ما هو سر تراجع اردوغان عن اصراره على رحيل الرئيس الاسد؟ وهل ستكون زيارة دمشق خطوته المقبلة؟


ما هو سر تراجع اردوغان عن اصراره على رحیل الرئیس الاسد؟ وهل ستکون زیارة دمشق خطوته المقبلة؟

لم يفاجئنا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي احتضن "المعارضة" المسلحة ، وسهل مرور الاموال والاسلحة والمقاتلين اليها، بالتراجع عن موقفه في سوريا ، و تأكيده هذا التراجع بشكل واضح، عندما قال “بشار الاسد يمكن ان يشكل جزءا من مرحلة انتقالية في اطار حل سياسي للازمة في بلاده” ، و هو الذي قال انه رئيس غير شرعي وايامه معدودة ، ولا مكان له في حاضر سوريا او مستقبلها .

و كتبت صحيفة "راي اليوم" الالكترونية في افتتاحيتها : "نقول لم يفاجئنا لاننا كنا نتوقع هذا التراجع بعد الانقلاب الذي وقع في موقف الولايات المتحدة ودول اوروبية اخرى، وبات يسقط “الفيتو” عن اي تفاوض مع الرئيس السوري، او الاعتراف بدور له في عملية انتقالية، وهو اعتراف يعكس تراجع تدريجي ومبطن.

و اضافت الصحيفة ان السيدة انجيلا ميركل كانت الاكثر صراحة في اعلانها اليوم الذي دعت فيه الى اشراك الرئيس الاسد في الحوار لحل الازمة السورية، بعد يوم واحد فقط من تصريح مماثل لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
و تابعت الصحيفة ان الرئيس اردوغان يختلف عن حلفائه العرب في المملكة العربية السعودية ودولة قطر في كونه يتمتع بدرجة عالية من “البراغماتية”، حيث يقدم مصلحة بلاده فوق اي اعتبارات “ثارية”، او “شخصية” اخرى، ولا يرى اي ضير في التراجع عن مواقفه السابقة في سورية، او غيرها، اذا كان هذا التراجع يصب في مصلحة تركيا ، وهذا ما يفسر قبوله بدور للرئيس السوري في عملية انتقالية ترتكز على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم شخصيات من السلطة والمعارضة.
و اردفت الصحيفة ان الامر المؤكد ان تراجع الرئيس اردوغان هذا سيشكل صدمة لحلفائه العرب، سواء في قمة السلطة، او في اوساط المعارضة السورية، التي تتخذ من انقرة قاعدة لانطلاقها وتراهن بقوة على دعم النظام لها، ولكن هذه هي السياسة، وسياسة الشرق الاوسط ورمالها المتحركة، وخرائطها وتحالفاتها المتغيرة.
و رات الصحيفة ان الخطوة التالية المتوقعة ، ان يتوجه الرئيس اردوغان الى دمشق، او يوفد رئيس وزرائه احمد داوود اوغلو، هذا اذا بقي الاخير في منصبه بعد شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، حيث الانتخابات البرلمانية الثانية في اقل من عام، وتشير استطلاعات الرأي ان حظوظ حزب العدالة والتنمية الحاكم للفوز فيها باغلبية مطلقة محدودة .
و اختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة : لا شيء مستبعد على الاطلاق، ومن تابع تصريحات الرئيس اردوغان في بداية الازمة السورية حول الرئيس الاسد وحكومته ، لا يمكن ان يتوقع تراجعه الذي عبر عنه اليوم (الخميس) وبعد عودته من موسكو مباشرة.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة