احداث باريس تعيد الحسابات في التعامل الامني بين الاتحاد الاوروبي و واشنطن


احداث باریس تعید الحسابات فی التعامل الامنی بین الاتحاد الاوروبی و واشنطن

تعيش الدول الاوروبية اجواءا متشنجة ومشحونة بالتوتر بعد الاحداث الدامية التي وقعت الاسبوع الماضي في فرنسا وبالتحديد العاصمة باريس حيث مقتل 17 شخصا في عمليتين ارهابيتين استهدفتا متجرا يهوديا ومكتب صحيفة "تشارالي ابيدو"؛ ويرى مراقبون ان هذه الاحداث فسحت المجال للادارة الامريكية كي تدخل مباشرة على خط الامن الاوروبي وهي الفرصة التي كانت بانتظارها منذ سنوات.

وافادت وكالة تسنيم الدولية نقلا عن تقارير صحفية ان 600 أوروبي من أصل 3 آلاف كانوا قد شاركوا في عمليات ارهابية في سوريا والعراق، عادوا الى اوطانهم إضافة إلى معلومات تشير الى تواجد آخرين من الجنسية الاوروبية في صفوف الجماعات الارهابية وخاصة عصابة داعش والنصرة والقاعدة؛ وهو الخطر الذي يتحدث عنه زعماء الاتحاد الاوروبي، الذي استدعى لاستنفار امني شامل واعادة النظر في اتفاقية "تشينغين"؛ بحسب ما جاء في تصريحات وزير الداخية الفرنسي "برنار كازينوف" امس الاحد وعقب الاجتماع الاستثنائي لوزراء داخلية الاتحاد الاوروبي في باريس.

الهجوم الإرهابي على مقر صحيفة "شارلي أيبدو" ومن ثم "عملية المتجر" اليهودي كشف عن وجود بنية إرهابية قادرة على التنسيق والعمل على درجة عالية من الحرفية في دول اوروبا، وما جرى مؤخرا في فرنسا يصنف في خانة الإرهاب المنظم، خصوصاً أنه تزامن مع تهديدات واضحة ومباشرة ورسمية وجهتها التنظيمات الإرهابية إلى دول أوروبية وضعت على اثره الأجهزة الأمنية والإستخبارية والقضائية الفرنسية والأوروبية في أقصى درجات الإستنفار.

وفي سياق متصل اكدت الانباء الواردة من باريس ان وزير داخلية إسبانيا "خورخي فيرنانديث دياث" صرح في الاجتماع الوزاري الاوروبي الطارئ، امس الاحد، قائلا : إن التقديرات كلها ترجح أن الإرهابيين ذاهبون إلى ما هو أبعد مما رأيناه في فرنسا؛ اقرار من شأنه ان يعيد ترتيب الأولويات الأمنية والتدابير المطلوبة بين دول الاتحاد الاوروبي بحيث قد تذهب الأمور إلى فرض شتى أنواع القيود على حرية التنقل فيما بينها ورفع نوعية المراقبة والمتابعة على «المشتبه بهم» من أشخاص وجمعيات ومراكز تعمل في المجالات الخيرية والدينية.

وفي هذه الاثناء يلفت المراقبون للشأن الاوروبي الى الفرصة التي كانت واشنطن بانتظارها منذ سنوات لاختراق الجدار الامني الاوروبي، فقد سبق للادارة الامريكية وان تنصتت على اجهزة الهواتف لمسؤولين اوروبيين ومنهم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي رفعت قضية والى جانبها الاتحاد الاوروبي ضد جهاز الاستخبارات الامريكي على وقع فضح الوثائق الدالة على ذلك؛ الا ان التطورات الاخيرة في فرنسا وقبلها في دول غربية اخرى وما يتوقع لاحقا تلمح الى احتمال قيام الاتحاد الاوروبي بمناشدة الولايات المتحدة للتعاون معه في احتواء هذه المستجدات الامنية في بلدانه.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة