لماذا «الائتلاف العربي الخليجي» الجديد ضد الارهاب ؟!

لماذا «الائتلاف العربی الخلیجی» الجدید ضد الارهاب ؟!

إذا كان تحالف دولي يضم 40 دولة غربية وعربية وإسلامية عاجز عن تسجيل إنتصار على "داعش " المكون من الاف المرتزقة الدوليين الارهابيين, لانه ليس هناك جدية في القضاء عليه, بل بالعكس سجلت الكثير من الادلة التي كشفت عن دعم قوات التحالف الدولي لتنظيم " داعش " من خلال إلقاء الطائرات العسكرية شحنات من الاسلحة والعتاد في أماكن تواجدهم. فكيف بـ «تحالف عربي خليجي » لا يحسن قيادة قطيع من الابل أن يقود حرباً ضد الارهاب ؟!

من بين أروقة مقر إنعقاد جلسات في غاية السرية في الرياض, سُربت الينا معلومات عن جلسات إستخباراتيه كويتية,سعودية,إماراتية لكبار قادة الجيش والاستخبارات, بحضور قائد القوات الامريكية في الكويت, وما دار خلف الكواليس لتلك الدول هو الاعلان قريباً عن " الائتلاف العربي الخليجي ضد الارهاب "!!ويتم الان تجهيز الجيش الكويتي بأسلحة أمريكية متطورة, والتجهيز يتم بسرعة عالية جداً جدا.

  وقد تكون المعلومة التي نشرت في بعض المواقع الالكترونية التي تقول: إن أحدى دول الخليج الفارسي, اول حرف من اسمها " المملكة العربية السعودية " سألت رئيس التحالف الدولي لمحاربة الارهاب أي " امريكا " , كم عدد الحشد الشعبي المشارك في القتال ضد الجماعات التكفيرية الارهابية في العراق " داعش " ؟ فاجاب, 700 الف مقاتل, قد جاءت من هذه الجلسات السرية, والتي تساعدنا في تحليل أهداف هذا الحلف الجديد.

السؤال الذي يطرح نفسه, إذا كان التحالف الدولي ضد عصابات " داعش"  الذي يتزعمه الولايات المتحدة الامريكية, ويشارك به 40 دولة غربية وعربية بينهم 10 دول عربية على راسهم " السعودية ", ومن اول الدول العربية التي شاركت بقصف مواقع " داعش " في العراق وسوريا هي الامارات والاردن, ثم السعودية والبحرين, فما ضرورة  تشكيل تحالف جديد بأسم «الائتلاف العربي الخليجي ضد الارهاب» ؟؛ إلا اذا كان له أهداف أخرى غير " داعش ".

 مشاركة السعودية والامارات في هذا التحالف الجديد المزعوم ليس مستغرباً, إنما إنضمام دولة الكويت لهذا التحالف الغير معلن هو المستغرب, لأن دولة الكويت كانت دائماً تقف موقفاً متميزاً عن دول الخليج الفارسي المتطرفة كالسعودية وقطر والبحرين, وكذلك هي الدولة الاولى بين الدول الخليجية التي أعادت فتح السفارة السورية.

  ما نراه من إنتصارات للجيش العراقي المدعوم بقوات الحشد الشعبي المكون من عدة تيارات قتالية, والذي لبى نداء المرجعية الدينية للتصدى للجماعات الارهابية التكفيرية, والدفاع عن المقدسات, وتقدمهم نحو معاقل وتحصينات الارهابيين في كافة المحافظات العراقية بدعم إيراني مطلق, مادي, وعسكري, وإستشاري.  وإنهيار " الدواعش " امام ضربات الجيش العراقي والحشد الشعبي, واستنجادهم بالدولة التركية لإجراء مفاوضات مع الحكومة العراقية لعدم التعرض لهم خلال الانسحاب الانهزامي الى الاراضي السورية بإتجاه الرقة, وهذا خلاف لما خططت له الولايات المتحدة الامريكية لاطالة الحرب ضد " داعش " لعشرات السنين كي تبقى دول المنطقة تستنزف ماديا وبشريا وإقتصاديا وعسكرياً لصالح الدولة الصهيونية التي تنعم بما تشاهده من إستنزاف أعدائها في معركة مع الارهاب المصنوع في امريكا و«اسرائيل»، والممول من قبل دول "البترودولار" العربية.

كل هذا يجعلنا نؤمن بأن التحالف (الخليجي) المزعوم الاعلان عنه قريباً سيكون ضد الحشد الشعبي في العراق المدعوم من المرجعية الدينية وإيران, و وضعه على لائحة الارهاب بعد تحقيقه الانتصارات الميدانية على "داعش" وإنهاء سيطرته على المواقع التي إحتلها في العراق من خلال مؤامرة دولية وإقليمية, وهذا المطلب بتنا نسمعه على ألسن الكثير من القادة "السنة " المرتبطين بدول الخليج النفطية, من دون إن يغيب عن أذهاننا التغيير الاستراتيجي الحاصل في اليمن, حيث تمكن أنصار الله الحوثيين من السيطرة على معظم ارجاء اليمن المجاورة للسعودية بثورة شعبية خاطفة سلمية, وقد طالبت المملكة السعودية وضع حركة " انصار الله " الحوثيين على لائحة الارهاب الدولي, كذلك الانتصارات التي يحققها الجيش  السوري والدفاع الوطني على كافة المحاور في سوريا, والتي تعتبر إنتصار لمحور المقاومة الذي واجه حرب كونية بات المنتصر فيها, وفي نفس السياق, لا ننسى مطالبة المندوب السعودي في الامم المتحدة إدراج  "حزب الله اللبناني " على لائحة الارهاب الدولي !!!.

فإذا كان تحالف دولي يضم 40 دولة غربية وعربية وإسلامية عاجز عن تسجيل إنتصار على "داعش " المكون من الاف المرتزقة الدوليين الارهابيين, لانه ليس هناك جدية في القضاء عليه, بل بالعكس, سجلت الكثير من الادلة التي كشفت عن دعم قوات التحالف الدولي لتنظيم " داعش " من خلال إلقاء الطائرات العسكرية شحنات من الاسلحة والعتاد في أماكن تواجدهم, فكيف بـ «تحالف عربي خليجي » لا يحسن قيادة قطيع من الابل أن يقود حرباً ضد الارهاب؟!

او في وجه الملايين من الحشد الشعبي العراقي, وانصار الله اليمنيين, والدفاع الوطني الشعبي السوري, وحزب الله اللبناني, طالما إن الامريكي هو الذي يخطط لمثل هذا المشروع الجديد, والذي ليس له مشاريع سوى المؤامرات لإستمرار الحروب في المنطقة, فمحكوم عليه بالفشل كما فشلت كل مشاريعه الجهنمية التدميرية.

__________________________________

* ناشط واعلامي لبناني مقيم في استراليا. 

أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة