«السفير» : آل سعود يمهدون لحرب صهيونية على لبنان !

«السفیر» : آل سعود یمهدون لحرب صهیونیة على لبنان !

علقت صحيفة «السفير» اللبنانية اليوم السبت علي قرار وزراء خارجية الجامعة العربية الذي وصف حزب الله بـ«منظمة إرهابية» ، و عارضه لبنان و العراق و الجزائر ، و أعتبرت أن سلطات آل سعود تمهد الأرضية لكيان الارهاب الصهيوني لشن حرب جديدة علي لبنان ، مضيفة ان "جامعة عربية كهذه صار من الأفضل لها أن تضم «إسرائيل» إلي صفوفها ، بعدما صارت المكاتب الأمنية التنسيقية موجودة في معظم العواصم الخليجية ، و أن تحسم أمر هويتها غير العربية" .

و كتبت الصحيفة تقول : لم يعد ينقص جامعة الدول العربية ، خصوصاً في عهد أمينها العام الجديد أحمد أبو الغيظ ، سوي أن تتقدم بطلب خطي إلي الحكومة «الإسرائيلية» تتوسلها فيه أن تشن حرباً بلا هوادة ضد المقاومة في لبنان وفلسطين ، بعدما صار المقاومون علي هاتين الجبهتين .. «إرهابيين» بامتياز ، تبعاً لقرارات وزراء الخارجية والداخلية العرب .
و اضافت الصحيفة : ومن حسن حظ المقاومين في لبنان وفلسطين أن «إسرائيل» لا تنتظر طلباً أو أمراً من أحد في حروبها منذ نشأتها حتي يومنا هذا . هي تقرر ما يتناسب ومصلحتها الإستراتيجية و تأخذ في الحسبان الظروف «الإسرائيلية» والإقليمية والدولية .
و تؤكد الصحيفة "بهذا المعني ، صار «الإسرائيليون» يحسبون ألف حساب للحرب، سواء في غزة أو مع لبنان وحتي في جبهة الجولان، وذلك من زاوية قدرة جيشهم علي تحقيق «الانتصارات» وعدم تكرار الإخفاقات، خصوصاً في ضوء تجربتي لبنان وغزة . لكن بين العرب، وتحديداً في جامعة دولهم المتهالكة، من يصرّ علي تقديم أوراق الاعتماد المجانية «للإسرائيليين»، عبر تهيئة المسرح الإقليمي لحرب اذا قررت «اسرائيل» أن تخوضها لاعتباراتها وليس لاعتبارات أحد غيرها ، فإنها ستكون محمية بسقف رسمي عربي يعتبر حزب الله المقاوم.. «تنظيماً إرهابياً»" .
وتابعت الصحيفة : "صحيح أن «إسرائيل» سعيدة جداً بما يجري علي أرض سوريا من استنزاف للدولة العربية المركزية التي لطالما كانت ترفض أن تتنازل عن ذرة تراب أو مياه، واحتضنت وما تزال المقاومة اللبنانية منذ لحظة انطلاقتها الأولي قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وهي ـ أي «إسرائيل» ـ تراقب بسعادة أكبر كيف يزج حزب الله بالآلاف من مقاتليه ووحدات النخبة الي المعركة الدائرة منذ سنوات علي أرض سوريا في مواجهة المجموعات الإرهابية، لكنها لا تحذف من حساباتها احتمالات الحرب" .
ووفق خبراء في الشأن «الإسرائيلي» ، تقول «السفير» "إن إمكان تدهور الأمور نحو خطر الحرب ممكن ليس بسبب قرار «إسرائيلي» مسبق بل ربما نتيجة سوء تقدير، وذلك علي قاعدة إقدام «الاسرائيليين» علي تنفيذ ضربة عسكرية نوعية (وقائية) بعنوان «منع إدخال أسلحة كاسرة للتوازن» الي لبنان.. وعندها تصبح الأمور مفتوحة علي كل الاحتمالات، علماً أن قيادة المقاومة لطالما طمأنت الجمهور اللبناني والعربي العريض الي أنها باتت تملك قدرة ردع تجعل «الإسرائيليين» يحسبون ألف حساب قبل الإقدام علي أي قرار بالحرب أو تنفيذ عملية عسكرية" .
و لفتت الصحيفة إلي أنه "ليس خافياً علي أحد أن المقاومة لا تكتفي بالتطمينات الشفهية لجمهورها ولا بتمرّس مقاتليها و تراكم خبرتهم الاستراتيجية في الميدان السوري، بل تضع كل الاحتمالات الميدانية ، وهذه نقطة يدرك «الإسرائيليون» معناها بالعين المجردة ، خصوصاً أنهم يواظبون منذ سنوات وبوتيرة استثنائية علي تكثيف مناوراتهم العسكرية التي تحاكي احتمالات الحرب، وكذلك تحضير جبهتهم الداخلية لحرب ستكون استثنائية بجغرافيتها ومآلاتها" .
ولعل المؤسف في القرار الصادر عن وزراء الخارجية العرب ، بدفع سعودي ـ إماراتي ، بحسب الصحيفة ، "أنه يغتال جامعة الدول العربية ويلغي أهداف تأسيسها ونشوئها كراعية لمصالح الشعوب العربية وليس لمن يريدون ممارسة سلطتهم وتتويج أنفسهم ملوكاً علي حساب تضحيات المقاومين وبطولاتهم التي جعلت أرض لبنان أول أرض عربية تتحرر بالقوة وليس بالمفاوضات ولا بالاستسلام والذل والهوان" .
وتضيف الصحيفة : "جامعة عربية كهذه صار من الأفضل لها أن تضم «إسرائيل» إلي صفوفها، بعدما صارت المكاتب الأمنية التنسيقية موجودة في معظم العواصم الخليجية، وأن تحسم أمر هويتها غير العربية، وبالتالي، لم تعد مسايرة هذا الإطار العربي الرسمي البائد.. سوي مضيعة للوقت ما دامت صيغة «التسيير» لم تعد كافية، وصار المطلوب أن تكون «منصة هجومية» لأولئك الرافضين الإقرار بفشلهم في كل «ميادين» المنطقة ، فكان أن قرروا جعل لبنان ومقاومته «فشة خلق».. برغم التحفظ الخجول لا بل المعيب لوزير خارجية لبنان جبران باسيل الذي قرر أن «يكفّر» عن «ذنوبه السابقة» وموقعه «المستقبلي» بأن جعل سقفه أقل مما كان عليه حتي سقف وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي عمّم بياناً بعد اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس أعلن فيه أنه اعترض باسم لبنان علي توصيف «حزب الله» بأنه «إرهابي»!" .
و رأت «السفير» أن "الأنكي في السلوك الانتقامي الفاجر لوزراء خارجية مجلس التعاون أنهم لم يكتفوا بإلزام باقي نظرائهم العرب (باستثناء لبنان والعراق والجزائر) ، بقرارهم اعتبار حزب الله منظمة إرهابية ، بل قررت كل من السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت أن تنأي بنفسها ، عن قرار «التضامن مع لبنان» الذي كانت تقره كل الاجتماعات الدورية لوزراء الخارجية العرب منذ مطلع التسعينيات حتي السنة الماضية" .
و تضمّن القرار العربي «تجديد التضامن الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته بما يحفظ الوحدة الوطنية وأمنه واستقراره وسيادته علي كامل أراضيه وتأكيد حق شعبه في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وحقهم في مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة» .
ولم يقتصر انفعال دول الخليج الفارسي علي هذا الموقف ، فقد سبقه إقدام الوفد السعودي علي الانسحاب لبعض الوقت من الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة، احتجاجاً علي خطاب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الذي رفض وصف حزب الله بـ«الإرهابي» ، قائلا "إن الحشد الشعبي (العراقي) وحزب الله حفظا كرامة العرب، ومن يتهمونهما بالإرهاب هم الإرهابيون" .
وأكد وزير خارجية لبنان جبران باسيل أن "لبنان تحفظ عن ذكر حزب الله ووصفه بالإرهابي لأن هذا الأمر غير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب، وهو غير مصنف في الأمم المتحدة، وحزب الله هو حزب لبناني لديه تمثيل واسع، وهو مكوّن أساسي في لبنان، ويحظي بكتلة نيابية ووزارية وازنة في مؤسساتنا الدستورية" .

الأكثر قراءة الأخبار {0}
عناوين مختارة