السيد عبد الملك الحوثي : اليمن سيبقى عصياً على الإنكسار

السید عبد الملک الحوثی : الیمن سیبقى عصیاً على الإنکسار

وجه قائد الحراك الشعبي المقاوم و زعيم حركة أنصار الله في اليمن رسالة بثتها قناة "المسيرة" الفضائية مساء الخميس ، و خاطب فيها رجال الجيش اليمني واللجان الشعبية بالقول انكم تدافعون عن شعب مسلم عزيز مظلوم يشهد له الرسول بالإيمان والأخلاق ، و اكد أن هذا البلد سيبقي عصيا علي الانكسار ، وان الأعداء خابوا في استعباد الشعب اليمني ، مشددا علي أن دور «إسرائيل» قد برز في هذا العدوان جنبا الي جنب مع قرن الشيطان خادما لأمريكا والصهاينة دون ان يحترم حق الجوار .

وافادت وكالة تسنيم بأن السيد الحوثي توجّه الى رجال الميدان بالقول : "يكفيكم شرفا و فخراً انكم تدافعون عن شعب مسلم عزيز مظلوم ، ومن انبل الشعوب" ، مضيفاً : انتم بحق اهل الوفاء في مرحلة الاختبار التي تجلى فيها الصادق من الكاذب والعميل من الاصيل.
وشدّد السيد الحوثي على أن اليمن كان ، و سيبقى مقبرة للغزاة وعصيّاً على المستكبرين والطغاة ، مشيراً إلى أن جبهة العدوان تتكون من امريكا التي سودت صفحة الانسانية بجرائمها في العالم و«اسرائيل» الكيان الاجرامي الذي شارك وباشر في العدوان ثم قرن الشيطات الدمية الطيعة لامريكا و«اسرائيل» لم يتورّع لا بدافع الاخلاق ولا الانسانية عن استهداف النساء والاطفال.
و حثّ السيد الحوثي رجال الميدان على التعاون على صد العدوان والحذر من التنازع والصبر على الاعباء والمتاعب ، مؤكداً لهم أن معركتكم هي معركة الاستقلال والحرية والكرامة والشرف والنصر فيها يؤسس لمستقبل حقيقي لبلدكم، جازماً أن "النصر سيكون حليفكم".
و جاء حطاب السيد الحوثي بعد ساعات من تأمين قوات الجيش واللجان الشعبية معسكر اللواء 31 في منطقة بير أحمد و استعادتها كامل العتاد و الاسلحة التي كانت بحوزة عناصر تنظيم "القاعدة" الارهابي التكفيري في عدن باليمن ، وفي أعقاب هلاك عدد من العسكريين السعوديين و جرح آخرين اضافة الى تدمير آليتين عسكريتين جراء اقتحام الجيش واللجان لموقع جلاح العسكري في جيزان بالسعودية .

وفيما يلي نص الرسالة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلي الله وسلم علي خاتم أنبيائه محمد بن عبد الله وعلي آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار المنتجبين.
أيها الأخوة الأعزاء ، أبطال اليمن ورجاله الشرفاء المرابطون في جبهات القتال من الجيش واللجان الشعبية ، ومن كافة أبناء شعبنا اليمني العزيز ، يمن الإيمان والحكمة ، يمن الثبات والبطولة ، يمن الصبر والعزم ، يمن الإباء والعزة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأبارك لكم بقدوم الشهر الكريم بشهر رمضان المبارك أيها الشرفاء والأعزاء الثابتون الصامدون في سبيل الله تعالي وفي الدفاع عن شعبكم العزيز ، وبلدكم الطيب ، ووطنكم الغالي ، الذي تكالبت عليه قوي الشر والطغيان وتحركت بكل ما تملك وبكل ما تقدر عليه من شرها وإجرامها وعلي رأسها أمريكا وإسرائيل قرن الشيطان رأس النفاق المتمثل بالنظام السعودي المجرم ، وحرّكت المرتزقة والعملاء من الخونة والمجرمين الذين لا دين لهم ، ولا وطنية ، ولا إنسانية فقاموا بمناصرة المعتدي المجرم علي بلدهم وشعبهم .
المعتدي الذي يرتكب أبشع وأسوء الجرائم بحق هذا الشعب ، ويقتل المئات من الأطفال والنساء والكبار والصغار ، ودمر البلد بكل ما فيه من مقومات الحياة مع حصارٍ غير مسبوق في المنطقة العربية كلها ، وبأشد من الحصار المضروب من «الإسرائيليين» المجرمين علي قطاع غزة وشعب فلسطين .
لذلك يكفيكم أيها الأعزاء شرفاً وفخراً ومجداً وفضلاً وكرامة أنكم تواجهون أسوأ المجرمين بشهادة جرائمهم الأبشع والأفضع التي يندي لها جبين الإنسانية ، وتدافعون عن شعب مسلم عزيز مظلوم ، شهد له الرسول صلي الله عليه وآله ويشهد له الواقع بالإيمان والاخلاق ، وأنه من أنبل وأشرف الشعوب ، هذا الشعب المظلوم الذي ترتكب قوي الشر بحقه ما يعجز عنه الوصف ولا يبلغه البيان من ظلم وجبروت ، وبكل حقد وكبر ، واستهانة بالحرمات ، حيث تجردت قوي الشر من كل القيم والمعاني الإنسانية ، وفاقت بوحشيتها وطغيانها وإجرامها الوحوش والحيوانات المفترسة تحت لواء الشيطان الرجيم وراية البغي والعدوان والعياذ بالله .
أيها الأخوة الأعزاء الشرفاء ، إن وقوفكم المشرف والعظيم في كل ساحات وميادين القتال في الجبهة الداخلية في مواجهة العملاء والمرتزقة البائعين لأنفسهم وبلدهم وشعبهم ودينهم ودنياهم من الخارج المعتدي المجرم وفي جبهات الحدود في التصدي المباشر لقوي قرن الشيطان ومن معه من المجرمين المعتدين لهو فعلاً جهاد مقدس في سبيل الله تعالي نصرة للمستضعفين من عباده ، ولولا ذلك لكانت قوي الشر والإجرام من أمريكيين و«إسرائيليين» وقاعدة ومرتزقة وعملاء قد تمكنوا من احتلال البلد والسيطرة التامة عليه ، وحينها كانوا سينفذون ما يريدونه بحق الشعب اليمني العزيز من جرائم الإبادة والذبح وهتك الحرمات والأعراض ، والسيطرة علي الأرض ، ونهب الممتلكات .
لقد كشفوا بما قالوا وبما فعلوا أنهم أرجس خلق الله ، وأشّر عباده ، وأنهم ما كانوا ليتورعوا عن أي جريمة مهما كانت في سوئها وبشاعتها إلا بمواجهتهم ومنعهم ، لذلك لا أحد يتمكن من تصور ما كانوا سيفعلونه لو تمكنوا من تحقيق أهدافهم الشيطانية وبما هم عليه من حقد وكبر وإجرام وطغيان ، وأي ظلم وإذلال وقهر واستعباد وإهانة وشر كانوا يريدونه بحق اليمن وأهل اليمن والله المستعان .
فيا رجال اليمن وأبطاله وشرفاءه وأحراره : أيها الأعزاء والأوفياء ، يهنيكم شرف وفضل وقربة الجهاد في سبيل الله تعالي فيما فيها من فضل عظيم ، وأجر كبير كما قال الله تعالي {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ } وقال تعالي { وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَي الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } وقال تعالي {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }
ويهنيكم شرف الوفاء لشعبكم العزيز المظلوم ، فأنتم بحق الأوفياء في مرحلة الاختبار التي تجلي فيها الوفي من الخائن ، والصادق من الكاذب ، والأصيل من العميل ، وبوفائكم مع شعبكم خابت آمال اعداءه في قهره واستعباده .
ويهنيكم شرف الدفاع عن الحرمات والأعراض ، ولولا وفاؤكم وما وفقكم الله له من الثبات والصمود والإباء والصبر والنخوة والعزة ، لكان حال اليمن كمثل ما حدث في الموصل والأنبار من سبي للنساء وهتك للأعراض .
ويهنيكم الحفاظ علي الأرض والممتلكات ، فبصمودكم وشموخكم وتحرككم في كل الميادين كان اليمن ولا يزال وسيبقي مقبرة للغزاة ومقتلة للعملاء والخونة ، وعصياً علي الإنكسار لجبروت المجرمين والطغاة والمستكبرين .
واعلموا أنكم في جبهة الحق ضد الباطل وجبهة الدفاع عن المشروع ضد العدوان الذي لا شرعية له وجبهة الإنسانية ضد قوي الشر المتوحشة ، وجبهة الكرامة والوفاء في مواجهة العمالة والخيانة ، وجبهة الإيمان في مواجهة النفاق
أنتم يمن الإيمان ، يمن الأوس والخزرج ، يمن الإنسانية ، يمن الأخلاق ، يمن الحضارة ، يمن العزة ، يمن الشموخ ، يمن الشهامة ، يمن الثبات ، في مواجهة قرن الشيطان راس النفاق الذي هو دمية لـ«إسرائيل» وعبد رخيص لامريكا .
إن جبهة العدوان علي رأسها أمريكا الشيطان الأكبر التي سوّدت صفحة الإنسانية بجرائمها في العالم من القتل والتدمير والنهب وصولاً إلي هتك الأعراض وامتهان الكرامة الإنسانية ورمزيتها في الشر والطغيان متمثلة بما فعلته في كل أقطار الأرض من هيروشيما إلي فيتنام إلي العراق إلي غيرها من الأقطار وأخلاقياتها في أبو غريب وغوانتنامو إلي غير ذلك مما يطول به الحديث ، و«إسرائيل» التي هي كيان إجرامي قام أساساً علي الإجرام والطغيان والنهب ، وبرز دوره في هذا العدوان جنباً إلي جنب مع قرن الشيطان حيث اعتبر هذا العدوان مصلحة له وشجع وساهم وأيّد وبارك ثم شارك وباشر كما تجلي ذلك وانكشف ولم يعد ذلك خفياً ولا من الأسرار المكتومة ، ثم قرن الشيطان الذي هو خادم للمجرمين الرئيسيين في العالم أمريكا و«إسرائيل» ، ودمية طيّعة لهم والذي تجلي سوءة وظهرت وحشيته وبشاعته بجرائمه الفظيعة ، فلم يتحرك ولم يتورع لا بدافع الاخلاق ولا بدافع الإنسانية عن استهداف الأطفال ولا النساء ، ولم يحترم حق الجوار ، بل سعي إلي إهلاك الحرث والنسل وعمل علي الحاق الأذي بكل أبناء البلد في كل المدن والقري ، خزانات المياه ومتاجر المواد الغذائية ومحطات الوقود والمستشفيات والمساجد والمدارس والمطارات والموانئ والطرق والجسور والأحياء السكنية والقري الريفية والمنشآت الاقتصادية كلها كانت هدفاً لقنابله وصواريخه لأنه يريد الإضرار بكل اليمنيين في البلد ويسعي لمعاناة الجميع ، وبحصار ظالم أيضاً بغير وجه حق سعي إلي مضاعفة المعاناة فكشف بهذا المستوي الفظيع عن حقيقته كمجرم متوحش متجردٍ من الإنسانية .
أيها الشرفاء الأعزاء ، إن معركتكم اليوم هي معركة الاستقلال والحرية في مواجهة من أرادوا احتلال البلد ، واستعباد الشعب ، وهي معركة الكرامة والشرف في مواجهة من أرادوا إهانة وإذلال شعب مسلم ، وهي معركة مصيرية وتاريخية النصر فيها يؤسس لمستقبل حقيقي لبلدكم ولحرية شعبكم والحفاظ علي كرامته واستقلاله وأرضه وعرضه ، والهزيمة والعياد بالله فيها تؤسس لعبودية لأشر خلق الله ولهوان لا نظير له ، ولشر لا مثيل له من اولئك الأشرار المجرمين الذين يمثلون خطورة علي الإنسانية .
لذلك استمروا في ثباتكم واستبسالكم وصمودكم العظيم الذي قدمتم به أنصع صورة عن إيمان وأخلق وإباء وعزة اليمنيين وثبات المؤمنين وواصلوا التصدي لقوي الإجرام من قوي الخيانة والعمالة في الداخل ومن قوي قرن الشيطان في ثغور البلد مستعينين بالله ونعم المعين فهو القوي العزيز وهو القائل سبحانه {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَي نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }، متوكلين عليه وكفي به ولياً ووكيلا وهو القائل , {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَي اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } واثقين بنصر الله وهو القائل {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ} غير مكترثين بقوي الطغيان والإجرام وقرن الشيطان { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }
وماعليكم إلا الالتزام بتوجيهات الله تعالي في الثبات كما قال سبحانه وتعالي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ } والتعاون فيما بينكم كما قال الله تعالي {وَتَعَاوَنُواْ عَلَي الْبرِّ وَالتَّقْوَي }، وإن من أهم مصاديق الآية التعاون والتصدي لقوي العدوان والإجرام والحذر من التنازع كما قال تعالي { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } ويكفي زاجراً عن التنازع أنه معصية لله تعالي وسبب للضعف والهزيمة ، فكونوا حذرين منه وكونوا في تعاونكم وإخاءكم وتكاتفكم كالبينان المرصوص ، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ } واصبروا علي كل الاعباء والمتاعب فإن وعد الله وبشارته هي للصابرين كما قال تعالي { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } وقال تعالي { إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } وقال تعالي {وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } وبالثبات والصبر والتوكل علي الله والمثابرة والجد فإن النصر حليفكم ، والله مولاكم ونعم المولي ونعم النصير .
اسال الله الرحمة والمجد والخلود للشهداء ، والشفاء للجرحي والخلاص للأسري والنصر العزيز والفتح المبين لكم في كل الجبهات والميادين وأن يجعل دائرة السوء علي المعتدين والطغاة الجبابرة الظالمين ، ولكم مني كل المحبة والإعزاز والتقدير والدعاء المتواصل بالليل والنهار .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أخوكم عبد الملك بدر الدين الحوثي

 

 

 

 

 

 

م.ب

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة