ماذا أنجزت إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية ؟

ماذا أنجزت إیران بعد انتصار الثورة الإسلامیة ؟

كانت إيران قبل إنتصار الثورة الإسلامية عام 1979 كبقية الكثير من دول المنطقة المتخلفة تستورد ما يقارب الـ 100% من احتياجاتها خاصة في المجال الصناعي ، من الدول المتطورة ، ولا يوجد فيها مراكز صناعية و بحثية ، ما عدا عدد قليل من شركات التركيب ، والشركات العاملة في استخراج وتكرير النفط الخام ، التي معظم من يدير أعمالها هم من البريطانييون و الأمريكييون و سائر الاجانب .

لكن الشعب الإيراني قرر في 11 فبراير 1979 أن يبدأ مشوارا طويلا لنيل المكانة التي تليق به في شتي المجالات ، العلمية والصناعية والتقنية والإقتصادية والطبية وجميع مجالات التقدم الاخري ، من خلال اجتثاث النظام الشاهنشاهي الذي جثم قرونا متمادية علي صدور الإيرانيين و ألبسهم ثوب التخلف والفقر.

وكتب موقع "الوقت" التحليلي مقال جاء فيه : بالرغم من أن الإنجازات  التي تحققت في إيران بعد إنتصار الثورة الإسلامية ورغم الحصار الجائر الذي فرضته أمريكا و الدول الغربية منذ ذلك التاريخ حتي هذا اليوم ، كانت إنجازات لا يمكن إحصائها بسهولة ، إلا أن بعض هذه الإنجازات مثل التكنولوجيا النووية والطب والصناعات العسكرية الدفاعية والاقمار الصناعية والنانو، قد طفت علي السطح، فاننا نسعي خلال هذا المقال التطرق بشكل موجز الي التطور العلمي والطبي فقط . و في البداية نشير الي عشرة أصناف من أهم التطورات التي توصلت اليها إيران في هذه الحقبة وهي :
• الإنجازات الصناعية الثقيلة والمتوسطة
• الإنجازات في مجال الصحة والسلامة
• الإنجازات الزراعية
• الإنجازات السياسية
• الإنجازات الثقافية
• الإنجازات العلمية
• الإنجازات العسكرية وإنتاج المعدات الحربية الدفاعية
• الإنجازات الإجتماعية
• الإنجازات الخدماتية خاصة في مجال بناء المدن وتطويرها
• الإنجازات الطبية وعلاج الأمراض المستعصية

وفي مجال الاختراعات ، وصل عدد الإختراعات التي أنجزها العلماء الإيرانييون بعد الثورة الإسلامية الي ما يقارب الـ 30000 اختراع، في شتي المجالات. وتاتي معرفة التقنية الكاملة لدورة الوقود النووي ، التي مكنت إيران أن تصبح خامس دولة في العالم في هذا المجال، ضمن أهم الإنجازات العلمية المهمة. وبالاضافة الي التقنية النووية فقد حازت إيران علي المكانة الـ7 في مجال علوم النانو. فضلا عن أن إيران تمكنت بعد الثورة الإسلامية أن تحتل مكانة مرموغة في الكثير من المجالات العلمية الهامة الاخري ومن بينها: الليزر والميكروالكترونيك وصناعة الروبوتات وكسب جوائز دولية في مسابقات الروبوتيك، وصناعة الكمبيوترات العملاقة القادرة علي تحليل كميات كبيرة من المعلومات خلال وقت قصير و التقدم في مجال صناعة البرمجيات (السوفتوير والهاردوير) . فضلا عن أن إيران تمكنت خلال هذه الفترة أن تحصد أكثر من 362 ميدالية من خلال مشاركتها في الاولمبيات العلمية الدولية.
وازداد عدد الجامعات بعد الثورة الإسلامية من 15 جامعة حتي وصل هذا العدد الي ما يزيد علي 615 جامعة (115 منها أهلية و500 جامعة خاصة)، حيث ادت هذه الزيادة في عدد الجامعات الي زيادة غير مسبوقة في عدد طلاب الجامعات . وبينما كان عدد طلبة الجامعات قبل إنتصار الثورة الإسلامية في 1979، لا يتجاوز الـ 175 الف طالب ، فقد أرتفع العدد حتي صار اليوم يناهز الـ 5 ملايين . وفي سياق تطور النظام الدراسي في إيران بعد الثورة الإسلامية، فقد ارتفعت نسبة المدارس من 48 الف مدرسة حيث تجاوزت نسبتها الـ 200 الف مدرسة، مما أدت هذه الزيادة في عدد المدارس والجامعات خلال هذه الفترة الي إرتفاع نسبة المحصلين والدارسين من 35% الي مايقارب الـ 100%، حيث باتت إيران تقترب من القضاء علي الإمية بشكل كامل في البلاد.
وفي مجال المقالات العلمية حول النانو التي أنتشرت العام الماضي (2015) فقد حازت إيران علي المرتبة الـ7 دوليا، متفوقة علي دول كثيرة مثل فرنسا وبريطانيا وروسيا، من خلال نشر 6160 مقالة علمية في هذا المجال من العلوم الهامة. وفي مجال علميا وصناعيا آخر فقد تمكنت إيران من اطلاق عدد من المركبات  الفضائية ومن المتوقع أن ترسل مركبات مأهولة خلال الفترة القريبة القادمة . فضلا عن التقدم الذي احرزته في مجال استنساخ الحيوانات للاغراض العلمية وفقا للقواعد الإسلامية. وفي مايخص سرعة التطور العلمي، فقد تشير تقارير المراكز العلمية الدولية الي أن تطور إيران في المجال العلمي ينمو بسرعة فائقة يصل الي 11 ضعفا مقارنة بمعدل التطور العلمي في العالم. مما تخيف هذه السرعة الفائقة من التطور العلمي في إيران، الكثير من الدول الغربية، بسبب أنه من المحتمل أن تصبح إيران في القريب العاجل، رائدة في الكثير من المجالات العلمية ومتقدمة علي الكثير من هذه الدول.
وفي المجالات الطبية فقد ارتفعت نسبة الأطباء من 15 الف طبيب قبل الثورة الإسلامية لتصل اليوم الي أكثر من 111000 طبيب في مختلف الاختصاصات ، ما ادي الي استغناء البلاد بالكامل عن الاستعانة بالاطباء الاجانب . واضافة الي ذلك فقد أدت الخبرات التي إكتسبتها إيران في مجال إنتاج الخلايا الجذرية /الجذعية (Stem Cells) وزراعة الاعضاء البشرية الحيوية مثل الكلية وعلاج أمراض العيون ومعالجة الامراض الناتجة عن العناصر الكيماوية وجراحة المخ والأعصاب، وعلاج أمراض العقم وترميم الخلايا النخاعية، وعلاج الأمراض المستعصية ومن بينها السرطانات، حمانا الله واياكم منها جميعا، أدت هذه الانجازات الطبية الي اجتذاب الآلاف من المرضي من خارج البلاد سنويا لتلقي الخدمات الطبية والعلاجية داخل البلاد.
وفي مجال الطب أيضا فقد تحظي إيران حاليا علي المرتبة الاولي في مجال إنتاج الأدوية بين دول الشرق الاوسط من خلال إنتاجها 97% من الادوية وتصدر كميات كبيرة منها وعلي رأسها الأدوية البيولوجية الحديثة، وأنواع اللقاحات وتصدير كميات كبيرة منها أيضا خارج البلاد.
وفي هذا السياق أدي ارتفاع نسبة تلقيح الاطفال من 30% الي 100%، الي اجتثاث الكثير من الامراض مثل شلل الاطفال والامراض المعدية. ونتيجة لتزايد عدد المستشفيات والمراكز الصحية وتقديم الخدمات الطبية، فقد ارتفع متوسط العمر في إيران من 57 عاما قبل الثورة الإسلامية ليصل اليوم الي أكثر من 74 عاما.
اضافة الي ذلك فقد إنخفضت نسبة الوفيات بين الاطفال دون السنة الواحدة من العمر، خلال هذه الفترة من 12% في عام 1979 الي أقل من 1.5%، وكذلك إنخفضت نسبة الوفيات بين الامهات من 2.54% لتصل الي 0.24% بعد الثورة الإسلامية.
و جميع هذه الإنجازات الطبية جاءت بعد الثورة الإسلامية مما جعل البعض يطلق علي هذه الثورة ، مسمي "ثورة العلم والتقدم" في إيران ، علي أمل التطرق لاحقا لسائر التطورات الهامة التي حصلت في إيران بعد إنتصار الثورة الإسلامية .

الأكثر قراءة الأخبار {0}
عناوين مختارة