الشهيد أحمد قصير فاتح عهد الاستشهاديين في ذكراه .. 11 تشرين الثاني تاريخ حفر عميقاً في «الذاكرة الإسرائيلية» !؟
في مثل هذا اليوم ، الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام ألف وتسعمئة واثنين وثمانين ، الذي حفر عميقاً في الذاكرة «الإسرائيلية» ، اقتحم الاستشهادي أحمد قصير بسيارته المفخخة مقر الحاكم العسكري الصهيوني في صور ، في عملية وصفت بالأقوى وبالأنجح في تاريخ المقاومة لناحية عنصري المفاجأة والدقة اللذين اتسمت بهما حيث أعلن في «إسرائيل» ، غداة هذه العملية البطولية ، يوم حداد ، كما خصصت حصص في المدارس عن الموضوع .
ففي السابعة صباحاً ، افتتح الفتى الجنوبي أحمد قصير عهد الاستشهاديين ضد جيش الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان باقتحام مقر الحاكم العسكري الصهيوني في صور بسيارة مفخخة، والحصيلة التي اعترفت بها «إسرائيل» : ست وسبعون قتيلاً من الجيش الاحتلالي والشاباك وانهيار المقر بطوابقه السبعة بالكامل كأنه برج من ورق .
و وصفت وسائل اعلام «إسرائيلية» العملية بانها "لعنة صور الكارثة الأكبر في تاريخ «إسرائيل»" ، و هو توصيف يتطابق والصورة التي رسمها رئيس هيئة الأركان العامة آنذاك رفائيل ايتان بقوله : "نحن مصدومون ومذهولون إننا نقف أمام كارثة" .
ثلاثة وثلاثون عاماً مرّت على اليوم الرهيب يقول من بقيّ حياً ويتذكر . ثلاثة وثلاثون عاما لم تكن كفيلة بمحو ما خبروه ما زالوا يتذكرون صراخ الجنود، ما زالوا يتنشقون رائحة الغبار وما زالوا لا ينامون الليل.
و غداة العملية أُعلن في «إسرائيل» يوم حداد قومي، ونكّست الأعلام، وخصصت حصص في المدارس عن الموضوع ، وهو أمرٌ قلما تشهده «إسرائيل» على نطاق واسع، وإن دلّ على شيء فإنه يدل بحسب محللين على افتتاح عهد جديد لم تشهد له «اسرائيل مثيلاً» .... إنه عهد الاستشهاديين.