التليغراف : المصريون عادوا الى نقطة الصفر بعد براءة مبارك..
اعتبرت صحيفة "تليغراف" البريطانية أن المصريين عادوا إلى نقطة الصفر لما قبل ثورة 25 يناير 2011 ، بمجرد الحكم ببراءة الدكتاتور المخلوع حسني مبارك و نجليه – علاء و جمال – وبعض كبار مساعديه من جرائم قتل المتظاهرين وبعض قضايا الفساد ، و ذلك بعد أن قدمت إعادة المحاكمة التي طال أمدها منبرا للعجوز المستبد للدفاع عن إرثه .
و قالت الصحيفة إن الشعب يعيد تفسير مكتسبات الثورة المصرية تحت حكم الرئيس "القوي" عبدالفتاح السيسي ، إذ إن قادة ما كانت توصف يوما ما بأنها حركة جماهيرية شعبية ضد الديكتاتورية يجدون نفسهم الآن أمام حملة مطاردة من الحكومة واتهامات بالعمل لصالح قوى أجنبية، ويقبع العديد منهم في السجن كجزء من حملة واسعة النطاق ضد المعارضين .
وأوضحت الصحيفة أن الكثير من المصريين، وبخاصة الأجيال الأكبر سنا، يتوقون الآن للاستقرار الذي أحسوا به خلال سنوات الحكم الديكتاتوري لمبارك . و في الجلسة الختامية للمحاكمة في شهر أغسطس ، سُمح لمبارك بالتحدث في جلسة متلفزة ليعرب عن أسفه حيال تشويه إرثه ، قائلا إن "كل شيء فعله كان من أجل مصالح الشعب" ، و أنه تنحى كرئيس "لمنع إراقة الدماء والحفاظ على الوحدة الوطنية" . و لفتت الصحيفة إلى أن أعضاء الدائرة البغيضة المقربة من مبارك عادوا إلى الساحة السياسية مرة أخرى عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو من العام الماضي ، و البعض منهم يجدون أنفسهم الآن على قمة المؤسستين السياسية والأمنية . وذكرت الصحيفة أن عائلات شهداء ثورة 25 يناير 2011 التي أزهقت أرواح أحبائهم غير متفاجئة من حكم البراءة ، يوم امس السبت ، حيث قال علي حسن ، والد الشهيد مهاب الذي استشهد في موقعة الجمل : "توقعنا الحكم ، لكنه قاس جدا" . ورأى ياسر السعيد، شقيق الشهيد غريب، إن الحكم دليل على أن القضاء المصري يخدم الأقوى في المجتمع ، مضيفا : "عندما يأخذ القتلة والسارقون البراءة، فإن القانون المطبق هو قانون الغابة" .
يذكر أنَّ المحكمة المختصة بنظر قضية قتل المتظاهرين إبَّان ثورة 25 يناير 2011 كانت أصدرت حكمًا في أواخر العام 2012 يقضي بالسجن المؤبد لكل من الدكتاتور المخلوع حسني مبارك و نجليه ووزير داخليته حبيب العادلي ، لكن محكمة النقض ألغت الحكم في العام التالي ، و أمرت بإعادة محاكمته ، و برأتهم المحكمة يوم امس السبت، من التهم الموجهة ضدهم !!.
