور + صور

تصادف اليوم الاحد 31 آب الذكري السنوية الـ 36 لتغييب زعيم الطائفة الشيعية في لبنان الامام موسي الصدر ومرافقيه الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين الذين خطفهم طاغية ليبيا معمر القذافي بعد توجيه الدعوة لهم للمشاركة في مراسم استقلال بلاده.

و في هذا المجال اعتبر مدير الأخبار في قناة "إم تي في" غياث يزبك أن الصدر "هو أول زعيم وطني تاريخي تم الغاؤه لأنه كان يلعب دوراً وطنياً جامعاً لوضع حد للحرب الأهلية"، وأضاف: "كان يريد وضع حد للتفريط بالمقومات الوطنية وبالشباب اللبناني".
ورأى يزبك أن "الصدر شخصية وطنية جامعة كان همه الحفاظ على لبنان وعلى السيادة الوطنية مثل مفتي الجمهورية اللبنانية الراحل الشيخ حسن خالد والرئيس اللبناني الراحل بشير الجميل، وتكريمه واجب وطني". الى ذلك، لفتت البسام الى أنها "كُلفت خلال اجتماع لممثلي القنوات بكتابة مقدمة النشرة المشتركة"، معتبرة أن "شخصية الإمام الصدر تفرض نفسها على كل وسائل الاعلام، وترغمها على احترامها لأنها سعت الى التقريب بين الأفرقاء خلال الحرب". وذكّرت باعتصام الصدر في جامع العاملية في بيروت في 27 حزيران (يونيو) العام 1975، رفضاً للحرب الأهلية اللبنانية". وأشارت الى أن هناك "حاجة في مثل هذه الأيام الى شخصيات كموسى الصدر". والإمام موسى الصدر هو عالم دين ومفكر وسياسي لبناني، ومؤسس "أفواج المقاومة اللبنانية" المعروفة بـ"حركة أمل". عمل على توحيد كلمة اللبنانيين بكل طوائفهم ومذاهبهم، وسعى إلى إنهاء الفتنة بينهم، لا سيما خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت في نيسان (ابريل) العام 1957. وفُقد الصدر ومعه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، اثناء زيارة رسمية الى ليبيا في العام 1978. وحتّى الآن لا توجد أي معلومات عنه ولا تأكيد على ما إذا كان ما يزال على قيد الحياة أم لا، على الرغم من أن عائلته وقيادة حركة "أمل" تؤكدان ذلك. وبعد سقوط نظام معمر القذافي، تحرّك ملف مصير الصدر بقوّة على الصعيد الرسمي اللبناني، بعد تكليف الحكومة اللبنانية لوزير الخارجية السابق عدنان منصور متابعة القضية، ولكن حتى الآن لم تصدر أي نتيجة نهائية رسمية. لا يمرّ يوم على لبنان وعلى المنطقة العربية عموماً، إلا ويتصاعد العنف على جبهات المذاهب والأديان فيه، بينما يخفت تدريجياً صوت الإسلام المعتدل، الإسلام الذي يحمل الاعتدال بمعناه الحقيقي، وبالطبع ليس المجازي أو السياسي. ووسط هذا الواقع القاتم، حيث تُحمّل الأديان والمذاهب ما لا طاقة لها به، في حكايةٍ تارةً عنوانها المذهب وطوراً عنوانها الطائفة، يحضر الغائب الحاضر، من صرخٍ في البراري والساحات والقاعات والمساجد والكنائس، بأنّ أصل تلك الحكاية في مكانٍ آخر اسمه الإنسان، وطريقه الإنساني، طريق يحمي الوطن ويرفع درجات المواطنية، ويصان فيه الدين بصدق. والإمام المغيّب السيّد موسى الصدر، الذي تصادف هذا الأسبوع ذكرى تغييبه السادسة والثلاثون، مع رفيقيه، على يد نقيضه المطلق معمر القذافي. هو الإمام الذي سار على فقه نهضوي، استلهمه من أسباب الدين ومن تعاليمه الصائبة وعلياء مفاهيمه، فمنح العمامة رُقيّاً قلّ مثيله بين رجال الدين. وعلى الرغم من حضور الإمام موسى الصدر في وجدان الكثير من اللبنانيين والعرب، والإشادة الدائمة بدوره السياسي والوطني بشكل عام، خصوصاً في ما يتعلق بمحاربة التقسيم والطائفية والحرمان ورفض الاقتتال وبتعبئة الشباب لنيل حقوقهم المشروعة، وبالطبع بإطلاق المقاومة في وجه "إسرائيل"، إلا أنه لم يُعطَ حقه بعد، في ما يرتبط بقيمته الحضارية والثقافية والدينية والإنسانية، التي تتخطى الظروف المكانية والزمانية، وترتفع بعيداً عن الأنماط الفكرية الاعتيادية. فقد شكّل الإمام الصدر امتداداً مدوّياً لجمال الدين الأفغاني وتلميذه محمد عبده، فثار بتعاليم السماء إلى أعلى مراتب الكرامة الإنسانية. وإذا كان جمال الدين الأفغاني قد أعلن أنه ملعون في دين الرحمن، من يسجن شعباً، من يخنق فكراً، من يرفع سوطاً، من يُسكت رأياً، من يُهدر حق الإنسان، حتى لو صلّى أو زكى وعاش العُمرَ مع القرآن، فإنّ موسى الصدر قد حمل كل ذلك إلى أرض الواقع، في تجديدٍ قائمٍ على الإيمان والشجاعة والإقدام، ومشى به وسط الأزقة والحقول وبين القرى والمدن وفي القاعات والساحات، ثائراً ضد الظلم والحرمان والإقطاع والفساد والتصنيف والتعصب. أتقن الإمام الصدر فقه المنطق وعمل على بث الجرأة لاستخدام العقل، محاكياً بعض ما أتى به إيمانويل كانط الذي رفع المجتمع الغربي المتطور. وإن كان هذا المجتمع أخذ من كانط جزئية العقل وترك في حالات عدة، باسم «التنوير»، الاعتقاد الديني، مهملاً توصيات الفيلسوف الألماني، فقد ارتقى الإمام اللبناني بمفهوم جديد للعلاقة ما بين الدين والسياسة. وهي علاقة جعلها تلين أمام المواطن وكرّسها مطية للإنسان، خليفة الله على الأرض، فرفض أن تخضع السياسة للحسابات الطائفية فتمعن احتقاراً في إنسانية المواطن وتضرب الوطن والدولة، كما رفض أن تلتحق الأديان بالسياسة فتتلوَّن اجتهاداتها وتتبدل طاعة لهذه السياسة وجنوحها. واعتصم الامام الصدر عام 1975 احتجاجاً على استمرار الحرب الأهلية، حتى لبّت الدولة في حينه مطالبه بتشكيل حكومة مصالحة وطنية. حارب الحرمان والإقطاع والتمييز في التنمية، وأعلن أنه لن يسكت طالما هناك محروم أو منطقة محرومة في لبنان. كافح الإمام الصدر مشاريع التقسيم بشدة، معتبراً أن «لبنان أصغر من أن يُقسَّم وأكبر من أن يُبتلع»، وأن التقسيم هو بمثابة "إسرائيل" ثانية في قلب الوطن. وأكد أن «لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه»، وهي العبارة التي تضمّنتها مقدمة دستور الطائف. ودافع عن حرية التعبير، مؤكداً أنّ «الحريات هي الدعامة الأساسية لكيان لبنان». أطلق موسى الصدر مقاومة "إسرائيل" أولاً بـ«أسنانكم وأظافركم وسلاحكم مهما كان وضيعاً»، وثانياً من خلال وحدة لبنان، وسلامه الذي هو أفضل وجوه الحرب مع "إسرائيل". واعتبر أنّ "إسرائيل" شرٌّ مطلق والتعامل معها حرام.

 

 

 

 

 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة