ماذا بعد تحرير ريف اللاذقية الشمالي ؟ ... وهل اقترب تحرير ادلب ؟؟

ماذا بعد تحریر ریف اللاذقیة الشمالی ؟ ... وهل اقترب تحریر ادلب ؟؟

اعتبر الكاتب والناشط السياسي الأردن هشام الهبيشان ، اليوم الجمعة ان معركة ادلب اليوم تشكل إهمية إستراتيجية ، و رآى ان تحرير الجيش السوري و حلفائه لريف اللاذقية الشمالي ، شكل صفعة قوية للنظام التركي وللمجاميع الراديكالية المسلحة ، ومن هنا سننتظر الأيام المقبلة التي ستعطينا إجابات منطقية وأكثر وضوحاً وواقعية من مجمل التغيّرات التي سنشهدها بالساحة العسكرية الإدلبية بشكل خاص ، و عموم الساحة العسكرية السورية .

و كتب هذا الناشط الاردني مقالا خص به وكالة "تسنيم" ، جاء فيه : بدا واضحاً لجميع المتابعين أن سلسلة المعارك للجيش العربي السوري و التي جرت في الآونة الأخيرة في ريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي المشرفة بشكل واضح على ريف ادلب الغربي والجنوبي الغربي  ، ما هي إلا هدف من سلسلة أهداف إستراتيجية كجزء من خطة ورؤية أكبر، لمسار الحسم العسكري التي يعمل عليها الجيش العربي السوري وحلفاؤه ، و التي ستسقط رهان  بعض القوى الشريكة بالحرب على الدولة السورية، والتي حاولت بالفترة الماضية اتخاذ محافظة ادلب وريف اللاذقية الشمالي كنقطة ارتكاز بمحاولة لإخضاع الدولة السورية لشروط وإملاءات تحاول بعض القوى الإقليمية الحليفة والشريكة والداعمة للمشروع الصهيو- أميركي بالمنطقة فرضها على الدولة السورية.
اليوم، لا يمكن للدول الداعمة للمجاميع المسلحة ،إنكار حقيقة  أن خسارة المجاميع المسلحة لمواقعها بريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي ،شكلت ضربة قاسمة لكيانات المجاميع المسلحة بريف اللاذقية الشمالي وريف ادلب الغربي ،فاليوم الجيش العربي السوري اصبح يطل بشكل واضح  على المواقع  المتقدمة للمجاميع المسلحة بعمق  محافظة ادلب من خلال تحريره للريف الشمالي من محافظة اللاذقية ، وهذا بدوره سوف يشكل بمجموعه عبئاً ثقيلاً على الدول والكيانات الداعمة للمجاميع المسلحة بمحافظة ادلب، فاليوم هناك حديث واضح  يتحدث عن غرف عمليات "يقودها ضباط مخابرات سعوديين واتراك "على الحدود التركية ،هدفها  إعادة تجميع ما تبقى من مسلحي ريف اللاذقية الشمالي  وإعادة ترتيب أوراقهم وحساباتهم لحجم المعركة في عموم مناطق شمال وشمال غربي سورية، مع الأخذ في الحسبان قطع خطوط الإمداد العسكري بأشكاله كلها التي كانت توفرها تركيا للمقاتلين بعموم هذه المناطق.
معركة ادلب اليوم تشكل إهمية إستراتيجية ،وهنا لا يمكن إنكار حقيقة أن محافظة إدلب بموقعها الاستراتيجي بالشمال الغربي لسورية تشكل أهمية استراتيجية بخريطة العمليات العسكرية السورية وتحتل أهمية استراتيجية، باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتد على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق شمال سورية ووسطها، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية المرتبطة بالجانب التركي، إضافة إلى كونها تشكل نقظة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بمدينة إدلب شرقاً وشمالاً وجنوباً، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الإستراتيجية الكبرى لمحافظة إدلب في خريطة المعارك المقبلة بالشمال والوسط السوري بشكل عام وبمناطق الساحل السوري بشكل خاص.
هنا، يمكن القول إن الجيش العربي السوري قد استطاع مرحلياً تسديد الضربة الأولى لهذه المجاميع الرديكالية والمدعومة من الجانب التركي، وبدأ فعلياً برسم ملامح جديدة لطبيعة المعركة في عموم مناطق محافظة إدلب وريف حماة الغربي والشمالي بالوسط السوري، وقد أثمر  هذا التسديد المباشر للضربة الأولى بريف اللاذقية الشمالي عن استعادة زمام المبادرة من قبل الجيش، وها هي طلائع الجيش اليوم تقف على مشارف العمق الاستراتيجي لريف إدلب الغربي "جسر الشغور"، وهذا ما أثمر مرحلياً مجموعة انهيارات واسعة في صفوف مسلحي "جبهة النصرة – الجبهة الإسلامية" بمعظم بلدات وقرى ريفي اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي  .
ويمكن أن نقرأ وبناء على متغيّرات الساعات الأخيرة والتطور الملموس والنوعي في عمليات الجيش العربي السوري بعموم مناطق ريف اللاذقية الشمالي، أن خطط القادة الميدانيين في الجيش اتجهت بالمنحى الإيجابي، فخريطة العمليات العملياتية والتكتيكية والاستراتيجية وتبادل الأدوار والانتقال من خطة إلى أخرى والتكيف مع ظروف المعركة بسلاسة ملحوظة، هذه المتغيّرات التي أدارتها بحرفية وحنكة ملحوظة القيادة العسكرية الميدانية للجيش السوري بريف اللاذقية الشمالي بمجموعها، أثمرت وبعمليات نوعية وخاطفة بضرب خطوط الدفاع الأولى لـ "جبهة النصرة " في ريف إدلب الغربي، من خلال تحرير مجموعة قرى وبلدات تشرف على  بلدة جسر الشغور بشكل شبه مباشر، وبهذا يكون الجيش العربي السوري قد أمن "مرحلياً" أولى مراحل التقدم باتجاه عمق ريف إدلب الغربي . ختامآ ، في هذه المرحلة ، وبعد أن أصبح الجيش العربي السوري على مشارف العمق الاستراتيجي لريف إدلب الغربي وخصوصاً بعد النجاح الملحوظ بتقطيع أوصال طرق إمداد المجاميع الرديكالية من الجانب التركي، وبعد مجموعة انهيارات واسعة في صفوف مسلحي "جبهة النصرة – الجبهة الإسلامية" وآخرها في قرى وبلدات ريف اللاذقية الشمالي ، هنا تمكن قراءة الواقع وبشكل منطقي وأكثر واقعية، فتحرير ريف اللاذقية الشمالي شكل صفعة قوية للنظام التركي وللمجاميع الرديكالية المسلحة  ، ومن هنا سننتظر الأيام المقبلة التي ستعطينا إجابات منطقية وأكثر وضوحاً وواقعية من مجمل التغيّرات التي سنشهدها بالساحة العسكرية الإدلبية بشكل خاص وعموم الساحة العسكرية السورية.

الأكثر قراءة الأخبار {0}
عناوين مختارة