انشقاقات جديدة وعمليات تصفية بين "النصرة" والجماعات الارهابية المسلحة


انشقاقات جدیدة وعملیات تصفیة بین "النصرة" والجماعات الارهابیة المسلحة

افادت مصادر ميدانية بحصول المزيد من الانشقاقات و الانقسامات في صفوف الفصائل الارهابية المسلحة في سوريا لا سيما جبهة النصرة ، التي انقسمت إلى ثلاثة فصائل في أحياء جنوب العاصمة دمشق واشتبكت مع "فيلق الرحمن" في الغوطة الشرقية وسط معلومات عن عمليات تصفية وقتل بينها وبين إحدى أكبر الفصائل المسلحة في ريف حلب ، فيما أصدرت قراراً بفصل أبي عبد الله السلفي الذي يقود كتيبة ابن تيمية وأبي خضر الذي انشق مع ستين مسلحاً غالبيتهم ممن كانوا يقاتلون في مخيم اليرموك.

و كانت "النصرة" قد اشتبكت مع "فيلق الرحمن" في عربين في الغوطة الشرقية بسبب خلاف على إدارة نفق للتهريب بين عربين و القابون ما أدى إلى وقوع عشرة قتلى وجرحى على الأقل من الطرفين.

و لم تتوقف الخلافات بين النصرة وبقية الفصائل عند حدود محيط دمشق فقط، في ظل معلومات ميدانية تتحدث عن عمليات تصفية وقتل بين الجبهة و"حركة نور الدين الزنكي"، وهي واحدة من أكبر الفصائل المسلحة في ريف حلب.
وكانت الحركة اتهمت "جبهة النصرة" بالهجوم على حواجزها بالأبزمو ومعرة الأرتيق وكفرحمرة وخطف مقاتليها، كما اتهمتها بتنفيذ هجوم بسيارة مفخخة على الحركة في دير جمال في منطقة أعزاز ما أدى إلى مقتل خمسة من مقاتليها وإصابة العشرات منهم.
ولم يخرج قادة جبهة النصرة عن ارتباطهم الايديولوجي بتنظيم القاعدة، لكن لهذا الارتباط حيثيته المستندة إلى خصوصية الوضع السوري. حيث تؤدي معارك الكر والفر بين الفصائل المسلحة، دافعاً في التحاق أهالي المنطقة المسيطر عليها بهذه الجبهة أو تلك، ثم الانشقاق عنها لصالح "المنتصر" الجديد.
وهذا الرأي يدعمه الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية طلال عتريسي الذي أشار في حديث للميادين نت إلى أن خصوصية الساحة السورية، تجعل من مسألة الانشقاق "أبعد من العامل الايديولوجي، حيث تسهم لعبة المصالح والمنافع في تحديد شكل التحالفات بين الفصائل الاسلامية أكثر من الايديولوجيا".
وتتسم القاعدة الأوسع لجبهة النصرة باحتوائها على من يسمون "الحطب"، أو الزمر التي تضم عناصراً يقاتلون ارتزاقاً. هذه الزمر ينشأ فيما بينها خلافات على مكاسب مالية أو "غنائم" وفق أدبيات سائدة بقوة عند هذا النوع من التنظيمات.
ويعتقد الخبير العسكري السوري حسن الحسن، أن الاسباب المتعلقة بالحصول على المال ومراكمته عند زعماء هذه الزمر، قد تكون محفزاً لحصول مثل هذه الانشقاقات. من دون أن نستثني ما فرضه الدخول الروسي على خط المشاركة العسكرية في الازمة السورية، من تبدلات جوهرية في خارطة المعارك. وذلك عبر استهداف مواقع داعش وغيرها من التنظيمات يبدو أنه تسبب بإضعافها.
وذلك أدى إلى "تبخر أحلام جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات، وهذا بطبيعة الحال يقلل من اندفاع مقاتليها"، وفق الحسن.
ويضاف إلى السببين الآنفي الذكر إمكانية حصول اختراقات على مستوى رفيع، بعدما جرت اختراقات على مستوى أدنى في المناطق التي تسيطر عليها جبهة النصرة، حيث "يعمل المواطنون الرافضون لوجود "الجبهة"، على التواصل مع الجهات المعنية في الدولة السورية"، بحسب الحسن، الذي أكد للميادين نت أن الهزائم التي شهدتها الفصائل المسلحة ومنها "النصرة"، جعلت من كتائبها "تتبادل الاتهامات حول من يتحمل مسؤولية الهزيمة، وبالتالي نشوب خلافات تلعب دورها في حصول انشقاقات".
ويعتقد أن يستفيد الجيش السوري والمقاومة من هذا الواقع الذي يقول عتريسي إنه "مفتوح على الانشقاقات في المرحلة المقبلة". أما كيفية التعامل معه فيبقى عند الجهات العسكرية السورية المعنية بوضع الخطط واتخاذ القرار بالهجوم.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة