أبناء صعدة متأهبون .. والفرصة سانحة لاستعادة «الأراضي المحتلة»

أبناء صعدة متأهبون .. والفرصة سانحة لاستعادة «الأراضی المحتلة»

لم يجد النظام السعودي بُدّاً من اللجوء إلى اختلاق معارك وانتصارات وهميّة للتعويض عن الهزائم، وللتغطية على خسائر جيشه المتلاحقة على امتداد الشريط الحدودي على يد المقاتل اليمني ، حيث تشن ماكينته الإعلامية حملة شائعات تفيد بتوغل الجيش السعودي في مناطق وجبال في عمق محافظة صعدة من الجهة الشرقية.

ويضع الاعلام السعودي أنباء «التوغل في صعدة» في سياق التمهيد لـ«معركة صنعاء» ، حيث يكثر الحديث عن سيناريوهات لتطويق صنعاء من الشرق والشمال ، وهو ما تدحضه الوقائع، ولا سيما أن لصعدة، إلى جانب مناعتها العسكرية على «التحالف»، رمزيتها السياسية والثقافية التي تزيد من منعتها.

والهدف برأي سكان صعدة والجوار والمقاتلين المرابطين فيها، هو صرف الأنظار عن الانجازات التي أحرزها الجيش اليمني و اللجان الشعبية في الداخل السعودي، وإثارة زوبعة إعلامية من شأنها التخفيف من وطأة أخبار الهزائم الكبرى التي كشفت هشاشة البنية التركيبية للجيش السعودي وعرّت عقيدته القتالية. وهي ضربة لا يُمكن الحد من تداعياتها على مستقبل الأسرة الحاكمة ولا حتى على الوضع في المنطقة برمته. وبالنظر إلى استحالة إخفاء الفضيحة أو الحدّ من انتشارها يحاول النظام السعودي ممارسة حرب نفسية عبر الإعلام لها أهداف عديدة، من بينها الحد من ظاهرة هروب الجند السعوديين وتخلّيهم عن الخدمة العسكرية، وكذلك خلق حالة من الهزيمة النفسية لدى الجانب اليمني من قبيل تلك الشائعات التي يشنها إعلام «عاصفة الحزم» المواكبة لحروب الداخل اليمني مع الجماعات التكفيرية .
و يذهب كل هذا الضجيج الإعلامي أدراج الرياح في ظلّ الهزيمة المتراكمة لدى النظام السعودي ولا يحصد إلا الخيبة، فالأمر لا يُمكن حسمه ولا الحدّ منه بهذه السذاجة، إذ يُدرك أهالي صعدة بمن فيهم رجال القبيلة، أحقية المعركة ومصيريتها.
وفي السياق نفسه، ينشر طيران العدوان السعودي بين الحين و الآخر منشورات ورقية تخاطب أهالي صعدة وسكانها، وتحذرهم من الالتحاق بجبهات القتال، وهي لعبة اعتاد عليها المواطنون، وصارت بالنسبة لهم من ضمن الضغوط الإعلامية الرامية بكل ثقلها على المجتمع المتعطّش للردّ منذ بداية الحرب.
وابدى عدد من الوجاهات القبلية اليمنية في المناطق التي ادّعى إعلام السعودية توغل قواتها فيها ، ارتياحاً كبيراً إزاء الانجازات التي حققها الجيش واللجان في جيزان . وكان لافتاً ترفّع أهالي المنطقة المقابلة لمحافظة نجران عن الردّ على ما سموه «تُرهات إعلام العدوان» . ويقول أحد شيوخ قبيلة «وائلة» – منطقة الفرع، تعليقاً على الموضوع: «في الأساس نحن لا نعير أي اهتمام لما يقولونه في وسائل إعلامهم، ورجالنا موجودون في الميدان وفي ساحات القتال»، مؤكداً أن الميدان «هو المكان المفترض أن نلتقي فيه وأن نبني انتصاراتنا عليه، وليس في الإعلام حيث يُمارسون الكذب والتضليل على الجماهير وخصوصاً بعدما كسر اليمنيون هيبتهم في المواجهات الأخيرة (...) وقد عرف أخوتنا من أبناء القبائل العربية في الجزيرة إفلاس وفشل النظام السعودي الوحشي الذي يهرب من مواجهة الرجال ويعتقد أن أمواله ستصنع له ما عجز عن صنعه جنوده وجيشه». ويُبدي أبناء قبائل مديرية كتاف والبقع الحدوديتين تمسكهم بضرورة «استعادة الأراضي اليمنية التي احتلها النظام السعودي» (نجران ـ جيزان وعسير)، مشيرين إلى أن كل الاتفاقيات الموقعة لترسيم الحدود بين البلدين لاغية، وهي على حد وصفهم «صفقات بيع أكثر منها اتفاقيات»، مؤكدين أن الفرصة سانحة لاستعادة كل ما استولى عليه النظام السعودي خلال العقود الماضية .
ويقاتل رجال القبيلة جنباً إلى جنب مع رجال الجيش اليمني و»اللجان الشعبية»، فيما تعد مديرية كتاف والبقع من أكثر المناطق الحدودية التي يحضر فيها رجال القبائل نظراً للتركيبة المجتمعية القبلية هناك.

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة